هل تُنهي أمريكا أطول حروبها وأفشلها؟!
بقلم: أبو صلاح
لا غرو أن السلام، والمفاوضات، وانتهاء الحرب، مصطلحات تلعب بها أميركا، وهي وجه آخر لسكينها الحاد -المكر والدهاء- للتغرير بالمغفلين، وذلك مكر عرفه المجاهدون منذ اللحظة الأولى. فلو رجعنا قليلاً إلى الخلف لوجدنا أنّ المفاوضات الأمريكية-الفيتنامية استمرت من 1968م حتى 1973م، وكان كيسنجر يتوسل الفييتناميين وقف إطلاق النار، ولم يحدث، فالحرب امتداد للتفاوض بوسائل أخرى.
ولهذا نرى مفكري الغرب وعقلاءهم ينتقدون زعماءهم وساستهم، ولكنهم في غيهم يعمهون. فقبل أيام انتقد كاتب في صحيفة لوس أنجلوس تايمز المرشحين للرئاسة الأميركية لتجاهلهما الحرب الأمريكية في أفغانستان، واصفاً إياها بأطول حروب أميركا المعاصرة وأكثرها فشلاً، داعياً إياهما إلى توضيح الكيفية التي سيتصرفان بها عند انتخابهما للرئاسة.
وقال الكاتب أندرو باسيفيتش إن حرب أفغانستان ستبلغ عامها السادس عشر قبل يوم الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وإن الرئيس الأميركي القادم سيرث هذه الحرب التي يمكن القول عنها حرفياً أنها الحرب التي لا نهاية لها.
وأوضح أنه لأهمية هذه الحرب، فإن كل شخص يتوقع أن يكون لأي مرشح للرئاسة شيئاً يقوله بشأن كيفية الانتصار فيها أو على الأقل احتواء الصراع هناك، أو إنهاء استمرار أمريكا فيها.
وأشار باسيفيتش إلى أن كلاً من المرشح الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطية هيلاري كلينتون قد ألمحا -ولو مجرد تلميح- إلى هذه الحرب في خطاباتهما الطويلة بمؤتمرات حزبيهما مؤخراً.
وأعرب عن عدم توقعه تقديم أيّاً من ترامب أو كلينتون تحليلاً نقدياً يوضح الفشل الأخير وخيبات الأمل الناتجة عن تدخلات الولايات المتحدة العسكرية.
وأورد أن الولايات المتحدة وحلفاءها لم ينجحوا في أي مجال بأفغانستان، رغم التضحيات الكبيرة والإنفاق الذي زاد على تريليون دولار. فالحكومة الأفغانية الآن تعتمد في الإنفاق على أنشطتها بنسبة 70% على المعونات الخارجية، ولم تظهر أي قدرة على الاعتماد على نفسها، ومحاربة الفساد لم تأتِ بنتيجة، وزراعة الأفيون في ازدهار حيث بلغت نسبة مساهمة أفغانستان في الإنتاج العالمي من الهيروين 90%، وحركة طالبان أصبحت أقوى من قبل.
والباحث في أوضاع أفغانستان سيجد بأن الوضع في أفغانستان حالياً يمثل فشلاً سياسياً لا يضاهيه إلا فشل أميركا في العراق، وهي الدولة التي تعيش حرباً وفوضى لا أحد يستطيع التنبؤ بنهاية لها.
فمجاهدوا الإمارة الإسلامية يتقدمون الآن رغم القصف ورغم التوحش الأميركي، وبات العملاء يستغيثون في طول البلاد وعرضها ويستنجدون بأسيادهم ليساعدوهم وإلا فستسقط ولايات برمتها بأيدي مجاهدي الإمارة الإسلامية.
إذاً هل يفقه الأمريكان والغرب ويُنهون هذا النبت المشؤوم -الاحتلال-؟ أم سوف يتمادون في غيهم ليشتروا خسارة أفدح وأنكى إذا لم يعقلوا قبل فوات الأوان؟.