
يجب أن لا يقع السجناء ضحية كسب الامتياز..!!
كان من المفروض أن يطلق اليوم سراح آلاف السجناء والعودة إلى ديارهم، بموجب اتفاق الدوحة لإنهاء الاحتلال، وتهيئة الوفد المفاوض من قبل السياسيين والمسؤولين في كابل لطاولة الحوار بين الأفغان.
ولكن ها هو يمر أسبوع آخر من الموعد المحدد، وكل شيءٍ متوقف بسبب الخلافات الفاضحة بين مسؤولي إدارة على المناصب الحكومية، ولم يتمكن الأمريكان بعد من الوفاء بوعدهم بإطلاق سراح السجناء، وجمع كلمة مسؤولي نظام كابل على الوفد التفاوضي الشامل.
أما المشكلة الأخرى وهي أنه: يرى طرف من إدارة كابل تعيين وفد السلام واطلاق سراح السجناء من حقه، لذلك يحاول ليل نهارٍ إيجاد عوائق وحواجز أمام هذه العملية، طمعاً منه في كسب الامتيازات؛ أما الطرف فله رؤى معاكسة.
ومن ناحيةٍ أخرى فإن مرض “كرونا” الذي تحول إلى وباء من كثرة تفشيه في العالم، وتزداد مخاوف تفشيه في البلد من يومٍ لآخرَ؛ وخاصة في أماكن الاكتظاظ حيثُ تنعدم شرائط صحية.
سجون أفغانستان والتي تحت رعاية حكومة كابل هي من الأماكن المعرضة أكثر خطرا لتفشي مثل هذه الفيروسات، حيثُ يُحْتَفَظُ بعشرات الالآف من السجناء دون أي مرافق طبية وصحية، ويمكن أن تسبب هذه الأوضاع الرديئة في كارثة إنسانية لا سمح الله.
تشعر الإمارة الإسلامية وعوائل المساجين بالقلق من هذا الوضع، ولا ينبغي للسلطات أن تعامل القضايا الإنسانية هذه كغيرها من القضايا، وأن تتخذ إجراءات غير عقلانية ومخالفة للقوانين البشرية في حق مواطنيهم العزل، ساعين وراء مكاسبهم السياسية، ولا ينبغي أن يسمح لهم مؤيدوهم الأجانب باستخدام المعتقلين –وهي قضية إنسانية- لأغراضهم المذمومة بالإضافة إلى تدمير عملية السلام.
كما تتطلب من المنظمات الحقوقية والصحية الدولية وغيرها من المنظمات الخيرية لعب دورٍ جادٍ ومسؤول في هذا الصدد.