تحليل الأسبوع

يجب إلغاء المعاهدة الأمنية بدل إصلاحها

المعاهدة الأمنية بين المحتلين الأمريكيين وإدارة كابل العميلة قرار ظالم، ومخادع والتي يعتبرها الأمريكيون المحتلون وثيقة جواز لبقاء قواتها في أفغانستان وارتكاب كل أصناف جرائم الحرب من دون مسائلة. في الوقت الذي ليست لهذه المعاهدة أي صبغة قانونية، أو توجيه، بل تم توقيعها بإدارة أشرف غني، الإدارة التي لا تمكن أبدا نيابة الإرادة السياسية للشعب الأفغاني، بل أسست أصلا بتوقيع جان كيري وزير خارجية أمريكا السابق، ويتحكم المحتلون في جميع أمورها.

المعاهدة الأمنية مع أمريكا مردودة شرعيا، وعقليا، وليست حتى متطابقة مع معيار القوانين الدولية، وعلاوة على كل ذلك تسببت هذه المعاهدة مصيبة ومأساة بالنسبة للشعب الأفغاني. فجيوش الاحتلال تتنتهك استقلال أجوائنا وأراضينا استناذا إلى هذه المعاهدة، وأسست هنا مراكز استخباراتية وعسكرية حيث انطلاقا منها تلحق خسائر مادية وبشرية فادحة بالمدنيين في غاراتهم الجوية، وهجماتهم ومداهماتهم.

لقد ازدادت وتيرة الجرائم الحربية والانتهاكات لقوات الاحتلال إلى حد قياسي، حيث بات المصفقون لهذه المعاهدة الأمنية قبل عدة سنوات نادمين كل الندم أيضا. بما أن محو الإحتلال الأجنبي مطالبة جميع أبناء هذا الشعب المسلم، فإن كل أفغاني مؤمن وعاشق للحرية والاستقلال يساند ويقف مع مطالبة إلغاء المعاهدة الأمنية التي تعتبر أساس هذا الاحتلال الغاشم أيضا.

ومن أجل تحريف مطالبة الشعب الأفغاني المجاهد، تحاول بعض الحلقات برفع صوت ومطالب الإصلاح في هذه المعاهدة الفاسدة الظالمة. يجب أن نقول بأن المعاهدة التي أبرمت بالقوة والظلم وعلى أساس الفساد والبطش وبشكل غير شرعي؛ لا يمكن إصلاحها أصلا ومطالب إصلاحها وتغيير بعض المواد فيها ظلم فوق ظلم وعمل غير قانوني.

توافق إمارة أفغانستان الإسلامية مع شعبها المؤمن والمجاهد على أن جميع المعاهدات التي أبرمت في ظل الاحتلال الغاشم مردودة وغير شرعية، ويجب إلغائها في أسرع وقت ممكن. وكل من يحاول أو ينوي إصلاح وترميم مثل هذه المعاهدات الظالمة والفاسدة، ويريد إخداع الشعب بمثل هذه الحركات من أجل تمهيد الطريق لاستمرار مظالم المحتلين لعدة سنوات أخرى، فإنهم علاوة على أنهم سيكونون مسؤولون ومجرمون أمام الله عز وجل، سيتم اعتبارهم شركاء بشكل مساوي في جميع جرائم ومظالم المحتلين.

لقد أثبتت تجارب السنوات الماضية بأن إدامة الاحتلال الأجنبي الغاشم تحت مظلة المعاهدة الأمنية لم تحمل سوى المآسي والمظالم لبلادنا وشعبنا. ولا يستطيع هذا الشعب أن يتحمل تكرار مثل هذه التجارب، بل يريد إنهاء الاحتلال في أسرع وقت. وكل من يتألم بألم هذا الشعب المظلوم أن يدرك أولا بشكل سليم مطالب هذا الشعب المؤمن المجاهد ثم يسعى لتحقيقه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى