حوارات وتقاريرمقالات الأعداد السابقة

وزير خارجية إمارة أفغانستان الإسلامية؛ المولوي أمير خان متقي: سياستنا تقوم على التوازن والانفتاح مع جميع الدول

أجرت قناة الجزيرة حواراً مرئياً مع وزير خارجية إمارة أفغانستان الإسلامية؛ المولوي أمير خان متقي، خلال زيارته الرسمية لدولة قطر، بتاريخ: 30 أبريل 2025م. الحوار تناول عدد من القضايا الساخنة المرتبطة بأفغانستان بشكل مباشر أو غير مباشر. ولأهمية موضوع الحوار؛ قامت مجلة الصمود بالتفريغ النصي له في السطور التالية.

 

  • الجزيرة: نبدأ بالسؤال عن زيارتكم إلى الدوحة وما هي أهداف هذه الزيارة؟

وزير الخارجية: بسم الله الرحمن الرحيم، زيارتنا إلى  الدوحة جاءت تلبية لدعوة رسمية من دولة قطر، نظراً للعلاقات الواسعة التي تربط بين بلدينا، وقد أُتيحت الآن فرصة ثمينة لقطر للاستثمار في أفغانستان ولتعزيز التعاون والتواصل بين الجانبين في مختلف المجالات. نحن هنا لتحقيق هذا الهدف، ولدينا لقاءات مرتقبة مع عدد من المسؤولين والجهات المعنية.

 

  • الجزيرة: هل من المتوقع أن يكون لقطر دور جديد في الملف الافغاني؟

وزير الخارجية: لطالما جمعتنا بدولة قطر علاقة متميزة، وقد استضافت منذ وقت مبكر مكتبنا السياسي، كما جرت على أراضيها مفاوضاتنا مع الجانب الأمريكي، وكان لدولة قطر دور إيجابي وبنّاء، واليوم نحن ندخل مرحلة جديدة تتسم بفرص متعددة للتعاون المشترك، سواء في مجالات الاستثمار أو التبادل التجاري أو التعاون في الجوانب السياسية والثقافية والاقتصادية.

لقد طُوي فصل طويل من الحرب والاضطرابات والفوضى استمر لأربعة عقود، وبدأ فصل جديد من الاستقرار والعمل المشترك، ونحن نثمّن عالياً دعم  دولة قطر، وننظر إلى شراكتها مع أفغانستان بعين التقدير لما لها من أهمية خاصة في المشهد السياسي الأفغاني.

 

  • الجزيرة: كيف تُقيّمون الآن الوضع الأمني والسياسي في أفغانستان؟

وزير الخارجية: للمرة الأولى منذ ما يقرب من 45 عاماً تشهد أفغانستان حكماً مركزياً موحداً يفرض سلطته على كامل البلاد، وقد انتهت مظاهر التشرذم والصراعات الداخلية، تحقق مستوى غير مسبوق من الأمن؛ إذ لم يسبق أن استمر الاستقرار بهذه الصورة لأكثر من بضعة أشهر في الماضي، بينما نحن اليوم على مشارف دخول العام الرابع من حكم طالبان، ونشاهد حالة أمنية مستقرة وإستثنائية، كما يشعر المواطنون بثقة واطمئنان متزايد تجاه الحكومة، وبدأوا بالإنخراط في الحياة السياسية.

علاقاتنا الخارجية تشهد توسعاً ملحوظاً، سواءٌ على المستوى الإقليمي أو الدولي.

باختصار؛ الوضع الأمني والسياسي يسيران في اتجاه إيجابي، مع تحقيق تقدم ملحوظ في المجال السياسي، إلى جانب حالة أمنية مستقرة بنسبة تامة.

 

  • الجزيرة: أين وصلت جهود الاعتراف بحكومة أفغانستان؟

وزير الخارجية: لقد بدأنا في هذا المجال من نقطة الصفر، والحمد لله وصلنا اليوم إلى مرحلة أصبح لدينا فيها تمثيل دبلوماسي في 41  دولة حول العالم، وقد افتتحنا سفاراتنا وقنصلياتنا، كما أن سفارات عدد من الدول في كابل لا تزال مفتوحة. كذلك توسعت علاقاتنا التجارية بشكل ملحوظ.

