مقالات الأعداد السابقة

هل تعبت أمريكا من كونها قوة عظمى.. أم أُجبرت على التراجع؟

بقلم: حسن قطامش

 

بلغة اليقين بحدوث الأمر، وتمني عدم وقوعه.. جاء عدد الإيكونوميست الأخير ليرسخ مخاوف حلفاء الولايات المتحدة من تراجع دورها عالميًا، ويحذر من مخاطر هذا التراجع عليهم وعلى العالم، حسب رؤية المجلة، وهنا خلاصة المقالان:

تحت عنوان: “ما الذي ستقاتل أمريكا من أجله؟ إذا انسحبت الولايات المتحدة فإن العالم سيصبح أكثر خطورة”!! تناولت افتتاحية العدد، ومقاله الرئيسي تخبط الرؤية الأمريكية بين “الانكفاء على الذات” والانسحاب من أغلب مناطق النزاع، وبين رؤية بايدن “أمريكا عادت لقيادة العالم”!!

جاء في الافتتاحية: “من المؤسف أن أميركا تتعب من دورها كضامن للنظام الليبرالي، العملاق لم يغفو مرة أخرى، ولكن عزمه يتعثر وأعداؤه يختبرون ذلك، فتهدد قوتان استبداديتان بالاستيلاء على الأراضي الخاضعة لنظام ديمقراطي، وتهدد ثالثة بانتهاك معاهدة، وتسعى بقوة لصنع قنبلة نووية”.

“فلاديمير بوتين يحشد القوات على الحدود مع أوكرانيا والصين تضج المجال الجوي لتايوان بالطائرات المقاتلة، واتخذت إيران موقفا متشددًا في المحادثات النووية لدرجة أن العديد من المراقبين يتوقعون انهيارها.. فإلى أي مدى ستذهب الولايات المتحدة لمنع مثل هذه الأعمال المتهورة؟”.

وتقول: “كارثة بايدن بالانسحاب من أفغانستان دفع البعض إلى الشك في استعداد أميركا للدفاع عن أصدقائها أو ردع خصومها، والبعض الآخر إلى القلق بشأن كفاءة تخطيطها. وعلى الرغم من أن بايدن لا يهين الحلفاء كما ترامب إلا أنه غالبا ما يفشل في استشارتهم، مما يؤدي إلى تآكل أواصر الثقة”.

“لم تعد أميركا الدولة المهيمنة الواثقة كما كانت في التسعينيات، فقد تضاءلت قوتها النسبية، وتعيش داخليا دراما سياسية لا هوادة فيها، تجعل الولايات المتحدة تبدو منقسمة للغاية في الداخل، بحيث لا تظهر لها هدفا واضحا في الخارج”. وتضيف: “سوف تكون هناك حاجة إلى مزيد من التكيف مع عالم “أقل أمريكيا” وسيتعين على الديمقراطيات، وخاصة في أوروبا أن تنفق المزيد على الدفاع، وينبغي لأولئك المُعرَضين لخطر الهجوم عليهم مثل تايوان وأوكرانيا أن يجعلوا أنفسهم غير قابلين للهضم، عن طريق تعزيز قدرتهم على الحرب”.

في هذه الأيام ينهار النظام العالمي الليبرالي الذي بنته أميركا وحلفاؤها على مدى عقود.. فقد رسم باراك أوباما خطا أحمر ضد استخدام سوريا للأسلحة الكيميائية، لكنه لم ينفذه، وانسحب من العراق في عام 2011 ليعود فقط عندما ملأ الجهاديون الفراغ.

أما دونالد ترامب فقد احتضن الطغاة، وهدد بالتخلي عن حلفائه وسعى إلى تفكيك المؤسسات والمعايير الدولية التي عززتها أميركا لفترة طويلة. أما جو بايدن فبعد إعلانه “أمريكا عادت” غادر أفغانستان بشكل فوضوي. إن شك أميركا في ذاتها يدفع الحلفاء إلى التشكيك في قدرة القوة الأميركية.

هذه الأيام، يجادل مفكرو السياسة الخارجية الرئيسيون على نحو متزايد بأن أميركا لم تعد قادرة على محاولة القيام بكل شيء، في كل مكان، فالعديد منهم يعتقدون أن أيا من الأزمات التي تلوح في الأفق لا تستحق الذهاب إلى الحرب، فلم تعد أمريكا قادرة للدخول في عدة صراعات في وقت واحد.

مدير مركز كوينسي للأبحاث يحث بايدن على مغادرة الشرق الأوسط بعد أفغانستان ويعتقد أنه ينبغي على أميركا مع مرور الوقت، الانسحاب من حلف شمال الأطلسي، وإغلاق العديد من قواعدها ومستودعاتها العسكرية البالغ عددها 750 قاعدة ومستودعا في جميع أنحاء العالم..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى