مقالات الأعداد السابقة

وجهان لعملة واحدة

تزوير

انتهت عملیة الانتخابات السخیفة في أفغانستان وفي هذا المقال نمرّ علی منهجیة المرشحین الدكتور عبدالله وأحمد زي.

كان الدكتور عبدالله یعد نفسه من السابقین في الترشیح ولما تحولت الانتخابات إلی الجولة الثانیة ازدادت مخاوف عبدالله من الأمیركان اذا ما قاموا بتدبیر مؤامرة لصالح منافسه أحمد زي.

وفي المقابل كان أحمد زي یتنفس الصعداء وكان یعتقد أنه هو الفائز في المرحلة الثانیة من الانتخابات ولذلك لم یبصبص كثیراً للأمیركیین ولم یعلن كثیراً أن الدعم الأمیركي لصالحه ولم یشعر بقلق من جانب الولایات المتحدة.
والعجیب أن عبدالله أعلن مراراً وتكراراً عدم نزاهة الانتخابات وقال إن الفائز في الانتخابات لایكون إلا من انحاز الأمیركان إلیه، وأما أحمد زي لم یصرخ مثل الدكتور عبدالله لطلب الدعم الأمیركي ولم یخطر بباله من جانب الامیركیین قلقاً؛ لأنه كان مصب اعتماد الأمیركیین ولأجل هذا لم یتضرع للولایات المتحدة.

كان الأمیركان في بدایة عملیات الانتخابات لايثقون بـ أحمدزي ولكن بعدما تيقنوا أنه من أوفى العملاء لمصالح الأمیركان؛ لأنه كان رجلاً منهكاً وابتلي بالمشاق كثیراً لذلك لایوجد أفضل منه في إطار الاحتفاظ بمنافع الأمیركان في أفغانستان.

ولكن یُطرح هنا سؤال؛ لماذا یفضل المرشحون حمایة الأمیركان علی جذب ثقة الشعب؟

وما هو دور الأمیركیین في أفغانستان وفي الانتخابات؟

وإذا تقرر للمرشحین أن الأمیركان هم الآمر والناهي فلماذا قام المرشحون بالاستخفاف بعقول الشعب، ولماذا ینفقون الملیارات لعملیة الانتخابات؟ أولم یكفِهم أن یجلسوا في قاعة مع رئیس أمیركي وهو یعین المرشح ثم یجلس علی الكرسي؟

نترك التساؤلات السابقة ونمضي في قصة المرشحین. الدكتور عبدالله كان قد أعلن قبیل الانتخابات بأن أول أمر یقوم بإجراءه بعد تعیینه رئیسا هو توقیع الاتفاقیة دون تلكؤ!. أعلن هذا وهو یعلم أنّ الأمیركیین لا ینحازون له في الانتخابات. واتجه الأمیركان لحمایة أحمد زي في الانتخابات والحال أنّ القوی الكبری مثل أوروبا وروسیا و… أعلنوا انحیازهم له. مع العلم أن عبدالله كان یخاف الأمیركیین ویعلن ما یُسرّون به ویرید بكل هذه الدعایات أن یخفف من حدة الامیركیین عليه.

یقول هذا وهو لایعبأ بسخط الله ورسوله والشعب الأفغاني منه، وقد كرهه الشعب الأفغاني ویزداد سخطهم من هذا الجبان الذي یبیع أفغانستان لأدنی حمایة من الأمیركیین ویتشدق بالزخرف من القول.

لا أنسی الخبر الذي سمعت بأن أوباما زار سجن باغرام فأسرع إلیه الدكتور عبدالله وانتظر علی مدخل السجن حتی ینتهي أوباما من التجول في السجن ثم طلب منه دقائق للتشاور، فرفض أوباما طلبه ورجع الدكتور عبدالله خائباً.

خسر عبدالله الانتخابات وباء بغضب من الله ورسوله وإذا افترضنا أنه سیجلس أیاماً قلیلة علی كرسي الحكم، فهل الرئاسة عنده بلغت من المنزلة إلى حد أن یبیع لأجلها الشعب الأفغاني كله ویتناسی مظالم الأمیركیین والعدوان الصلیبي تجاه الفقراء والأرامل من الشعب، حيث یلقي بجمیع ثروات أفغانستان ومستقبل الشعب الأفغاني تحت أقدام الیهود والنصاری المغضوب علیهم ویقوم بتوقیع اتفاقیة لم یخضع لها كرزاي مع تأمركه؟!.

ألا یعرفون أن توقیع الاتفاقیة من أبشع الجرائم في تاریخ أفغانستان؟

أما أحمد زي فقد قضی شبابه في الولایات المتحدة (عاش فیها 40 سنة) وهو من أعضاء الاستخبارات الأمیركیة، وفیه عصبیة قبلیة فهو یكره الطاجیك والدري، ولو لم يكن الأمیركان في أفغانستان ما كان أحمدزي أحد مرشحي الرئاسة في أفغانستان. والحال أن الأمیركان لیسوا أعداء الأفغان فحسب؛ بل هم أعداء للبشریة. فهم لا يرتضون إلا من یبصبص لهم، كحال القائل لهم أنه حفظ نص الاتفاقیة العسكرية، ولن یتلكأ في توقیعها.

فلا نتعجب حینما نسمع أن جیمز كارویل أصبح مستشاراً لأحمدزي بعد أن كان في منصب مستشاراً لرئیس الوزراء الإسرائیلي.

وبتلك المنهجیة ینظر الشعب الأفغاني إلی المرشحین مثل ماینظرون إلی تاجر یبیع شیئا ویأخذ شیئاً فحسب.

أیها الجبناء لماذا تخضعون للیهود والنصاری بعد أن ذاق الشعب منهم وقاسی، ولماذا تختارون لعن الشعب الأفغاني أجیالا فأجیالاً، لماذا لا ترضون برب السموات والأرض، ولا ترون النجاة إلا في أیدي الاحتلال.


نعم كان قد ترعرع الدكتور عبدالله في أحضان السوفیيت، وترعرع أحمدزي في أحضان البیت الأبیض، وكان من البدیهي أن یكسب أحمدزي معركة الانتخابات. والشعب الأفغاني یعلم أن أحمدزي وعبدالله لیسا ممّن يؤتمن على الشعب الأفغاني أو يرحمه، فهما حفنة من الرعاع والقراصنة الذین لا یعبأون بالشریعة ولا بالوطن ولا بالمرأة ، ویبیعون الكرامة بدولار واحد. وبالرغم من كل ذلك فلن یركع الشعب الأفغاني لأحد، حتی يخرج النصاری وتعود الكرامة للشعب الأفغاني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى