هزيمة الدواعش .. هزيمة المخابرات العالمية
عبدالمتين الكابلي
بعد مضي كل يومٍ يأتي خبرٌ جديد وحكاية عجيبة عن تنسيق الأمريكان مع الدواعش ضدّ مجاهدي الإمارة الإسلامية، وزرع هذه الجرثومة الخبيثة في بلاد الأفغان، بل ومساعدتهم بكل الإمكانات المادية بلا حسابٍ أو كتابٍ، ونقلهم بالمروحيات -أيام الاحتلال- من أتون المعركة والحصار إلى مضافات وفنادق كابل، ومداواة جرحاهم!
وحديثًا نُشر مقطع بالصوت والصورة يذكر فيه طبيب بأنّه كان يعالج جرحى الدواعش في مستشفيات كابل تحت إشراف الأمريكان. وهذه الحكاية لوحدها كافية كي لا يرفع الدواعش رؤوسهم مرّة أخرى من الخسة والدناءة، ولكنهم قومٌ مسخت أفكارهم وسمّمت، فهم لا يفقهون أو يخجلون.
لم يبق للدواعش حولٌ ولا قوة في أفغانستان، فقد قُتِل رموزهم وقادتهم شرّ قتلة. وفي اعتراف لكبيرهم -وهو يرتعد- يصف أوضاعهم المأساوية في أفغانستان، فيقول: “فقدنا الزملاء ولم يبق لنا من الكبار والقادة إلا القليل، فُهم يُقتلون في المدن والمراكز شرّ قتلة، ولا نستطيع أن نخبر الجنود، والأوضاع مأساوية للغاية. يُقتل القادة في العاصمة والمدن الأخرى، يُقتلون ويبقى أثر حزننا علينا. الأخ محمد (قيادي من الدواعش) مضى، مع أننا أخذنا الاحتياطات اللازمة، ولكن باءت جميع محاولاتنا بالفشل ولم تبق أمامنا تدابير أخرى. ولم يبق من القادة إلا أشخاص قليلون كأصابع اليد، وإننا والله في ضيقٍ وخناق”. انتهى كلامه.
وهذا ما أثار قلق الاستخبارات العالمية، حيث أنّ جهودهم راحت أدراج الرياح، وأنّ ما أنفقوا من الأموال الطائلة لزعزعة الحكومة الإسلامية الوحيدة التي تحكم بالشريعة وتنفّذ أوامر الرب سبحانه وتعالى صارت حسرة عليهم، لأنّهم لم ينالوا بغيتهم. ولمّا رأوا أنّ استئصال شأفتهم في أفغانستان لم يترك لهم ذريعة في أفغانستان للاعتراف بالإمارة؛ أرسلوا آخرين، فاعتقل كثيرٌ منهم، وبقي بعض الفلول التي تقوم ببعض التفجيرات مؤخراً.
أما عمليات الاغتيال والتفجير فهدفها رفع الروح المعنوية بين أنصار الدواعش وتعزيز التجنيد ومنع الانشقاقات المحتملة من جهة، ومن جهة أخرى إثبات فاعليتها وقدرتها على النيل من الأعداء، طلبًا لدعم مستمر أكبر من الجهات والتنظيمات المستفيدة من عملياتها وأفكارها الشيطانية.
وتريد المؤسسات الشيطانية بهذه التفجيرات تشويه صورة أفغانستان، وإظهار بأنّها غير آمنة، وأنّ تهديد الدواعش ما برح قائمًا. مع أنّ بعض التفجيرات العشوائية تحدث في البلاد الأخرى أيضاً.
أمّا أمن أفغانستان فاسألوا عنه مواطني أفغانستان هل رأوا مثل هذا الأمن في العقود المنصرمة القريبة؟ حيث أصبح بإمكان المواطن أن يسافر من بدخشان إلى نيمروز ومن هرات إلى جلال آباد دون خوفٍ أو وجل. بل بات المواطنون يسافرون إلى الولايات التي لم يروها منذ ولادتهم؛ نتيجة حروب السنوات الماضية.
أمّا ما يصوّره الإعلام الشيطاني من انعدام للأمن في أفغانستان فهذا بعيدٌ عن الواقع والحقيقة. وكثيرٌ من الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي يصوّرون مناطق أفغانستان الجميلة والجذّابة وينشرونها على موقع (يوتيوب)، وبإمكان القراء الاطلاع عليها لمشاهدة الواقع الآمن في أفغانستان في ظل إمارة الإسلام.
وبما أنّ هزيمة الدواعش هي هزيمة للمخابرات العالمية، فهم يبذلون قصارى جهودهم لإبقاء هذه الجرثومة الخبيثة في بلاد الأفغان ويساعدونهم برجال من دول أخرى ويسهّلون طريق مواصلتهم إلى بلاد الأفغان للفساد والإفساد، ويغدقون عليهم بالدولارات الحرام لسفك الدم الحرام هنا وهناك؛ إرضاءً للمخابرات العالمية وترفيعاً لمعنويات بقايا فلولهم المنهزمة.