
وقفات مع عمود كلمة اليوم – الوقفة 6 –
سعد الله البلوشي
تناولت “كلمة اليوم” في الأيام الماضية موضوعات متنوعة، فلم یمض حادث بلا تعليق في العمود، مما جعل الموضوعات تتنوّع، وفي الأسطر التالية نقتطف أهمّها للقراء الكرام.
تيمّناً بالشهر العظيم، شهر الفتوحات والانتصارات والأمجاد، نبدأ بموضوع (الانتصارات الجهادية في شهر رمضان المبارك)، حيث جاء فيه: استطاع أبطال الإمارة الإسلامية في النصف الأول من شهر رمضان المبارك أن يفتحوا مناطق واسعة في الأماكن المختلفة من البلاد، واستطاعوا أن يغنموا المغانم الكثيرة، وأنقذوا النّاس من سيطرة القوات المحتلة والإدارة العميلة، ونفّذوا أحكام الشرع في المناطق التي سيطروا عليها وفقما شاء المواطنون الأفغان.
ثم أماط اللثام عن الحقيقة التي طالما خافية عن عيون الكثيرين وهي أن: العدوّ طيلة 15 أيام الماضية قُمع وانهزم في هلمند، وأرزجان، وغزني، وزابل، وقندهار، وبغلان، وبادغيس، وبكتيا، ولوجر، ولغمان، وبدخشان، وجوزجان، وميدان وردك، و…، فأحرق المجاهدون دباباتهم وأعطبوا مدرّعاتهم، واستهدفوا القوات المشاة وكبّدوهم خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.
وكذلك تكبّد الأعداءُ خسائر مالية باهظة جراء الهجمات المجاهدين النفوذية، فقُتل العشرات من جنود الإدارة العميلة واغتنمت سياراتهم وأسلحتهم.
والإدارة العميلة في منتهى الاستكانة الضعف والانكماش، وبلغت الخلافات الداخلية والخلخلة ذروتها، وتحصّن الوزراء والزعماء الكبار أمام القصر الرئاسي ويحذّرون بأنهم سيستمرون في احتجاجاتهم ومظاهراتهم إذا لم تقض الإدارة العميلة متطلباتهم.
وتسعى الإدارة العميلة عن طريق الإعلام والدعايات الخاوية أن تضخّم قوتها، ولكن على ثرى الحقيقة يرى النّاس فشل الإدارة العميلة، ومع مرور الأيام تقع الإدارة العميلة أضحوكة الملل بأفعالها المضحكة وعنترياتها الكاذبة.
فليس للإدارة العميلة إلا أن تدعي بدعايات كاذبة بأنّ وتيرة الخلافات بين المجاهدين حادّة، وتظنّ الإدارة العميلة بأنها تستطيع أن تنقذ نفسها بهذه الدعايات، إلا أنّ التجارب أثبتت بأنّ الإدارة العميلة لا تقدر بأن تنقذ نفسها من الانهيار السياسي والعسكري فحسب بل تهيأ أرضية انهيارها بالكامل.
ومجاهدو الإمارة الإسلامية سيوسّعون دائرة مكافحاتهم لاستقلال وطنهم الحبيب ولقيام الإمارة الإسلامية، ويثبتون للأعداء مرّة أخرى بأنّ القوات الأجنبية المحتلة لا مكان لها على أرض أفغانستان، مهما استخدموا من قوة المال والقوة ولكن سيهزمون في نهاية المطاف ويفضحون إن شاءالله: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36)
ومن الموضوعات الرمضانية المليئة بالأمجاد موضوع: (الجهاد العظيم في الشهر العظيم)، فنقرأ فيه: قبل أيامٍ قليلة قام جندي من جنود الإمارة الإسلامية في مديرية أتشين بولاية ننجرهار باستهداف الجنود الأمريكان الأعداء الألدّاء للإسلام والأفغان، فأردى 4 منهم قتيلاً وجرح منهم عدد كبير وفي نهاية المطاف استشهد هذا المجاهد الباسل، إنا لله وإنا إليه راجعون.
