
….وكذلك يفعلون!
إن الاحتلال اينما ركب على كواهل الشعوب المحتلة ارتكب أبشع الأعمال وفعل الأفاعيل وهذه وصمة عار على جبينه التعس في احقاب الدهر .
مرت على بلادنا ادوار عديدة للاحتلال والاستعمار وفي كل ذلك أذاق هذا الشعب الأصيل مرارة المنايا وفداحة الرزايا حتى تكسرت النصال على النصال واليوم يئن هذا الشعب تحت وطأة الاستعمار الصليبي ويتحمل أبشع أنواع التعذيب وأفظع أمثال القتل والدمار التي لم يشهد لها التاريخ ولم يرها الشعب المناضل .
نحن نعلم أن المظالم التي ارتكبتها قوات الاحتلال في كثير من دول العالم لا تعد ولا تحصى وأنها تشن حربا عارمة همجية ضد الشعوب بأكملها وتكون نتائجها آلاف الضحايا من المدنيين العزل وآلام ومصائب وجروح ، قرى بأكملها تقصف إلى حد التدمير والمحو الكامل .
هؤلاء الطغاة الهادمون لمعاقل الحرية والإيمان يرتكبون أبشع الجرائم إطلاقا إنهم لا يقفون عن هجمات على المدنيين والأطفال والنساء ولاعن شنّ غارات على البيوت السكنية والأماكن المقدسة ولا هم يمتنعون عن هتك الحرمات والسخريّة بجثمان الشهداء والمقتولين وتكديس المقدسات انهم أقاموا المجازر الجماعية والإبادة الكاملة في جميع أنحاء البلاد إنهم لا يعرفون الرحمة ولا يرعون من وازع دين أو ضمير إنهم يخفون كل مكر وخديعة لضرب الإسلام وأهله لكن كما قالوا هان على النظارة ما يمر بظهر المجلود والمسلمين لا بواكي لهم ونذكر هاهنا بعض الأمثلة من فجائع المعتدين :
في الأسبوع الأول من شهر مارس آذار قتل تسعة فتيان تتراوح أعمارهم بين التاسعة والخامسة عشرة كانوا يجمعون الحطب لتدفئة منازلهم في هضبات الجبال في محافظة كونار شرق أفغانستان، بعدما أصابتهم رصاصات من مروحيات العدّو وهذه الحادثة هي الثالثة خلال عشرة خلال أيام والتي ترتكب حلف الأطلسي الاعتداء على المدنيين ، وإن الهجمات
الأرضية والجوية التي قام بها «الناتو» تسببت بمقتل 64 شخصاً في غضون أيام معدودة .
كما قتل 12 مدنيا معظمهم من النساء والأطفال، على طريق في ولاية بكتيكا جنوب شرق أفغانستان, في غارة حلف شمال الأطلسي (الناتو) وتحدثت تقارير عن قصف جوي مكثف و قال شهود عيان أن امرأتين وخمسة أطفال كانوا بين قتلى جراء القصف العشوائي ا لذي وقع بمنطقة وازيخوا ، مشيرا إلى إصابة خمسة آخرين بجروح خطيرة جدا.
كذلك وقع مقتل 8 مدنيين جراء سقوط قذيفة أطلقتها قوات حلف شمال الأطلسي(الناتو) على منزل بولاية هلمند ، فيما تواصلت بعد ذلك التظاهرات المنددة بمقتل المدنيين في غارات للقوات الدولية ، واعترف حاكم ولاية هلمند العميل إن:” قوات الناتو شنت هجمات ردًا على استهداف قاعدة عسكرية أمريكية في ولاية خوست ، فأطلقت قذيفة سقطت على منزل فيه نساء وأطفال”. وأضاف الحاكم:” القذيفة قتلت 8 من عائلة واحدة وأصابت شخص جميعهم فلاحين ولا ينتمون للمقاومة المسلحة”.
لقد شهدت الأراضي الأفغانية مجازر بشرية نكراء علی مدی تاريخها، وفجائع متتالية في كل أرجائها، إلا أن الذي رأتها من قوات أمريكية هي أنكی وأخطر من كل الذي سبق، ولا شك أن القوات الأمريكية تتمثل الإرهاب وتنقض المعايير الإنسانية بطغيانها الغاشم ونظامها المستكبر، إذ هي تقوم بقتل الأبرياء وتشريد الضعفاء وترويع الآمنين وتدمير القرى والمنازل السكنية، فها هي القوارع تتوالی علی الأفغانيين في كل ولاياتها والمذابح تتری في كل مناطقها والفواجع تتكاثر في كل مديرياتها.
إنهم قتلوا المسلمين المدنيين على سبيل المتعة والتسلية واقرّ احد المجرمين باسم مور لوك انه قتل المدنيين أفغان على سبيل المتعة وكان برفقته7 جنود آخرون إن مورلوك قام بمشاركة جندي آخر، بالتمثيل وتصوير وحيازة صور لجثث
المدنيين الأفغان القتلى.
مورلوك ارتكب ثلاث جرائم قتل، واحدة منها قتل مدني أفغاني في يناير/ كانون الثاني من العام الماضي، باستخدام قنبلة وسلاح ناري، وآخر في مايو/ أيار بارتكاب جريمة مماثلة، بالإضافة إلى إطلاق النار حتى الموت، على مدني ثالث في فبراير/ شباط 2010.
أما الجندي أندرو هولمز، والمتهم أيضاً في نفس القضية، فهو متهم كذلك باتهامات أخرى، قتل مدنيين أفغان عن سابق إصرار وتعمّد، وذلك لمجرد المتعة، ومن ثم طعن جثثهم بالخناجر أو التمثيل بها بشكل يظهر وكأن القتلى سقطوا جراء مواجهات واشتباكات مسلحة.
وفرض الجيش الأمريكي الغاشم قيوداً على الوصول إلى تلك الصور، التي قام الجنود بالتقاطها للمدنيين الأفغان المقتولين، إلا أن مجلة “دير شبيغل” الألمانية تمكنت مؤخراً من نشر صور تظهر جنديين أمريكيين في أفغانستان يقفان عند جثث أفغان قتلى، وأظهرت الصورة الأولى جندياً أمريكياً وهو يشد شعر قتيل أفغان تمت تعريته ووضعت قطعة من الملابس على مؤخرته، والقتيل كما قالت المجلة الألمانية هو “غلام دين”، وهو ابن مزارع قتل في الخامس عشر من يناير/كانون الثاني عام 2010، فيما يقف عناصر أمريكية من “فريق القتل” خلفه وأظهرت إحدى الصور لقطة لجندي أمريكي مع جثة أفغاني قتيل وهو”يضحك” بينما يشد رأسه إلى الخلف ، وهي الصور التي أعادت إلى الأذهان الانتهاكات التي ارتكبها ضباط أمريكيون في سجن “أبو غريب” سيء الصيت والسمعة.
كتب احد الأخوة يوما في مقاله إن :”دماء المسلمين صارت أرخص ما يكون! لقد صارت لحوم ودماء المسلمين الوجبة اليومية للقوات الغازية! وصار الولوغ في هذه الدماء الزكية يروي عطش وظمأ شذاذ الأفاق في الجيش الأمريكي وقوات الناتو وكل من هب ودب على وجه الأرض!
إن قتل المسلمين العزل المدنيين لم يكن محض مصادفة في اتخاذ الغرب المسلمين غرضاً للقتل والتنكيل بهم إنها عقيدة راسخة عبر قرون طويلة في قتل الأطفال والنساء والشيوخ وتهديم البيوت وتحريق المزارع وهذه بعض نصوص العهد القديم التي يقدسونها ويحاربون الدنيا من أجل نشرها وتطبيقه ، هذه الدماء الزكيّة والأجساد الغضة الطريّة التي تمزقها آلة الحرب الأمريكية وقوات الناتو في أفغانستان وغيرها جريمة عمد مع سبق الإصرار والترصد.
ويلزم على أبناء الأمة المخلصين أن يسجلوا في تاريخهم هذه المجازر مهما طال عمر الاحتلال ومهما علا صوت الباطل.
في ذات السياق ، تواصلت المظاهرات في هلمند وولاية لغمان وولاية كونار والمحافظات الأخرى احتجاجا على الغارة التي كانت القوات الدولية قد شنتها أخيرا على قرية غازي آباد في إقليم كونار وأسفرت عن مقتل 19مدنيين، بينهم 8 أطفال.
وكانت الغارة المذكورة، والتي استهدفت القرية الواقعة في منطقة نائية شرقي البلاد، قد زادت من حدَّة التوتر بين شعب الأفغان والقوات المعتدية حلف شمال الأطلسي “الناتو .
إن الأعداء لم يكتفوا بقتل المدنيين العزل بل قاموا بحرق كتاب المسلمين المقدس وها هو قس أمريكي يقوم بإحراق نسخة من القرآن في كنيسة صغيرة في فلوريدا، وذلك تحت مزاعم أن المصحف الكريم “مسئول” عند عدة جرائم.
وقام القس واين ساب، بإحراق نسخة عن القرآن تحت إشراف تيرى جونز، ووضعت نسخة القرآن التي كانت قد نقعت بالوقود لمدة ساعة ، على طبق حديدي في وسط الكنيسة وأشعل فيها ساب النار، واحترق القرآن لمدة عشر دقائق، وكان هذا العمل الإجرامي قد أثار موجة من الاحتجاجات والإدانات من الكثير من الأطراف ، لكنه قال إنه أراد “أن يعطى العالم الإسلامي فرصة للدفاع عن كتابه”، ولكنه لم يحصل على أي جواب، وأوضح الملعون أنه يعتبر ألا هناك محاكمة فعلية من دون عقاب فعلي.
إن هذا العمل الإجرامي أثار غضب شعبنا الأبي وتسبب باندلاع موجة من التظاهرات في بلاد الأسود وأسفرت عن 47 قتيلا على الأقل و175 جريحا ، فيما التظاهرات يومية في البلاد جارية على قدم وساق منذ الأول من أبريل.
وإن مجموعة من1500 رجلاً تقريبا خرجوا إلى الشوارع في مزار شريف للتنديد بحرق المصحف الشريف وأشعلوا إطارات السيارات وحطموا النوافذ للمباني الحكومية وهاجموا مصورا غربيا.
وضرب المحتجون المصور على رأسه وأخذوا آلة التصوير الخاصة به وحطموها. ثم منعت الشرطة صحفيين آخرين من الاقتراب من الحشد ولقد كانت مسيرات مماثلة في كابول ومدينة هرات وإقليم تخار، وغيرها من المحافظات والمديريات ، كما تظاهر مئات من الطلبة في جامعة خوست شرق أفغانستان احتجاجاً على حرق القرآن الكريم في الولايات المتحدة ، مما تسبب بموجة من الاحتجاجات الدامية في البلاد. وردد المتظاهرون شعارات معادية لتيري جونز القس الأميركي المتطرف ورفعوا يافطات معادية للولايات المتحدة المعتدية والغزاة المجرمين .
و في نفس الوقت يحذر المحللون من التهوين من عمق مشاعر الغضب لهذا الشعب الأبي الأصيل المناهضة للغرب في معظم أنحاء أفغانستان بعد عقد من الوجود العسكري ومقتل الكثير من المدنيين.
وقال المدير المشارك بشبكة المحللين في أفغانستان بهذه المناسبة أن المزاج والمناخ العام لدى قطاع كبير من السكان شبيه بذلك”وقال شهود عيان إن أحد رجال الشرطة وعشرات من المتظاهرين قتلوا بسبب إصابتهم بطلقات نارية. وأضافوا أن بعض الجثث توضح أن أصحابها تعرضوا للضرب والرجم ، وأكدوا أن رجال الشرطة العملاء هم الذين أطلقوا النار على المتظاهرين.
نعم إن القس تيري جونز لم يقرأ القرآن ولكنه يريد حرق المصحف هل الناس أعداء ما جهلوا، بالتأكيد هذا احد الأسباب ! وربما كان مكمن العداء لأن أمريكا دولة أسست على الظلم.
أسسها مساجين أوربا وأرباب الإجرام الذين تم نفيهم إلى هناك ، دولة أبادت الهنود الحمر سكان أميركا الأصليين ، خرج أوباش العالم من جحورهم وكشروا عن أنيابهم ونهشونا وضربونا عن قوس واحدة وليس هناك ولو دولة واحدة.. ترفع زئيرها حتى يرتدع الكلاب أو حتى تلقمها حجرا.
يقول عبد الوهاب عبد الرحمن :” إن منطق إعلاء كلمة الله في الأرض وان يهيمن هذا القران على العالم له سياقه الخاص.. وهو أن تأبى هذه الأمة منطق الاستخفاف والاستهانة به”.
ها نحن نرفع المصحف بأيماننا عاليا من وراء القضبان.. ها نحن نرفع المصحف بأيماننا عاليا من على أعواد المشانق.. وحينما يضيق الحبل على الأعناق وتتهدل أيدينا.. فلن يسقط المصحف أرضا بإذن الله.. فلسوف يلتقطه أبناءنا الصغار قبل أن يسقط أرضا.. ليعاودوا رفعه بقبضتهم الصغيرة في وجه الباطل من جديد”.
من جهته، دعا القس الأميركي تيري جونز بعد هذه الموجات للغضب العارمة في بلاد الأسود أفغانستان دعا إلى تحرك “فوري” للولايات المتحدة والأمم المتحدة ضد هؤلاء المتظاهرين في أفغانستان معتبراً أن “الدين الإسلامي بأكمله يجب أن يحاسب على ذلك” حسب تعبيره.
واعتبر القس في مركز “دوف وورلد اوتريتش” في بيان بعد مقتل سبعة أجانب في هجوم على مقر الأمم المتحدة في مزار الشريف أن “حان الوقت لمحاسبة الإسلام”. وفي مقابلة منفصلة مع وكالة فرانس برس أكد جونز أن قتل الموظفين السبعة “روعه” لكنه لا يشعر بأنه مسؤول عن ذلك. وقال “نحن لا نشعر بأننا مسؤولون عن قتلهم ”. وأخيرا كتمثيل المهزلة سجن هذا القس الأميركي المجرم تيري جونز ، لفترة قصيرة في ضاحية ديربورن في ولاية ميشيغن (شمال) لكنه أصر أن القرآن “يشجع على النشاطات الإرهابية في العالم”.
كما تحدث عن حقه في الاحتجاج على الإسلام بموجب التعديل الأول للدستور الأميركي، وحكم على جونز ومساعده بدفع غرامة قدرها دولار واحد فقط لكل منهما، وبعد أن رفضا دفع الغرامة سجنا لمدة ساعة فقط.
اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك , اللهم أحرق قلوبهم كما أحرقوا قلوب المؤمنين وأنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين .
ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون , يقول المفسر الشهيد رحمه الله تعالى إن:”الرسول ( ص ) لا يحسب الله غافلا عما يعمل الظالمون . ولكن ظاهر الأمر يبدو هكذا لبعض من يرون الظالمين يتمتعون , ويسمع بوعيد الله , ثم لا يراه واقعا بهم في هذه الحياة الدنيا . فهذه الصيغة تكشف عن الأجل المضروب لأخذهم الأخذة الأخيرة , التي لا إمهال بعدها . ولا فكاك منها . أخذهم في اليوم العصيب الذي تشخص فيه الأبصار من الفزع والهلع , فتظل مفتوحة مبهوتة مذهولة , مأخوذة بالهول لا تطرف ولا تتحرك . ثم يرسم مشهدا للقوم في زحمة الهول . . مشهدهم مسرعين لا يلوون على شيء , ولا يلتفتون إلى شيء . رافعين رؤوسهم لا عن إرادة ولكنها مشدودة لا يملكون لها حراكا ، يمتد بصرهم إلى ما يشاهدون من الرعب فلا يطرف ولا يرتد إليهم . وقلوبهم من الفزع خاوية خالية لا تضم شيئا يعونه أو يحفظونه أو يتذكرونه , فهي هواء خواء “.
هذا هو اليوم الذي يؤخرهم الله إليه (إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم , لا يرتد إليهم طرفهم , وأفئدتهم هواء).
صدق الله العظيم .