
19 عاما ولم يغيرو كلمة واحدة من مطالبهم وشروطهم
البراء خالد هلال
ظل لعدة سنوات يعتبر أخطر سجين دولي في السجون الباكستانية.. وبعد خروجه من السجون الباكستانية يعود الملا عبد الغني برارد اليوم إلى إسلام أباد مفاوضا مع وفده من البدو البسطاء لأحد أكبر الأحلاف العسكرية في التاريخ.. لإنهاء صراع دام 20 عاماً خاضه هؤلاء المطاردون بأبسط مايمكن أن تتخيل من البنادق اليدوية والطين و قنابل بدائية مصنوعة من قدور الطبخ ومحشوة بالفلفل واليانسون والسماد الطبيعي.
يفاوضون وهم يلفون قدما على أخرى والعالم يستمع.. ويقولون لهذه الغطرسة العالمية.. هذا يعجبنا وذاك لا يعجبنا…
19 عاما ولم يغيرو كلمة واحدة من مطالبهم وشروطهم.. رحيل الاحتلال دون قيد أو شرط.. وعدم التدخل في شؤون البلاد.
وفي الطرف الآخرعميل من بني جلدتهم.. كان المبعوث الأمريكي زلماي خليل زاد بشتونيا مثل برادر تمامًا.
ابتعث إلى أمريكا.. ودعم المجاهدين الأفغان في حكومة كارتر ثم انقلب عليهم وتأمرك أكثر من الأمريكيين إلى درجة أن رشحه بوش الابن و ترمب لمنصب وزير الخارجية وعيّن سفيرًا في أفغانستان بعد الاحتلال وسفيرًا أمريكيا في العراق بعد الاحتلال.
الحالة الأفغانية فيها من غرائب سير الرجال ما يسيل لعاب المؤرخين، ولكن هناك حالة وحيدة بدأ يدركها الأفغان والأمريكان والباكستانيون والعالم من ورائهم ويتقبلون التعامل معها رويدًا رويدًا.. وهي أن الطالبان تنتصر.