مقالات الأعداد السابقة

هذه مراثينا

حسام المذحجي

أبيات أكتبها وأنا أرى لي إخوانا يتساقطون على طريق العز والجهاد، واحداً إثر واحد؛ لأخبرهم أنّا على سيرهم ماضون.

 

تأبى المشـاعــر أن تُصـاغ رثـاءا فأحِـــل أســـاك على الأباة إباءا
إنّــــا لقـــومٌ لا تـــرى لسُــــراتنـا إلا عـلى فــوت الحــتوف بـكاءا
وإذا تحـــدّرت الـدّمـــوع رأيتـنا دون الورى نُجري السّهول دماءا
ماذا فقدت وأنت تبصـر مشـعلا يكســو الوجــود المُدلهمّ ضياءا
مـــاذا يضــيرك أن ترجّل فارسٌ عـن خـيله كي يصــعد الجـوزاءَ
قــل للمـعـزّي إن أتـــاك معـــزّيا ما كالسيوف إذا امتشقن عزاءا
كفكف دمـوعك إنّ دونك مـأتمٌ تُبكي بــه أُســد الشّـرى الأعداءَ
تاللـــه مـا قــدر الكـماة يُخـيفنا فليـنـثروا أجـســادنا أشـــــلاءا
أوبعدما اخترنا الخطوب ودربها نخشى المنون ونحـذر الهيـجاءَ
كــلا سنصـمد للجـــراح أعــــزةً لسنا ومن عشـق الحـياة سـوءا
سـل عن مواطئنا النجوم فإنّها كانت تصـافحها صـباح مساءا
كم راحـل أذكى بقلبي حـسرة لا أسـتطـيع لجــمرها إطــفاءا
لـم أبكِهِ، لكــن حملت سـلاحه لأكـون أكثــر فاقــديه وفــاءا
للــــه درّ مـضــــرّج بـدمــــائه مــلأ الـدُّنا قبـل الشّــفاه ثناءا
لا تعجبوا لمسـيره نحو الردى مـا دام يقـصـد بعــده العـلياءَ
من شـاقه الرحمن أو رضوانه هل يستطيع لنفسه استبقاءا؟!
ما بال نائحـة الشـهيد تنوحه أو ما درت مـاذا ينـال جزاءا؟
يـا هـــذه لســـنا نـمـر ببــلدة إلا مــلأنا أرضـــها شــهـداءا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى