هل تندمل جراح العملاء النازفة بإرسال 300 أمريكياً إضافياً؟
أعلنت الإدارة العميلة بأنّ أميركا تقوم بإرسال 300 جندي أمريكي إلى ولاية هلمند الربيع المقبل لمساعدة عملائهم هناك.
وفي الشهر الماضي اعترف أوباما بهزيمتهم في أفغانستان وعجزهم أمام المجاهدين، وقد كان هذا الاعتراف ثقيلاً على أذنابهم من العملاء عبيد الدرهم والدينار، وانهار ما بقي من معنوياتهم وتزعزع أركانهم، ولم يكملوا مشاريعهم العسكرية بل تركوها ناقصة وسط الطريق وحتى إنهم تعبوا من هرطقاتهم الإعلامية ولم يتشدقوا: بأنه كانت لنا في السنة الماضية مكتسبات عالية و…
والعملاء في الإدارة العميلة قد بكوا وطلبوا مراراً من أسيادهم الأجانب وقالوا لهم: لو لم تدركونا بالمساعدات العاجلة، لتقدّم المجاهدين أضعاف ما هم الآن عليه ولا اكتسبوا قلوب الشعب وحضانتهم أكثر.
فأعلنت بنتاغون بأنّ أميركا لم تقطع رجاءها كاملاً من أفغانستان، بل هي تساعد العملاء ودليل ذلك إرسال 300 جندي أمريكي إلى أفغانستان.
فرسالتنا للإدارة العميلة بأنّ أمريكا قد بذلت قصارى جهوداتها الجبارة بجانب 49 دولٍ أخرى، وقاتل مالايقل 150 ألف مقاتل أجنبي في أفغانستان، وأنفقت زهاء 10 تريليون دولار، وعقدت مآت المؤتمرات الأممية لجلب المساندات السياسية والاقتصادية في العالم، ونفّذت استراتيجياتها البربرية والوحشية المختلفة في أفغانستان، ولكن نتيجة هذه المساعي الأمريكية كانت اعتراف أوباما الأخير بأنّ النيتو والأمريكان لم يستطيعوا أن يهزموا الطالبان أو يضعفوهم.
فعندما لم يقدر 150 ألف جندي من الأمريكان والنّيتو أن يستقروا الأوضاع في كابول فكيف بإمكان الإدارة العميلة أن تبسط الأمن في الولايات النائية والقاصية، وكيف يشفي غليلكم بهؤلاء 300 ولا سيماً في معقل الغزاة والمجاهدين ومقبرة المحتلين، فهل تتغررون بهؤلاء 300 وتظنّون بأنّ هؤلاء يرفعون معنوياتكم؟ إن هذا إلا حلمٌ وردي في منتهى الحماقة.