
يوناما تخدم الاحتلال بالكامل
عماد الدين
عندما احتلّ الصليبيون ديار المسلمين، كان من اللازم لهم أن يصنعوا مؤسسة تدعي الاستقلال في تقاريرها ونشاطاتها، ويكون الهدف الأساسي من نشأتها تأييد الاحتلال وإخفاء جرائمه، وإلصاق الجرائم التي تقترف في أفغانستان بالمجاهدين لتشويه صورتهم.
مثل العديد من المنظّمات والقنوات والمؤسسات الأخرى التي ظهرت في أفغانستان جرّاء الاحتلال الإمريكي؛ ظهرت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان (United Nations Assistance Mission in Afghanistan) المعروفة بين الشعب الأفغاني بـ”يوناما”.
“يوناما” مؤسسة تابعة لمنظمة الأمم المتحدة، فهي تُموّل من جانبها، وتتحرك ناشطة وفقاً لتخطيطاتها وإملاءاتها، وتخضع سياسياً لضغوطاتها. يقال إنّ لها 23 مكتباً محلياً وإقليمياً، وتضمّ ألفي موظف في أفغانستان، أكثر من 80% منهم مواطنون أفغان، ويقال أيضاً أنّ مؤسسة “يوناما” تنفق سنوياً قرابة 240 مليون دولار على نشاطاتها في أفغانستان. إنّ هذا الرقم الهائل من الأموال المنفقة عليها جدير بالتأمل! فماهي النشاطات التي تكلّف هذه المؤسسة مبلغاً هائلاً كهذا!؟
ومؤخراً نشر مكتب الأمم المتحدة في كابل “يوناما” تقريره السنوي حول الخسائر المدنية، وجاء في التقرير الذي أعد بشكل غير محايد بأن مسئولية 42 % من الخسائر المدنية خلال العام الماضي في أفغانستان تقع على عاتق مجاهدي الإمارة الإسلامية!
كما نسب التقرير مسؤولية 13% من الخسائر المدنية لإدارة كابل ونسبة 2% فقط للقوات الأمريكية المحتلة!
أمّا الإمارة الإسلامية فقد ردّت هذا المزاعم، وردّ التقرير المزوّر الذي قدمته يوناما، وجاء في البيان الذي قُدّم بهذا الصدد: (ترد الإمارة الإسلامية تقرير يوناما غير المحايد بشدة، انحاز مرتبو هذا التقرير للقوات الأمريكية المحتلة في أفغانستان بشكل واضح، وتم السعي للتستر على جرائمهم.
يعلم العالم بأسره بأن مع إعلان إستراتيجية الرئيس الأمريكي ترامب حول أفغانستان، ازدادت عمليات الدهم والقصف الوحشية للقوات الأمريكية على منازل المدنيين وعلى التأسيسات العامة، والمساجد، والمدارس، والمناطق السكنية، وحتى على الأسواق، حيث تسفر يوميا عن استشهاد وجرح عدد كبير من المدنيين وتدمير منازلهم وإلحاق خسائر مادية فادحة بهم.
بشهادة الشعب الأفغاني والمجتمع الدولي وباعتراف القوات الأمريكية بنفسها؛ شنت قوات الاحتلال الأمريكي 4300 غارة جوية ونفذت مئات المداهمات وعمليات الإنزال في أفغانستان خلال العام الماضي، ويدرك كل صاحب عقل سليم الحجم الكبير للخسائر المدنية التي تتسبب من إمطار هذا العدد الكبير من القنابل وحجم الضرر الذي يلحق بالبنى التحتية ومنازل المدنيين من ذلك.
من جهة أخرى يستهدف جنود وعناصر شرطة وبشكل خاص مليشيات الإدارة العميلة منازل وقرى الأهالي بقنابل الهاون والأسلحة الثقيلة، ويقتلون عامة الناس من بينهم النساء والأطفال، كما زجوا بآلاف المدنيين في السجون.
مع كل هذه الجرائم والجنايات العلنية فإن انتساب مسئولية 2 % من الخسائر المدنية للأمريكيين في العام الكامل و 13% لجنود الإدارة العميلة يظهر بكل وضوح بأن يوناما تذر الرماد في عيون الناس وتدافع عن الأمريكيين المحتلين وعملائهم).
وأضاف البيان بأنّ القصد من مثل هذه التقارير إيجاد مواد للتبليغات ضد مجاهدي الإمارة الإسلامية، وتبرئة المحتلين المتسببين الأصليين بمأساة أفغانستان، الذين يستخدمون القنابل ويقتلون الناس في بلادنا منذ 17 سنة.
من المؤسف بأنه تم الاستفادة من معلومات ومصادر دوائر الاستخبارات وأعداء شعب أفغانستان في إعداد وترتيب هذا التقرير السنوي، ولم يتم الاعتناء أبدا بالتقرير السنوي الذي تم إعداده من قبل إدارة منع الخسائر المدنية في الإمارة الإسلامية بشكل محايد وبالأدلة القاطعة وتم نشره في نهاية العام الماضي.
إذاً فالمواطنون يعرفون تزوير هؤلاء المعاندين وشيطنتهم، ويعرفون أنّ خسائر المواطنين تنجم معظمها عن غارات المحتلين وقصفهم الوحشي الذي لا يُبقي ولا يذر، فتُدَمّر البيوت على رؤوس ساكنيها، ولا يرحم هؤلاء المحتلّون بمجرّد الظنّ أنّ في المنطقة مجاهد واحد وإن راح ضحية هذا القصف مئات المدنيين شيوخاً وأطفالاً ورجالاً ونساءً أبرياء.