
مقالات الأعداد السابقة
نعم! ستخسر المعركة في وقت لاحق
بقلم شهيد زوي
ترجمة: شهاب الدين غزنوي
يعد (انتوني كوردسمان) من أبرز الماهرين العسكريين في إدارة أوباما الجديدة، ويعمل مع المجموعة المتخصصة التي تقوم بتفحص أوضاع أفغانستان وحالاتها الراهنة كما تقوم بمهمة تقديم الآراء والاستشارات لجنرال الأمريكي مكرستال القائد العام لجميع قوات حلف الشمال الأطلسي “الناتو” وأوردت جريدة (واشنطن بوست) الأمريكية في أواخر شهر أغسطس مقالا لـ (انتوني كوردسمان) حيث نوه في مقاله المذكور وبألفاظ صريحة (ليست هناك أي طريق أمام أميركا لانتصار الحرب في أفغانستان، وعلى العكس من ذلك فإن أميركا ستخسر المعركة دون أي جدوى، وقد أضاعت واشنطن السنوات الماضية بسبب إستراتيجيتها الفاشلة، كما تسببت تلك الإستراتيجية في ضياع السلطة في كثير من المناطق، ولم تأخذ تلك المناطق في الحسبان ولم تفكر في السيطرة عليها، ومن ثم قام المجاهدون بملء هذا الفراغ واستطاعوا تحكيم سيطرتهم عليها دون عبء المشقة أو مواجهة الصعوبة، واتخذوها معاقل كمراكزها العسكرية)
وهكذا أضاف كوردسمان في مقاله المذكور: (الجنرال مكرستال وإن لم يصرح بلسانه إلا أنه يحتاج إلي وجود ثماني لواء يبلغ جنود كل واحد ما بين ثلاثة وخمسة ألاف، والحقيقة إننا في حاجة لضخ مزيد من القوات والمعدات إلي أفغانستان، ولكن من سوء الحظ يوجد في “البنتاجون، والبيت الأبيض وفي مجلس الوزراء أناس يعرقلون الأمور ويعارضون إرسال مزيد من القوات إلي أفغانستان، لذا نستطيع أن نقول بأن أوباما مثل بوش سيصبح الرئيس المنهزم في هذه الحرب وأن أميركا ستخسر المعركة بشكل تدريجي).
والواقع أن الجنرال مكرستال ألقى بهذه التصريحات قبل كوردسمن وأضاف فيها: (إن لم نتمكن من تحقيق الانتصار في أفغانستان خلال السنة الواحدة فمن المتوقع تجريد الحكومة الأمريكية عن تأييد شعبها) وفي الأيام الأخيرة نشرت الصحافة تصريحاته الباهرة حيث اعترف بألفاظ واضحة وأكد: إننا لم نر أي مؤشرات لانتصار القوات الأجنبية في أفغانستان، وأن القوات الأمريكية ستحيق بها الفشل ولم تتمكن خلال كل هذه الفترة من تحقيق الأهداف التي كانت مبنية على إستراتيجية فاشلة.
وهكذا اعترف كبار المسئولين من الكنديين والهولنديين والألمانيين والفرنسيين والبريطانيين بفشل القوات الأجنبية وانتصار المجاهدين بتصاعد هجماتهم وحدتها، ونظرا لعدم إطالة الموضوع نكتفي باعترافات وتصريحات كرستل وكوردسمان.
فقبل ثمانية أعوام حين تضافرت قوات الاتحاد الصليبي على إمارة أفغانستان الإسلامية، ظهر عندها بأن الاتحاد فاتح ومنتصر، وأن المسلمين قد انهزموا أمامه، ولكن جمهرة المسلمين ضحوا بأنفسهم وأموالهم في سبيل الله، ولم يجبنوا أمام تفوق المحتلين، ورجحان كفتهم في كل شيء، ولا أمام الخيانات المفاجئة من بعض المنافقين، وقالوا في تلك الظروف الراهنة ستنهزم أميركا وحلفاؤها في أفغانستان وأن النصر في الأخير سيحظي به المسلمون”.
