
وفشل ديويد بيترايوس أيضاً
يتصور أن الجنرال ذو النجوم الأربعة (ديويد بيترايوس) الذي يعتبر أبطل شجعان الجنود الأمريكيين ولمحة أمانيهم قد انتهت صلاحيته، وفشل واضطر للرحيل من أفغانستان بعد تعرضه لفضائح جمة.
قبل عام لما قام الجنرال/ مك كريستال خلال حواره مع مجلة “رولينك ستيون” الأمريكية بالسخرية والإستهزاء بالموظفين الأمريكيين رفعي المستوى من أجل حرب أفغانستان تم إقالته من قبل، أوباما وعين مكانه الجنرال بيترايوس ومع أن المصادر القريبة من “ديويد بيترايوس” تقول أنه من تلقاء نفسه يريد الاستقالة من مهمة أفغانستان، إلا أن السياسيين والحقائق جميعا تشير بأن المذكور خلال مهمته قام بتوريط أمريكا في حرب أفغانستان بأضعاف من السابق، وكبد الجنود وواجههم لخسائر فادحة كثيرة وأحاط بلاده بأزمة اقتصادية، ونتيجة القتل العام للشعب الأفغاني الذي تعتبر استراتيجية بيترايوس الخاصة، رفع الستار عن وجه أمريكا القاتل والأسود أمام الشعب الأفغاني والعالم بأسره!
كانت أمريكا تفكر بأن إرسالها الجنرال بيترايوس المخفم بمكائن الدعاية من قبل الشبكات الأمريكية ستتمكن من تشغيل ماكنية الحرب الأمريكية المتعثرة، وكسر شوكة المجاهدين وتوسيع رقعة الإدارة العملية وتطبيق جميع تلك الدسائس والمؤامرات المعادية للإسلام والأفغان واحدة تلو الأخرى، لكن عند مجيئه وطوال مهمته التي استمرت لسنة واحدة مهما بذل من قوة وعنف ووحشة تبينت نتيجتها للجميع بأن المجاهدين خلال فترة قيادة بيترايوس لحلف الناتو سيطروا على تلك القرى والمناطق التي فقدوها خلال السنوات التسع الماضية، وشنوا عمليات واسعة على المراكز الحساسة للقوات المحتلة والعميلة التي لم تتصور قط، وأوضح نماذج لهذه العمليات هي الهجوم على وزارة الدفاع والهجوم على قيادة الفيلق بمطار كابل وعملية سجن قندهار التاريخي.
وقد ذكر في الإحصائية التي تم نشرها من قبل المصادر الغربية قبل إنتهاء عام 2010 م بأن المجاهدين شنوا ثمانية عشر ألف هجوم على الأعداء ولو يقسم هذا العدد على اثنا عشر شهراً يبلغ أوسط كل يوم إلى خمسين هجوما فلو قتل في كل ثلاثة هجمات جنديا محتلا لبلغ عدد القتلى خلال عام واحد إلى ستة الآف جندي والحال أنه لاينفذ هجوم دون خسائر، هذه أيضا كانت من نماذج فشل واضطهاد بيترايوس.
إن مهمة بيترايوس الأساسية في أفغانستان كانت بث سموم الإختلافات المذهبية واللسانية والقومية والأثنية بين الأفغان لتقسيم أفغانستان إلى أجزاء وهدم بيضة الوحدة بينهم لا سمح الله، لكن الله عزوجل أفشل هذه المؤامرة، ونتيجة عزم المجاهدين وصل شرارة الجهاد إلى جميع نواحي أفغانستان خلال فترة بيترايوس، وحميت ثغور الشمال أكثر من المتوقع كثغور بقية المناطق، وقد وحد الشعب المجاهد صوته وأظهر بأن الأفغانيين أمة واحدة متمسكون ومتفقون على الرباط الإسلامي الذي لا ينقطع.
والمؤامرة الخطيرة الثانية لبيترايوس كانت ايجاد البعد والفواصل بين الشعب الأفغاني والمجاهدين وذلك بإيجاد مسلحين مرتزقة ضد المجاهدين؛ لكن المجاهدين منذ البداية كانوا منتبهين لعواقب هذه الدسيسة الشيطانية وكانوا مدكرين لتلك الذكريات الوخيمة السالفة في عهد الإحتلال الشيوعي، لذلك من البداية قاموا بتحطيم هذه الدسيسة فواجه بيترايوس رد فعل شديد وقوي من قبل الشعب الأفغاني.
من وجهة نظرنا فإن المصادر الأمريكية مهما تذكر من مسوغات لاستقالة بيترايوس من أنه يعاني من وعكة صحية، أو أنه مصاب بمرض السرطان المهلك، أو أنه سيعيَّن رئيسا لمجلس شورى الإتفاقية في أوروبا، أو أنه ستفوض إليه مسؤولية الشبكة الشيطانية C.I.A ؛ قد يكون كذلك وتفوض إليه بعض الوظائف مما ذكرت؛ لكن العلة الواضحة التي يدركها الطفل أيضا هي أن هذا الجنرال المجرب للبنتاجون صاحب الميدالات الذهبية والنجوم قد فشل وافتضح في استرايجياته وأهدافه في حرب أفغانستان، وأصبح ذلك وسمة عار على جبينه؛ لذا اضطر البنتاجون والبيت الأبيض أن يبعداه من أمامهما وأن يقدما نمراً ورقياً آخر حتى يغفلا بذلك أذهان الغرب لمدة.