
هجمات المدن وبعض النقاط
لقد طويت صفحة الاحتلال الأجنبي من أغلب القرى والمناطق الريفية في أفغانستان بفضل الله عز وجل ونصره ثم ببركة الجهاد المستمر منذ 17 سنة، وباتت سلطة المحتلين وعملائهم محدودة إلى المدن. قوات الاحتلال تقضي وقتا عصيبا وفي حالة حصار واضطراب حتى داخل المدن، حيث تستخدم المروحيات حتى في المواصلات بين مطار كابل والسفارة الأمريكية التي لا تبعد سوى بضعة مئات الأمتار من المطار.
إن تجمع المحتلين في المدن زادت من أهمية وضرورة الهجمات داخل المدن بالنسبة للمجاهدين، ومثلما تم هجوم استشهادي بواسطة شاحنة مفخخة بحوالي 8 أطنان من المواد المتفجرة عقبه اقتحام انغماسيين على مجمع للمحتلين الأجانب باسم “غرين ويلج” في شرق مدينة أفغانستان بتاريخ 14 يناير في العام الجاري، فإن المجاهدون يخططون بشن هجمات مماثلة على باقي مراكز وقواعد الاحتلال الواقعة في المدن الكبيرة، وذلك من أجل إجبار غاصبي بلادنا، وشعبنا، وقيمنا بترك بلادنا، وإنهاء الاحتلال، والاستسلام لإرادة الشعب الجهادية.
النقطة الرئيسية في الهجمات داخل المدن هي إحتياط المجاهدين لحد كبير والدقة العالية في ضرب الأهداف، وذلك من أجل تقليل الخسائر بالمدنيين في مثل هذه الهجمات. إمارة أفغانستان الإسلامية ليست جماعة لا تبالي بسلامة أموال وأنفس المدنيين العزل، بل تعتبر سلامة المدنيين من أولوياتها. ودائما يتكبد العدو المحتل وحلفائه خسائر كبيرة نتيجة هجمات المجاهدين مقابل إلحاق خسائر بسيطة بالمدنيين وذلك أيضا غالبا نتيجة تطاير زجاج النوافذ من شدة الإنفجار، لكن وسائل الإعلام التي تتم تمويل أغلبها من قبل الأعداء تختار السكوت المطلق حول خسائر العدو، وتبذل كامل جهودها في تضخيم موضوع تكبد المدنيين خسائر في مثل هذه الهجمات وإسدال الستار على خسائر العدو.
ومع أن الإمارة الإسلامية تبذل قصارى جهدها من أجل عدم إلحاق الضرر بالمدنيين في الهجمات داخل المدن، لكن من أجل منع إلحاق حتى الخسائر البسيطة بالمدنيين، تطالب كالسابق من جميع سكان المدن الكرام بالامتناع من السير والتحرك قرب قواعد ومراكز الإحتلال وعدم العيش بقربها. العدو المحتل هو عدو ديننا وبلادنا، وفرض علينا الجهاد ضدهم، وكما هزمنا العدو ودمرنا قواعده ومراكزه في المناطق الريفية بالبلاد وأجبرناهم بالانسحاب إلى المدن، لن نتركهم الآن حتى داخل المدن ونجبرهم بالإنسحاب الكامل من بلادنا الإسلامية الحبيبة بشكل كامل.
وكما أن دحر وضرب المحتلين هو هدف رئيسي بالنسبة لمجاهدي الإمارة الإسلامية، يعتبر المجاهدون أيضا الحفاظ على سلامة أموال وأرواح المدنيين وعامة المواطنين من مسؤوليتهم الدينية والإنسانية. ونتيجة عمليات المجاهدين شديدة الإحتياط، ستعتبر حرب أفغانستان الجارية من ضمن أطول الحروب في التاريخ بعد مرور 17 سنة عليها والتي لحقت فيها خسائر قليلة نسبيا بالمدنيين، مع ذلك فإننا لا نستطيع تحمل ولو قليلا من الخسائر المدنية، وسفك دم مسلم وأفغاني بمثابة الإنسانية أجمعها بالنسبة لنا، لذلك نرجوا من المواطنين والعالم بعدم الانخداع بما ينشره وسائل الإعلام من تقارير مزورة وغير صحيحة، مجاهدو الإمارة الإسلامية يحتاطون جدا في هجماتهم وتفجيراتهم ولا ينفذون العمليات إلا بعد دراسة وتخطيط جيد، ويستهدفون ويدمرون مراكز المحتلين الغاصبين بدقة.