وفق التقارير، تمّ استهداف الأمريكان حينما كانوا في مهمة حماية عملائهم في ضواحي مديرية أتشين بولاية ننجرهار، وكانوا يريدون أن يكسروا الحصار الذي طوّقه المجاهدون على العملاء.
ووفقما صرّح ذبيح الله مجاهد حفظه الله، قُتل أربعة من جنود الاحتلال الأمريكي، في عملية اختراق أمني في صفوف الجيش المساند للاحتلال، وأفاد بأن جندي من الإمارة الإسلامية كان مزروعاً في صفوف قوات الجيش الأفغاني المساند للاحتلال أطلق النار على جنود الاحتلال الأمريكي في منطقة لته بند مديرية أتشين التابعة لولاية ننجرهار، وقتل أربعة من جنود الاحتلال وجرح آخرين واستشهد منفذ الهجوم.
وفي الأيام الأخيرة من رمضان جاء بيان أمير المؤمنين حفظه الله، وانتشر البيان في لمح البصر في العالم، فتحدثت وكالات الأنباء والمواقع وكان البيان حديثهم الساخن، ولكنّ كلمة اليوم اختارت بعض النقاط المهمّة في إحدى موضوعاته الساخنة، فورد فيه: قد انتشر بيان أمير المؤمنين حفظه الله بمناسبة عيد الفطرالمبارك، وقد جاء في البيان: « إنّ الأمريكان هجموا علی أفغانستان بحجة توفير الأمن هم بأنفسهم اليوم سبب زعزعة الأمن في المنطقة، و بقدر ما يصرّ أولئك علی استمرار بقاء قواتهم أو علی زيادة أعدادها في أفغانستان تزداد تجاههم الحسّاسيات في المنطقة، و بالتالي ستكون النتيجة مزيدا من زعزعة الأمن في المنطقة كلها بما فيها أفغانستان ».
ويرى هذه الحقيقة الأفغان بأمّ أعينهم وكذلك البلاد المجاورة، والمحتلّون يدركون هذه الحقيقة تماماً إلا أنهم في غيهم وتماديهم يعمهون، فتثبت هذه الحقيقة على أنهم وراء كارثة إنسانية ولايريدون الثبات أصلاً.
ويضيف البيان: « علی الأمريكيين أن يفهموا أنّ استمرار حربهم في أفغانستان، و زيادتهم للقصف الجوي، ومواصلتهم لقتل الشعب الأفغاني الفقير، و إظهار قوّة عضلاتهم علی أرض أفغانستان بقصد تخويف مخالفيهم، وإلقائهم لأمّهات القنابل علی أرض أفغانستان بقصد تجربة أسلحتهم الجديدة، و سعيهم لإساءة سمعة المقاومة الجهادية وإضعاف قوتها بإيجاد جماعات عسكرية مقابلة لها بمختلف الأسماء ثم العمل لتمويلها والدعاية لها، وتأجيج نار الخلافات الإقليمية واللسانية والعشائرية بين الشعب الأفغاني، وإيقاد نار الفتن الأخرى؛ كلّ ذلك لن توفّر عوامل انتصارهم علی الشعب الأفغاني. لأنّ الشعب الأفغاني لا يخضع لقوّة الغزاة المحتلين، فلا ينبغي أن تغفلوا عن معرفة تاريخ هذا الشعب. يكفيكم أنّكم ضيّعتم 16سنة من عمركم عبثا في حرب لا طائل لكم منها. إنّكم أنفقتم الأموال، ووضعتم سمعتكم السياسية والعسكرية تحت أقدامكم، و تحملتم خسائر كبيرة في أرواح جنودكم، و قتلتم أعدادا كبيرة من أبناء الشعب الأفغاني، وتسبّبتم في إعاقة آخرين كثيرين منهم، و دمّرتم بيوت الناس، و حطّمتم البنية التحتية للبلد، و حوّلتم أفغانستان إلی الحطام و الأطلال».
ثم استشارهم البيان حول الحلّ الوحيد في هذه القضية: « إنّ حل القضية ليس في أن تستمرّوا في احتلالكم لأرضنا بناءً علی طلب إدارة كابل الفاسدة، بل التعقّل هو أن تغيّروا من سياستكم العدوانية بفهم الحقائق الواقعة».
وأوضح الشيخ حفظه الله عبر هذا البيان للأمريكان هذه الحقيقة بأنّ: « وإن كنتم تفكرون في أنكم بتواجدكم العسكري علی أرضنا وبزيادة أعداد جنودكم ستتمكنون من فلّ عزائمنا، فإنكم في خطأ».
ومن أمتع الموضوعات موضوع (تكتيك العمليات النفوذية؛ قامعٌ للعدوّ)، الذي جاء فيه: في يوم الأحد 4 من يونيو، تمكن 2 من المجاهدين المندسين في صفوف العدو من استهداف جنود العدو داخل مقر العدو في المنطقة الأمنية الـ 15 بمدينة قندهار. أسفرت العملية البطولية عن مقتل قائد الشرطة/ شير علي ومساعده (بريتور مجيد) و 24 جنديا. وبعد ذلك اتجه المجاهدان في لباس الشرطة مع رشاش ثقيل وكلاشينكوفين باتجاه مخفر الشرطة وقتلوا 4 شرطيين آخرين واجهوهم في الطريق.
بعد ذلك اندلعت اشتباكات عنيفة وتكبد العدو فيها خسائر كبيرة كما استشهد المجاهدان أيضا في تبادل إطلاق النار. تقبلهما الله.
وقبل يومٍ من هذه الواقعة، فرّ مجاهد نفوذي من قاعدة العدوّ بسيارة من نوع رينجر ومعه سلاح أر بي جي ورشاش وذخيرة من السلاح من مركز مديرية أتعز بولاية زابول وأوصل نفسه إلى مركز المجاهدين.
وفي نهاية الكلمة توصية هامة من الإمارة الإسلامية للمجاهدين: (ولو ركّز المجاهدون إلى الهجمات النفوذية فسيكتسبون مكتسبات عالية لامحالة؛ لأنّها تكبّد الأعداء خسائر فادحة من ناحية ومن ناحية أخرى تحطّم معنويات العدوّ فلا يأمنون في ملاجئهم وثكناتهم، ولابدّ أن يُستهدف العدوّ في المكان الذي يراه آمناً.
والهجمات النفوذية أقلّ تكلفة للمجاهدين وهي تصعّد معنويات المجاهدين أيضاً، فالعدوّ قُمع وأنهك في الهجمات القتالية، فلو ازدادت الهجمات النفوذية فلا محال تؤثر في إضعاف العدوّ وإرهاقه أكثر).
لم تتوقف غارات المجاهدين وهجماتهم البطولية في ولاية دون ولاية إلا أنّ مجاهدي بعض الولايات يتسابقون في ميادين الخير، ويعجبهم الصفّ الأول، وتعجبهم التكتيكات النّوعية، ولا ينازعني أحدٌ إذا ما ادعيتُ بأنّ مجاهدي ولاية قندوز حائزون قصب السبق في كثيرٍ من المجالات أهمّها فتحهم لولاية قندوز في عامين متوالين، ولم تتوقف بطولاتهم في يومٍ من الأيام، فنقرأ في موضوع: (قمع العدوّ في مدينة قندوز) مايلي: استطاع أبطال الإمارة الإسلامية يوم الأحد 3 من يوليو أن يشنّوا هجماتهم الموفقة ضمن العمليات المنصورية الربيعية قرب مدينة قندوز في مناطق تيلاوكي وملا سردار في نواحي جورتيبه وكنم.
وفي اليوم ذاته، سيطروا على منطقة قشلاق بنشيريها الإستراتيجية، وفتحوا أيضاً ثكنة عسكرية بالكامل، وقتلوا أثناء ذلك 9 جنود، ودمّروا دبابة وغنموا سيارة من نوع رينجر، وقاذفتي أربي جي، و2 رشاش إم 16، ورشاش من نوع كلاشين، وقاذفة قنابل وكمية كبيرة من الذخائر والعتاد العسكري.
كما سيطر المجاهدون على الطريق السريع بين مديرية إمام صاحب ومدينة قندوز ودشت أرشي في منطقة دوبله من ضواحي مركز ولاية قندوز، فليس بإمكان العدوّ أن يتردد فيها.
ووقت العصر استطاع أبطال الإمارة الإسلامية أن يسقطوا مروحية للعدوّ التي كانت بصدد القصف في مناطق تيلاوكي وملا سردار في ضواحي مدينة قندوز، فسقطت قريباً من مديرية بالا حصار واحترقت بالكامل.
وشنّ المجاهدون غاراتهم الكاسرة شرقي مدينة قندوز وعلى وجه التحديد في منطقة دروازه شرخاب وضواحيها على مراكز العدوّ وثكناته، ففتحت منطقة قشلاق شورابي بالكامل جراء هذه الهجمات البطولية، ووصل المجاهدون إلى تبه مرشها.
وقبل يومين أغلق المجاهدون الطريق العام بين قندوز – بغلان في مديرية علي آباد، والقافلة الكبيرة التي كانت انطلقت لمساعدة العملاء حوصرت في كمائن المجاهدين، وتكبّدت خسائر فادحة.
وفي نهاية السطور لهذه الكلمة أشير إلى نقطة مهمّة: (فالعدوّ المحتل وأذنابهم العملاء مستهدفون من قبل المجاهدين في جميع ولايات أفغانستان وليس حالهم أحسن من حالهم في قندوز، ويخسرون المناطق مع مرور يومٍ لآخر، ويضيق الحصار عليهم كل يوم في المدن والمراكز).
وأمّا ما يوجع القلب، ويحزن أي إنسانٍ ناهيك عن المسلم المعاملة السيئة التي يقترفها أذناب أمريكا مع أسرى المسلمين، مع أننا لو ألقينا نظراً عابراً إلى معاملة المجاهدين نراهم يعاملونهم معاملة حسنة، يوفّرون لهم مما يأكلون ويشربون، ويوقونهم من حرّ المصيف وقرس الشتاء، ويدّرسونهم الدين الحنيف ثم في نهاية المطاف يفكّون سراحهم بعد أخذ الضمان من أوليائهم كي لايلتحقوا مرة أخرى في صفوف العمالة، وأمّا معاملة الحكومة العميلة التي بُنيت على زعم الصليبيين بدعاية الديموقراطية كيف تكون بالأسرى، كشف اللثام عن بعضها في الكلمة التي هي بعنوان: (في سجون المحتلّين والعملاء)، وجاء فيه: إنّ معاملة المحتلين والعملاء السيئة بالسجناء والمعتقلين تناقض جميع القوانين الحربية وحقوق الإنسان، فهم دوماً يعذّبون السجناء، وينقضون حقوق الأسرى المشروعة والمعترف بها دولياً، ويسجنونهم لسنوات عديدة خلف قضبان الألم، ومع الأسف البالغ لم تؤد المؤسسات ومجامع حقوق الإنسان دورها اللائق في هذا المجال، وصمتت تجاه هذه الكوارث البشعة، ولم تبادر بردّ فعل إلا في الأمور النادرة والقليلة.
فللمحتلين والإدارة العميلة سجون سرية وأخرى علنية في مختلف أصقاع البلاد، فسجنَي باغرام الجوية وبلتشرخي أشهر سجونهم العلنية، فلا يعبأون بحقوق الإنسان أصلاً في سجون المحتلين وأذنابهم العملاء، فتعذيب الأسرى روحياً وجسدياً، والفساد الإداري، وسوء التغذية، وقذارة اماكن تواجد السجناء وعدم الأطباء من أهم مواصفات هذه السجون الرهيبة.
ولا سيماً فالوضع مزرٍ للغاية في سجن باغرام، ويُجبر السجناء كي يلبسوا ملابس تخالف الشرع والحضارة الأفغانية، ولا يسمحون لهم أن يزوروا عائلاتهم لشهور عدّة، ويعاني الأسرى عن الأمراض المزمنة جراء سوء التغذية، ولا يوجد الطبيب ولا الدواء عند الحاجة إليهما، كما لا يسمحون لهم أن يقوموا بالرياضة والترفيهات الإيجابية، وأثناء العبادة والصلاة والتلاوة يستهزئ بهم الحرّاس ويسبونهم.
