هكذا فلتكن ثمرة التضحيات!
د. عبدالله المحيسني
شاهدت كما شاهدتم.. مشهد الوفد التفاوضي وهو يقطر عزة ومهابة ..
لا تظنوا أنهم حصلوا على ذلك بشيلات وهياط ومهرجانات.. إنها نتيجة جهد وجهاد عظيم ..
نعم، لقد: دمرت بيوت؛ وشردت أسر؛ وبترت أطراف؛ واستشهد أجيال، وكانت النتيجة أن يصرح مسؤول الوفد بما يلي: [نتحدث أولاً عن تشكيل حكومة إسلامية في أفغانستان]
لاحظ: لم يحاول التوريه بدولة العدل والحرية والقانون ونحو ذلك.. يقولها بكل وضوح: [الحكومة يجب أن تكون إسلامية].
فترد عليه الدول المسماة بالعظمى بما يلي:
♦ أمريكا:سنحذف قادة الطالبان من الإرهاب!!
♦ باكستان تفتخر: نحن ساعدنا بهذا الاتفاق!
♦ الهند:نحن كنا شريك رائع لأفغانستان!
♦ بريطانيا:نريد أن تعيش أفغانستان بسلام!
♦ قطر مفتخرة:نحن من رعى هذا السلام!
نعم يا إخوتي:
كن قوياً يحترمك الناس، كن صلباً يتكسر أمامك الخونة، كن مجاهداً ثابتاً تنحني لك الدول المتعجرفة، قدم تضحيات وواصل حتى النهاية تجني احترام الجميع ويتحول العدو المتربص إلى متصالح!!
وأصدق من هذا كله قول سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ماترك قوم الجهاد في سبيل الله إلا ذلوا].
يا أمتي هذه مدرسة الطالبان حجة على كل متخاذل آثر السلامة على التضحية.. ومن عجيب توافق القدر أن نرى هذا الصمود الطالباني في نفس الوقت الذي نرى فيه الانبطاح الخليجي المخزي للتطبيع مع الصهاينة.. فياليت قومي يعقلون!
لا أبالغ إن قلت هؤلاء أحفاد ربعي!
والله إنني لست أبالغ حين أقول أن هذا المشهد يذكرني برستم حين دعا المسلمين أن يرسلوا رسولاً فانطلق ربعي بن عامر بملابس الغزو المهلهلة، فدخل قصر رستم المرصع بالذهب فجلس على الأرض ولم يجلس على الأريكة
وهانحن نرى وفد الطالبان اليوم يذهبون بلباسهم الأصيل وهم يعرفون أن الأعراف تدعوهم ليلبسوا الطقم الرسمي لكنهم أرادوا أن يقولوا للجميع نحن هنا أتينا بلباسنا بقيمنا بعاداتنا فاقبلونا كما نحن! أو ردونا للجبال فلم نضع بنادقنا عن أكتافنا بعد.
ثبتهم الله وفتح عليهم وأرشدهم.. اللهم بارك بالطالبان وأبنائهم.