مقالات الأعداد السابقة

يالها من ضربة!

في يوم الإثنين من شهر ديسمبر للعام المنصرم امتطى أحد أبطال الإمارة الإسلامية الأخ الشهيد -كما نحسبه- زاهد الله صهوة فرسه (الدراجة النارية) وفجرها وسط تجمع للجنود الصليبيين المحتلين في منطقة ” باجوريانو” بمديرية بجرام بولاية بروان.

وقد قتل وأصيب في هذا الهجوم البطولي المبارك عدد من ضباط وجنود الاحتلال، واعترف المحتلون بمقتل ستة من جنودهم، وكشفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) هويات جنودها القتلى وقالت أن القتلى هم: الضابط بسلاح الجو الميجر أدراينا فوردربراجن (36 عاما)، والضابط جوزيف ليم (45 عاما)، والسارجنت لويس بوناكاسا (31 عاما)، والسارجنت مايكل سينكو (28 عاما)، والسارجنت بيتر تاوب (30 عاما)، والسارجنت تشستر مكبرايد (30 عاما).

واعتبرت وسائل الإعلام الغربية هذا الهجوم من أعنف الهجمات وأكثرها دموية للجنود المحتلين في العام الماضي.

كما أعربت بعض الشخصيات الأمريكية عن أسفها وحزنها على مقتل هؤلاء، وبعثت بكلمات التعازي والرثاء لأهالي القتلى وأصدقائهم:

قال قائد شرطة نيويورك في بيان له بمناسبة هذا الحادث:

“لقد فقدنا اليوم جندياً من خيرة جنودنا في هجوم باجرام، واليوم نسبل الدموع ونحزن لفراقه، حيث جسّدَ ضابط التحقيقات جوزيف ليم معنى نكران الذات الذي يمكننا أن نتنافس عليه”.

وإلى جانب آخر أظهر البريجادير ويليام شوفنر في بيان تعازيه حزنه العميق على مقتله وقال: “قتل في حال قد اقتربت أيام عيد الميلاد وأفراح الكرسمس وأقدم التعازي بسبب مقتله إلى أهاليه وأصدقائه”.

وقالت الكاتبة نانسي يوسف: “إن الجنود الأميركيين الذين ذهبوا للقتال في أفغانستان ما كان ينبغي لهم أن يعودوا إلى بلادهم بالأكفان”.

وأضافت: “أنأهالي هؤلاء العسكريين الأميركيين الذين قتلوا بأفغانستان سيقضون أيام عيد الميلاد في بؤس وحزن كبيرين، وذلك لأنهم قتلوا في حرب كان يفترض أنها انتهت”.

وأشارت إلى أن وصول القتلى الأميركيين إلى قاعدة نيوكاسل العسكرية بالولايات المتحدة حظي بمراسم مهيبة مؤثرة، ولكن هذه المشاهد تكررت كثيراً على مدى عقود منذ الحرب على أفغانستان والعراق.

وقد تضمنت هذه العملية المباركة رسائل موقعة بالدم أرسلها الشعب الأفغاني المسلم إلى الشعوب الغربية وساستهم المتغطرسين:

الأولى: الشعب الأفغاني لا يقبل الإحتلال ولايرضى بالذل ولا ينام على الضيم بل يسعى بكل ما في وسعه إلى دحر المحتلين وطردهم .

الثانية: لقد مرت أربعة عشر سنة على احتلالكم لبلادنا الحبيبة، اعتديتم على أرضنا وسلبتم أمنها ونشرتم البلبلة والفوضى فيها، قتلتم مئات الآلاف من الأبرياء وهجرتم الملايين وآذيتم الملايين وعذبتم المستضعفين وآذيتم خيرة عباد الله من العلماء والصالحين، وانتهكتم حقوق الإنسان وأسأتم إلى مقدسات المسلمين واستهزأتم بسيد الرسل وخاتم النبيين صلى الله عليه وسلم وأحرقتم كتاب الله ودنستم المساجد وهدمتم مواضع العبادة، فهل تتمنون بعد كل هذه الجرائم والإنتهاكات أن نحبكم ونحترمكم؟ أو أن نترككم في بلادنا آمنين مطمئنين تسرحون وتمرحون وتعتدون وتقتلون وتؤذون؟ فلا والله لن نقدم باقات الزهور لجنودكم المحتلين بل سنبرد بطلقات نارية في صدور أبنائكم وإخوانكم المعتدين.

اقــتـلـونـي مـزقـونــي أغـرقوني فـي دمائـي
لن تعيشوا فوق أرضي لن تطيروا في سمائي
أنـتـم رجــس وفــســق أنــتــم ســـر الـبـــلاء
أنـتـم كـــفــر وغـــــدر نهجكم حـجب الضياء
سـمـكم ما زال يســري كـأفـاع فـي خـفـــــاء
حـقـدكم يـبـدو لعـيـنــي حـقـد رقـطاء العــراء
قـتـلـكـم فـيـه شـفـائــي لن تعـيـشوا في صفاء

الثالثة: إن رؤساءكم وكبراءكم تربوا على المكر والخداع وجبلوا على نقض العهود والمواثيق وتعوّدوا على الكذب وتحريف الحقائق وكتمانها وتلبيس الحق بالباطل حرصاً على كراسيهم كديدن رؤساء اليهود حيث إنهم كانوا يكذبون على سفلتهم ويخدعونهم ويحرفون الحقائق ويكتمونها ويلبّسون الأمور عليهم حرصا على رئاستهم وكراسيهم، وقد وبّخهم الله على تلك العادات الخبيثة في كتابه العزيز.

فرغم تشدقهم وتبجحهم في نهاية عام 2014 الميلادي بأنهم أنهوا مهمتهم الحربية في أفغانستان هاهم جنودكم يشاركون في مهام قتالية في أفغانستان، يباشرون القتال ويشنون مداهمات ليلية ويقصفون القرى والمدن والمستشفيات ومناطق سكنية.

زعماؤكم يكذبون عليكم إنهم ليسوا قوات أمن وسلام بل هم قوى بغي وعدوان، زعماؤكم يكذبون عليكم إنهم لم يأتوا إلى أفغانستان لإحلال السلم وإقرار الأمن بل إنهم جاءوا لإثارة الفتن والحروب، ومآسي المنطقة الجديدة خير شاهد على هذا.

زعماؤكم يخفون خسائر جنودكم المالية والنفسية ويخدعونكم، وما دمتم تحتلون بلادنا الحبيبة فإن وقوع الخسائر في صفوفكم أمر محتوم.

زعماؤكم يكذبون عليكم إنهم لم ينهوا مهمتهم القتالية في أفغانستان بل إنهم ما زالوا يدفعون أبناءكم وإخوانكم وآباءكم إلى هوة الهلاك حفاظاً على أهدافهم الإستعمارية، ولا تغتروا بغطرستكم وقوتكم واسمعوا وعوا جيداً أن عواقب الظلم وخيمة في الدنيا والآخرة، وأن الأيام دول وستجنون ثمار عدوانكم ولو بعد حين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى