مقالات الأعداد السابقة

نور الإمارة الإسلامية وظلام سائر الأنظمة

سيف الله الهروي

 

الإمارة الإسلامية التي لم تمض على حكومتها إلا بضعة أشهر، نجحتْ في بسط الأمن المثالي الذي لم يُشهد خلال السنوات والعقود الماضية في أفغانستان. ثمّ شكلتْ دولة قوية خلال أسابيع، ثم دفعتْ رواتب الأشهر الثلاثة لموظفيها من العوائد الداخلية. والإمارة الإسلامية ليس لها سجون ولا معتقلات ملأتها بخصومها السابقين، ولا سجون ملأتها بمن يعارضها ويخالفها، وليس لها زبانية وبلطجية أطلقتهم في الشوارع يذيقون الشعب أسوأ أنواع العذاب والإجرام.

والإمارة الإسلامية لم تغلق أفواه خصومها، ولم تمارس القمع والاستبداد ضد الصحافة والإعلام ولا ضد الصحافيين والإعلاميين. والإمارة الإسلامية لم تطارد خصومها في هذا البلد وذاك.

والإمارة الإسلامية لا يوجد فساد في قادتها ولا ولاتها ولا وزرائها.

ورغم كلّ هذه الإيجابيات الكبيرة المهمة، ورغم أعظم إنجاز حققه وهو توفير الأمن؛ يرجو البعض منها أن تعمل المعجزة في حل المشاكل الاقتصادية المتكدّسة لأربعة عقود في أفغانستان، ويراها البعض -من عديمي الإنصاف- سببًا لكل مشكلة صغيرة وكبيرة في أفغانستان ناسين أو متناسين إرث النظام العميل الفاسد المحتل. وهناك بعض القنوات والوكالات الإخبارية الكبيرة قصرت نشاطاتها كلها هذه الأيام في نشاط واحدٍ وهو تشويه صورة الإمارة والسعي لتخريبها، حيث تبادر إلى بثّ كلّ خبر ملفّق يمكن أن يُتخذ وسيلة للطعن في الإمارة بطريقة مّا.

حينما يشاهد المرء كلّ هذا الهجوم الشرس على الإمارة الإسلامية، وحينما يشاهد كلّ هذا التركيز المبالَغ فيه على نقطة صغيرة من الضعف في الإمارة، إن وجد، وحينما يرى كلّ هذه الحملات الإعلامية، والدعايات الواسعة والافتراءات والأكاذيب لتشويه الإمارة الإسلامية يزداد يقينًا في أمرين؛ الأوّل: في استقلالية حكومة الإمارة الإسلامية، وبأنها ليست تابعة لا للشرق ولا للغرب، والثاني: في إسلاميّتها وعدالتها، وأن الإمارة مثلها ومثل سائر الأنظمة الطاغوتية المتجبّرة في العالم مثل القماش الأبيض شديد البياض، والأقمشة السوداء شديدة السواد، فالإمارة الإسلامية بيضاء شديدة البياض، لذلك إذا وجدت فيها ذرّة من الضعف أو النقص، فتلك الذرة يراها الجميع فورًا، ولا يرون جبال الفساد والسيئات والمنكرات والجرائم في سائر الحكومات لأنها حكومات ظلامية غارقة في الظلام والظلمات، والإمارة بالنسبة لها نور، وضياء، ونجم بدأ يتلألأ في دياجير الظلام في عصرنا..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى