مقالات الأعداد السابقة

هل أتاك حديث الطالبان!

هم قوم ملأ الله قلوبهم بالإيمان وعمّر بيوتهم القرآن ، غزاهم المحتل السوفيتي قبل أكثر من ١٧ عاما فقاوموه بكل شيء حتى الحجارة، ففككوا الاتحاد السوفيتي وانهارت منظومته تحت أقدامهم و التي كانت أقوى منظومة في العالم!

ثم أراد الله أن يزيد أجرهم ويرفع مقامهم، فغزاهم المحتل الأمريكي فاستمروا في المقاومة مضى جيل كامل وسلم الراية لمن بعده، استشهد أمراؤهم فأكمل جنودهم، وقتل أجدادهم فما بدل أحفادهم ..

?والآن بعد ١٧ عشر عاماً ، يدرك المحتل أن لامناص له من الانسحاب وأن شعباً عقيدته القرآن لايهزم، فيطلبهم للتفاوض فيوافقون بشرط استمرار العمل العسكري فلا وقت لديهم ليضيعوه في الهدن !! فيوافق المحتل طبعاً!

فتبدأ المفاوضات، وبالطبع من يحدد الزمان والمكان هم الطالبان أيضاً ..

?ثم ترسل الطالبان رسالتها بهجوم كاسح ماسح تمسح به أهم نقطة استراتيجية للمحتل فتضرب المقر الرئيسي للاستخبارات لتلغيه من الوجود ، وتقتل العشرات من أهم الضباط وأكثرهم تدريباً ، فتعترف النيويورك تايمز أن هذا الهجوم هو أعنف وأشرس هجوم لطالبان منذ ١٧ عام !!

وتستمر المفاوضات ويستمر الجهاد !!

?إنها مدرسة الطالبان يا كرام .. تعلم العالم الإسلامي العزة في زمن الهوان ..

?الطالبان لم تنجح بهذا إلا حينما استطاعت أن تكون هي الشعب فحين نقول الطالبان يعني الشعب الأفغاني حملت همه ودافعت عنه وتبنت قضيته ساعدته في رزقه لم تتكبر عليه وغرست محبتها في قلبه لذلك صبرت وصبر شعبها معها !!

?حين نقول الطالبان يعني البعد عن مزاودات الغلو ، وتخويفات المثبطين ، والخوف من الأتباع والارتجاف في اتخاذ القرار!!

?حين نقول الطالبان يعني الاعتدال والقصد فلا غلو يشطح ولا انبطاح يفضح!!

?حين نقول الطالبان يعني مرجعية الشريعة حقاً فكلمة الطالبان أصلاً تعني ( العلماء ) هنالك علماء يراجعون النوازل ويتواصلون مع أمتهم ويقررون !!

إنها مدرسة الطالبان فعلموها أبنائكم!

?اللهم ارض عن الطالبان وأبناء الطالبان وأبناء أبناء الطالبان ومكن لهم في الأرض وأرنا يوم فرحهم بانسحاب المحتل من أرضهم .. اللهم أبلغهم منا السلام ، والسلام!

أ.د. عبد الله المحيسني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى