وقفات مع عمود “كلمة اليوم”
سعدالله البلوشي
لا يبلغ الجنود الإعلاميين للإمارة الإسلامية عشر معشار ما في الإدارة العميلة من العاملين في قسم الإعلام، بل وخطأ كل الخطأ أن نقيس هؤلاء الغرباء بذلك الجيش العرمرم من الإعلاميين الذي صنعته دولارات الصليب. ولكن الله سبحانه وتعالى قد منح هذه القلة مواهب وطاقات أقلقت الصليب وأقضت مضاجعهم؛ لأنّ هؤلاء الأقلاء البسطاء يبذلون قصارى جهودهم الجبّارة ويُتعِبون أنفسهم ويرهقون أعصابهم فوق الطاقة، علّهم ينيروا الطريق للأجيال المسلمة من دياجير الظلام الحالك المطلة على البلاد الإسلامية، ومن إحدى هذه النوافذ التي أنارت الطريق وأفادت المسلمين، نافذة موقع الإمارة الإسلامية الذي ينشر أخبار المجاهدين لحظة بلحظة ويغطي الأحداث وما يدور على الساحة الأفغانية، ويقدّم التحليلات لكل حادثة عالقة، وبهذا ينقشع الضباب فينكشف السراب وتلمع الحقيقة.
ومنذ فترة أتحف جنود الإمارة الإسلامية المسلمين بعمودٍ جديدٍ عرّفوه بـ “كلمة اليوم”، يُنشر بلغات عدّة حتى تعم الفائدة وتُمحى الشبهات والشائعات التي يروّج الأعداء لها في وسائل الإعلام لينفّروا المسلمين من الجهاد النقي الصافي الذي شهد بعدالته العلماء الأعلام في جميع أصقاع العالم.
فعمود “كلمة اليوم” يُعلّق على القضايا المتعلّقة بأفغانستان، ويُنير السبيل والدرب يومياً، بكلمة قصيرة، لكنها مفيدة وماتعة في نفس الوقت، ليس أي مسلم على وجه البسيطة في غنىً عنها.
فالأعداء بمختلف أنواعهم، المحتلون منهم والعملاء، يتربصون بالمجاهدين الدوائر، ويريدون أن يصطادوا في الماء العكر، ويتحيّنون الفرص واللحظات ليشوّهوا صورة الجهاد النقي وصورة المجاهدين المخلصين الذين هم على مشارف النّصر الوشيك بإذن الله. فلا ينبغي لمسلم قرأ عن دهاء اليهود والنصارى وعن مكرهم في كتاب ربه أن يخضع لِما يبثه الأعداء من السموم عبر هرطقاتهم الإعلامية، بل عليه أن يرجع إلى مصادر المجاهدين ومواقعهم كي يعثر على الحق وتتضح له الحقائق.
وفيما يلي نمرّ مرور الكرام على أهمّ موضوعات “كلمة اليوم” في الشهر المنصرم لأهميتها:
ففي موضوع: (هل تندمل جراحات جنود الأمريكان والعملاء بإرسال 100 جنود آخرين؟!) أُشير إلى أنّ هذه الدعايات انتهى دورها، وهي جعجعة بلا طحين كما يقال. وقد فجاء فيه: «إنّ دعاية أوباما الذي ادعى بأنه لا يخرج بضعة آلاف من جنوده من أفغانستان، ثم إدعاء وزارة الدفاع الأمريكية بأنهم بدأوا القصف بطائرات من طراز b52 من جديد، ثم الوعد بمساعدة العملاء بالمال والعتاد وأخيراً إرسال 100 من الجنود الأمريكان إلى ولاية هلمند، ما هي إلا ضجيج وضوضاء في وسائل الإعلام، ولكن الخبراء يعلمون تماماً بأنّها لا تسدّ أمام تقدّم المجاهدين، وكذلك لا تداوي جراحات المحتلين والعملاء إلى أمدٍ بعيدٍ».
ثم نقرأ في نهاية المقال نكتة طريفة تغني عن مقالات طويلة لو أمعن الشخص فيها: «وعندما لم يستطع 35000 من الجنود المحتلين أن يصمدوا أمام المجاهدين في ولاية هلمند (بدلاً من أن يتقدموا)، وتبدلت كبرى قاعداتهم – باستن – إلى أنقاض وحطام، أليس من المضحك أن تقدر أمريكا أن تساعد عملاءها بـ 100 من الجنود الذين ليسوا مجربين كي ينجحوا؟!».
وقد صرّح المجاهدون مراراً بأنّ العملاء لا قيمة لهم عند أسيادهم، والأفغاني لا يعادل عندهم جناح بعوضة، وهم يتمنون أن يُقتل الأفغان أياً كان وبأي اسم، ويتمنون أن يتخاصموا ويتقاتلوا فيما بينهم، ويقتلوا أنفسهم، ولا يتألّمون من موت الأفغان أصلاً. وقد أُلقي الضوء على هذا الموضوع في مقالة: (وا أسفاه على هؤلاء)، الذي جاء فيها: «كان من المقرّر أن يحدث هذا الأمر – أي إطلاق سراح الجنود الأسرى- في ولاية هلمند، وطلب المجاهدون من أقرباء الأسرى في الجمعة الماضية قيد الضمان (بأن يتعهدوا على أن لا يلتحقوا بالإدارة العميلة ثانية) كي يتخلوا عن هؤلاء ويطلقوا سراحهم، وقبِل الجنودُ شروط المجاهدين، ولكن قبل أن يكتمل التعاقد فيما بينهم قصف المحتلون الأمريكيون السجن بطائرات بلا طيار (الدرونز) ، فقُتل 22 من الجنود على الفور وأُصيب آخرون، كما استشهد 3 من المجاهدين الذين كانوا يحرسونهم.
واقترف الأمريكان نفس هذه الجريمة بتاريخ 28 يونيو من العام الحالي في ولاية قندوز، ولقي هنالك 14 من الجنود حتفهم لمّا قصف الأمريكان سجن المجاهدين. هذا في حين أنّ العملاء لم يعربوا عن أسفهم أصلاً إلا أنّ الأمريكان قالوا: سنحقق في هذه القضية، ولكن حتى الآن ما فعلوا شيئاً».
ولمّا أسقط المجاهدون الأبطال طائرة حربية من طراز الإف 16 في ولاية بروان عندما أقلعت من مطار قاعدة باغرام الجوية، واعترف البنتاغون في بيان له بتحطم الطائرة، إلا أنه لم يبين سبب تحطمها. وقد علّق المجاهدون على هذه العملية، وبيّنوا في “كلمة اليوم” معلومات وافرة عن هذه الطائرة الحربية، وبيّنوا بأنهم استطاعوا حتى اللحظة أن يسقطوا 3 من هذه الطائرات الثمينة، التي تقدّر قيمتها بحوالي 120 إلى 150 مليون دولار.
وفي التفاصيل نقرأ: «طائرة الإف 16 هي طائرة قنص وقصف بالقنابل، يمكنها أن توجه أسلحتها على أهداف جوية وبرية (بحساسية) بدقة عالية جداً. وقد أثبتت الإف 16 كفاءتها مستفيدة من الأنظمة التكنولوجية لطائرات مثل إف-15 إيغل وإف-111 آردفارك. ويمكن للطائرة الكشف عن الطائرات التي تحلق على مستوى منخفض بفضل رادارها القوي. وطائرة الإف 16 أول طائرة في العالم يُتحكم بها إلكترونياً، فهي أول طائرة حربية توجه أقسامها الميكانيكية بنظام إلكتروني، وتتمتع الطائرة بقدرة عالية على المناورة والسرعة. وتُضم طائرة الإف 16 إلى قائمة الطائرات صعبة الإستخدام. وهي طائرة تمتلك العديد من المهارات التكتيكية والقدرة العالية على القنص في معارك الجو-الجو أو الجو-أرض.
إلا أنّ هذه الطائرة النوعية المتصلّفة الأميركية تُسقط بأيدي الطالبان الذين لا يملكون سلاحاً، الأمر الذي أوجع البنتاغون؛ لأنّ الأمريكان لا يصدقون إصابة قواتهم المتطورة، ولا يرضون لأحد أن يملك أسلحة تقدر بأن تسقط أو تدمّر طائرات الأمريكان ومروحياتهم ودباباتهم. وإن استطاع -جدلاً- ذلك فلينتظر الرد من قبل الأمريكان. إلا أنّ الله سبحانه وتعالى قد هيأ لعباده المستضعفين من الطالبان أن يقتلوا الآلاف منهم، وينسفوا إستراتيجية تريليون ونصف تريليون دولار الأمريكي، ولا يسمحون للجيش أن يخرجوا من قواعدهم وثكناتهم بالراحة».
وفي كلمة اليوم التي هي بعنوان: (الإحسان إلى الناس) نرى مدى جهود الإمارة الإسلامية الحثيثة في مجال خدمة الناس، على الرغم مما يعانونه ويعيشونه من الظروف الحرجة والمتأزمة، إلا أنهم -مع ذلك- يثبتون كفاءتهم وصلاحيتهم لخدمة هذا الشعب المنكوب. ونقرأ في هذا المقال خلاصة نشاطات الإمارة الإسلامية:
« 1 – وقد عيّنت الإمارة الإسلامية لجنة في شهر رمضان المبارك لمساعدة الفقراء والمساكين بالمواد الغذائية الضرورية التي تعادل 500 مليون أفغاني، ووزعت هذه البضائع على الفقراء الذين كانوا يعيشون في المناطق الواقعة تحت سيطرة المجاهدين. وسعى المجاهدون أن يوزعوا مساعداتهم على المعوزين الذين كانوا يسكنون في المناطق البعيدة التي معظمها من الفقراء والمعوزين ممّا شمل 7000 عائلة فقيرة، ورأى الناس تقارير مستنداتها في الأفلام والمقاطع التي نشرتها وسائل الإعلام.
2 – وقد عيّنت الإمارة الإسلامية منذ بداية انطلاق شرارة الجهاد ضد المحتلين الأمريكان والأجانب، لجنة ذو كفاية لكفالة الأيتام والمعوقين، ومن وظيفة هذه اللجنة كفالة الأيتام وتربيتهم وخدمة المعوقين، وتهيئة الأرضية لتعليمهم وتربيتهم، وتسعى لحل معضلاتهم ومعاناتهم وما يواجهون من المشاكل.
3 – وكثير من الجنود الذين يقاتلون بجانب الأمريكان (بل هم دروع للمحتلين المعتدين) وأثناء القتال يقع كثير منهم أسرى بأيدي المجاهدين، وتسعى لجنة منع الخسائر في صفوف المدنيين أن يتعامل المجاهدون مع الأسرى المحاربين على الوجه الحسن وفق الشرع الإسلامي، ويراعوا حقوقهم البشرية ولا يعاملوهم معاملة سيئة، وقبل أيام قامت الإمارة الإسلامية بعفوٍ خاصٍ شمل زهاء 106 من الجنود الأسرى بحلول عيد الأضحى المبارك».
وفي ظل تصاعد قدرات المجاهدين، نرى العملاء لا يصمدون أمام ضربات المجاهدين القاصمة، فيفرّون ويهربون من قواعدهم وثكناتهم العسكرية، وهذا ما أغضب قادتهم وزعماءهم. ونقرأ في موضوع: (لماذا يفرّ العملاء عن مراكزهم؟) مدى انفعال والي ولاية هلمند، وكيف يعترف بأنّ معنويات الجيش العميل قد انهارت، حيث أنهم لا يقدرون على الصمود أمام ضربات المجاهدين الأبطال. وكلّما بدأ المجاهدون بعملية؛ هرب العملاء من الخنادق ولاذوا بالفرار، بلا صمود أو أية مقاومة تذكر. يقول الوالي: « لقد سيطر مجاهدوا الإمارة الإسلامية على معظم ساحات ومديريات ولاية هلمند ما عدا عاصمتها لشكرجاه، وتقدموا إلى حدّ أنهم الآن على أبواب عاصمة هذه الولاية (لشكرجاه). ويرى الوالي العميل أن جبن الجنود هو السبب الرئيس لتقدّم المجاهدين، فالجنود العملاء، علاوة على أنهم لا يصمدون أمام المجاهدين، فهم يهربون بمجرد أن تبدأ الطالبان هجماتها على قواعدهم.
وأردف الوالي قائلاً: مع أنّ المئات من الجنود انتقلوا إلى القواعد خلال الأسابيع المنصرمة، إلا أنهم أخلوا 150 مركزاً وثكنة عسكرية ولاذوا بالفرار في بداية الاشتباكات. وحذّر الجنود الذين فرّوا بأنهم من الخونة، ولابد أن يعاقبوا عقاباً وبيلاً، ولا أقل من الحبس مدة 15 عاماً».
وفي نهاية المقال قدّم المجاهدون حلاً للُغزٍ لا يستطيع العملاء حله: «وحري أن توضع نسخة من اعترافات الوالي العميل كوثائقية حية على مناضد رجال الإدارة العميلة كي يتفكروا فيها ويتعظوا ويعتبروا، ويدركوا لماذا هرب مئات الجنود عن 150 مركزاً.
فهذا بديهي: إمّا أنّ قوة جنود الإمارة الإسلامية قد تصاعدت، أو أن الجنود فهموا الحقائق وأدركوا بأنّ قتال جنود الإمارة الإسلامية سيجلب لهم خسران الدنيا والآخرة. والطريق الوحيد للفوز والفلاح هو بالابتعاد عن مقاتلة المجاهدين.
على أية حال، فقد ثبت في كلا الاحتمالين أن رجال الجيش البائد لا يصمدون أمام جنود الإمارة الإسلامية، وإن كان زعماء الإدارة العميلة يظنون بأنهم سيعيدون النظر في استراتيجيتهم البالية أو يوسعون دائرة التجنيد والمليشيا، فليعلموا بأنهم يسيرون وراء السراب والخيال المحض الذي لن يجديهم شيئاً».
منذ أن نبت الاحتلال المشؤوم على ثرى وطننا الحبيب، بتنا نرى في الإحصائيات التي تقدمها المؤسسات بأنّ أفغانستان تحتلّ الرتبة الثالثة وربما الرتبة الرابعة في الفساد. ويری بعض المحللين أن فساد أفغانستان سيفضح أمريكا (لأنّ زعماء الأفغان هم في الحقيقة أذناب للأمريكان) ولهذا سيسعی الأمريكان إلى محو هذا العار من جبين أذنابهم بالتدريج. ولكن هل وفقوا في هذا المضمار أم لا؟
ألقى المجاهدون الضوء على هذا الجانب في إحدى كلمات اليوم، والتي كانت بعنوان: (مؤسسة سيجار تعترف) وفيها نقرأ: «إنّ إحصائية مؤسسة سيجار (المؤسسة التي تراقب مساعدات أمريكا لأفغانستان) تری بأنّ الإدارة العميلة هي أفسد البلاد علی الإطلاق، وهي خائنة وتنقض الحدود والمواثيق. وتصرّح مؤسسة سيجار بأنّ الأمريكان لم يستطيعوا أن يوقفوا الفساد، بل لم يستطيعوا القضاء علی الفوضی ومصير الشعب المتأزم.
وقد أعرب جان سابكو (رئیس مؤسسة سيجار) عن قلقه المتزايد قبل أيام، في المؤتمر العالمي للسلام الذي انعقد في واشنطن، حيال الأوضاع الحرجة الراهنة، وقال: إنّ أمريكا والأمم المتحدة لم یقدروا على إرساء الأمن والوئام في أفغانستان، بل إنّ سياسات أمريكا الخاطئة سلبت آمال صعود البلاد وتنميتها. وعلاوة علی ذلك، إن الفساد المستشري في هيكل هذه الإدارة العميلة، وتضييع القوانين العامة؛ يتعب الشعب ويقلقه.
وأردف سابكوا بأنه: قد ساعدت وزارة دفاع أمريكا وخارجيتها والإدارات الأخری بمليارات الدولار، ولو أنها أنفقت حقاً بلا فساد لارتقت أفغانستان من البلاد المجاورة إلا الصين، ولكنّ أمريكا لم تراعِ الشفافية أصلاً، بل منحت مساعداتها باختيار مافيا الفساد الذین كانوا علی صلة بالحكومة السابقة، حیث وقّعوا علی الاتفاقية الثنائية بلا شروط.
وقال رئیس مؤسسة سيجار: قد قتل في غضون عقد ونصف من العقد أكثر من ألفين قتیلاً، وأصیب الآلاف الآخرون، وأُنفقت زهاء ۳ تريليون دولار في أفغانستان، ومع ذلك لا تتمتع هذه البلاد بالأمن النسبي ولا بالانتعاش في الاقتصاد».
وضمن هذه الموضوعات، نرى موضوعاً رائعاً وحلواً، حيث ألقي الضوء فيه على انتصارات المجاهدين، بدءاً من ولاية أروزجان، حيث شنّ المجاهدون عملياتهم على عاصمة الولاية (ترين كوت) وطردوا العدوّ من ساحات هذه المدينة، فلجأ العملاء إلى المطار واستنجدوا مراراً بالمحتلين ليساندوهم بالطائرات، فقصف المحتلون قصفاً عشوائياً راح ضحيته عدد كبير من المواطنين الأبرياء قتلى وجرحى. كما تدور اشتباكات عنيفة في جوار ولاية أروزجان، وعلى وجه التحديد في ولاية هلمند، حيث انهزم العدوّ وبدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة، وراية الإمارة الإسلامية الغراء خفاقة في معظم مديرياتها، وطوّق المجاهدون بحصار شديد عاصمة الولاية لشكرجاه، وينتظر المجاهدون أوامر القيادة العامة، بعدها ستطهر مدينة لشكرجاه من لوث الأعداء، وآنذاك سترفع رأية الإمارة الإسلامية على جميع مناطق هلمند. كلّ هذه الانتصارات والانتصارات الأخرى نقرأها في موضوع: (انتصارات المجاهدين المتتالية وارتباك الأعداء).
وفي موضوع: (سببان أساسيان لزوال إدارة كابول العميلة) لخّص هزيمة الإدارة العميلة في أمرين يكفيان لزعزعة كيان العملاء وإدارتهم البالية المنخورة التي هي وشك السقوط، وهما: توسّع دائرة الشقاق فيما بين زعماء الحكومة العميلة. والثاني: الهزائم القاسية القاصمة المتتالية التي يتلقاها الجنود العملاء من المجاهدين، بازدياد القتلى والخسائر في صفوفهم، حيث يُقتل يومياً ما لا يقل عن 30 إلى 35 جندياً، وفي شهر يبلغ عدد قتلاهم 1000 قتيل.
وفي تفاصيل الخسائر التي يتلقاها الجنود نقرأ: (قال القائد العام للنّيتو: «يلقي 800 من الجنود حتفهم شهرياً».
وقال قبله المتحدث باسم النيتو الجنرال كليف لند: «قُتل 5000 جنود في غضون 8 شهور».
قال حنيف أتمر – المستشار الخاص لأشرف غني في الأمور الأمنية – في مؤتمر انعقد في الصين قبل فترة: «يُقتل يومياً ما بين 20 إلى 25 جندياً، وتحرق أو تقع 75% من العتاد الذي نملكه بأيدي الطالبان في كل معركة».
وقال هاشم ألكوزي نائب البرلمان لولاية هلمند: «قُتل ما لا يقل عن 1900 من الجنود في غضون شهر ونصف في ولاية هلمند وحدها».
ووفق تقاريرهم الإحصائية يبلغ عدد جرحاهم آلاف الجرحى).
ومن منطلق (من لم يشكر الناس لم يشكر الله)، نرى المجاهدين تكلموا بالتفصيل في إحدى الموضوعات الخاصة بأنّ (نصر الله سبحانه وتعالى، وحماية الشعب سببان رئيسان لانتصارات المجاهدين الأخيرة)، نقرأ في المقال: «وقد ازدادت الفتوحات الجهادية أخيراً في شتى بقاع أفغانستان، وإنّ مبشرات الفتوحات والمكتسبات قد لاحت في الأفق، وعمّت شمالي البلاد وجنوبها وشرقها وغربها، مع أنّ المجاهدين لا يساوون الأعداء من حيث العَدَد ولا العُدد، إلا أنّ العدوّ مع وسائله المتطوّرة وقواته الكبيرة انهزم أمام المجاهدين.
إنّ نصر الله سبحانه وتعالى السبب الرئيس لانتصارات المجاهدين الأخيرة؛ لأنه لو لم يرافق نصر الله سبحانه وتعالى المجاهدين، لكان من المحال أن ينتصر المجاهدون بهذه الأسباب الضئيلة التي في اختيارهم أمام عدوّ مدجّج بأفتك أنواع الأسلحة المتطورة جواً وأرضاً.
والسبب الثاني لانتصارات المجاهدين: حماية الشعب ومساندته لهم؛ لأنه شبه محال -إن لم يكن ضرباً من المحال- الانتصار بلا حماية الشعب. ومن أجل ذلك نرى المحتلين والعملاء لايمكنهم التقدّم مع ما يملكون من الأسلحة المتطورة، والمال والعتاد، ولا يدخلون قرية إلا في قافلة كبيرة يساندها المحتلون بالطائرات، فهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على مساندة الشعب للمجاهدين».
والأمر الذي لا يخفى على من يتابع الأخبار هو وحشية المحتلين وأذنابهم العملاء الذين يرتكبون المجازر بوحشية وصلف وغرور. فلا يكاد يمضي يوم إلا ونسمع بكارثة جديدة ومجزرة يشيب لهولها الولدان. وكثيرا ما يُستشهد أكثر من 100 مواطن أعزل في ليلة واحدة، وقد تكررت هذه الكارثة مرات عديدة، فقد قُصِف حفل للزواج في مديرية دهراود بولاية أروزجان، وآخر في مديرية بالابلوك بولاية فراه، وآخر في هسكه مينه بولاية ننجرهار. كما قُصفت صهاريج النفط بولاية قندوز، وقُصف حفل للتبرعات في عزيز آباد بولاية هرات، وقُصف الحفل الوطني بمديرية نوزاد بولاية هلمند، وقُصفت قافلة من وجهاء العشائر بولاية بكتيا، وقُصف مدنيين بولاية خوست بطائرات الدرونز، واستُهدف تلاميذ مدرسة بولاية كونر. وقد استشهد في كل حادثة من هذه الحوادث المذكورة أكثر من مائة مدني، بما فيهم الأطفال والنساء والعجزة، أو أصيبوا إصابات بالغة. وهذه المجازر مما يعترف به أيضاً العدوّ نفسه.
كل هذه المجازر ومجازر أخرى من هذا الطراز، ذكرت في كلمة اليوم التي كانت بعنوان: (وحشية المحتلين والعملاء).
وبالجملة تحدثنا “كلمة اليوم” عن الأخبار الساخنة والأحداث الجارية وكل ما يقع على الساحة الأفغانية، فتكشف النقاب عن وجه الحقيقة، وتزيل الشبهات وتبدد الشكوك والأوهام، وتنير السبيل والدرب. ويرى المجاهدون الإعلاميون أن ذلك من وظائفهم الجهادية فلا يكلّون أو يملّون حتى يرث الله الأرض ومن عليها.