نموذج من تسارع وسائل الإعلام لتشويه صورة المجاهدين
لقد ركز الغرب على الحرب الفكرية أكثر من العسكرية في حربه الصليبية الراهنة على الإسلام والمسلمين.
فمع بداية حملته على بلدنا الحبيب أفغانستان، قام بتدشين قنوات وإذاعات باللغات المحلية وبلهجات مختلفة لنفث سموم الفكر الغربي بين أطياف الشعب الأفغاني المسلم.
وجنّد الغرب في هذه الحرب جنده من الذين نامت ضمائرهم، وتلوثت فطرتهم بثقافة الغرب، وحشدهم وعلّمهم طرق الدفاع عن مصالحه، وربّاهم وأرشدهم طرق زخرفة الأخبار، ودرّبهم إلى أن تبدّلت فطرتهم إلى حد أنهم لا يبالون بالكذب والبهتان، ولا يستحيون من الإفتراءات مادامت لصالح سيّدهم، ولا يهمهم إلا الدفاع عن ثقافة الغرب والدعوة إليها.
ويعلم كل حرٍّ عاقل أن الإعلام الذي أنشأته أمريكا وتقوم بتمويله إلى الآن هو الوجه الثاني للكذب والتزوير والدجل والتضليل والتدليس والتحريف، وأن وسائل الإعلام هذه ليست إلا أدوات طيِّعة في يد الإستعمار يقلّبها كيف يشاء، وأنها ليست إلا وسيلة دعائية للصليبيين ينشرون من خلالها الأراجيف والشائعات.
إن وسائل الإعلام هذه داست كل القيم، وتجاوزت كل الحدود في حربها الفكرية على الإسلام والمسلمين.
إن هذه الوسائل لا تنظر إلى المعايير المهنية والقواعد الأخلاقية، فهي لاتحترم عقول البشر، بل تستخفّ بها وتسخر منها.
إن هذه الوسائل تسعى لإلقاء اللائمة على المجاهدين دون بيّنة.
إن هذه الوسائل تفتري وتكذب على المجاهدين وتلصق التهم بهم.
إن هذه الوسائل تعمل ليل نهار للترويج لتكنولوجيا الغرب وأجهزته.
وإن هذه الوسائل تضخِّم أخطاء المجاهدين، وتخفي إنتصاراتهم، وتتعامل بالعكس تماماً مع قوات الإحتلال وعملائهم.
ولقد بات الطعن في المجاهدين وتشويه صورتهم شغلاً شاغلاً للإعلام الصليبي والعميل.
وقد رأينا تعامل هؤلاء مع المجازر التي يرتكبها المحتلون وأذنابهم، حيث يخترعون الحجج ويختلقون المبررات، ويبررون مظالم الأمريكان وعملائهم، ويسوِّغون جرائمهم ويؤيدون انتهاكاتهم.
إننا لا ننتظر من الإعلام الذي تدعمه وتموّله أمريكا، أن يدافع عن الإسلام، أو أن ينصر المجاهدين، فقد ربّاه الكفار على هذه الأخلاق السيئة، وكل إناء بما فيه ينضح، ودونكم نموذجاً حياً لسعي هذا الإعلام الخبيث لتشويه صورة المجاهدين:
ففي آخر يوم من عام 2014 الميلادي، أطلقت القوات الأفغانية قنابل الهاوان على حفل عرس في مديرية سنجين بولاية هلمند، وأسفر الهجوم عن مقتل وإصابة أكثر من 70 شخصاً بمن فيهم العروس، ومعظم الضحايا كانوا من الأطفال والنساء اللاتي حضرن إلى الحفل.
وقد سارعت وسائل الإعلام الصليبية والعميلة، مستغلة هذه المجزرة الأليمة الدامية، إلى نسبتها للمجاهدين، وتبجّحت وعنونت في إعلامها أن العشرات من المدنيين الأفغان قتلوا وأصيبوا في الهجوم الصاروخي الذي أطلقه مقاتلوا طالبان في مديرية سنجين بولاية هلمند.
ولكن لابد للحقائق أن تنكشف ولو بعد حين، فلما اتضحت الحقيقة، وظهر جلياً أن المجاهدين ليسوا متورطين في هذه المجزرة، سارعوا إلى تغيير عناوينهم قائلين:سقوط عشرات القتلى والجرحى في هلمند جراء هجوم صاروخي أٌطلق من مكان مجهول.
ولما اعترف مسؤولون حكوميون بأن القنابل أطلقتها القوات الأفغانية، تسابقت هذه الوسائل لتبرير هذه الجريمة البشعة بأن “المنطقة كانت تشهد اشتباكات بين القوات الأفغانية ومقاتلي حركة طالبان، وأن القوات الأفغانية إنما أطلقت هذه الصواريخ دفاعاً عن نفسها”.
هذا في حين أن الأهالي صرّحوا وأكّدوا أنه لم يكن ثمّة تواجد لمجاهدي الإمارة الإسلامية، ولم تدر هناك اشتباكات بين المجاهدين والقوات العميلة.
لقد فقدت وسائل الإعلام التي صنعتها أمريكا، والتي توالي الصليبيين، مصداقيتها اليوم لدى المسلمين، وظهر للقاصي والداني زيف ادعاءاتها، ودجل إعلامها. فكيف لوسائل الإعلام التي ديدنها الغدر، والخيانة، والكذب، والنفاق، أن تنال ثقة المسلمين؟