
هجمات طالبان تصعق الاستخبارات الغربية
أقر مسؤولون عسكريون واستخباراتيون غربيون أنهم فوجئوا بحجم ومستوى الهجمات المعقد والعالي التنسيق التي شهدتها العاصمة الأفغانية منذ ظهر الأحد وحتى الاثنين، واعتبروا هذه الخطوة مثيرة للقلق في تطور شبكة حقاني – حركة طالبان.
ورغم إشادة المصادر بقدرات قوات الأمن الأفغاني في التصدي ودحر الهجمات والتهوين من قدرها، إلا أنهم اتفقوا سرًّا مع انتقادات الرئيس ال…
أقر مسؤولون عسكريون واستخباراتيون غربيون أنهم فوجئوا بحجم ومستوى الهجمات المعقد والعالي التنسيق التي شهدتها العاصمة الأفغانية منذ ظهر الأحد وحتى الاثنين، واعتبروا هذه الخطوة مثيرة للقلق في تطور شبكة حقاني – حركة طالبان.
ورغم إشادة المصادر بقدرات قوات الأمن الأفغاني في التصدي ودحر الهجمات والتهوين من قدرها، إلا أنهم اتفقوا سرًّا مع انتقادات الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، التي وصف فيها نجاح عشرات المهاجمين المسلحين في قطع مئات الأميال ومهاجمة سبعة أهداف أمنية مختلفة بأنه “فشل استخباراتي لأفغانستان وتحديدًا الناتو”.
وبحسب ما نقلت جريدة جريدة انترناشيونال هيرالد تريبيون فإن الهجمات تفرض سؤالين مهمين: حول قدرة طالبان على شن هجمات جرئيه على هذا الغرار بشكل متكرر، وعما إذا كانت الحكومة الأفغانية ستكون قادرة على التعامل مع مثل الهجمات بعد عام 2014 الموعد النهائي لانسحاب القوات الغربية من أفغانستان.
وقد أكدت حركة طالبان الأفغانية أن مقاتليها هاجموا المجمع الذي يضم مكتب الرئيس حامد كرزاي المحاط بحراسة مشددة، وتعهدت بشن المزيد من تلك الهجمات في المستقبل.
وقال السكان المحليون: إنهم سمعوا أصوات انفجارات مدوية وإطلاق نيران أسلحة آلية كثيف وسط كابول مع اقتراب الغسق، قائلين: إن الاشتباكات تواصلت حوالي خمس ساعات في أماكن متفرقة من البلاد، ومنها الحي الدبلوماسي في العاصمة كابول.
كما تعهدت الحركة على لسان المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد بشن المزيد من الهجمات المماثلة لهجمات الأحد في كابول وأقاليم أخرى من البلاد.
وقال مجاهد لوكالة رويترز للأنباء: إن الهجمات التي شنها مقاتلو الحركة “تأتي ردًّا على حرق مصاحف في قاعدة تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وعلى مقتل 17 مدنيًّا أفغانيًّا اتهم جندي أمريكي بإطلاق النار عليهم، وعلى مقطع فيديو ظهر فيه جنود من مشاة البحرية الأمريكية وهو يتبولون على جثث لقتلى من طالبان”.
وكانت سلسلة من الانفجارات قد هزت كابول الأحد، وسُمعت أصوات إطلاق نار كثيف فيما بدا أنه هجوم منسق استهدف فيه مسلحون حيين يسكنهما مسؤولون أفغان وحلفاؤهم الغربيون.
فقد سمع دوي انفجارات قوية وأصوات إطلاق نار على مقربة من مقر السفارة الأمريكية الكائن في “حي وزير أكبر خان الدبلوماسي” الذي يضم أيضًا قاعدة عسكرية أمريكية كبيرة ومكاتب للأمم المتحدة والقصر الرئاسي الأفغاني، إضافة إلى مقرات عدد من السفارات الأجنبية.
بدأ إطلاق النار بعد وقت قصير من وقوع الانفجارات، مما أرغم الموظفون العاملون في المقرات الدبلوماسية في المنطقة إلى النزول للملاجئ.
وقد شوهدت أعمدة الدخان وهي ترتفع من مبانٍ عدة في الحي المذكور، بينما تواصل إطلاق النار الكثيف لأكثر من نصف ساعة.
وتبنت حركة طالبان الهجوم في بيان أصدرته في وقت لاحق، قائلة: إن مسلحيها استهدفوا السفارتين البريطانية والألمانية، إضافة إلى مقر حلف شمال الأطلسي.
وجاء في البيان الذي تلاه مجاهد: “نتبنى المسؤولية عن هذه الهجمات، وهي بداية الهجوم الربيعي الذي كنا نعد له منذ أشهر”.
المصدر: مفكرة الإسلام