هجمات مدينة قندهار قدمت مثالاً رائعاً على قوة المجاهدين
قرابة العشرين ألف جندي محتل ، والآلاف من جنود جيش الحكومة العميلة، وبنفقات حربية هائلة واستعمال أفتك وسائل التكنولوجيا الحربية الحديثة، والهالة الإعلامية الكبيرة، تمكنوا فقط من الإستيلاء على مبنى حكومي في بلدة مارجه بمديرية ناد علي بولاية هلمند، أما بقية مناطق مارجه وما يدور فيها فيتضح في سياق تصريحات الناطق بإسم وزارة الدفاع في الحكومة العميلة حين صرح بأنه لازالت تحدث من أربعة إلى خمسة هجمات على جنودهم وجنود الإحتلال في خلال 24 ساعة. وهذا في حد ذاته يظهر بطلان التصريحات والدعاية الكاذبة لتلك الحكومة وقوات الإحتلال القائلة بأن بلدة مارجه باتت تحت سيطرتهم الكاملة!.
فإذا كان الأمر كذلك فلِمَ لا يسمح مناصرو حرية التعبير ودعاة إستقلال وسائل الإعلام (الأمريكيون وعملائهم) للصحفيين والمراسلين المستقلين بالسفر في جو من الحرية إلى هلمند ليعاينوا عن كثب فيما عدا المبنى الحكومي في مارجه، لمن السلطة في بقية مناطق البلدة الواسعة؟.
وماذا يجري هناك وكيف هي معنويات الأهالي هنالك؟ .
إن منفذي استراتيجية أوباما الحربية كانوا يعتقدون بعد معركة “مارجه” / التي كانوا يأملون فيها نصراً مؤزراً / أنهم سيتمكنون من سحق قوة طالبان في هلمند ، ويقللون من صبرهم ويحطمون معنوياتهم، لكن كان نصر الله العلي القدير شاملا لحال المجاهدين، بحيث حاصروا الكفار في محدودية كيلومترين في بلدة مارجه أما الوضع الجهادي في بقية مناطق هلمند، وعمليات ليلة أول من أمس في مدينة قندهار فقد أظهرت كظهور الشمس بأن قوة المجاهدين لم تتأثر مع عمليات مارجه، ولن تنهار معنوياتهم كما لن يضمحل صبرهم وثباتهم.
يجب أن يذعن الأمريكيون لهذه الحقيقة المرة بأن المجاهدين أقتلعوا جذور قوة، وتكنولوجيا، وإقتصاد وسياسة أمريكا إلى حد كبير، وليس أمامهم إلا الهزيمة والإنسحاب. فوضعهم الحالي في أفغانستان يشبه تماماً وضع السوفيت في السنوات الأخيرة في أفغانستان، حيث تحولت بلاد الأفغان جميعها تحت أقدامهم جمرة حامية، وكان كل حجر وشجر وكل وادي وجبل لهذا البلد الغيور يظهر لهم في شكل عدو، وكانوا يقضون كل لحظة وكل ساعة وكل يوم وكل ليلة خلال إحتلالهم أفغانستان مع القتل والجراح . وفي النهاية إضطروا للنجاة بأرجلهم القذرة من هذا الصعيد الإسلامي الطاهر. وهذا كان سبباً، في الدفع بالجنود الأفغان إلى ميدان القتال، وكانوا هم أي الروس من خلفهم في المواجهات مع المجاهدين، مفتقدون الروح القتالية، وتلاشت جرأتهم، شاخصة أبصارهم، وماكانوا يفكرون إلاّ في الحفاظ على أنفسهم وحياتهم، وهاهي الليلة شابهت البارحة ، فطُبق الأمر نفسه على الأمريكيين حيث يجعلون جنود الجيش العميل والمرتزق لحكومة كابل دروعاً بشرية لهم.
من جهة أخرى إنهار اقتصاد أمريكا نتيجة حرب أفغانستان في السنوات التسعة الماضية ، فوصل إلى الصفر، بل سقط إلى ما تحت الصفر، وصارت مدانة ببلايين الدولارات لليابان، والصين، وألمانيا، وأستراليا، والسعودية والإمارت العربية المتحدة، والكويت وغيرها من الدول ولازالت سلسلة إقتراضها متواصلة؛ لكن لا أحد يثق بها بعد الآن، لأن هذا البلد الغدار (USA) المتشكل من إثنين وخمسين ولاية غير متجانسة فى الطريق لأن ينقسم إلى (52) دويلة مستقلة، ففي هذه الحالة من أي دويلة تسترجع تلك الدول قروضها؟ .
حقاً أن الولايات الأمريكية المتحدة سائرة نحو هاوية الإنهيار وهي واقفة على حافة التفكك والتجزئة.