وكل من اعتقد بنصرة الله تعالى، وتيقن بفوز المؤمنين المستضعفين ضد الجبابرة والقوات المستكبرة لم يشك عند ذاك بفشل المحتلين وكسر شوكتهم أمام صمود المجاهدين، وكان المؤمنون المخلصون قلقون وقتذاك عن التحالف الدولي الصليبي وإسقاط حاكمية الإمارة الإسلامية بيديه، كما كانوا محزونين لاستشهاد عشرات الآلاف من المسلمين بأيدي الصليبيين الطغاة وكانوا متضجرين لاحتلال أرضهم الإسلامية وإيقاعها في أيد أشرس أعداء الله، ولكن لم ييأسوا عن نصرة الله تعالى ومعونته ورحمته، وقضوا السنوات الثمانية الماضية في انتظار هذه النصرة والرحمة مشتاقين لفشل المحتلين وفوز المجاهدين.
وكان كثير من سماسرة الاستعمار يستهزئون بالمجاهدين، ويريدون بقاء الزور الذي استخفت وراءه الحقائق، ناسين بذلك قدرة الله تعالى وعظمته، ويقولون إن الاتحاد الصليبي اتحاد بين الدول القوية على سطح العالم فلا يمكن مقاومته أو خوض الحرب ضده، فليس أمام المجاهدين سوى الاستسلام
والركون لألد أعداء الله أو القتل.
وإننا لو راجعنا التاريخ وتتبعنا وقائعه لعلمنا بأن الإسلام منذ أن ظهر غريبا في ربوع مكة إلي يومنا هذا تحالفت ضده قوات مستكبرة في مختلف فترات التاريخ لضربه ومحوه عن الأرض.
وصاح عندها المنافقون ليبثوا بين المسلمين شائعات كاذبة بغرض يأسهم عن النصر وضعف معنوياتهم عن المقاومة، فيستكين هؤلاء في مثل هذه الأوقات لأوضاع مزرية ويقفون إلي جانب الكفار ويؤيدونهم في مظالمهم ويرفعون شعارهم الشهير: (إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم)..
ولكن الله سبحانه وتعالى قد فضحهم في فترات التاريخ وشل مخططاتهم الماكرة ونواياهم المغرضة، وبسبب شعاراتهم الجوفاء ومحاولاتهم المشئومة يقوي إيمان المؤمنين المخلصين ويزداد غيرتهم ويقولون عندئذ بلسان الحال والمقال: (حسبنا الله ونعم الوكيل) وبتردد هذه الكلمة خرجوا لمجابهة أشرس القوات حتى أخذلها الله تعالى أمام غيرتهم وشجاعتهم وحظهم في النهاية بنصر عظيم وفتح مبين ولم يئسوا على مر الأيام ومضي الدهور.
نعم إن المجاهدين قد واجهوا خلال ثماني سنوات الماضية خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، وتحملوا المشاق في زنازين السجون المظلمة تلك السجون التي لم يكن يتصورها أحد، واستشهد العديد من أعضاء أسرهم، ودمرت منازلهم وتضجروا كثيرا بسبب أزمات المسلمين و تعذيبهم وتنكيلهم وتشريدهم، ولكن على العالم أن يفهم بأن بلادهم ستفتح جراء تضحياتهم المتتالية وستهزم أمام مقاومتهم أكبر القوة في العالم وألد أعداء المسلمين ألا وهي القوات الأمريكية، وعندها ستأمن العالم الإسلامي من شرور تلك القوات إلي أبد الآباد، والأهم من كل ذلك أن أكبر أمنياتهم هي قبول شهادتهم عند الله عز وجل وحصول رضائه سبحانه وتعالى، لذا فإن تجارة المجاهدين هذه تجارة رابحة لا يندمون عليها ولا يتعبون من ممارستها، وأنه إن كان هناك حاجة لمزيد من التضحيات والفدائية وذلك لتثبيت حاكمية الله تعالى في أرضه ونصر المسلمين وتخليصهم من أيدي الظالمين فإنهم مستعدون في كل وقت وآن وعلى مدار الزمان ليضحوا بأنفسهم وأموالهم لتحقيق تلك الغايات النبيلة والأهداف
السامية.
وكبار المسئولين الأمريكيين يصرحون أحيانا بأن معضلة أفغانستان لا تحل عن طريق الحرب، ويدلون في حين أخر بأن عمليات المجاهدين تزداد تطورا وتعقيدا، ويقولون مرة أخرى إلقاء الهزائم بالمجاهدين عن طريق الحرب أمر محال، ويصرحون حاليا: إن لم تحدث هذا أو ذاك فإن أميركا ستخسر المعركة، إذاً لم يخف على أحد الآن بأن أميركا توصلت إلي اعتقاد جازم بأن هزيمتها في أفغانستان أمر لا جدال فيه، وقررت مع نفسها عدم سحب قواتها منها، ويبدو أنها تود من ورائها ألاّ تعبر سحب قواتها بهزيمة مخزية مستنكرة، لذا تسعى الآن لإيجاد السبل المحترمة والمصونة لحفظ وقارها حتى تتمكن عن طريقها إخراج قواتها عن أفغانستان، فإجراء المفاوضات مع المجاهدين وعلى غرارها سحب قواتها هي الركيزة الأولى التي تصر عليها، وإن لم ينجح هذا الاقتراح فاستجابة مطالبات الشعب الأفغاني هو الانتخاب الثاني، وحاليا نشرت في الصحافة بأن الاستطلاعات الأخيرة التي أجراها إحدى المنظمات الحرة في أميركا تؤكد بأن إحصائية المؤيدين لحرب أفغانستان نزلت وبلغت أقل من خمسين في المائة، فهذه هي نتيجة تلك المحاولات، فإحصائية لاستطلاعات التي تمت قبلها من قبل بعض المنظمات وبالدعم المالي الحكومي لم تكن حقيقية بل أجريت حسب متطلبات شبكة المخابرات الأمريكية C.I.A وبعدها جاءت أمامها مطالبة أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتعيين زمن انسحاب القوات الأمريكية عن أفغانستان، وليس من المستبعد أن يطالب بعض المسئولين بعد فترة وجيزة إن الإحصائيات تؤكد بأن الاستطلاع الرأي العام في أفغانستان يشير إلي أن جميع الشعب الأفغاني يطالب أميركا بسحب قواتها من بلادهم، وعلى هذا المنوال سيمهد الطريق لخروج القوات الأمريكية من أفغانستان مما لا يعتبرها العالم هزيمة أميركا بل يعتبرها نتيجة مطالبات الشعب الأمريكي والأفغاني، ومن جانب آخر فإن المجاهدين سيقومون بتضخيم موضوع سحب القوات الأمريكية وتوجيهه بأن تلك القوات ستخرج عن أفغانستان جراء هزيمتها فيها.
ترجمة: شهاب الدين غزنوي
يعد (انتوني كوردسمان) من أبرز الماهرين العسكريين في إدارة أوباما الجديدة، ويعمل مع المجموعة المتخصصة التي تقوم بتفحص أوضاع أفغانستان وحالاتها الراهنة كما تقوم بمهمة تقديم الآراء والاستشارات لجنرال الأمريكي مكرستال القائد العام لجميع قوات حلف الشمال الأطلسي “الناتو” وأوردت جريدة (واشنطن بوست) الأمريكية في أواخر شهر أغسطس مقالا لـ (انتوني كوردسمان) حيث نوه في مقاله المذكور وبألفاظ صريحة (ليست هناك أي طريق أمام أميركا لانتصار الحرب في أفغانستان، وعلى العكس من ذلك فإن أميركا ستخسر المعركة دون أي جدوى، وقد أضاعت واشنطن السنوات الماضية بسبب إستراتيجيتها الفاشلة، كما تسببت تلك الإستراتيجية في ضياع السلطة في كثير من المناطق، ولم تأخذ تلك المناطق في الحسبان ولم تفكر في السيطرة عليها، ومن ثم قام المجاهدون بملء هذا الفراغ واستطاعوا تحكيم سيطرتهم عليها دون عبء المشقة أو مواجهة الصعوبة، واتخذوها معاقل كمراكزها العسكرية)
وهكذا أضاف كوردسمان في مقاله المذكور: (الجنرال مكرستال وإن لم يصرح بلسانه إلا أنه يحتاج إلي وجود ثماني لواء يبلغ جنود كل واحد ما بين ثلاثة وخمسة ألاف، والحقيقة إننا في حاجة لضخ مزيد من القوات والمعدات إلي أفغانستان، ولكن من سوء الحظ يوجد في “البنتاجون، والبيت الأبيض وفي مجلس الوزراء أناس يعرقلون الأمور ويعارضون إرسال مزيد من القوات إلي أفغانستان، لذا نستطيع أن نقول بأن أوباما مثل بوش سيصبح الرئيس المنهزم في هذه الحرب وأن أميركا ستخسر المعركة بشكل تدريجي).
والواقع أن الجنرال مكرستال ألقى بهذه التصريحات قبل كوردسمن وأضاف فيها: (إن لم نتمكن من تحقيق الانتصار في أفغانستان خلال السنة الواحدة فمن المتوقع تجريد الحكومة الأمريكية عن تأييد شعبها) وفي الأيام الأخيرة نشرت الصحافة تصريحاته الباهرة حيث اعترف بألفاظ واضحة وأكد: إننا لم نر أي مؤشرات لانتصار القوات الأجنبية في أفغانستان، وأن القوات الأمريكية ستحيق بها الفشل ولم تتمكن خلال كل هذه الفترة من تحقيق الأهداف التي كانت مبنية على إستراتيجية فاشلة.
وهكذا اعترف كبار المسئولين من الكنديين والهولنديين والألمانيين والفرنسيين والبريطانيين بفشل القوات الأجنبية وانتصار المجاهدين بتصاعد هجماتهم وحدتها، ونظرا لعدم إطالة الموضوع نكتفي باعترافات وتصريحات كرستل وكوردسمان.
فقبل ثمانية أعوام حين تضافرت قوات الاتحاد الصليبي على إمارة أفغانستان الإسلامية، ظهر عندها بأن الاتحاد فاتح ومنتصر، وأن المسلمين قد انهزموا أمامه، ولكن جمهرة المسلمين ضحوا بأنفسهم وأموالهم في سبيل الله، ولم يجبنوا أمام تفوق المحتلين، ورجحان كفتهم في كل شيء، ولا أمام الخيانات المفاجئة من بعض المنافقين، وقالوا في تلك الظروف الراهنة ستنهزم أميركا وحلفاؤها في أفغانستان وأن النصر في الأخير سيحظي به المسلمون”.
وكل من اعتقد بنصرة الله تعالى، وتيقن بفوز المؤمنين المستضعفين ضد الجبابرة والقوات المستكبرة لم يشك عند ذاك بفشل المحتلين وكسر شوكتهم أمام صمود المجاهدين، وكان المؤمنون المخلصون قلقون وقتذاك عن التحالف الدولي الصليبي وإسقاط حاكمية الإمارة الإسلامية بيديه، كما كانوا محزونين لاستشهاد عشرات الآلاف من المسلمين بأيدي الصليبيين الطغاة وكانوا متضجرين لاحتلال أرضهم الإسلامية وإيقاعها في أيد أشرس أعداء الله، ولكن لم ييأسوا عن نصرة الله تعالى ومعونته ورحمته، وقضوا السنوات الثمانية الماضية في انتظار هذه النصرة والرحمة مشتاقين لفشل المحتلين وفوز المجاهدين.
وكان كثير من سماسرة الاستعمار يستهزئون بالمجاهدين، ويريدون بقاء الزور الذي استخفت وراءه الحقائق، ناسين بذلك قدرة الله تعالى وعظمته، ويقولون إن الاتحاد الصليبي اتحاد بين الدول القوية على سطح العالم فلا يمكن مقاومته أو خوض الحرب ضده، فليس أمام المجاهدين سوى الاستسلام
والركون لألد أعداء الله أو القتل.
وإننا لو راجعنا التاريخ وتتبعنا وقائعه لعلمنا بأن الإسلام منذ أن ظهر غريبا في ربوع مكة إلي يومنا هذا تحالفت ضده قوات مستكبرة في مختلف فترات التاريخ لضربه ومحوه عن الأرض.
وصاح عندها المنافقون ليبثوا بين المسلمين شائعات كاذبة بغرض يأسهم عن النصر وضعف معنوياتهم عن المقاومة، فيستكين هؤلاء في مثل هذه الأوقات لأوضاع مزرية ويقفون إلي جانب الكفار ويؤيدونهم في مظالمهم ويرفعون شعارهم الشهير: (إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم)..
ولكن الله سبحانه وتعالى قد فضحهم في فترات التاريخ وشل مخططاتهم الماكرة ونواياهم المغرضة، وبسبب شعاراتهم الجوفاء ومحاولاتهم المشئومة يقوي إيمان المؤمنين المخلصين ويزداد غيرتهم ويقولون عندئذ بلسان الحال والمقال: (حسبنا الله ونعم الوكيل) وبتردد هذه الكلمة خرجوا لمجابهة أشرس القوات حتى أخذلها الله تعالى أمام غيرتهم وشجاعتهم وحظهم في النهاية بنصر عظيم وفتح مبين ولم يئسوا على مر الأيام ومضي الدهور.
نعم إن المجاهدين قد واجهوا خلال ثماني سنوات الماضية خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، وتحملوا المشاق في زنازين السجون المظلمة تلك السجون التي لم يكن يتصورها أحد، واستشهد العديد من أعضاء أسرهم، ودمرت منازلهم وتضجروا كثيرا بسبب أزمات المسلمين و تعذيبهم وتنكيلهم وتشريدهم، ولكن على العالم أن يفهم بأن بلادهم ستفتح جراء تضحياتهم المتتالية وستهزم أمام مقاومتهم أكبر القوة في العالم وألد أعداء المسلمين ألا وهي القوات الأمريكية، وعندها ستأمن العالم الإسلامي من شرور تلك القوات إلي أبد الآباد، والأهم من كل ذلك أن أكبر أمنياتهم هي قبول شهادتهم عند الله عز وجل وحصول رضائه سبحانه وتعالى، لذا فإن تجارة المجاهدين هذه تجارة رابحة لا يندمون عليها ولا يتعبون من ممارستها، وأنه إن كان هناك حاجة لمزيد من التضحيات والفدائية وذلك لتثبيت حاكمية الله تعالى في أرضه ونصر المسلمين وتخليصهم من أيدي الظالمين فإنهم مستعدون في كل وقت وآن وعلى مدار الزمان ليضحوا بأنفسهم وأموالهم لتحقيق تلك الغايات النبيلة والأهداف
السامية.
وكبار المسئولين الأمريكيين يصرحون أحيانا بأن معضلة أفغانستان لا تحل عن طريق الحرب، ويدلون في حين أخر بأن عمليات المجاهدين تزداد تطورا وتعقيدا، ويقولون مرة أخرى إلقاء الهزائم بالمجاهدين عن طريق الحرب أمر محال، ويصرحون حاليا: إن لم تحدث هذا أو ذاك فإن أميركا ستخسر المعركة، إذاً لم يخف على أحد الآن بأن أميركا توصلت إلي اعتقاد جازم بأن هزيمتها في أفغانستان أمر لا جدال فيه، وقررت مع نفسها عدم سحب قواتها منها، ويبدو أنها تود من ورائها ألاّ تعبر سحب قواتها بهزيمة مخزية مستنكرة، لذا تسعى الآن لإيجاد السبل المحترمة والمصونة لحفظ وقارها حتى تتمكن عن طريقها إخراج قواتها عن أفغانستان، فإجراء المفاوضات مع المجاهدين وعلى غرارها سحب قواتها هي الركيزة الأولى التي تصر عليها، وإن لم ينجح هذا الاقتراح فاستجابة مطالبات الشعب الأفغاني هو الانتخاب الثاني، وحاليا نشرت في الصحافة بأن الاستطلاعات الأخيرة التي أجراها إحدى المنظمات الحرة في أميركا تؤكد بأن إحصائية المؤيدين لحرب أفغانستان نزلت وبلغت أقل من خمسين في المائة، فهذه هي نتيجة تلك المحاولات، فإحصائية لاستطلاعات التي تمت قبلها من قبل بعض المنظمات وبالدعم المالي الحكومي لم تكن حقيقية بل أجريت حسب متطلبات شبكة المخابرات الأمريكية C.I.A وبعدها جاءت أمامها مطالبة أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتعيين زمن انسحاب القوات الأمريكية عن أفغانستان، وليس من المستبعد أن يطالب بعض المسئولين بعد فترة وجيزة إن الإحصائيات تؤكد بأن الاستطلاع الرأي العام في أفغانستان يشير إلي أن جميع الشعب الأفغاني يطالب أميركا بسحب قواتها من بلادهم، وعلى هذا المنوال سيمهد الطريق لخروج القوات الأمريكية من أفغانستان مما لا يعتبرها العالم هزيمة أميركا بل يعتبرها نتيجة مطالبات الشعب الأمريكي والأفغاني، ومن جانب آخر فإن المجاهدين سيقومون بتضخيم موضوع سحب القوات الأمريكية وتوجيهه بأن تلك القوات ستخرج عن أفغانستان جراء هزيمتها فيها.