وعلى الصعيد السياسي، حققنا العديد من الإنجازات المهمة، فقد قطعنا خلال هذه السنوات الأربع الماضية خطوات كبيرة في مختلف المجالات، واليوم أصبحت علاقاتنا مع بعض الدول طبيعية، ومع دول أخرى لا تزال في طور النمو والتوسع، ومازلنا نشهد تقدماً مستمراً في هذا الإتجاه.

 

  • الجزيرة: جرى في الآونة الأخيرة إطلاق سراح أسرى أمريكيين بوساطة قطرية، وهذه الخطوة تدفعنا للسؤال عن علاقتكم بالولايات المتحدة الأمريكية؛ كيف هي الآن؟

وزير الخارجية: لقد وقّعنا اتفاقاً مع الولايات المتحدة في الدوحة، وكان ذلك الاتفاق يشمل عدة بنود، جميع البنود المتعلقة بالإمارة الإسلامية نُفذت بالكامل؛ على سبيل المثال: تم الاتفاق على منح القوات الأجنبية مهلة 14 شهراً لمغادرة أفغانستان على أن لا تتعرض لهجمات خلال هذه الفترة، وقد تم تنفيذ ذلك، كما يشمل الاتفاق أن لا تُستخدم الأراضي الأفغانية ضد أي طرف آخر، وقد تم الالتزام بذلك أيضاً، وتم إطلاق سراح المعتقلين التابعين للحكومة السابقة، وكل ما كان ضمن مسؤوليتنا نفذناه بشكل تام. أما ما يتعلق بالطرف الأمريكي فهناك بعض البنود للأسف لم تُنفذ حتى الآن؛ مثل: إطلاق سراح أسرانا، وهو ما لم يتم في حينه، بل تم الإفراج عنهم لاحقاً نتيجة التطورات الميدانية، كما نصّ الاتفاق على إزالة أسماء مسؤولي الإمارة الإسلامية من القوائم السوداء، إلا أن ذلك لم يتحقق بعد، كانت هناك وعود بشطب قوائم المكافآت المالية، وقد تم ذلك مؤخراً في مرحلة جديدة لكنها كانت سرية حتى وقت قريب، وكانت من البنود الأساسية أن لا تتدخل الولايات المتحدة بأي شكل من الأشكال في الشأن الأفغاني، ونحن نطالب الآن بتنفيذ جميع هذه البنود.

ومع التطورات الأخيرة وزيارة الوفد الأمريكي إلى كابل، رأيتم الآثار المترتبة على ذلك. نحن نعتبر هذا بداية فصل جديد من العلاقات، ونأمل أن تتوسع هذه العلاقات تدريجياً.

إن سياسة الإمارة الإسلامية هي سياسة متوازنة فنحن كما نرغب في علاقات جيدة مع دول الجوار؛ نرغب أيضاً في علاقات مماثلة مع دول العالم، بما فيها الدول الغربية والولايات المتحدة، وإذا التزم الطرف الآخر بهذا التوازن يمكننا تحقيق تقدم مشترك في المجالات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية.

 

  • الجزيرة: هل اختلفت السياسة بين الإدارة السابقة برئاسة الرئيس الأمريكي جو بايدن مع وصول ترامب؟ هل من تغييرات في العلاقة والتواصل معكم، تحديداً في الجوانب الاقتصادية؟

وزير الخارجية: كما تعلمون، فإن الإتفاق بيننا وبين الولايات المتحدة تم توقيعه خلال فترة الرئيس السابق دونالد ترامب، حيث جرت مفاوضات آنذاك، وتوصلنا إلى اتفاق شامل، وعلى ضوء ذلك الاتفاق انسحبت القوات الأمريكية من أفغانستان. ومع عودة الرئيس ترامب إلى الحكم، زار وفد أمريكي رفيع المستوى كابل للمرة الأولى وبدأت الاتصالات المباشرة. نحن نأمل أن تشهد هذه العلاقات تطوراً إيجابياً، إلا أن تحقيق هذا التقدم يتطلب شجاعة سياسية، وينبغي أن تُراعى فيه مصالح الطرفين.

وبالنظر إلى القضايا الدولية الراهنة والوضع القائم في أفغانستان من حيث الاستقرار الأمني ووجود حكومة موحدة، في ظل غياب الفوضى أو النزاعات الداخلية، نؤكد أن الحكومة الأفغانية تنتهج سياسة متوازنة؛ وبناء على هذه المعطيات نحن متفائلون بإمكانية تحقيق تقدم في العلاقات مع الولايات المتحدة، غير أن ذلك يعتمد على مدى استعداد الجانب الأمريكي للمضي قُدُماً واتخاذ خطوات عملية، أما من جانبنا فلا توجد أية عوائق تعرقل هذا التقدم.

 

  • الجزيرة: تحديداً ما هي النقاط التي ما زالت خلافية مع الولايات المتحدة والتي تطمحون مع الرئيس ترامب للوصول إلى حل فيها؟

وزير الخارجية: لقد أكّدنا مراراً، وما زلنا نؤكد للجانب الأمريكي ضرورة أن تكون لديهم قراءة صحيحة وشاملة للأوضاع في أفغانستان، وأن يكونوا على دراية كافية بالسياسات المتبعة، خاصة وأن سياستنا تقوم على التوازن والانفتاح. فبعد 45 عاماً من الصراع وصلت أفغانستان إلى مرحلة جديدة لا توجد فيها مشاكل أمنية ولا نشاط لزراعة أو تجارة المخدرات، كما أن الأراضي الأفغانية لا تُستخدم ضد أي طرف آخر. إذا ما تم إدراك هذه الحقائق الموجودة على الأرض، ووفق رؤية واقعية تستند إلى الوقائع لا إلى الدعاية الإعلامية المغرضة أو تصريحات المعارضين، فستكون هناك فرصة حقيقية لتحقيق تقدم في العلاقات، أما إذا تم الاستناد إلى مصادر غير محايدة، فسيكون من الصعب الوصول إلى تفاهم مشترك.

نحن في هذه المرحلة نسعى إلى بناء علاقات إيجابية مع الولايات المتحدة، رغم وجود تباين في بعض القضايا العالمية، مثل: موقفنا الثابت في دعم القضية الفلسطينية العادلة، ووقوفنا إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة، وهو ما نعده مسؤولية أخلاقية، وقد نختلف مع الولايات المتحدة في هذا الموقف إلا أن هذا لا ينبغي أن ينعكس سلباً على العلاقة الثنائية، إذ لا توجد بيننا وبينها أيه خلافات جوهريه تتطلب المواجهة.

 

  • الجزيرة: أين وصلت جهود رفع العقوبات عن أفغانستان؛ القطاع المصرفي مثلاً؟

وزير الخارجية: لقد خرجت أفغانستان من حرب امتدت لأكثر من 45 عاماً، ويستوجب ذلك أن يُعامل شعبها بشفقة وإنصاف.

إن العقوبات المفروضة حالياً على أفغانستان؛ ظالمة وغير مبررة، وتعد انتهاكاً لحقوق الشعب الأفغاني، كما أن تجميد الأصول المالية الأفغانية يمثل حرماناً غير قانوني من حقوق مشروعة.

نطالب برفع جميع العقوبات بشكل كامل، وفتح المجال أمام التبادل التجاري المشروع، وتهيئة بيئة مناسبة للتعاون الثنائي. الجهات التي تفرض هذه العقوبات لا ينبغي أن تدفع الشعب الأفغاني إلى اللجوء إلى طرق غير قانونية أو غير نظامية في معاملته التجارية. صحيح أن بعض التحسينات قد حدثت، لكنها غير كافية، ينبغي إنهاء العقوبات بشكل نهائي، لأنها تفتقر لأي مبرر قانوني أو منطقي، ولا تخدم الاستقرار أو التنمية في أفغانستان.

 

  • الجزيرة: كيف يتعاطى معكم الإقليم إذاً؟ كيف يساهم أو تساهم الدول الإقليمية في ملف رفع العقوبات وتجاوز التأثيرات الاقتصادية الكبيرة لاستمرار العقوبات على أفغانستان؟

وزير الخارجية: لدينا علاقات ممتازة للغاية مع دول المنطقة، لا سيما في المجال التجاري، وكما هو معلوم فإن أفغانستان دولة غير ساحلية، يبلغ عدد سكانها قرابة 40 مليون نسمة، وتعتمد بشكل كبير على الواردات لكونها لا تمتلك حجماً كبيراً من الصادرات؛ ما يجعل حاجتها إلى التجارة شديدة ومُلحّة. وقد تمكنا من بناء علاقات دبلوماسية واقتصادية قوية مع دول الجوار، بالإضافة إلى علاقات ثقافية مع بعض منها، وفي هذا المجال لا نواجه حالياً أيه عقبات تُذكر، كما أن عدداً من دول المنطقة اعترفت بممثلين على مستوى السفراء، ونحن نطمح إلى إقامة علاقات مماثلة مع باقي دول العالم.

 

  • الجزيرة: روسيا رفعت اسم (حركة طالبان) من قائمة الحركات المحظورة، وهذا يدفعنا للسؤال عن مدى تأثير ذلك في العلاقة بينكم وبين روسيا، وتأثير ذلك أيضاً على الوضع الداخلي الأفغاني؟

وزير الخارجية: نقدر خطوة روسيا الأخيرة، إذ كانت هناك عقبة تعيق توسيع العلاقات بيننا، والآن بعد زوالها بات الطريق ممهداً لتعزيز التعاون، لا سيما في المجال التجاري مع دول المنطقة، وأفغانستان تقع في قلب آسيا وتشكل جسراً يربط بين جنوب آسيا وآسيا الوسطى، وهي ممر ترانزيت طبيعي، نطمح إلى أن تكون بلادنا حلقة وصل لربط الشمال بالجنوب عبرها، كما أن روسيا قادرة على الاستفادة من هذا الموقع الجغرافي الحيوي، وبالتالي فإن هذه الخطوة من الجانب الروسي تعد إيجابية ومهمة وقد فتحت الباب أمام مزيد من التطورات المستقبلية، ونراها قراراً صائباً في توقيته ومضمونه.

 

  • الجزيرة: ما شكل هذا التقدم؟ هل يدفعكم هذا التطور إلى تقارب أكثر مع الصين مثلاً؟ ما بين الصين، الولايات المتحدة، روسيا؛ أين أنتم الآن؟

وزير الخارجية: إن الموقع الجغرافي والظروف السياسية لأفغانستان يفرضان اتباع سياسة متوازنة، وهي السياسة التي نعتمدها ونسعى من خلالها إلى إقامه علاقات إيجابية مع جميع الدول. من يبادر من هذه الدول إلى تعزيز التعاون، سواء في المجال التجاري أو السياسي أو الثقافي، فإننا على استعداد للتعامل والتعاون معه في مختلف المجالات.

لا نرغب أن تكون أفغانستان في موقع يجبرها على اتخاذ موقف ضد  دولة ما، من أجل التقرب من أخرى، بل نريد علاقات طيبة مع الجميع.

لقد درسنا هذا النهج بعمق، ووجدنا فيه مصلحة حقيقية لبلادنا؛ لن تكون أفغانستان بعد اليوم ساحة للصراعات أو التنافس السلبي بين القوى الكبرى أو الدول الإقليمية. وإذا وُجِد تنافسٌ فنحن نريده أن يكون تنافساً إيجابياً في مجالات: الاقتصاد، التجارة، الترانزيت، التكنولوجيا، والحوار. نحن على أتم الاستعداد للتعاون في جميع هذه الميادين، وسياستنا لا تُعرّف على أساس الإضرار بأي طرف، بل إنها تقوم على الحياد والتوازن.

 

  • الجزيرة: هذا ما تطمحون إليه السيد الوزير، لكن ما هو الوضع الحالي؛ خاصة مع التطور الجديد مع روسيا؛ وصول الرئيس ترامب؛ العلاقات الاقتصادية أيضاً مع الصين، هل ينعكس ذلك فعلياً -حالياً- على الأحوال الاقتصادية في أفغانستان؟

وزير الخارجية: أفغانستان جزء من هذا العالم وتعيش ضمنه، والعالم أشبه بقرية، ومن الطبيعي أن يكون لأي صراع اقتصادي أو عسكري أو أمني تأثيرات على الجميع، لكننا لا نتوقع أن تكون هذه التأثيرات كبيرة على أفغانستان؛ لأن علاقاتنا مع مختلف الدول قائمة على التوازن. لقد تعززت علاقاتنا الاقتصادية مع العديد من الدول، وإذا ظهر ضعف في جانب ما، فالجوانب الأخرى ستبقى مفتوحة، مما يحدّ من التأثيرات السلبية، ونأمل أن لا تنشب في المنطقة صراعات يكون لها تاثير سلبي على أفغانستان.

 

  • الجزيرة: الآن، بعد أربع سنوات على حكمكم، ماذا بالنسبة للشأن الداخلي؛ هل هنالك مبادرات جديدة من أجل حوار مجتمعي وانفتاح على مزيد من الحركات داخل أفغانستان؟

وزير الخارجية: نحن لا نرغب في تكرار التجارب المريرة التي مرّت بها أفغانستان في الماضي. لقد أعلنا عفواً عاماً ونؤكد أن أفغانستان هي بيت مشترك لكل الأفغان، ويجب أن يعيش الجميع كإخوة دون أي تمييز على أساس الانتماء السياسي أو القبلي أو المناطقي، جميع المواطنين متساوون، وقد عاشوا سابقاً حياة مشتركة، ويجب أن يستمروا في ذلك الآن أيضاً.

الحكومه تمثل الجميع، ومن حق كل مواطن التواصل معها لتلبية احتياجاته اليومية دون أي تمييز. لا توجد اليوم أزمة تستدعي تشكيل معادلات أو حلول جديدة. الجميع داخل البلاد يتمتع بحرية التنقل والتجارة والعيش، ولا يتعرّض أحدٌ للتهديد بسبب آرائه السياسية، وينبغي الحفاظ على هذا الوضع وتعزيزه.

 

  • الجزيرة: ماذا على الحركات السياسية تحديداً الفاعلة في أفغانستان، وحتى مثلاً حركة (طالبان باكستان) ما حدود تواصلكم وعلاقتكم مع هذه الحركات؟

وزير الخارجية: لا وجود حالياً لأي معارضة منظمة أو جماعية داخل أفغانستان، وإن وُجِدت فهي على مستوى أفراد يعيشون في الخارج، لا توجد معارضة باسم أحزاب أو تنظيمات. ونحن لا نرغب في عودة تلك التحركات السلبية، أما الأفراد، فإننا نرحب بعودتهم وأبوابنا مفتوحة أمامهم، ويمكنهم التواصل معنا والعيش في وطنهم دون أي مشكلة.

 

  • الجزيرة: لو انتقلنا الآن للحديث عن التوتر الحاصل الحالي بين الهند وباكستان؛ ما موقفكم في أفغانستان من هذا التوتر؟ وكيف تراقبون ما يجري من توتر خطير؟

وزير الخارجية: السياسة الرسمية للإمارة الإسلامية واضحة؛ نحن ندين جميع الأحداث التي تقع سواء في باكستان أو الهند، وقد أبدينا تعاطفنا مع الطرفين. نحن لا نرغب في أي توتر في المنطقة، ونفضل أن تحل الخلافات عبر الحوار. نأمل أن لا تندلع أي أزمات جديدة في المنطقة. موقفنا هو دعم الأمن والاستقرار، ولدينا علاقات تجارية مع كل من باكستان والهند، ونتمنى أن تُحل هذه المشاكل من خلال التفاهم.

 

  • الجزيرة: لكن في الآونة الأخيرة حدثت تطورات في العلاقة مثلاً مع باكستان؛ ومنها ترحيل اللاجئين الأفغان إلى أفغانستان، هل هذا يؤثر في التوتر الحالي؟ هل له علاقه؟

وزير الخارجية: الوضع الحالي لا يؤثر على علاقاتنا مع باكستان أو الهند، لأن الخلاف بينهما وليس بيننا وبين أي منهما. نحن نحافظ على علاقات دبلوماسية مع الطرفين، ونسعى إلى تطويرها ورفع مستواها. لا توجد مشكلة مباشرة بين أفغانستان وأي من الدولتين.

 

  • الجزيرة: ما أهم التحديات التي تواجه أفغانستان في هذا التوقيت من وجهة نظركم؟

وزير الخارجية: كما تعلمون، فقد شهدت أفغانستان حرباً استمرت 45 عاماً، ونتج عنها دمار واسع. اليوم، ومع عودة الأمن، ازداد عدد السكان، وتزايدت متطلبات البنية التحتية، مثل: الطرق، والمطارات، والتكنولوجيا، والطاقة؛ تلبية هذه المتطلبات تحتاج إلى وقت وإمكانات كبيرة. نحن نواجه هذه التحديات، وقد بدأنا بالفعل العمل على معالجتها، ونأمل أن يمنّ الله علينا بالنجاح في ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى