مقالات الأعداد السابقة

هل الملح الأمريكي مخلوط باعترافات كرزاي ؟؟

إعترف كبير إدارة كابل لأول مرة، يوم أول من أمس، في حديثه لجلسة ضمت أعضاء لجنة الإنتخابات في كابل بأن القوات الغربية تتدخل في شؤون البلاد وتريد رئيسا عميلا، وبرلمانا ضعيفا وإدارة بلا صلاحية في أفغانستان.
إن كان كرزاي قد ذكر أمثلة على تدخل الغربيين في الإنتخابات الأخيرة وقال بأن عددا من الدول الغربية حاولت إيجاد جو من عدم الثقة عبر إتهامات بتزوير وتلاعب في الإنتخابات ، تمهيداً لإختيار رئيس عميل وإدارة عميلة في النهاية ، إلا أنه لم يشر إلى القضية الأساسية المحورية التي يشهد عليها الصغير والكبير والأخضر واليابس بل وكل شيء في أفغانستان وهى :
ــ أن القيم الدينية والوطنية، واستقلال البلاد عرضة للتجاوز والتهديد في ظل تواجد القوات الأجنبية المحتلة.
ــ وأن هذه القوات الوحشية خلال السنوات التسع الماضية قتلت أكثر من 150000 من الأفغانيين العزل الأبرياء قتلا عاما، وعذبت أكثر من مليون أفغاني، ونفذت أنواع من الجرائم الظاهرة والخفية؛ لكن كرزاي لم يشر في حديثه إلى هذه القضية بتاتا، ولم يذكرها في سياق أمثلته التي ذكرها حول تدخل الغربيين في شؤون البلاد وفي عملية التزوير في الإنتخابات الماضية .
ــ  يبدو أن ملاحظات كرزاي المخملية، وبعض الصراحة الظاهرية  جاءت من أجل تخفيف قهر وغضب الشعب الأفغاني تجاهه، أو أنها تمثيلية مفبركة بتوافق أمريكي كي يتمكن من إعطاء أهمية وقيمة لما يسمى بمجلس التشاور للصلح والسلام (لويه جرگه) المزمع عقده في الشهر القادم، مظهراً أمام الناس إنعقاد هذا المجلس هو إبتكار منه ، وأنه يستطيع تمهيد الأوضاع للصلح والسلام دون رغبة ورضاء الأمريكيين.
هذا في الوقت الذي يتم التحكم بالريموت الأمريكي في كل خطوة يخطوها كرزاي وإدارته ، أو أي إجراء يقوم به، لدرجة أنه لا يقدر على القيام بسفر إلى قندهار أو هلمند إلا برفقة الجنرال الأمريكي. كما أنه لا يقدر على ترأس إجتماع أو التحدث مع الأهالي من قريب دون الرجوع إلى القائد الأمريكي .

ــ بحسب المراقبين، فإن قادة الإحتلال الأمريكيين والغربيين وظفوا شبكاتهم التزويرية، والشيطانية، والدعائية، والسياسية بإخفاء الحقائق وتضليل الرأي العام، وشراء الذمم والضمائر لملائمة الأوضاع وفق ميل ورغبة المحتلين.
ومن أجل ذلك أقاموا مؤتمر لندن، ولنفس الغرض سيقيمون في كابل إجتماع الصلح والسلام “!!” (لويه جرگه) . ويهدفون من وراء هذه المحاولات المخادعة إخفاء تلك الجرائم والجنايات ـ التي نفذت وتنفذ في أرجاء البلد خلال حقبة الاحتلال ـ عن أنظار الناس…
لذا نراهم الآن يستخدمون كرزاي من أجل إنجاح هذه الدعايات والدسائس الشيطانية المزورة ، حيث يسدد اللكمات اللفظية إلى نفسه أحيانا، وفي أحايين أخرى يوجهها إلى أحبابه الغربين وينتقدهم، حتى يخفف من حساسية الناس تجاه الإحتلال ويستفيدون منه في تسخير الرأي العام لبعض الوقت.
لكن الرأي الأفغاني العام مدرك جيدا بأن الملح الأمريكي مخلوط في جميع مساعي كرزاي ولا يمكن تصور القول بأن كرزاي يملك جرأة إنتقاد الأمريكيين من تلقاء نفسه وإلقاء أى قدر من اللوم عليهم ، مهما يكون حجمه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى