
هجوم نوعي ناجح على قاعدة القوات الأجنبية في شوراب بولاية هلمند
يعد الهجوم علی بيرل هابر (Pearl Harbor) اكبر هجوم علی القواعد الامریكية تاريخا وتكبدا للخسائر الفادحة، وقد شن هذا الهجوم من قبل الیابان بغتة علی أسطول أمريكي في المحيط الهادئ، وتكبد فیه الجیش الامریكی خسائر بشرية ومالية فادحة.
ومنذ هذا الهجوم لم يستهدف الامريكان ولم يتحمل ضربة منهكة إلا وسمته وسائل الإعلام بيرل هاربر، وقبل سنوات عندما قتل المجاهد الاستشهادي أبو دجانة الخراساني رحمه الله أفراد المخابرات الأمريكية (CIA) في خوست سمت بعض وسائل الإعلام هجومه بـ بيرل هاربر خوست.
لم يمضي كثيرا من الهجوم النوعي الذي قام به المجاهدون علی القاعدة الأمريكية (ساليرنو) في خوست إلا وقد اقدم مجاهدو الامارة الاسلامية مرة اخری بتوجيه ضربة قاصمة للقوات الأجنبية حيث ذكروها في بيرل هاربر آخر في أفغانستان ، وذالك بتنفيذ هجوم ناجح على القوات الأجنبية في منطقة شوراب التابعة لولاية هلمند.
وقد استهدف المجاهدون في هذا الهجوم كبرى قاعدة القوات الامريكية والبريطانية مما اعتبره الامريكان والبريطانيون هجوما اكثر تنسيقا، وأعظم تكتيكا و اكبر خسارة خلال الاعوام الحادية عشرة الماضية وقد حطمت فيه عدة من قاذفات القنابل، والمروحيات، وصهاريج الوقود وخزاناته وغيرها من الذخائر العسكرية، وتكبد العدو خسائر مالية جسيمة مما تصل الی ملايين الدولارات كما تخلف الهجوم في صفوف العدو المحتل عشرات القتلی والجرحی فلله الحمد والمنة.
وللإجابة علی هذا السؤال كيف تمكن المجاهدون من تنفيذ هجوم بيرل هاربر علی قاعدة شوراب الأمريكية علينا ان نتابع فيما يلي تفاصيل هذا الهجوم الناجح.
قاعدة شوراب العسكرية
قاعدة شوراب العسكرية التي تقع شمال غرب عاصمة هلمند لشكركاه من مناطق مديرية واشير والتي يسميها المحتلون ((Camp Bastion تعد من القواعد المهمة والكبرى للمحتلين في أفغانستان.
ومع تواجد القوات الامريكية في هذه القاعدة إلا أنها قاعدة أساسية ومركزا مهما للبريطانيين في أفغانستان الذي أسسوه عام ۲۰۰4 الميلادي، حيث يقول البريطانيون أنها اكبر قاعدة اسست خارج بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية، ويمكن ل ۲۸۰۰۰ جندي وموظف عسكري ان يسكن فيها، ويقطنها الآن حوالي ۱4 ألف جندي من المحتلين والعملاء و تتم منها كل يوم 6۰۰ طلعة جوية للطائرات والمروحيات.
و تتواجد فيه مدرج لمروحيات تشينوك، واباتشي، وطائرات بوينغ، والطائرات النفاثة كذلك كانت بالإضافة إلى تواجد مستشفی عسكري و سجن ومقرات عسكرية.
وتنقسم القاعدة الی مركزين باسم الأول والثاني، وقد تمركز في الثاني الكثير من الأمريكان، والدنمركيين، وقوات استونيا وقوات الحكومة الافغانية العميلة.
وقد اعتبر الرئيس البريطاني السابق توني بلير هذه القاعدة (صحراء كبری) عند زيارته لها عام ۲۰۰6 في نوفمبر، وقد صرح توني بلير أثناء زيارته لهذه القاعدة قال في تكبر وغرور: (سيدار مقدور القرن الحادي والعشرين عن هذه الصحراء) ولكن بعد مضي ستة اعوام علی تصريحات توني بلير أعلن وزير الدفاع البريطانية (فيلب هاموند) عند زيارته لنفس القاعدة: إن القوات البريطانية سوف تنسحب انسحابا كاملا قبل الميعاد المحدد من أفغانستان ولن تنتظر إلي حلول العام ۲۰۱4.
وبعد بضع أيام من إعلان الهاموند استهدفت قاعدة البريطانيين والأمريكيين هذه لضربة المجاهدين التكتيكية التي واجهتها العدو بدون اي تصور سابق.
العمليات الاستشهادية علی قاعدة شوراب العسكرية
قبل تنفيذ الهجوم بأيام معدودة وصل الأمير البريطاني هري الی هذه القاعدة وقد صرح ناطق الامارة ذبيح الله مجاهد في حديث مع صحيفة (ديلي تلجراف) ان استهداف هري من الاهداف العسكرية المهمة التي سوف نركز عليه مستخدمين فيه كل امكانياتنا العسكرية.
وفي الآونة الأخيرة قام القس الأمريكي تيري جونز بنشر فيلم مسيء للإسلام والرسول محمد صلی الله عليه وسلم، مما أصدرت الإمارة الإسلامية بيانا لإدانته وأكدت أنها سوف تقوم بتنفيذ الضربات القوية ضدا القوات الأمريكية ثارا وانتقاما لحرمة نبينا الكريم محمد صلی الله عليه وسلم.
ولانجاز هذين الوعدين معا كانت قاعدة شوراب العسكرية هو الهدف المهم للإمارة الإسلامية لأنها بجانب كونها سكنا للأمير هري و الجنود البريطانيين الآخرين تعتبر في نفس الوقت مركزا لآلاف من عساكر أمريكا، وبذلك أمكن للمجاهدين أن يصيدوا صيدين بسهم واحد.
فلذلك عزم المجاهدون علی تنفيذ الهجوم علی قاعدة المحتلين هذه في ولاية هلمند.
وقد لبّی لنداء هذه العمليات خمسة عشر استشهاديا وهم محمد امین، و زاهد، و فتح خان و نذیر احمد و نور احمد و بشیر احمد و محمد و بلال و عبد الله من ولاية قندهار، و محمد هاشم وعابد وعبد القیوم من ولاية غزني، و ابو ذر و حمزة من لوجر، و حمد الله وعزت الله من ولاية زابل، تجهز هؤلاء الأبطال البواسل والمغاوير الاشاوس و المفدون رؤوسهم و الباذلون نفوسهم لرسول الله لهذه العمليات حتى يباغتوا الموقع الاستراتيجي ويقتلوا الكفار المحتشدين هنالك ليری العالم قوة ايمان المسلمين ومدی همتهم في دفاعهم عن نبيهم الكريم صلی الله عليه وسلم.
وقد كان ثلاثة من الاستشهاديين مزودين بقواذف آر بي جي والمسدسات مع كل واحد منهم ۱۱ من قذائفه، والثلاثة الآخرون كانوا مدججين بسلاح البيكا والمسدسات مع كل واحد منهم ۱۱ مائة من طلقاتها، والباقون كانوا مسلحون بالكلاشنات والرمانات اليدوية مع كل منهم سبعمائة من طلقات الكلاشن وستة من القذائف اليدوية، ومع ذلك كان الاستشهاديون حملوا مع أنفسهم كميات كبيرة من المواد المتفجرة والألغام والتي تسببت لانفجارات هائلة داخل القاعدة.
وقد وُزِّع الاستشهاديون الی مجموعات ثلاثة، فقد كلِّفت كتيبة بلال ابن ابي رباح علی الهجوم بميمنة القاعدة، و وُظِّف استشهاديو مجموعة عمر الفاروق علی الغارة علی وسطها، وأبطال كتيبة خالد ابن الوليد كانوا موظفون علی شن الهجوم علی ميسرة القاعدة.
وحفاظا على سرية الأمور العسكرية مخططو هذا الهجوم لا يريدون اعطاء تفاصيل تخطيط العمليات وكيفية تمكن الاستشهاديون من الوصول الی قاعدة المحتلين الحساسة في المنطقة الصحراوية مع كثرة وسائل الرصد والمراقبة ودوريات العدو، وكيفية تمكنهم من اختراق هذه الحواجز والخنادق ومجاوزة الأكياس المملوءة بالتراب والأسلاك الشائكة وبدء المقارعة وجها لوجه مع المحتلين.
وبدون تاخير وصل الاستشهاديون في الساعة العاشرة ليلة السبت الی أهدافهم بتاريخ ۲۰۱۲/۹/۱۵ ، وبدءوا إطلاق النيران الكثيفة علی القوات البريطانية والأمريكية، وبعد قليل امتد الهجوم الی جميع أنحاء القاعدة، استهدفت كتيبة عمر الفاروق اخبية القوات الأمريكية واحرقوها ووصلوا الی قلب القاعدة، وفي النواحي الاخری كذلك اخذ الاستشهاديون الأبطال أوكار المحتلين، ومنشآتهم، وطائراتهم، ومروحياتهم، وخزانات وقودهم و مخازن اسلحتهم تحت إطلاق نيران مستمرة، وفجروا ثلاثة من خزانات نفطهم والتي كانت ترتفع منها اعمدة الدخان الی ظهيرة اليوم التالي.
و بعد إحراق الخيام في وسط القاعدة تمكن المجاهدون من الوصول إلي موقف الطائرات النفاثة من طراز AV_8B هریر وشنوا الهجوم علی الطائرات الواقفة هناك بواسطة قاذف آر بي جي و فجروها، وفقا للمعطيات الاستخباراتية الموثقة بها انه قد تم احراق احدی عشرة طائرة من طائرات الحلف الاطلسي بالكامل و دمر العدد الكثير منها، وكذلك فجر المجاهدون المنشآت بالمواد المتفجرة كما استهدفوا الطائرات والمروحيات بالأسلحة الثقيلة.
يقول احد مخططي الهجوم: رئيت في منتصف الليل ان مساحة حوالی كيلومتر مربع من القاعدة كانت تلتهب وترتفع منها الدخان ودوي الانفجارات.
بدأت المعركة في الساعة العاشرة مساءا واستمرت إلي الساعة السادسة صباحا، وصرح المجاهدون المشتبكون في اتصال هاتفي بان العدو واجه الهزيمة في الاشتباك ووقع في ارتباك شديد بسبب فجأة الهجوم الذي لم يكن علی اهبة له.
وكذلك اخذ الديجور منهم نهزة الدفاع فلم يتمكنوا من حفظ انفسهم بسبب انتشار ظلام الليل، وبعد استمرار المعركة الشرسة الی الساعة السادسة صباحا وإلحاق الخسائر الجمة بالعدو المحتل نال الاستشهاديون كلهم درجة الشهادة العليا نحسبهم كذلك والله حسيبهم.
ولكن العدو كعادته اخذ في نقل صرعاه وإلقاء الستر علی خسائره، وقال الاخ محمد يوسف احمدي لموقع الإمارة الإسلامية: وفقا للمعلومات الأخيرة والدقيقة قتل في هذا الهجوم 4۷ جنديا من المحتلين بينهم ضابطين عسكريين، وأصيب ۳4 جنديا محتلا، وحطمت ۱۱ طائرة نفاثة بالكامل، كما أحرقت خزانات الوقود و غيرها من الوسائل العسكرية .
ومع أن خسائر الهجوم كانت فادحة و تجاوزت عن حد الإخفاء إلا أن العدو كعادته اجتهد ان يظهر في الاعلام ان الهجوم كان سطحيا و غير واسع، واعترف بقتل بعض من جنوده وقال ان البحث مازال مستمرا عن الخسائر البشرية والمادية الاخری، ولكن مع مرور الوقت انكشفت تفاصيل الحادث.
الادلاء بمعلومات الهجوم
قال المتحدث باسم الامارة الاسلامية قاري محمد يوسف احمدي لوسائل الإعلام: بان الهجوم كان ردا انتقاميا للفيلم الامريكي الذي اسيء فيه الی النبي الكريم صلی الله عليه وسلم، واستهداف هذه القاعدة من اجل انها كانت مركزا استراتيجيا للعدو مع تواجد الأمير البريطاني هيري فيها.
وبعد انتهاء المعركة بساعات نشرت فيديو لقطات الهجوم علی موقع الإمارة الإسلامية وتناقلتها وسائل الإعلام العالمية في تلك اللحظة، واعتبرت وسائل الإعلام العالمية هذا الهجوم بأنه اكبر خسارة علی المحتلين في السنين الماضية الحادية عشرة.
وقد اعترف ناطق الحلف الأطلسي بإصدار بيان: أن ثمانية من طائراتنا النفاثة من طراز AV_8B هریر حُطمت و أحرقت بالكامل، وكذلك احترقت ثلاثة ذخائر النفط، وستة من مواقف الطائرات وغير ذلك من الوسائل العسكرية.
قالت الصحيفة الأمريكية نيويورك تايمز أن قيمة الطائرات المحطمة تصل مائتي مليون دولار، ولكن إحصائية محايدة تؤكد ان حجم الخسارة المادية التي تكبدتها امريكا وبريطانيا في هذا الهجوم هو مبلغ ثلاث مليار دولار، وكذلك قتل وأصيب العشرات من جنودهما.
وباعتراف من الحلف الاطلسي ان الهجوم كان أكثر نسقا، وتكتيكيا، والمنفذون كانوا مدَرّبين و مجهزين أكثر من أي وقت آخر، حيث اخترقوا الحواجز الأمنية واجتازوا وسائل المراقبة بمهارة تامة وبدءوا الاشتباك مع القوات الأجنبية وجها لوجه واحرقوا طائراتهم.
وكتبت جريدة أمريكية اخرى (وال ستريت جورنال) عن الهجوم: ان طالبان بتنفيذهم لهذا الهجوم قد اخذوا بثأرهم من أمريكا، وأشارت إلى الذي قالته حركة طالبان بأننا سوف ننتقم لنبينا صلي الله عليه وسلم من أمريكا بسبب الفيلم المسيء صنع فيها، فها هم وفوا بعهدهم، وزادت الصحيفة: أن طالبان صدقوا قولهم الذي قالوها بعد مجيء الأمير هاري إلى أفغانستان أننا سوف نسعى بكل ما نملك لقتله.
ويمكن تشبيه هذا الهجوم مع هجوم بيرل هاربر لأن القوات الأمريكية واجهت فيها خسائر جمة وفقدت عدة من طائراتها الحربية، ومروحياتها، كما أحرقت ذخائرها النفطية ووسائلها العسكرية الاخرى.
وقد قال احد متحدث الحلف الأطلسي: أننا تعودنا بتدمير طائراتنا في جبهة القتال، ولكننا ما تصورنا قط أننا نتكبد في قعر قاعدتنا خسارة فادحة كهذه بتدمير طائراتنا الحربية.