
هل إعدام المخالفين السياسيين والأبطال الوطنيين عدالة؟
إدارة كابل الفاسدة التي ليست لها أي شرف وإنجاز لخدمة الشعب الغيور تريد أن تضاعف متاعب الشعب تحت مسمى تطبيق العدالة الزائفة في المرحلة الحالية التي أُجبر المحتلون فيها للرحيل من الوطن العزيز، ومجاهدو الإمارة الإسلامية يعدون في ميدان الافتخار لحظات الانتصار؛ فإن عملاء المحتلين بفارغ الصبر يسعون لنسف وتدمير أمل الحياة الآمنة والرغدة للشعب الأفغاني.
ومن التعجب بالمكان بأن عدداً من عملاء الغرب في إدارة كرزاي الهشة يظهرون بأنه ليس لديهم في السجون مخالفين سياسيين.
هذه الإظهارات وردت يوم الثلاثاء بتاريخ 2012/ 11/ 20 م في تقرير لإذاعة الـ (بي بي سي) على نحو التالي: يقول المدعي العام في أفغانستان محمد اسحاق الكو: إن (250) سجينا المحكومين بالإعدام جميعهم لهم صلة بقضايا الإرهاب والقضايا الجنائية، هي جميعها قضايا جنائية، وليس لدينا سجناء سياسيين في أفغانستان أصلا إما إرهابيون أو موقوفون في قضايا المخدرات أو في قضايا أخرى ـ حسب تعبيره ـ.
إن إعدام مجاهدي الإمارة الإسلامية في الحقيقة يصور مدى اضطراب وهلع إدارة كرزاي، هؤلاء الذين تربعوا بفضل الأجانب الغزاة لمدة تزيد على أحد عشر عاماً على العرش الهش للرئاسة الجمهورية الشكلية في كابل، يحلمون الآن أحلاماً مزعجة، لذا يتوصلون إلى شنق الأفغان المظلومين، ويعتبرونه وسيلة لنجاتهم، لذا أصدر مفتيهم قبل مدة وجيزة فتوى جاء فيه: لو أردتم تأمين العدالة (أي غرس مزيد من قبضة الاحتلال في صدر الشعب!)؛ فاشنقوا عدداً من المجاهدين في بوابات العاصمة كابل، ها هو ما يسمى برئيس الجمهورية قد نفذ الفتوى.
عشاق السلطة، وضعفاء النفوس دائماً يفكرون بأن قتل أسرى الجانب الآخر قد يؤدي إلى إضعافه فلذا يضرب بالقوانين الشرعية والأساسات الدولية عرض الحائط، ولمجرد التفكير في نجاة أنفسهم يقتلون أناس أبرياء، لكن هؤلاء المساكين لا يدرون بأن قتل المجاهدين لا يمد سلطة الظالمين بل تقلص لياليهم وتعجل بزوالهم، إن تاريخ الشيوعيين الأفغان ورفاقهم في الاتحاد السوفيتي واضع بين أيدينا حيث قتلوا مئات الآلاف من الأفغان؛ لكن في فترة وجيزة نفوا من الوطن كما أن سادتهم تشتتوا وتمزقوا وتفرقوا.
إن أكبر ذنب للمجاهدين هو الجهاد المبارك والقتال المقدس ضد العدو المحتل، هؤلاء المجاهدون جعلوا من أنفسهم دروعاً للدفاع عن الإسلام والمسلمين والوطن، وأذاقوا العدو مرارة الهزيمة، فهاهم نتيجة افتخاراتهم في قتل المحتلين وإرهابهم وطردهم من الوطن يحاكَمون بتهم واهية لا أصل لها، ويصدر القضاة المرتشون الفاسدون عليهم أحكاماً بلا حق، والإدارة العميلة إرضاءً لسادتها تعدمهم ((ومانقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد) البروج 8.
يُعدم أسرى الإمارة الإسلامية المجاهدون في سجن بلتشرخي السيئ الصيت في حين يسعى مندوبو شورى السلام الكاذب لكرزاي مساعي ريائية لإطلاق سراح أسرى الإمارة الإسلامية في الدول المجاورة، ويقولون جهاراً بأن إطلاق سراح الأسرى يساعد في عملية السلام؛ لكن هنا في أفغانستان إعدام أسرى الإمارة الإسلامية المظلومين يؤمن السلام والصلح!! في الواقع الانتقام من الأسرى أو استشهاد هؤلاء الأبطال للأهداف السياسية عمل مخالف للقانون الإسلامي وأيضا للقانون الدولي، بل إهانة لجميع القوانين وما أجمل ما قالوا في المثل الأفغاني: الشتاء سيتولى وستبقى وجوه القدور مسودة!