حوار مع معالي وزير الخارجية أمير خان متقي حفظه الله حول عدد من المواضيع الساخنة

تحرير: مجلة الصمود

 

المقدم: نسعد اليوم أن نكون في ضيافة معالي وزير خارجية إمارة أفغانستان الإسلامية المولوي أمير خان متقي، مرحبًا بكم معالي الوزير، ونشكر لكم استضافتنا في مقر الوزارة.

معالي الوزير: أهلا وسهلا مرحبًا.

 

السؤال: معالي الوزير تسلّمتم أمور الوزارة منذ العام 2021م، كيف وجدتم حال الوزارة عندما استلمتموها؟

معالي الوزير: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: عندما جئنا إلى وزارة الخارجية كان الوضع أنهم قاموا بالدعاية ضدّنا منذ عشرين عامًا، جعلوا النّاس يخافون منا.

في الخطوة الأولى اجتمعنا مع المسؤولين في الوزارة وعملنا على بناء الثقة.

ثانيًا: أولئك الذين تركوا وظائفهم كانت وظائفهم شاغرة، أردنا أن نجد أفضل الأشخاص لتلك المناصب.

ثالثًا: عملنا في كل ما هو ضروري للوزارة. إلى جانب ذلك بدأنا جهودنا لإحياء علاقاتنا الدبلوماسية مع العالم وإلى حدٍ كبير واصلنا في أفضل طريقة. ثم بدأنا بتدريب النّاس للخدمة. فبدأنا بدورات قصيرة مختلفة في الوزارة. وكان من بين تلك الدورات دورات في الدبلوماسية. حاولنا كثيرًا لأجل تدريب المسؤولين حتى يتمكّنوا من الخدمة بأفضل طريقة.

 

السؤال: معالي الوزير تحدثتم عن هذه الأعمال التي قمتم بها أول ما جئتم إلى الوزارة، ما هو الفرق الرئيسي الذي يمكن أن تذكروه لنا بين وزارة الخارجية حاليًا ووزارة الخارجية سابقًا؟

معالي الوزير: الفارق الذي نراه هو ما يقوله لنا المسؤولون السابقون في الوزارة؛ وهو المساواة بين المسؤولين رفيعي المستوى والمسؤولين من الرتب الصغيرة في الوقت الحاضر. الاختلاف الثاني هو أننا حاولنا كثيرًا أن يكون المسؤولون من جميع أنحاء أفغانستان، فلسوء الحظ لم يكن الأمر هكذا من قبل. إلى جانب هذا، توجد في الوقت الحاضر بيئة أخوية بين المسؤولين كما عملنا كثيرًا على إحياء الأخلاق الإسلامية والأحكام الشرعية والعلاقات الأخوية بين المسؤولين، ويمكن للمرء أن يشعر بكل هذا حاليًا.

كذلك لا شك أنّه قبل حكومتنا كانت أفغانستان محتلة. لذلك كان للأجانب دورهم في عملية صنع القرار؛ يعني أنّ اتّخاذ القرار كان مبنيًا على مصالحهم. لكن الآن كل القرارات تستند إلى مصالحنا الأفغانية والإسلامية وليس تحت تأثير أحد.

 

السؤال: معالي الوزير يعني البعض يتساءل عن مصير الدبلوماسيين السابقين في الوزارة، هل مازالوا يزاولون أعمالهم أم استبدلتموهم؟

معالي الوزير: في اليوم الأول الذي دخلت فيه وزارة الخارجية أعلنتُ لجميع الدبلوماسيين والمسؤولين القدامى أنّه يمكنهم الاستمرار في مناصبهم. الغالبية بقيت معنا ومازالوا يخدمون ويواصلون وظائفهم في أقسامهم الخاصة. تمّ إجلاء بعض المسؤولين في الأيام الأولى من انهيار النظام السابق من قبل القوات الأمريكية، هؤلاء المسؤولين غادروا لكنّ الأغلبية بقيت وهم يواصلون الخدمة معنا.

 

 السؤال: معالي الوزير بعد عام ونصف أو أكثر بقليل من استلامكم لهذه الوزارة، ما هو أبرز إنجاز قمتم به في الوزارة يعني تفخرون به؟

معالي الوزير: إنجازنا الرئيسي هو أننا وضعنا أسس هذه الوزارة في العام ونصف الماضي بما يخدم مصالح أفغانستان والإسلام، إلى جانب ذلك تعلمون أننا أقمنا علاقات جيّدة جدًا مع الدول الستة المجاورة لنا، وظلّت حدودنا مفتوحة، ولأنّ الحكومة السابقة كانت تحت التأثير الغربي فلم تكن علاقاتهم جيّدة مع الدول المجاورة. إلى جانب ذلك أرسلنا الدبلوماسيين إلى دول مجاورة مثل إيران وأزبكستان، وتركمنستان، والصين، وباكستان، بالإضافة لكازاخستان وقرغزستان وروسيا وتركيا والمملكة العربية السعودية، والإمارات، وقطر وماليزيا أيضًا، وقد تمّ تفعيل هذه السفارات بأفضل طريقة. إلى جانب ذلك، في أجزاء أخرى من العالم لدينا علاقات مع سفاراتنا، وهم تحت إدارتنا الآن. أيضًا جعلنا أنفسنا قادرين على العمل في القطاع الاقتصادي مع إدارتنا الاقتصادية، والآن صادراتنا أكثر من الماضي، وأصبح اقتصادنا مكتفيا ذاتيًا بمرور كل يوم. ونشعر بالفخر بسبب هذا، وبأنّ بلادنا تنهض وتقف على قدميها.

 

السؤال: ذكرتم معاليكم أنّكم أعدتم أو تفتخرون بإرسال الموظفين إلى عدّة دول لكن مشكلة الاعتراف الدولي بحكومة الإمارة الإسلامية بأفغانستان يعني مشكلة يتحدث عنها الجميع ولا تخفى على أحد، هل اعترفت هذه الدول بشكل كامل بالحكومة؟

معالي الوزير: هناك نوعان من الاعتراف بالدولة، أحدهما هو الاعتراف الفعلي والآخر هو الاعتراف المعلن، نحن عمليًا لدينا علاقات مع هذه البلدان وهذا اعتراف في حدّ ذاته، سفاراتهم نشطة هنا وسفاراتنا نشطة هناك، دبلوماسيونا هناك ودبلوماسيوهم موجودون هنا، لدينا تجارة متبادلة، لدينا علاقات؛ وهذا يسمى اعتراف، ومع ذلك لا يوجد إعلان رسمي ولكل دولة أسبابها الخاصة، العديد من دول العالم تتأثر بالآخرين. وهناك أيضًا قضية أخرى كما تعلم أنّ حوالي خمسين دولة قد أتت إلى هنا وقاتلوا ضدّنا لمدّة عشرين عامًا، لذلك بالطبع الدول ستتصرف ببطء بعض الشيء في هذه الأمور. لكن نأمل أن تكون هناك بعض التطورات في هذا الصدد، هناك تغييرات يومية نحو الأفضل، وسنقوم بتفعيل بعض السفارات الجديدة في الأيام القادمة، ونأمل أن يتم حل هذه المشكلة بشكل كامل إن شاء الله.

 

السؤال: ماهي الدول التي تعمل ممثلياتها في كابل بشكل فعال؟

معالي الوزير: الآن سفارات الدول المجاورة لنا مثل الصين وباكستان وأزبكستان وتركمنستان وإيران مفتوحة وسفارات كازاخستان وقرغزستان وروسيا مفتوحة هنا، سفارة الهند وتركيا وقطر والإمارات العربية مفتوحة، سفارة السعودية مفتوحة لكن دبلوماسيها انسحبوا وقد يعودون قريبًا، هؤلاء نشيطون هنا. وأيضًا هناك سفراء للعديد من البلدان يأتون إلى هنا أحيانًا يعملون ثم يغادرون، لدينا نوع من العلاقات الدبلوماسية مع بعض الدول أيضًا.

 

السؤال: ماهي الأسباب التي تذكرها لكم الدول كأسباب تمنعهم من إعلان الاعتراف الرسمي؟

معالي الوزير: لقد أخبرتك أنّ العديد من الدول لديها وجهات نظر مختلفة ومشاكل مختلفة، فمن ناحية خاضت خمسون دولة حربًا هنا منذ عشرون عامًا، وفقدوا جنودهم وتعرضوا لخسائر مالية؛ بالطبع سيغترق الأمر بعض الوقت للاعتراف بنا رسميًا. قد يكون لبعض البلدان الأخرى ملاحظاتها، لكن لحسن الحظ يتعاملون معنا وكأنهم يعترفون بنا.

 

السؤال: ألم تتم ترتيبات لمسألة الاعتراف في اتفاقية الدوحة مع جانب الأمريكي؟

معالي الوزير: وفقًا لاتفاقية الدوحة كانت مسؤوليات الإمارة الإسلامية واضحة، كما كانت مسؤوليات الولايات المتحدة وحلفائها واضحة أيضًا، وكانت مسؤولية الإمارة الإسلامية أنها ستفتح الطريق أمام القوات الأمريكية للانسحاب من أفغانستان، خلال أربعة عشرة شهرًا، ولن تهاجمها. والمسؤولية الأخرى أنّ الأرض الأفغانية لن تُستخدم ضدّ أحدٍ في المستقبل، وقد نفّذت الإمارة الإسلامية كل هذا. القضية الثانية التي تخصنا كانت الحوار الأفغاني الذي بدأ أيضًا واستمرّ، ولكن للأسف لم يكن للطرف الآخر موقف واضح وموحّد على طاولة المفاوضات، ولم تكن لديهم القدرة على دمج فريقهم المكوّن من مجموعات مختفلة حتى أنّ هناك أمور صغيرة استغرقت شهورًا، لذلك لم ينجح الأمر.

على أية حال لقد نفّذنا جميع التزاماتنا. من ناحية أخرى، كانت هناك بعض المسؤوليات على الولايات المتّحدة، أولها أنه ينبغي تحرير خمسة آلاف سجين منا في ثلاثة أشهر، لكنّ الأمر استغرق عشرة أشهر حتى أنهم أخذوا وقتًا أطول من ذلك، بعد ذلك عندما بدأ الحوار الأفغاني كانت مسؤولية الولايات المتّحدة هي إطلاق سراح بقية السجناء في غضون ثلاثة أشهر، لكنهم لم يطلقوا سراحهم حتى فتح المجاهدون أفغانستان، واقتحموا السجون وأطلقوا سراح أصدقائهم من السجون.

كانت المسؤولية الثالثة للولايات المتّحدة هي أنه كان ينبغي عليهم إزالة أسماء قادة الإمارة الإسلامية من قوائمهم السوداء والقوائم السوداء لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لكنهم لم يفعلوا ذلك بعد، وفشلوا في القيام بمسؤولياتهم في هذا الشأن أيضًا.

كانت آخر مسؤولية للولايات المتحدة هي عدم التدّخل مطلقًا في الشؤون الدّاخلية لأفغانستان، لكننا نرى أنّهم مازالوا يتدخّلون، وتظهر طائراتهم بدون طيّار أحيانًا في المجال الجوّي الأفغاني، ولم يلتزموا في هذا الصدد أيضًا. نقول أن اتفاقية الدوحة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، ويجب تنفيذها. فهذه الاتفاقية مازالت إطارًا جيّدًا لحل بعض تلك القضايا، وتظل الإمارة الإسلامية ملتزمة بكل مسؤوليتها في هذا الصدد والتراب الأفغاني لن يستخدمه أحد ضدّ أحد، ويجب على الأمريكان أيضًا التصرّف وفق مسؤولياتهم في الاتفاقية، وبذلك ستصبح العلاقات بين أفغانستان والولايات المتحدة وحلفائها أفضل وأقوى.

 

السؤال: ولكن معالي الوزير ألم تكن هناك في اتفاقية الدّوحة ضمانات معينة لإيفاء الأطراف بالتزاماتها؟

معالي الوزير: كان هناك قرار بأن يتم التوقيع على الاتفاقية أمام ثلاثين إلى خمس وثلاثين دولة ومنظّمة دولية، وقد تمّ ذلك على هذا النّحو، رأيتم أنه في الدوحة تم التوقيع على الاتفاقية في فندق شيراتون، وبحضور ممثلين من العديد من الدول والمنظّمات الدولية هذا يعني أنّهم كانوا الضامنين، لكن اختلف الأمر عندما لم يُطبّقوا الاتفاقية.

 

السؤال: في الوقت الحالي هل هناك اتصالات مع الجانب الأمريكي؟

معالي الوزير: نعم؛ مازالت لدينا لقاءات وعلاقات، نناقش فيها مسائل مختلفة، وقد قلنا لهم أنّ علينا حل المشاكل من خلال المفاوضات والمحادثات، لذلك التقينا عدة مرات، وبعضها مثمر.

 

السؤال: هل نتوقع في المستقبل القريب اختراقا في ملف الأموال الأفغانية المجمّدة؟

معالي الوزير: لقد جمّدوا أصولنا ظلمًا وهي أصول البنك المركزي الأفغاني والشعب الأفغاني، وقد جمّدوها بشكل غير قانوني وغير عادل، والقرار عندهم الآن، وسنرى هل سيعطون الأفغان حقوقهم. ومع ذلك تستمرّ جهودنا حتى يحين الوقت الذي نجعلهم يعيدون فيه كل الأموال الأفغانية وتسلم الحقوق لشعبنا.

 

السؤال: بسبب الحروب المتوالية في أفغانستان هناك جاليات أفغانية كبيرة تعيش خارج أفغانستان. بالنسبة للأعمال القنصلية هل واجهتم فيها مشاكل مع هذه الجاليات بسبب عدم اعتراف الدول؟

معالي الوزير: يعيش معظم الأفغان في البلدان المجاورة لنا وخاصة باكستان وإيران بالإضافة إلى تركيا. سفاراتنا في هذه البلدان نشطة وهي تحت سيطرتنا؛ لذلك ليس هناك مشكلة كبيرة. لكن في الدول الغربية هناك بعض المشاكل. أمّا دول المنطقة القريبة فليس فيها مشاكل.

 

السؤال: أيضًا لديكم جاليات كبيرة تعمل في دول الخليج، هل قامت الوزارة بأي عمل لضمان حقوق هؤلاء العمّال واحتياجاتهم في دول الخليج؟

معالي الوزير: سفاراتنا نشطة في دول الخليج؛ سفاراتنا نشطة في دول السعودية وقطر والإمارات، ونحن نكافح من أجل حل المشاكل في البلدان الأخرى أيضًا، لقد حاولنا كثيرا تفعيل سفاراتنا في معظم البلدان وفي البلدان التي لا وجود لنا فيها، حاولنا حل مشاكل النّاس من خلال السفارات في الدول المجاورة.

 

السؤال: نرى كثيرا ما يزوركم مبعوثون دوليون أو ممثلون للأمم المتحدة، كيف هي طبيعة علاقة إمارة أفغانستان الإسلامية بالأمم المتحدة ومنظماتها؟

معالي الوزير: منظمات الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها منفتحة وتعمل في كابل، وتمثيلهم السياسي المسمى بيوناما مفتوح ويعمل في كابل وكذلك منظماتهم الأخرى على حد سواء. لدينا اجتماعات معهم. هم نشطون هنا وعلاقتنا جيدة حتى الآن. أمّا مقعد تمثيل أفغانستان في منظمة الأمم المتحدة فهو حق للشعب الأفغاني، والآن هذا المقعد في يد أشخاص لا يستطيعون تمثيل أفغانستان ولا حتى مجموعة في أفغانستان، وهذا ظلم ضد الشعب الأفغاني، ونحن نحاول أن نأخذ ذلك المقعد ونقدمه لشخص يمثل أفغانستان حتى يتم حل المشاكل الأخرى أيضًا.

 

السؤال: ذكرتم في معرض حديثكم العلاقات القائمة حاليًا؛ هل هنالك علاقات جيّدة مع الصّين، مع روسيا؟ هناك تساؤلات في ظل الاستقطاب العالمي حاليا خاصة بعد حرب أوكرانيا، هل تتجه الإمارة الإسلامية إلى إنشاء حلف استراتيجي مع روسيا والصين؟

معالي الوزير: في الأربعين سنة الماضية ظلّت أفغانستان مركز صدام القوى العظمى، لقد أضر هذا بشعب أفغانستان كثيرًا، وبسبب ذلك ظلّت أفغانستان متخلفة وواجهت العديد من المشاكل، خلال هذا الوقت ضحينا بأكثر من مليوني شخص كشهداء.

علاقاتنا الخارجية مبنية على التوازن، لا نريد لأفغانستان أن تكون مركز التنافس السلبي بين القوى العظمى. نريد أن نجعل أفغانستان مركزًا ومعبرًا اقتصاديًا. نريد لأفغانستان أن تكون مركز التنافس الإيجابي بين الدول المختلفة في السياسة والاقتصاد. هذه سياستنا. إلى جانب ذلك، لدينا علاقات إيجابية مع الصين وروسيا. وقد تمت زيادة صادراتنا إلى الصّين، وزادت وارداتنا من روسيا، ونحن نحاول تعزيز علاقاتنا مع هذه البلدان.

 

السؤال: من المعروف أن الصين لديها مشاريع اقتصادية ضخمة وتريد إحياء طريق الحرير، هل تقع أفغانستان ضمن هذه المخططات؟ أو هل فتحتم مع الجانب الصيني مثل هذه الأفكار والمشاريع الاقتصادية؟

معالي الوزير:  أفغانستان هي نقطة الربط بين آسيا الوسطى وجنوب آسيا وقد حاولنا بكل الطرق الممكنة تطوير الاقتصاد مع دول الجوار، لأنه الرابط لدول المنطقة، وازدهاره يؤثر على التجارة وحياة النّاس هنا، وقد بذلنا جهودًا لاستخدام جميع الوسائل المتاحة في ذلك. جديرٌ بالذكر أيضًا أنّ أفغانستان خرجت من الحرب مؤخّرًا، وستتخذ جميع الخطوات تدريجيًا، ونحن حريصون جدًا على هذا الأمر، ونحاول أن نلعب دورًا في السياسة يعود بالفائدة علينا وللآخرين أيضًا، ونمتنع عن أثار السياسة السلبية. نحن نريد اغتنام جميع الفرص؛ بما في ذلك مشروع الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان، وطريق الحرير، وطريق اللازورد، أو الفرص المتعلقة بالمعابر التجارية وجعل أفغانستان مركزًا اقتصاديًا، ونحن نبذل جهودا في جميع التفاصيل المتعلقة بهذا الأمر، وسنفعل كل الخطوات تدريجيا.

 

السؤال: مثل هذا التصريح؛ كانت لكم تصريحات في أيام قليلة ماضية حول أن تكون أفغانستان مركزًا تجاريًا أساسيًا في المنطقة، ما هي الفرص التي تعرضونها للدول لكي تقبل بكم مركزًا تجاريًا في هذه المنطقة؟

معالي الوزير: إحدى الفرص أنّ جنوب آسيا يحتاج إلى الطاقة، ويحتاج إلى الغاز، ويحتاج إلى النفط في حين أنّ منطقة آسيا الوسطى غنية بها، إلى جانب ذلك تريد دول آسيا الوسطى وروسيا إقامة علاقات تجارية مع جنوب آسيا وهذه كلها ستؤثر إيجابيًا على الاقتصاد، ونحن نريد استغلال هذه الفرص؛ حيث يمكن لأفغانستان أن تربط هذه البلدان برًّا، ويمكن أن تتعاون معها في هذا الصدد.

 

السؤال: أنتم تتحدثون عن هذه المجالات الاقتصادية، ما هو أبرز إنجاز لكم بالمجال الدبلوماسي الاقتصادي؟

معالي الوزير: هناك بعض المشاريع الضخمة التي تمّ الشروع فيها، على سبيل المثال: مشروع تابي الذي ينقل الغاز من تركمانستان عبر أفغانستان إلى باكستان والهند، أيضًا هناك مشروع تاب وهو مهم جدًا، أيضًا هناك مشروع كاسا ألف الذي يبدأ في طاجكستان ثم يعبر أفغانستان إلى باكستان. هذه هي المشاريع الضخمة. علاوة على ذلك، سيبدأ خط السكك الحديدية في أزبكستان وسيعبر حيرتان إلى كابل، ثم عبر تورخم إلى باكستان، هذا أيضًا مشروع ضخم. إنّ هذه المشاريع الاقتصادية والدور الفاعل لأفغانستان فيها، ستبعد أفغانستان عن مآسي الأربعين سنة الماضية.

 

السؤال:  تحدّثت الآن عن مشاريع عدّة ربما أنتم تعرفونها في أفغانستان لكن حتى نجعل المشاهد يعرفها أيضًا، تحدثتم عن مشروع كاسا ألف، ومشروع تابي وتاب وأيضا مشروع السكك الحديدية، لو أعطيتنا نبذة عن هذه المشاريع وتفصيلاتها؟

 معالي الوزير: تابي هو مشروع ضخم للغاية بدأت عملياته في الإمارة السابقة، من خلال تنفيذ هذا المشروع سينشأ خط أنابيب الغاز في تركمنستان وسيعبر أفغانستان إلى باكستان والهند، سيكون خط أنابيب ضخم للغاية وسينقل الغاز إلى الدّول المذكورة. وستستفيد أفغانستان أيضًا من هذا المشروع من القيمة الإجارية لمرور الأنابيب، وستحصل أيضًا على الغاز. المشروع الضخم الآخر هو مشروع تاب والذي سينقل الكهرباء من تركمنستان إلى هرات ثم قندهار ثم يذهب إلى باكستان. هذان مشروعان كبيران. والثالث هو مشروع كاسا ألف الذي سيبدأ من طاجكستان وسيعبر أفغانستان إلى باكستان، وهو أيضًا مشروع كهرباء. ومشروع كبير آخر هو مشروع السكك الحديدية الذي سيبدأ من أزبكستان إلى حيرتان وسيعبر شمال أفغانستان وكابل ثم يذهب إلى باكستان عبر تورخم وهو أيضًا مشروع ضخم. وقد بدأت بالفعل أعماله البحثية الأولية، وهناك بعض التطورات في هذا الصدد. ونحن جاهزون لذلك.

 

السؤال: هذه مشاريع كبيرة، يعني هل نتحدث عن أفكار ناقشتموها مع هذه الدول أم أعمال تنفيذية بدأت لهذه المشاريع؟

معالي الوزير: تم بالفعل إجراء الدراسات الخاصة بمعظم هذه المشاريع، وسيبدأ مشروع تابي عمليًا حيث بدأ العمل في تركمنستان، ونأمل أن يبدأ في أفغانستان في المستقبل القريب أيضًا. كما أنّ مشروع تاب جاهزٌ للتنفيذ ولا توجد مشكلة. مشروع السكك الحديدية الذي سيبدأ في أزبكستان قد تمّ بالفعل تنفيذ بعض أعماله في أفغانستان كما تم الانتهاء من دراستها في عهد الإمارة قبل بضعة أشهر، وبدأ أيضًا عمليًا، ومشروع كاسا ألف اكتملت دراسته ونحنُ جاهزون له، لكنّ العمل الميداني سيبدأ لاحقا.

 

السؤال: وزير الخارجية الأمريكية كانت له تصريحات قبل أيام يقول فيها بأنّ قرارات الإمارة الإسلامية في أفغانستان تجاه قضية النّساء تكشف عن صوابية موقفهم من عدم قبول الاعتراف بالإمارة الإسلامية في المجتمع الدولي، ما هو ردكم؟

معالي الوزير: هناك العديد من المشاكل في أفغانستان، لم يكن هناك سلام في أفغانستان بينما الآن هناك سلام، لم يكن هذا السلام موجودًا في عهد الأمريكيين وحلفائهم، وكانت المخدّرات في قمّتها خلال احتلال أمريكا حيث أصبح أربعة ملايين أفغاني مدمنين على المخدرات، الآن نحن نعالجهم، وتمّ جمع ثمانين ألف شخص، وهم الآن في المستشفيات تحت العلاج. أما زراعة المخدّرات فأصبحت صفر بالمائة. والأرض الأفغانية حاليًا لا تُستخدم ضدّ أي أحد، ولم يعُد هناك حربٌ في أفغانستان. هذه هي الحقوق الأساسية للشعب والتي وفّرناها للنّاس. التعليم كان يساوي صفرًا خلال جائحة كرونا، الآن لدينا تسعة ملايين طالب من بينهم ذكور وإناث يدرسون. فقط تعليم جزء من الإناث متوقف. وبما أنّنا حلّلنا كثيرًا من المشاكل يجب على العالم التركيز على هذه النّجاحات أيضًا. ثانيا على الدول الأجنبية ألا تفرض علينا شروطًا في شؤوننا الداخلية.

 

السؤال: ربما الآن تُعرف أفغانستان فقط من خلال مشكلة النساء كما أشرتم؛ لأنّ الحديث عنها كثيف في الإعلام، لكنكم كوزير خارجية لأفغانستان ما هي أكبر مشكلة وأكبر تحدّي لأفغانستان؟

معالي الوزير: دارت حروب في أفغانستان على مدى الأربعين سنة الماضية، أفغانستان بحاجة إلى إعادة الإعمار، ويجب أن تعود حياة النّاس إلى طبيعتها هنا. يجب حلّ المسائل المالية في أفغانستان، ويجب استعادة كل الأصول. لسوء الحظ في السنوات العشرين الماضية كان الأجانب يسيطرون على كل شيء حتى 70% من ميزانيتنا الوطنية كانت تتألف من أموال الأجانب، الآن نريد أفغنة كل شيء، أن نفعل أيّ شيء وفقًا لمصالح الأمّة، لقد توقف التدخل الأجنبي الآن، ويجب أن يتوقف إلى الأبد. يجب أن تقف أفغانستان على قدميها ويجب أن يكون لها اقتصادها الخاص، يجب أن يكون لأفغانستان معاهد تعليمية قوية، ويجب تعزيز تعليمها وتطوير اقتصادها، هذه هي الأشياء الأساسية التي تحتاجها أفغانستان المستقبلية.

 

السؤال: الإمارة الإسلامية في أفغانستان الآن تعاني هذه المشاكل كما ذكرت، ما الذي تنتظره الإمارة الإسلامية من الدول والشعوب الإسلامية؟

معالي الوزير: شهدت السنوات الـ 44 الماضية في أفغانستان حربًا وجهادًا مقدّسًا، وكافحت أيضًا من أجل نجاح الإسلام وحكمه، أمة أفغانستان المجاهدة أنقذت العالم من دمار الاتحاد السوفييتي، ومن التحالف الذي تقوده أمريكا، والذي كان يهاجم دولا مختلفة، تمّ تغيير خريطة العالم بسبب تضحية الأمة الأفغانية. الآن يجب أن يساعد الشعب الأفغاني كل العالم الإسلامي وخاصة الأشخاص المميزين فيه، والعلماء وأصحاب المعرفة والمتعلمين ورجال الأعمال، وعليهم دعم ومساعدة الشعب الأفغاني في الجانب الاقتصادي وفي الجانب السياسي أيضًا وفي التبادل الدبلوماسي، وهذا ما يتوقعه الأفغان من المسلمين. أعتقد أن المسلمين يحبوننا وآمل أن يتم تنظيم هذا الحب. كما يجب على المنظمات والدول أن تتعاون مع الأفغان، فالأفغان يطلبون منهم أن يكونوا لهم مثل الإخوة.

 

السؤال: في ختام هذا الحوار ماهي الرسالة التي تحب أن توجهها إلى مختلف دول العالم ومختلف الشعوب؟

معالي الوزير: رسالتنا هي أنّ الحكومة الحالية لأفغانستان؛ الإمارة الإسلامية تريد علاقات إيجابية مع العالم، نريد لأفغانستان أن تكون مركزا للتجارة العالمية والعبور، نريد علاقات إيجابية مع دول وحكومات العالم، كما نريد لأفغانستان أن لا تكون مركز صدام مع الآخرين، نريد علاقات اقتصادية وسياسية مع العالم، نأمل من العالم بما فيه الدول الإسلامية والشعوب المسلمة أن تتفاعل إيجابيا في هذا الأمر.

 

معالي وزير خارجية إمارة أفغانستان الإسلامية المولوي أمير خان متقي شكرًا لكم على إتاحة هذه الفرصة لنا، وإتاحة هذا الوقت في ظل انشغالاتكم ووقتكم الثمين.

معالي الوزير: شكرًا وجزاكم الله خيرا.