واجب المسلمين في رمضان المبارك
أبو عبدالله
قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر: إن العقوبات الاقتصادية المفروضة على أفغانستان تثير السخط، وتسبب معاناة شديدة في البلاد. وجاء على لسان أحد المسؤولين في اللجنة أن صور الأطفال الذين يعانون الفقر تثير الرعب حقاً، وقال: «عندما تكون في جناح الأطفال بأكبر مستشفى في قندهار، وتنظر إلى عيون الأطفال الجائعين والوجوه اليائسة للآباء القلقين، فإنك تشعر بالغضب».
إلا أنّ هذه التقريرات لا تحرّك ساكنًا في الدول الإسلامية والعربية إلا ماشاء الله، مع أنّ مسؤولي الإمارة الإسلامية على دراية كاملة بالمشاكل التي يواجهها الفقراء، والتي تسببت بها أكثر من أربعة عقود من الصراع وسوء الإدارة في ظل الحكومة السابقة. ولأجل ذلك دعوا واشنطن مرارًا إلى الإفراج عن نحو 9 مليارات دولار من أصول البنك المركزي الأفغاني محتجزة من قبل الإدارة الأمريكية.
وقال المتحدث باسم الإمارة الإسلامية ذبيح الله مجاهد: «نعتزم تخفيف هذه المشاكل»، «نحن نعلم ما الذي يواجهه الناس». ولأجل ذلك لهم جهودات جبّارة ومساعي كبيرة صباح مساء.
وههنا تعظم مسؤولية المسلمين ليساعدوا الشعب الأفغاني المضطهد، لا سيما في هذه الأيام أي أيام رمضان المبارك، فمن خلال مساعدة الفقراء في رمضان والمحتاجين تنبعث روح المحبة والتعاون بين الناس، ويزداد الترابط في المجتمع. فرمضان شهر لتعزيز التراحُم بين المسلمين، وهو بالنِّسبة للفقراء موسم الجود الذي يفيض عليهم، مما أعطى الله الأغنياء، وفتح لهم من أبواب الرِّزق الواسع، والنِّعَم الكثيرة.
يشعر الفقراء عند قُدُوم رمضان بعجْزٍ شديد في توفير نَفَقات هذا الشَّهر الكريم، مما يجعلهم في هَمٍّ، وغمٍّ، وحُزن، ولكن رحمة الله – عز وجل – لا تنساهم ، فجعل الله – عز وجل – لهم حقًّا على كل غنيٍّ؛ كيلا يفتقدوا فرحة هذا الشهر الكريم.
ويتأكد التطوع في رمضان عن غيره من الشهور، بما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر فيه من الخير والعطاء للناس ومساعدة الفقراء والمحتاجين وعون كل صاحب حاجة، بل ويكثر في هذا الشهر من التطوع والعمل الصالح أكثر من غيره، حتى وصف ابن عباس النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر- كما في الصحيحين- “أنه كان أجود بالخير من الريح المرسلة”. ووصف ابن عباس النبي صلى الله عليه وسلم أنه أجود بالخير من الريح المرسلة، لأن الريح لا تبقي ولا تذر، وكذلك حال النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما كان يترك مالاً عنده، بل كان ينفقه كله ويجود على الناس بكل ما عنده.
قال الشافعي – رحمه الله تعالى -: “أُحِبُّ للرجل الزيادة بالجُود في شهر رمضان؛ اقتداءً برسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم؛ ولتشاغل كثير منهم بالصوم والصلاة عن مكاسبهم” [لطائف المعارف:315].