حوارات وتقارير

أفغانستان في شهر ديسمبر لعام 2012م

ملحوظة: نقتصر في هذه الأسطر التالية على الحوادث، والخسائر التي يعترف بها العدو الصليبي وأعوانه، أما الأرقام الدقيقة لذلك فيمكن مراجعتها في موقع الإمارة، والمواقع الإخبارية الأخرى.
شهد شهر ديسمبر الماضي وهو آخر شهور السنة عديدا من العمليات والحوادث المختلفة مثل الشهور الأخرى، فقد تحمل فيه العدو عديدا من الخسائر المالية والبشرية، كما حقق المجاهدون الأبطال فيه مجموعة من الإنجازات الموفقة، وفيما يلي ذكر لبعض تفاصيل تلك العناوين:
خسائر في الأرواح:
عادة لا يكون في شهر ديسمبر تحول كبير في الأوضاع العسكرية والسياسية، وذلك لأنه أحد شهور الموسم الشتوي البارد، يضاف إليه أن العدو الصليبي يرجّح خروج قواته العسكرية من قواعدها على البقاء فيها لآماد أخرى، إلا أن المجاهدين الأشاوس لم يرضوا بأن تبقى جبهاتهم العسكرية باردة فراحوا كالعادة محاولين تسخين الأوضاع الحربية بينهم وبين أعدائهم المحتلين. لقد اعترف العدو في شهر ديسمبر الماضي بقتل 14 جنديا فقط من قواته في أفغانستان، إلا أن الحقائق المكتوبة في الأسطر التالية ترجع الأمور إلى نصابها، وتعكس الصورة على شكلها الواقعي الذي لا يُنسى على مر العصور والأزمنة.

