يجب ألا تعيد قمة وارسا الأخطاء السابقة
من المقرر أن تنعقد قمة حلف الناتو في مدينة “وارسا” عاصمة بولندا بتاريخ (8-9/يوليو) من العام الجاري، وإلى جانب بقية القضايا التي ستتم منقاشتها في هذه القمة، ستناقش قضية أفغانستان أيضاً، وقضية مساعدات دول حلف الناتو العسكرية والمالية لإدارة كابل إحدى أجنداتها.
هذا ليس أول مؤتمر للناتو يخص أفغانستان، بل منذ الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001 انعقدت مؤتمرات عديدة من قبل أمريكا وحلفائها، وكان مؤتمر “بن” أول مؤتمر انعقد بعد الإحتلال، والذي وضع فيه أصول حكومة عميلة ومستعمرة في أفغانستان.
وبعد ذلك جميع المؤتمرات المنعقدة بخصوص أفغانستان بدلاً من حل القضية الأفغانية جعلتها أكثر تعقيداً، والسبب الرئيسي وراء ذلك هي محاولات أمريكا وحلفائها لتحرم الشعب الأفغاني المسلم من حقوقه المشروعة التي هي تحرير البلد وإقامة نظام إسلامي فيه، ويريدون أن يحققوا هدفهم ذلك عن طريق مال والقهر، ودائماً ما أخفوا الحقائق الواقعية في هذا المجال، واعتدوا على القوانين الدولية فيما يخص حقوق الشعوب، دون أن يتعظوا من تاريخ أفغانستان العريق.
والذي يثير العجب! أن الغرب الذي يريد لنفسه بلداً حراً، ولشعبه نظاماً وفق رغبته ورضاه، لماذا لا يقر بتلك الحرية لبقية الشعوب؟ ويوجه إليهم تهماً كاذبة، ومن منطلق القهر والاعتداء يستخدم أساليب الإرهاب وسفك الدماء في القرن الحادي والعشرين قرن العلم والتطور، هل المقاومة المشروعة من أجل تحقيق هدف مشروع يعد ارهاباً ؟ ألا يحق للشعوب أن تقيم في بلادها أنظمة توافق قيمها ومعتقداتها؟
علينا أن نقول بأن هذه القضية لن تحل بالمؤتمرات العسكرية، وليس القتل المستهدف، والمداهمات الليلية، والقصف العشوائي يقدر تحطيم عزائم الشعب المؤمن اليقظ ، وإن مواجهة الإمارة الإسلامية ليست مواجهة جماعة وحزب فحسب، بل هي مواجهة شعب بأسره، وإن الأفغان لم يلجمهم أحد بالمال والسلاح.
على أمريكا وحلفاء الناتو أن يخرجوا من دائرة القهر والتزوير، وأن يتنبهوا لأخطائهم وزلاتهم، وإذا كانوا يريدون حقاً حل قضية أفغانستان فعليهم أن يتخلوا عن سياسة الاعتداء والاحتلال، وأن يدركوا الحقائق الواقعية لحل هذه القضية، وأن يخضعوا لمطالب شبعنا المشروعة.