وأخير استنكر ذبيح الله مجاهد المعاملة السيئة بالأسرى واسترعى أنظار المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى ما يرتكب من الاعتداءات والجرائم في حق المعتلقين في جميع معتقلات البلد وخص بالذكر معتقل “باغرام”، كي تؤدي هذه المنظمات وجيبتها الإنسانية تجاه هذا الموضوع، وأن تقف في وجه هذه الجرائم مستفيدة من موقفها في ذلك، أو تحقق فيها بحيادية ثم تنشر نتائجها عن طريق وسائل الإعلام.
فآلاف الأفغان مقبوعون خلف قضبان الألم في سجون المحتلّين والإدارة العميلة، ومعظم الأسرى جريمتهم أنهم من أقرباء المجاهدين أو كانوا ذا صلة مع المجاهدين، ومنذ فترة غير قصيرة مسجونون بلا ذنب أو جريمة.
هذه المعاملة السيئة كانت تجاه الأسرى، أما الشعب المضطهد وعوام المسلمين لم يأمنوا من مجازر هؤلاء الأنذال، فاقرؤوا إن شئتم موضوع (قتل المدنيين الأبرياء، استراتيجة الأمريكان)، الذي جاء فيه: وقع يوم الأربعاء الماضي الموافق لـ 31 من شهر مايو، انفجار دموي في كابل والذي قتل فيه 100 من المواطنين وجرح أكثر من 400 آخرين؛ وقال رجال الأمن بأنّ هذا الانفجار نجم عن صهريجٍ مليء من المواد المتفجرة، وإنّ هذه الهجمات العشوائية التي تستهدف المواطنين مرفوضة من قبل الإمارة الإسلامية وإنّما يقترف هذه الهجمات الذين يريدون الشقاق والخلاف فيما بين الأفغان وتشتيت شملهم، وتمزيق جمعهم.
فالإدارة العميلة العاجزة والعبيدة للأجانب تسعى بأن تستغل مثل هذه الهجمات الدموية الأليمة لصالحها، ولدعاياتها المسمومة، وتخفي هزائمها المتكررة وراء الاتهامات الكاذبة، وتنسب هذه الكارثة إلى المجاهدين بأنهم اقترفوا هذه الجريمة. وقد نددت الإمارة الإسلامية على لسان المتحدث باسمها الحادث فوراً وردّت الضلوع فيه. كما أوضحت لشعبها وللعالم بأنه ليس هناك إذن لأي فرد من مجاهدي الإمارة الإسلامية بتنفيذ هجوم أو تفجير قوي بشكل عشوائي في المناطق العامة. كما تندد الإمارة الإسلامية كل هجوم وانفجار يتم استهداف المدنيين فيه، ويتكبد المدنيون فيه خسائر ولا يوجد أي هدف مشروع للعملية. ومع عدم ضلوع الإمارة الإسلامية في هذا الهجوم الدموي بكابل، إلا أن المسئولين الأمنيين في إدارة كابل اتهمت مجاهدي الإمارة الإسلامية (مجاهدي السيد حقاني) بمسئوليتها عن الهجوم في محاولة لتبرير فشلها والتستر على مرتكبي ومنفذي الهجوم الأصليين وإخفاء الأهداف الأصلية خلف هذا الانفجار القوي. وحاولت بهذه الطريقة كسب أهدافها المشئومة.
فالأمريكان انهزموا أمام المجاهدين هزيمة فاضحة نكراء، وليس بإمكانهم الآن سوى القتال بطائرات بدون طيّار، والآن تفكروا وخططوا كيف يثارون لأنفسهم من الشعب المضطهد المسكين، فباتوا يصبّون الزيت على نار الحرب فيما بين الأفغان البعض مع البعض الآخر.
وترى الإمارة الإسلامية العامل الرئيسي لحرب أفغانستان بل وأمّ المشكلات والفوضى والخراب وجود الأمريكان وفظائعهم المريرة، فوجود الأمريكان سواء لفترة قصيرة أم طويلة، بجنود قليلة أم كثيرة، سمّ زعاف للمنطقة ولا يهدي سوى القتل والدمار والخراب، وترى الإمارة الإسلامية بأنّ أمريكا أكبر عدوّ للهدوء والاستقرار وسلام الأفغان.
وترى الإمارة الإسلامية بأنّ الإدارة العميلة ترى بقاءها في وجود المحتلين ودولاراتهم، وأمّا الشعب الأفغاني بأكمله يريدون خروج الجنود المحتلين من الوطن الحبيب؛ لأنّ الأمريكان يرومون باحتلالهم أفغانستان مطامعهم الاستراتيجية في المنطقة، فهم لا يريدون خير الأفغان ولا مصالحهم، فلو استمرّ قتل الأفغان واغبرت فضاء البلاد بغبار البارود والنيران والقصف لايحزن الأمريكان بل يرون مطامعهم وأهدافهم فيها.
وينبغي للأفغان أن يتّحدوا للقضاء على الاحتلال الأجنبي، ويؤيدوا عزم الإمارة الإسلامية وجهادهم على المحتلين وأذنابهم العملاء، ولا يسنحوا للأمريكان فرصة كي لا يستخدموا أكثر من هذا بلادنا لأهدافهم العالمية والإقليمية.
وبما أنّ جهاد مجاهدي الإمارة الإسلامية صافٍ غير مشبوه، ورجالاتهم معرفون لأنهم من أبناء هذا الوطن ولا يريدون لوطنهم وشعبهم إلا ما أمرهم الله سبحانه وتعالى من المعروف والخير والإصلاح والرشاد، فلأجل ذلك تزداد شعبيتهم يوماً إثر يوم، ومن هنا نرى المغرّرين يلتحقون بالإمارة الإسلامية أفواجاً أفواجاً بعدما يدركون الحقائق التي ألقى الأعداء الستار عليها، فموضوع (الإمارة الإسلامية في قلوب الشعب) يبيّن هذا الأمر. وتقرأون فيه: قامت الإمارة الإسلامية من بين النّاس، وبمساعدتهم ومساندتهم استقامت وصمدت، والعدوّ يعترف الآن بأنّ أكثر من نصف البلاد تحت سيطرة الإمارة الإسلامية، فليس من الممكن أن تبقى المقاومة الإسلامية بأيدٍ فاضية أمام عدوّ مدججٍ بأفتك أنواع الأسلحة دون تأييد شعبي واسع، فالنّصر الإلهي ومساعدة الشعب المسلم سبب تقدّم المجاهدين في الميادين السياسية والعسكرية.
وأخيراً قامت زهاء 1000 عائلة في مديرية شهرك بولاية غور التي قاطنة في مناطق جلجه مزار، وسياه دره، وسيتش، وبره بزعامة الشيخ عبد الرحمن والشيخ علي وخان محمد بالبيعة مع الإمارة الإسلامية، ورفرفوا راية الإمارة الإسلامية في مناطقهم، وسلّموا 200 رشاش و7 بيكا، و6 قاذفة أربي جي وذخائر كبيرة إلى المجاهدين، وتعهدوا كي يكافحوا المحتلّين والعملاء مادام فيهم عرقٌ ينبض ولا يسمحوا للمحتلّين كي ينفّذوا مخططاتهم المشؤومة وأهدافهم الرذيلة في أفغانستان، واستقبل المجاهدون من هذا الإقدام الجريء، ووعدوهم كي يساعدوهم في حلّ أزماتهم ومشكلاتهم.
وشهرياً يلتحق المآت من موظفي الإدارة العميلة لصفوف الإمارة الإسلامية بعد درك الحقائق، والتحق في شهر يونيو 337 من الجنود والشرطة والمليشيا لصفوف الإمارة الإسلامية، ووعدهم المجاهدون كي يحافظوا عنهم وعن أموالهم وأعراضهم.
الأمن والعدالة سائدان في المناطق التي تحت سيطرة المجاهدين، فبإمكان المواطنين أن يرحلوا من منطقة إلى منطقة أخرى بأمن وسلام، وتجارة المواطنين رائجة، والزراع مشغولون في زراعتهم بلا مانع، لا وجود للفساد الإداري البتة وبالجملة فإنّ المجاهدين قضوا آمال الشعب ويسعون كي يحافظوا على أموال المواطنين وأعراضهم.
