مقالات الأعداد السابقة

وشهد شاهد من أهلها

اعترف الجنرال الأمريكي ديفيد بتريوس، قائد المنطقة الوسطى بارتفاع حملات المجاهدين ضد القوات الأجنبية إلى أعلى معدلاتها منذ احتلال هذه البلاد في عام 2001.

واعترفت كذالك القوات الأجنبية الغازية في أفغانستان بوقوع أكثر من 400 هجوم مسلح أسبوعيا عليها من قبل المجاهدين في العام الجاري .

نشهد هذا التصعيد العسكري لحملات المجاهدين في الوقت الذي تتواجد في أفغانستان أكثر من 90 ألفا من القوات الأجنبية المدججة بأحدث أنواع الأسلحة والتقنية الحربية المتطورة.

ولا ينحصر الكلام بتفوق القدرة العسكرية للمجاهدين على المحتلين بل وصل الأمر إلى شعور الأجانب بفشل جميع محاولاتهم العسكرية والسياسية والإدارية في هذا البلد واستياء الشعب الأفغاني لوجود القوات الأجنبية في وطنهم ؛ وهذا ما اعترف به الجنرال بتريوس خلال تصريحاته للصحفيين بولاية فلوريدا بقوله : لا يريدوننا الأفغان …….

فلو نمعن النظر إلى ما حققه المجاهدون في أفغانستان من انتصارات منقطعة النظير وانهزام القوات الأجنبية الغازية في مقابلهم نصل إلى نتيجة أن تمسك المجاهدين بأوامر الله عز وجل و وحدة كلمتهم وتوحيد صفوفهم وكذالك تدبير شؤونهم العسكرية والاحترام البالغ لإرادة الشعب ومتطلباته الشرعية وحسن قيادتهم … هو الدافع الأساسي وراء كل هذه الانتصارات التي من الله به عباده المخلصين في هذا البلد.

لأن انتصار أهل الحق على الباطل لا يكون بالعدد والعدة وإنما يكون بإخلاص النية وتجهيز جيوش الحق بالقوة المعنوية التي تكمن في تمسكهم بأوامر الله عز وجل وبتقوى الله في السر والعلن .

لأننا شاهدنا مقاومة الشعب الأفغاني ضد الاحتلال السوفيتي والتضحيات التي قدمها هذا الشعب المسلم وكذالك شاهدنا الأحداث الأليمة التي وقعت نتيجة تعدد القيادات والصراعات الداخلية بينهم التي شوهت سمعة الجهاد والمجاهدين ؛ بل وسمعة المسلمين في العالم.

فواجب القيادات الجهادية في هذا الوقت أنهم يحرصوا على التركيز في تربية نفوس المجاهدين وحسهم على التمسك بالأوامر الإلهية والبعد عن الخلافات الداخلية و التعصبات الحزبية وكذالك الحذر كل الحذر من الانشغال بما لا يعنيهم من الأمور التي يضر بالجهاد وتشويه سمعة المجاهدين.

إن هزيمة المحتلين في بلاد المسلمين من أفغانستان والعرق والصومال وفلسطين وكشمير ……..أمر حتمي يعترف به العدو قبل الصديق ولكن الحفاظ على ثمرة جهاد المجاهدين والتضحيات التي قدمها هذه الشعوب المسلمة أمر يتعلق بحسن إدارة الأمور الجهادية وحسن التصرف فيه ويرجع مسؤولية ذالك الأمر إلى القيادات الجهادية في تلك البلاد .

فإذا أحسنت القيادات الجهادية التصرف في تنظيم شئونها الجهادية وركزت على توحيد صفوفها وإعداد وتربية جنودها والاهتمام بأمور شعوبها المساندة لهم ؛ تكون قد انتصرت انتصارا حقيقيا مثمرا على المحتلين وحينئذ تكون قادرة على تأسيس وإيجاد حكومات إسلامية تطبق شرع الله في أرضه.

ولا سمح الله لو انشغلت بأمور غير معنية وحولت تركيز جهودها إلى النزاعات والصراعات الداخلية وأهملت إرادة شعوبها فلا يكون المستفيد من هذا التصرف الغير المناسب إلا الأعداء .

إن ما نشاهده اليوم في أفغانستان من اندحار القوات الصليبية وانتصار المجاهدين عليها في كافة الميادين والتفاف الشعب الأفغاني بكل طبقاته وفصائله بالإمارة الإسلامية لهو دليل واضح على حسن تصرف الإمارة الإسلامية والقيام بواجبها الأصلي وهو توجه كافة قدرات المجاهدين إلى هدفهم الأصلي وهو طرد القوات الأجنبية الغازية وبعد ذالك إقامة حكومة شرع الله في بلدهم.

الأمر الذي يهمل فيه كثيرا من المجاهدين أو الخطاء الذي ترتكبه كثيرا من القيادات الجهادية هو الإهمال لإرادة شعوبهم و عدم الرضوخ لمتطلباتهم الشرعية ؛ وهذا ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى تقوية صفوف الأعداء بفعل المجاهدين الغير عمدي ؛ يجب التجنب عنه والتنبه للمخاطر التي تترتب عليه .

إن إمارة أفغانستان الإسلامية إذ تبشر المسلمين في كافة أنحاء المعمورة بهزيمة القوات الصليبية الغازية في أفغانستان وسقوط الغطرسة الأمريكية في مزبلة التاريخ بإذن الله؛ توجه ندائها إلى القيادات الجهادية في العراق والصومال وفلسطين و……. بتوحيد صفوفها ووحدة كلمتها ، ونبذ جميع الخلافات التي تعرقل وصولهم إلى أهدافهم السامية؛ ولا يستفيد منها إلا الأعداء.

كما تناشد الأمة الإسلامية بمجابهة الأعداء ومناصرة المجاهدين بالنفس والمال والدعاء وتذكرهم بقول الله عزوجل:

{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }التوبة16

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى