نفحات مستفادة من سورة الأنفال
الأنفال جمع نفل، ومعناهُ اَلغنيمة. ومما قاله العلماء في سورة الأنفال:
– ابن كثير: قال الإمام البخاريّ رحمه الله: قال ابن عباس رضى الله عنهما: اَلأنفال: الغنائم.
– الرازي: ويحتمل أن يكون المراد من هذهِ الأنفال الغنائم وهي، الأموال المأخوذة من الكفّار قهراً.
– القرطبي: إنّ هذهِ السّورة المباركة مدنيّة، بدريّة في قول الحسن، وعكرمة، وجابر، وعطاء، رحمهم الله.
– الآلوسي: عن سعيد ابن جبير رحمه الله اَنّه سئل الحبر عنهما، فقال: تلك سورة بدرٍ.
– أبو حيّان: ولا خلاف اِنّها نزلت في يوم بدر وأمرِ غنائمه.
– الزمخشري: إنّها نزلت بعد سورة البقرة.
وجه تسمية الغنائم أنفالا:
1 – لاَنّها زيادة فيما أحلّ الله لهذهِ الاُمّة ممّا كان محرّماً على غيرها. (تفسير القرطبي).
2 – اَلنّفل: الغنيمة، لأنّها من فضل الله تعالى وعطائه. (تفسير المدارك).
3 – لأنّ المسلمين فضّلوا بها على سائر الأمم الّتي لم تُحِلّ لهم. (روح المعاني).
4 – و سُميت الغنيمة به لِأنّها زيادةٌ على القيام بحماية حوزةِ الاِسلام. (البحر المحيط).
5 – لأَنّها زيادةٌ على ما شرع الجهاد له، وهو اِعلاء كلمة الله عزّ وجلّ، وحماية حوزةِ الإسلام.
رسالة للتّذكار:
إنّ في سورة الأنفال تذكاراً للمسلمين، لِأنّ المسلمين كانوا في الماضي يأخذون الأموال الغنائم من أعداء الاِسلام والمسلمين.
أمّا اليوم فللأسف الشّديد، تركت الاُمّة الإسلاميّة الجهاد، فبسبب ذلك يدفعون الآن الضّرائب والمكوس إلى أعداء الاِسلام، والمسلمين، ويقضون حياتهم في حالة الذّلّ والهوان.
سورة الأنفال مصدر لعبادة الجهاد:
إنّ كتاب الله عزّوجل، وسنة الرّسول صلى الله عليه وسلم وحياته المباركة، أصلٌ ومرجع للجهاد، ولا سيما سورة الأنفال، لِأنّ الله عزّ وجلّ ذكر فيها قوانين الجهاد، وأوصاف المجاهدين الناجحين، وذكر فيها فوائد الجهاد لكافّة الناس بالعموم، وللأمّة الاِسلاميّة بالخصوص.
وذكر فيها عزّ وجلّ قصّة غزوة بدر، لتثبيت المؤمنين، ولنصيحة المجاهدين، وأنهم لو جعلوا اَنفسهم كأصحاب بدر بنسبة الإيمان والعقيدة وبنسبة الصّبر والتقوىٰ والتّوكل على الله عزّوجل- فسيكون لهم الفتح، والنّصر، كما نصّر الله تعالى أصحاب بدرٍ يوم غزوة بدر.
وفي ذكر قصّة غزوة اُحد تذكاراً للمؤمنين وعبرة، ونصيحة للمجاهدين، أن لا تفعلوا مافعله بعض اَصحاب غزوة اُحد.
فعُلِم من هذا أنّ من يريد الجهاد، اَو اَيّ عمل من اَعماله، في أي مجالٍ من مجالات الحياة، فعليه أن يتمسّك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لِأنّ الفلاح بالعمل بما جاء فيهما، والنّجاة بالاهتداء بهديهما. ومن ركب سفينة منهجهما نجا، ومن دخل دار دعوتهما سلم، ومن اتبعهما ماضلّ وما ذلّ، وكيف يذلّ والعزُّ معهما، وكيف يضلُّ وكلّ الرّشد والهداية فيهما.
المسلم تحصل له القُوّة بالاِسلام. وتحصل له الشّجاعة، والبسالة بالإيمان. والمسلم فائزٌ وناجحٌ ما دام يحتضن الرّسالة، والقرآن، فاِذا جرّد عن حياته الاِسلام، وسُلِب منه الايمان، وأُقصيت عن دربه الرّسالة والقرآن، أصبح دُميةً قائمةً بنقر الأزرارِ تنطق، وتصمت، وتمشي، وتقعد، وبتحريك الغير تتحرّك، وبإشارة الغير تنهض.
فيا سائلين القمم، جاهدوا في الله حقّ جهاده، في ضوء القرآن والسّنة، وعضوا على الجهاد بالنّواجذ، فاِنّه سعادة وعزّةٌ في الدنيا، وأجر وجنّة ورضا لله تعالى في الاٰخرة، فاحيوا سُعداء، وموتوا شهداء.
من قوانين الجهاد في سورة الأنفال:
1 – أطيعوا الله ورسوله في ساحة القتال. (الآية: ۲۰).
2 – أطيعوا الأمير ولا تخالفوا أمره. (الآية: ۲٤).
3 – قاتلوا الأعداء ولا تكونوا من المدبرين. (الآية: ۱۵).
4 – تنافسوا وتسابقوا فيما بينكم في التّضحيّات. (الآية: ۲۹).
5 – لا تخونوا بيت المال فإنّ الخيانة تورث الجبن. (الآية: ۲۷).
6 – اُذكروا الله في ميدان الجهاد، بالتسلسل والكثرة. (الآية: ٤۵).
7 – إذا عرفتم اَيّ تدبيرٍ للقتال، فلا تتأخرّوا في تنفيذه. (الآية: ۲٤).
8 – واجعلوا التّوحّد شعارًا في صفوفكم. (الآية: ٤٦).
9 – اِذا لقيتم الأعداء فلا تولّوهم الأدبار. (الآية: ۵۷).
10 – تهَيأوا وجهّزوا أنفسكم قبل القتال، واجعلوا أعداءكم في رّعب وخوف. (الآية: ٦۰).
11 – عيّنوا جماعةً لتحرّض النّاس على القتال. (الآية: ٦۵).
12 – إذا وجدتم الغلبة على الأعداء، فاسفكوا دماءهم اَوّلًا ثمّ اجعلوهم أسارى. (الآية: ٦۷).
13 – لبّوا استغاثة المظلوم ولا تتأخّروا في نصرته. (الآية: ۷۳).
14 – تحالفوا فيما بينكم ضدّ أعدائكم. (الآية: ۷۳).
من فوائد الجهاد في الأنفال:
1 – يمنح الله عزّ وجل للاِسلام والمسلمين الغلبة الّتي يعترف بها الكفّار بسبب الجهاد. (الآية: ۸).
2 – يهيء الله عزّ وجلّ للإنسان سبيل الحقّ بسبب الجهاد. (الآية: ۵).
3 – يحصل اللقاء للمجاهد بسبب الجهاد مع ملائكة الرحمٰن. (الآية: ۹/۱۰).
4 – ينصر الله عزّ وجل المؤمنين باَشياء خارِقة للعادة في ميدان الجهاد. (الآية: ۱۱).
5 – يحظى المجاهد بمحبّة الله تعالى وقربه بسبب الجهاد. (الآية: ۱۷).
6 – تحصل الحياة للمجاهد بسبب الجهاد. (الآية: ۲٤).
7 – يمنح الله عزّ وجلّ للمجاهد ببركة الجهاد المأوى والرّزق الحلال الطيّب. (الآية: ۲٦/۷۳.
8 – ومن فوائد الجهاد أن الله يغفر الذّنوب للمجاهد. (الآية: ۲۹).
9 – يمنح الله عزّ وجلّ للمجاهد قوّة القرار ونور الفراسة. (الآية: ۳۹).
10 – إفلاس الكفّار وخسارتهم المالية بسبب الجهاد. (الآية: ۳٦).
11 – يميّز الله عزّ وجلّ الحقّ عن الباطل بسبب الجهاد. (الآية: ۳۷).
12 – تنكسر قوة الكفار. (الآية:۳۹).
13 – تحصل الغنيمة بسبب الجهاد. (الآية:٤۱).
14 – تُقام الحُجّة على الكفّار بسبب الجهاد. (الآية:٤۲).
15 – تحصل البشائر الخاصّة للمؤمنين في ميدان الجهاد. (الآية:٤۳).
16 – يحصل الفوز والنّجاح للمؤمنين بسبب الجهاد. (الآية:٤۵).
17 – يقذف الله الرّعب في قلوب الكفّار من المؤمنين بسبب الجهاد. (الآية:٦۰).
18 – يتّحد المسلمون بسبب الجهاد. (الآية:٦۳).
19 – يزيد الله عزّ وجلّ قوّة المؤمنين بسبب الجهاد. (الآية:٦۵).
20 – يكتمل الإيمان بسبب الجهاد. (الآية:۷٤).
أوصاف المجاهدين الفائزين:
1 – التّقوىٰ. (الآية:۱).
2 – إصلاح ذات البين. (الآية:۱).
3 – طاعة الله ورسوله. (الآية:۱).
4 – الخوف من الله عزّ وجلّ. (الآية:۲).
5 – التّعلق والصّلة بالقرآن الكريم. (الآية:۲).
6 – التّوكّل على الله عزّ وجلّ. (الآية:۲).
7 – إقامة الصّلاة. (الآية:۳).
8 – الإنفاق في سبيل الله. (الآية:۳).
9 – الاستغاثة بالله عزّ وجلّ. (الآية:۹).
10 – الثّبات والمثابرة. (الآية:۱۱).
11 – تلبية دعوة الجهاد. (الآية:۱۵).
12 – الامتثال لأوامر الأمير وطاعته. (الآية:۲۰).
13 – أن يكون شاكرًا لله عزّ وجلّ. (الآية:۲٦).
14 – ينهى النّاس عن المنكر. (الآية:۲۷).
15 – يضحِّي بماله وأولاده. (الآية:۲۸).
16 – يكون دائم التفكير في سبل تكسير قوّة الكفّار وشوكتهم. (الآية:۳۹).
17 – يقسّم الأموال الاِجتماعيّة بالتقسيم الشرعيّ. (الآية:٤۱).
18 – تّجنب النّزاع والخلاف. (الآية:٤٦).
19 – أن يكون صابرًا لله عزّ وجلّ. (الآية:٤٦).
20 – تجنّب الكبر والرّياء. (الآية:٤۷).
21 – تطوير قوّة الجهاد وتدريب المجاهدين تدريبًا عسكريًّا بما في الوسع. (الآية:٦۰).
22 – الحذر الشّديد في كافة الأحوال. (الآية:٦۱/٦۲).
23 – الدّعوة إلى الجهاد. (الآية:٦۵).
24 – الإبتعاد عن حبّ الدّنيا. (الآية:٦۷).
25 – اجتناب فتنة القوّميّات والوطنيّات واللسانيّات، والارتباط بروابط الاُخوّة الإسلاميّة. (الآية:۷۲).
المراجع: 1 – تفسير الكبير. 2 – تفسير القرطبي. 3 – تفسير روح المعاني. 4 – تفسير العثماني. 5 – تفسير ابن كثير.