هذيان الجنرال كامبل
هذى القائد العام للقوات المحتلة في أفغانستان فقال في هذيانه: “أنه لا خيار أمام طالبان سوى الاستسلام ووضع السلاح على الأرض”. وأضاف: “أنه يجب على طالبان أن يخضعوا للقانون الأساسي، وأن يستسلموا ويلتحقوا بمشروع السلام”. وفي نفس الوقت الذي دعا فيه الجنرال المغفل مجاهدي الإمارة الإسلامية إلى الإستسلام، أكّد على استمرارهم في تدريب القوات الأفغانية لمواجهة طالبان وتقديم المشورة لهم ودعمهم مالياً.
فيا عجباً للتفكير المغفل والعقل الطفولي! فهذه التصريحات لم تظهر إلا مدى بلاهة وحماقة كامبل.
يأتي هذيان كامبل في حين فشل مهمته تماماً في أفغانستان، وهلاك عدد كبير من مليشيات الجنرال كامبل في هجمات المجاهدين، بالإضافة إلى آلاف المعاقين والمنهارين نفسياً. والجنرال -وإن كان يُرى سليماً معافى جسمياً- إلا أن هجمات المجاهدين جعلته مختلاً ، ومرتبكاً، وعصبياً.
اعلم أيها المغفل! أن دعوات الاستسلام وجّهها من كان قبلك -كبراءك وأسلافك- إلى المجاهدين يوم كنتم في غطرسة وتبختر، ويوم كنتم لا ترون إلا أنفسكم، ويوم كان المجاهدون مستضعفين مخذولين أنهكتهم الجراح، إلا أن المجاهدين آثروا الوقوف في وجهكم على المذلة والاستسلام، ورفضوا دعوات الاستسلام رغم بطشكم وقوتكم، وقارعوكم بأيدٍ خالية، واليوم -والحمد لله- بعد أن صار لهم منعة وقوة، وبعد أن سيطروا على كثير من المناطق، هل سيلبون دعواتك ويستجيبون لنداءاتك وسيضعون أسلحتهم على الأرض؟
يا جنرال! لعلك غفلت عن أسماء الجنرالات الذين سحقهم مجاهدوا أفغانستان، إن قائمة أسماء الجنرالات المنهزمين بأيدي مجاهدي أفغانستان طويلة جداً، وسيضيف التاريخ اسمك إلى تلك القائمة، وسيكتب:
إن الجنرال كامبل لم يستطع بعشرات الآلاف من القوات المحتلة ومئات الآلاف من القوات العميلة أن يكسر المقاومة الجهادية في أفغانستان، وأخيراً خرج هذا الجنرال ناكس الرأس منها، يجر أذيال الخيبة والذل والعار، تاركاً وراءه آلاف القتلى من جنوده وعساكره.
إن الجنرال كامبل مذهول من فشل الحرب التي قادتها أمريكا، حيث لم يتمكن مئات الآلاف من الجنود المدجّجين بالأسلحة النوعية والتقنية المتطورة من هزيمة المجاهدين وإخضاعهم، فكيف سينجز ما عجز عنه أسلافه بعدد ضئيل من الجنود الذين أرعبتهم ضربات المجاهدين، المرتجفين داخل قواعدهم خوفاً من المجاهدين؟
أيها الجنرال! قلّب صفحات تاريخ هذه البقعة الأبية، وسترى أن المحتلين في كل عصر جاؤوها يتمنون تحقيق أهدافهم المشؤومة، إلا أنهم بعد أيام وقعوا فريسة لهجمات المجاهدين، وصاروا يلعنون قادتهم الذين دفعوا بهم إلى هاوية الهلاك قرباناً لسياستهم الهمجية.
أيها الجنرال! طالع تاريخ الأفغان؛ هل استسلم المجاهدون الأفغان أمام محتل متغطرس؟ هل تركوا المحتلين وعملاءهم آمنين مطمئنين؟
أيها الجنرال! إن الاستسلام أمام العدو المحتل الكافر غير موجود بتاتاً في قاموس الشعب الأفغاني المسلم، فهذا الشعب واصل جهاده المقدس بالنفس والمال ضد الغزاة في كل عصر. وقد أثبت مجاهدوا الإمارة الإسلامية بثباتهم وصمودهم أنهم خير خلف لخير سلف، وقد أقسموا بالله على مواصلة المسيرة الجهادية ضد المحتلين وعملائهم حتى تخرج جميع الجيوش المحتلة الكافرة من بلادنا الحبيبة وحتى يقام شرع الله على ثراها الطاهر.
فيجب أن تدرك أيها الجنرال المذعور المهزوم! أن المجاهدين لن يستسلموا أمام قوتكم وغطرستكم وأموالكم، وخير دليل على ذلك رجوعك إلى موطنك بالخيبة والخسران، واختيار الجنرال نيكولسون خلفا عنك.
هب أننا مستضعفون، لكن معنا الله، به نصول، وبه نجول، وبه نقاتل. وهاقد استفرغتم جميع ما في وسعكم للقضاء على الإمارة الإسلامية، لكنكم واجهتم الفشل والخسران والخيبة والإنهزام، ولم ينفعكم استبدال الجنرالات وتغيير الإستراتيجيات.
وإن لم يخطر ببالك تاريخ المحتلين القدماء لبعد العهد بهم، فعليك أن تراجع مخيلتك وتشاهد فيها عاقبة أسلافك من جنرالات القوات الأمركية وقوات حلف النيتو: الجنرال ديفيد مكيرنان، والجنرال ستانلي مكريستال، والجنرال ديفيد بترياس، والجنرال جان آلن، وغيرهم لعلك تجد في تاريخهم عبرة رادعة عن التفوه بمثل هذا الهذيان.