
والله غالب على أمره
حافظ منصور
لقد خرجت أمريكا ذليلة حقيرة مهزومة من أفغانستان، بعد أنْ ضجّت الأرض والسماء من بغيها وجبروتها وظلمها، ورأى العالم قيامنا، يومها، في وجه هذا المارد. فقد ألهبت ثورتنا روح المقاومة والتحدي في روح الشعب العريق الأبي الذي يأبى إلا أن ينطلق من تحت الرماد ليصنع غده الذي يريد.
فمنذ أن امتشق المجاهدون السلاح في وجه هذا السفاح المجرم أمريكا، كانت حكمتهم المقدّسة: «ليس المهم أن تعيش، المهم أن تعيش حرّا»، حكمة اعتنقوها بعد أن تركوا الحياة الهادئة الرغيدة للجبناء الذين آثروا السلامة وفضّلوا الحياة تحت الانتداب المذلّ على الحرية وباعوا وطنهم للغزاة من أجل مصالحهم الصغيرة.
إنّ نصر المؤمنين على الأمريكان آية من آيات الله الكبرى في هذا الزمان الذي تردّى فيه المسلمون في الحضيض، وكانت صفعة عظيمة لهذا الطاغوت الأكبر في العصر الراهن الذي قال بكبريائه أنا ربكم الأعلى.
وكلّ هذا النّصر العظيم كان بيد هذا الشعب الأبي الكريم عميق الاعتزاز بربه، الذي استساغ بذل كل ما يملك منافحة عن دينه وصيانة لعقيدته. واليوم وبعد أن أعز الله المسلمين في أفغانستان بهذا النصر المبين الذي يعتبر معجزة العصر وخارقة من خوارق الدّهر، انطلقت أجهزة البث في أمريكا وبريطانيا وذيولهم ببث شائعات واهية، وترّهات وخزعبلات وتضخيم أمر الدواعش.
فكثير من القنوات تبغي بهذه الشائعات تخويف النّاس والشعب من الفقر القاتل، أو تخويفهم من معركة الشمال التي حسمها المجاهدون بفضل الله سبحانه وتعالى، أو إذكاء حرب داحس والغبراء وأيام بعاث بتمزيق شمل المجاهدين بالدندنة على أن المجاهدون يتقاتلون فيما بينهم، ولكنها افتراءات ودجل إعلامي كالغريق الذي يتشبث بكل حشيش…
يا مَن تُهْتُم في بيداء الغرب القاحلة الجرداء، اعلموا أنّ انتصار الإمارة الإسلامية على الصليبيين بابٌ واسعٌ لعودة كل عميل أو خائن أو شيوعي لهذا الدين، وفرصة سانحة ليخلع كل شيوعي ربقة الشيوعية من عنقه، ولينسلخ من ثوب الاشتراكية البالي أو الأفكار الغربية الهشّة القذرة التي أكل الدهر عليها وشرب.
وكما أنّها فرصة ذهبية لأتباع الدواعش الذين غرّتهم الشعارات التي كانت ترفع قديمًا وحديثًا بل ومنذ أيام رابع الخلفاء الراشدين المهديين، سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه كشعار: الحاكمية وما إلى غير ذلك من ذرائع غرروهم وخدعوهم بها.
وأطمئن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها – بإذن الله وأمره- على أنّ هذا الجهاد المنتصر سيؤتي ثماره، ومن ثماره قيام دولة إسلامية تحكم بالشرع المبين على ثرى الوطن، وأنّ الله سبحانه وتعالى كما نصر جهاد الشعب الأفغاني، سينصر هذه الحكومة الفتية، والله غالب على أمره ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون.