
نظرة سریعة إلی الوضع الجهادي في ولایة بدخشان
بدخشان من الولایات الشمالية الشرقیة في أفغانستان، وتقع في غربها ولایتا (تخار) و(بنجشیر)، وتتصل في شرقها بتركستان الشرقیة المسلمة المحتلة، ویحدها من الشمال نهر (جیحون) الذي یفصل أفغانستان عن جمهوریة (تاجكستان)، وتتصل حدودها جنوباً بولایة (نورستان) ومنطقة (شترال) الباكستانیة.
تعتبر ولایة بدخشان من الولایات الكبیرة في أفغانستان، وتبلغ مساحتها إلی (44059) من الكیلومترات المربعة، مركزها مدینة (فیض آباد) وتنقسم هذه الولایة إلی 28مدیریة، وطبیعة هذه الولایة جبلیة وتمتدّ عبرها سلسلة جبال (هندوكوش) الشهیرة ولذلك تغطّي معظم أراضیها الجبال والتلال والأنهار مما أكسبتها جمالاً طبیعیاً رائعا.
معظم سكان هذه الولایة یشتغلون في الزراعة والرعي وأعمال البناء وقد عرفوا تاریخیا بحبّهم للقیم الإسلامیة وتعلّمهم العلوم الشرعیة، فهي تعرف بأرض العلماء والمشایخ والمجاهدین المناضلین. وكما أنّ هذه الولایة كانت معقلاً قویاً للجهاد والمجاهدین أیام الاحتلال الروسي كذلك عادت خندقاً ساخناً للجهاد في سبیل الله تعالی ضدّ الاحتلال الأمریكي الصلیبي الحالي، وفي كلّ یوم تقریباً تنشر عنها الصحافة العالمیة أخبار انتصارات المجاهدین وهزائم الصلیبیین وأعوانهم من العملاء الأفغان.
یقول مسؤولو المجاهدین في ولایة بدخشان بأنّ المجاهدین قاموا بتشكیلاتهم الجهادیة في معظم مدیریات هذه الولایة.
ومدیریات (وردوج) و(راغ) و(بارك)، (كشم) و(جرم) و(یمكان) و(یفتل العلیا) و(شهداء) و(أرگو) هي من المدیریات التي یتواجد فیها المجاهدون بشكل علني ویقومون فیها بالعملیات الجهادیة الجماعیة، ومعظم مناطقها الریفیة تحت سیطرة المجاهدین، وینحصر تواجد العدوّ فیها في المباني الحكومیة في مراكز المدیریات فقط.
وإلی جوار ذلك هناك مدیریات (تشكان) و(درایم) و(یفتل السفلی) و(شهربزرگ) هي المديریات التي یتواجد فیها المجاهدون بشكل فعّال ویقومون فیها بعملیات جهادیة هامّة.
إنّ عملیات الفاروق التي بدأها مجاهدو الإمارة الإسلامیة في جمیع ولایات أفغانستان مستمّرة بقوّتها في ولایة بدخشان أيضا وقد قام المجاهدون في هذه السلسلة الی جوار العملیات الیومیة الصاروخیة والتفجیریة والمواجهات المسلّحة بعدّة عملیات كبیرة أیضاً في مدیریات (كشم) و(راغ) و(یمگان) و(جرم) و( وردوج)، وقد ألحقوا فیها بالعدوّ الخسائر الكبیرة في الأرواح والعتاد.
فعلی سبيل المثال دخل المجاهدون مرّتین في معركتین في مدیریة (كشم) واستمرّت المعركة في كلّ مرّة إلی سبع ساعات وأُّلحقت فیها بالعدوّ الخسائر الكبیرة.
وكذلك أحرز المجاهدون انتصارات كبیرة في مدیریة (وردوج) أیضا والتي حطّم فیها المجاهدون عدداً كبیراً من وسائل نقل العدوّ وألحقوا به الخسائر الكبیرة في الأرواح، وبعد ذلك تمكن المجاهدون بنصرالله تعالی لهم بفتح هذه المدیرة بشكل كامل بتاریخ 29 من شهر دیسمبر من هذا العام (2012م) وقبض فیها المجاهدون علی 22 جندیاً كما قتلوا وجرحوا حوالی 15 آخرین، وغنموا مقادیر من الأسلحة والعتاد ووسائل النقل.
وكذلك قام المجاهدون قبل فترة بعملیات ناجحة في مدیریة (بهارك) وقتلوا خلالها مدیر مدیریة (شغنان) وقائد الحرس الحدودي للحكومة العمیلة بالإضافة إلی عدد آخر من قوّات الأمن في المدیریة.
وهناك عملیات للمجاهدین في المناطق الأخرى من بدخشان یصعب إحصاء جمیعها في هذا المقال القصیر، ولكنّ أخبارها موجودة في أرشیف موقع (الإمارة الإسلامیة) وفي الأقسام الخبریة لمجلات الإمارة الإسلامیة.
یقول مسؤولو المجاهدین في بدخشان بأن80% من سكان هذه الولایة یقفون إلی جانب المجاهدین، وقد أعلنوا مقاطعتهم للحكومة العمیلة، ولذلك لم یستطع العدوّ أن یعرقل حركة المجاهدین أو أن یحدّ من قوتهم علی الرغم من إجراء العملیات العسكریة الكبیرة.
وحین سألت أحد مسؤولی المجاهدین عن سبب زیادة الخسائر في صفوف المجاهدین في هذا العام فأجاب بأنّ السبب هو تصعید عملیات المجاهدین ضدّ العدوّ، لأن الجهاد والتضحیات هما أمران توأمان في سبیل الله تعالی، فالتضحیّات من طبیعة هذا الطریق وعلی العموم فإن الخسائر في صفوف المجاهدین لیست في الحدّ الذي یستغرب منه.