وكما أن الإمارة الإسلامية تحكم على الشعب ونصف البلاد تحت سيطرتها، وقد حفرت في صدر الشعب ذكرها الحسن وتحببت إلى المواطنين، والناس راضون عن المجاهدين وسلوكهم الحسن، ويرفعون بعد الفينة والأخرى راية الإمارة الإسلامية ويحمون الإمارة الإسلامية بالمال والنفس.
ويحلو لنا أن نختم مقالنا بموضوع جميل، حاملاً فيه خير أفغانستان، بل وحتى مصلحة أمريكا فيه إنْ عمل ساسة أمريكا به، بأن لا يستمرّوا في عنجهيتهم وصلف أسلافهم، فموضوع: (وعلى أمريكا أن لا تضيع هذه الفرصة الثمينة)، جاء فيه: مع تقلّد ترامب الرئاسة الأميركية الجديدة يعترف الشعب الأميركي والعالم الغربي ( أعضاء الحلف الأطلسي) بصوتٍ واحد بأنهم لم ينتصروا في أفغانستان.
واعترف جيمس ماتيس وزير الدفاع الأمريكي في شهادة أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ يوم الثلاثاء “نحن لا ننتصر في أفغانستان في الوقت الحالي. وسوف نصحح هذا في أقرب وقت ممكن”. وأقر ماتيس بأنه يعتقد أن طالبان “تكتسب قوة” في الوقت الراهن.
فهذا المسؤول الأميركي يعترف بصراحة كاملة على هزيمتهم في أفغانستان، بل العشرات من المسؤولين الأميركيين الآخرين أيضاً اعترفوا بالهزيمة، وكذلك الخبراء الأميركيون يقترحون للرئاسة الجديدة أن تخرج نفسها عاجلاً من المستنقع الأفغاني، وهذه فرصة ينبغي لنظام ترامب أن لا يضيعها.
وهذا واضح للجميع بأنّ النّصر لن يأتي بالمجازر والقصف والسجون ولو كان كذلك لكان حليف الأمريكان طيلة 16 سنة الماضية؛ لأنهم لم يدّخروا جهداً في سبيل ذلك، لم يكن الأمريكان لوحدهم جرّبوا قوتهم بل جميع أعضاء الحلف الأطلسي فعلوا ما فعل الأمريكان، ولكنهم لم يحصدوا سوى الشوك حيث قتل الآلاف من جنودهم أو جرحوا، وازداد النفور الأميركي في أفغانستان بل وعلى صعيد العالم، وازداد وجههم الكالح نفوراً بتنصيب نظام ملطّخٍ في الفساد، وحطّم إصدار الأفيون رقماً قياسياً بوجودهم، وتغيرت شهرتهم التي اكتسبوها باسم حقوق الإنسان إلى ناقضي حقوق الإنسان، وصارت أميركا كما وعد الفقيد أمير المؤمنين الملا محمد عمر رحمه الله : أميركا لا تجني شيئاً سوى أن تكون ذيلاً بعدما كانت في رأس القائمة. ولم تبلغ أميركا إلى هذا الحدّ من الكبرياء والجبروت في تأريحها مثلما وصلت الآن ولو استمرّت طريق هزيمتها الحالية لتواجه هزيمة نكراء لن تنجبر أبداً.
وإنّ الاحتلال الأميركي لم يكن لصالح أمريكا أبداً، ولوكان ترامب على خطى أسلافه (بوش وأوباما)، واستمرّ في عنجهيته وتصلّفه واستمرّ في الاحتلال المشؤوم ليضيع فرصة ثمينة ذهبية، ويوصل أمريكا إلى هاوية الانهيار والهلاك ومن ناحية أخرى تتعقّد معضلة أفغانستان أكثر من هذا.
وإنّ الشعب الأفغاني المضطهد ليحترق جراء السياسيات القادة الأميركية الماضية الخاطئة وإنهم يرجون من ترامب وإدارته بأن لا يستمروا على خطى أسلافه ولا يكرروا خطئهم، كي ينقذوا أمريكا من ناحية ومن ناحية أخرى ينقذوا الشعب الأفغاني من شرّ الاحتلال وأضراره.