
والله بقوته معنا
صبغة الله وصيل (وكيل وزارة المعارف) – مجلة أنصار النبي ﷺ
القدس لنا، والأرض لنا، والله بقوته معنا
وجموع الكفر قد اجتمعت كي تهزمنا. لن تهزمنا
هذه الكلمات سمعتها ووعيتها وأنا في الثانوية وتذكرتها مرة أخرى عند إعلان “ترامب” الحرب على قطاع غزة وتهجير سكانها منها.
نعم! لقد هذى ترامب فقال في هذيانه: إن الولايات المتحدة ستسيطر على غزة، وستخرج أهلها منها، وأنهم سيحصلون على مساكن أفضل كثيراً، على حد وصفه؛ مما جرّأ المجرم “نتن ياهو” أن يدلي بتصريحاته حول إقامة دولة فلسطينية في السعودية.
التهديد بالإخراج من الأرض ليس بأمر جديد، بل هو أسلوب الطغاة المتجبرين وسلاح المتكبرين المتمردين عبر التاريخ، زعماً منهم أن أهل الحق سيتنازلون عن حقهم أو سيعطوا الدنية في دينهم.
الأنبياء ﵈ هُددوا وأخرِجوا من أوطانهم. قال الله تعالى: ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِم لَنُخرِجَنَّكُم مِّن أَرضِنَآ أَو لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوحَىٰٓ إِلَيهِم رَبُّهُم لَنُهلِكَنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [إبراهيم: 13].
إن تصريحات “ترامب” واجهت ردود فعل واسعة من الفلسطينيين والمسلمين في شتى بقاع الأرض، وعدّوها استفزازية واعتداءً سافراً على أصحاب الأرض، وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وانحيازاً وقحاً للاحتلال الإسرائيلي، وتأييداً لسياساتهم الاحتلالية التوسعية الجشعة، وتمهيداً لمخططاتهم الشيطانية الخبيثة النتنة.
ليست هذه المرة الأولى لترامب التي يُظهر فيها العداء للمسلمين والفلسطينين، فقد سبق أن اعترف دونالد ترامب في المرة الأولى من رئاسته بالقدس عاصمة لليهود الغاصبين.
إننا نؤمن بأن مخططاتكم الشيطانية ستذهب سدى، ومحاولاتكم الخبيثة ستبوء بالفشل، فجذورنا في الأرض المباركة عميقة، وأغصاننا قوية، وأصلنا ثابت، وفرعنا شامخ.
لَنا جَبلٌ يَحتلُّه مَنْ نُجِيرُهُ ** مَنيعٌ يَردُّ الطَّرْفَ وهو كَليلُ
رَسَا أَصلُهُ تَحتَ الثَّرى وَسَمَا به ** إلى النجمِ فَرعٌ لا يُنالُ طَويلُ
ولنعم ما قال الشهيد السعيد (محمد الضيف) تقبله الله: “كما أنت هنا مزروع أنا، ولي في هذه الأرض آلاف البذور، ومهما حاول الطغاة قلعنا ستنبت البذور، أنا هنا في أرضي الحبيبة الكثيرة العطاء، ومثلها عطاؤنا، نواصل الطريق، لا نوقف المسير”.
کل الأراضي الفلسطينية للفلسطينيين، وجميع الأرض المقدسة ورثها المسلمون كابراً عن كابر، ولا مكان لكم عليها، إن غزة أبية على الطغاة، وقد أثبتت خلال العقود الماضية ثباتها وصمودها، ومقاومتها وجهادها.
لقد كانت رسالة الفلسطينيين واضحة؛ إننا لن نستجدي العدو الذي لا يزيده الاسترحام إلا وحشية وإجراماً، فإننا لسنا هنوداً حمراً وإننا لن نخرج من غزة، بل إننا سنعود إلى القدس، إلى أرضنا التي هُجرنا منها سنة 1948م، فإن القدس لنا، وإن الأرض لنا والله بقوته معنا.
وثقتنا بالله عظيمة، إننا نؤمن بهلاك الظالمين، ستهلكون أيها المحتلون! وسترحلون وستجرون أذيال الخزي والعار من الأرض المباركة، وستبقى غزة أبية، شامخة، عزيزة، قوية، وشوكة في حلوق المحتلين وأعوانهم. إن شاء الله تعالى.