ثم إن النظرة الواحدة على تاريخ هذا الشهر من بداية الاحتلال إلى الآن ترينا أن الشهر الماضي كان أكثر فداحة في الخسائر التي تلقاها العدو مقارنة بالسنوات الماضية، فالعدو كان اعترف خلال سنوات 2001م إلى 2007م بقتل جنود يتراوح عددهم بين 1 و 9، بينما السنوات التالية من 2008م إلى 2011م فكانت نسبة خسائر العدو فيها أكثر من السنة الجارية.
والعدو وإن كان كالعادة يدّعي أن الهجمات قلّ عددها وبالتالي كانت الخسائر في صفوفهم أقل من السنوات الماضية ولكن مرجع ذلك إلى أسباب أخرى ذكرت بعضها في الكتابات السابقة، وأهمها ثقافة التكتم التي يمارسها الاحتلال دوما، وثانيا قلة قوات العدو بعد خروج ما يربو على خمسين ألفا التي فرت من أرض أفغانستان الأبية، وأخيرا انحصار العدو الجبان في قواعده  العسكرية وعدم وخروجه منها.
على أي تقدير لقد وصل عدد قتلى الاحتلال مع هؤلاء القتلى الأربعة عشر إلى 405 خلال سنة 2012م، منهم 310 من القوات الأمريكية، وسائر القتلى من دول الاحتلال الأخرى. وهكذا وصل مجموع عدد قتلى الاحتلال المعترف به خلال سنوات الاحتلال كلها إلى 3252، يمثل الأمريكان منهم 3174 قتيلا، ويمثل الإنجليز فيهم 438 أما بقية القتلى فإنهم ينتمون إلى دول الاحتلال الأخرى. يضاف إلى ما سبق أن هناك عددا كبيرا من قوات الاحتلال أصيب بالجروح والعاهات خلال سنوات الاحتلال، ويعترف العدو في هذا الباب بـ 17674 جنديا من قوات الأمريكان، ولا شك أن العدد المعترف به من قبل العدو دوما يكون أقل من الأرقام الواقعية الحقيقية.
الخسائر المالية في العتاد والأمتعة العسكرية:
لقد تحمل العدو الخارجي خلال الشهر الماضي خسائر مالية فادحة وكثيرة، فقد تحطمت فيه عشرات من سياراتهم، ودباباتهم وشاحناتهم العسكرية والأمتعة الحربية.  يضاف إلى ذلك أن طائرة بلا طيار للعدو سقطت بتاريخ 11 من ديسمبر في ولاية هلمند.
خسائر العدو الداخلي:
كالعادة لا نمتلك الأرقام الدقيقة للخسائر الواقعة في صف العدو الداخلي إلا اعترافاتهم تدل على أن هذه الخسائر في ازدياد مستمر، وقد اعترف العدو بقتل ما يزيد عن 1056 قتيلا من قوات الجيش المرتزق الذي يتفاخر دوما بمساندة قوات الاحتلال الأجنبية لهم، وهذا يوضح أن العدو الداخلي سيرجّح الفرار والهروب على القتل بعد خروج أسيادهم من أفغانستان منهزمين مخذولين.
وفيما يلي ذكر لبعض تلك الخسائر بصورة موجزة:
لقي المدير السابق لمديرية كلستان بولاية هرات مصرعه مع أربعة من قوات الشرطة الحدودية، وذلك بتاريخ 9 ديسمبر وبعدما شن المجاهدون الأشاوس هجوما موفقا.
قُتل بتاريخ 11 ديسمبر قائد من قواد الحكومة العميلة مع 3 من محافظيه، وذلك في مديرية بكرام من ولاية بروان.
وبتاريخ 28 ديسمبر قُتل قائد الشرطة المحلية بمديرية جارجينوي من ولاية ارزكان، وأصيب شرطيان بجروح بالغة في هذا الحادث.
وهذه الأحدات تظهر أن العناصر العاملة في الحكومة وأصحاب المناصب العالية ليسوا في أمان وأن المجاهدين يستطيعون أن يقضوا على من يكون بين محافظيه 24 ساعة.
خنجر في قلب العدو:
تعتبر الاستخبارات العمود الفقري لأي دولة، إلا أن دولة أفغانستان العميلة مازالت مفتقرة إلى هذا العنصر المهم مع أنها مدعومة بكل الوسائل الحديثة، والأموال الهائلة التي تقدر بملايين الدولارات، ولا شك أن الهجمات الموفقة على هذا العنصر الأساسي في الدولة تدل على انهيار الدولة وفشلها في كل البرامج والمشروعات. فقد تمت بتاريخ 6 ديسمبر عملية استشهادية موفقة على رئيس الاستخبارات أسد الله خالد مما أدت إلى إصابته بجروح بالغة تسببت في غيبوبته عن الوعي بالكامل، وقد نُقل إلى أمريكا للعلاج، وقيل إن إصابته قد تؤدي به إلى الفالج الكامل. وهذه الحادثة التي وقعت في عاصمة البلد وفي استراحة رئيس الاستخبارات قد أقلقت المحتلين والموظفين الكبار في الدولة. كما سقطت في هذه الحادثة مجموعة أخرى من موظفي إدارة الاستخبارات. لم يعترف العدو بخسائر هذه الحادثة إلا أن الناطق الرسمي لإدارة كابل قال للصحفيين إن المعلومات الأولية تظهر أن هناك عددا آخر من موظفي إدارة الاستخبارات أيضا أصيب في هذا الحادث. وهذه الحادثة أظهرت مدى قوة المجاهدين المتصاعدة وأنهم تمكنوا من النفاذ إلى الصفوف الأولى من إدارة الاستخبارات، كما تدل من جهة أخرى على مدى علاقة استخبارات هذه الدولة بوكالات الاستخبارات العالمية بما فيها الاستخبارات الأمريكية والإنجليزية.
اعتراف بالانهيار:
اضطر العدو بعدما تلقى الضربات القاسمة في الأرواح والعتاد إلى البوح ببعض الحقائق، فبتاريخ 4 ديسمبر وسم وزير الداخلية شرطة إدارته بالتعصب اللساني والحركي التنظمي، وأضاف بأن أفرادا عُينوا في هذه الإدارة للدفاع عن مصالح تلك الحركات والأنظمة، وأنه بصدد أن يجعل هذه الإدارة وطنية خالصة. كل هذه التصريحات جاءت بعدما رأى أن رئيس الاستخبارات ومن معه ليسوا في أمان من ضربات المجاهدين، وأن هذه الإدارة الفاشلة الفاسدة نحو الانهيار والسقوط.
ضحايا في الأرواح والأنفس:
مازالت الضحايا تتساقط بنيران العدو الصليبي الأجنبي وأعوانه الأفغان بشكل يومي مستمر، وفيما يلي إشارة إلى أهم الأحداث:
بتاريخ 5 ديسمبر شنت قوات الناتو الصليبية عن طريق القصف الجوي على بيت الأفراد العزل بمديرية وانت وايكل من ولاية نورستان، وقد اعترف العدو الداخلي بمقتل 5 أشخاص على الأقل إثر هذا القصف الغاشم. وليس العدو الداخلي أقل شراسة من أسياده الصليبيين فبتاريخ 5 ديسمبر خرج الناس في تظاهرة بمديرية نهرين من ولاية بغلان رافعين شكوى مؤداها أنهم متايضقون من تلك الجماعات المسلحة المدعومة من قبل الحكومة والمنتشرة في المنطقة، والتي تمارس القتل والنهب والسرقة وفرض الضرائب على الكاسبين لقمة العيش وهو الأمر الذي أجبر التجار وأصحاب المهن أن يهجروا المنطقة الظالم أهلها.
وبتاريخ 7 ديسمبر قامت القوات الصليبية والأفغانية بحملة وحشية مشتركة على الأفراد العزل بمديرية خوكياني من ولاية ننكرهار، وقتلوا على الأقل 7، وأصابوا واحدا، كما أسروا 7 آخرين ظلما وعدوانا.
بتاريخ 23 ديسمبر قامت القوات الصليبية بالاستيلاء على مركز صحي بمديرية سيواك من ولاية وردك، وحولته إلى ثكنة عسكرية لثلاثة أيام، وقد اتهمت قبل ذلك بتاريخ 8 ديسمبر مؤسسة سويدية القوات المحتلة بأنها تشن الهجمات الوحشية على المراكز الصحية، وهو أمر يناقض القوانين الدولية، وأضافت بأن هذا النوع من التعامل يقلل من ثقة الشعب على القوات الصليبية المحتلة التي لطالما حوّلت المدارس والمساجد إلى الثكنات العسكرية غير أنه لا أحد رأى أن يرفع صوته بأنه تعامل ينافي كل القوانين البشرية والدولية. وقد كوّن حامد كرزاي رمز العمالة والخيانة لجنة للتحقيق في القضية الآنفة الذكر إلا أنها ستبقى مثل كل التحقيقات التي مرت في أحداث مثيلات الحدث السابق بلا نتيجة. هذا وقد خرج أهالي ولاية ميدان وردك في تظاهرة ينددون بجرائم القوات الصليبية التي تمارسها ضد الشعب الأعزل في هذه الولاية.
بتاريخ 24 ديسمبر سقط على الأقل 7 أفراد بين قتيل وجريح إثر هجوم غاشم شنته القوات الأفغانية على أهالي مديرية اله ساي بولاية كابيسا.
ومن العجيب في الأمر أن العدو يتغاضى الطرف متنكرا لكل هذه الجرائم التي ترتكبها قواته الصليبية على الأراضي الأفغانية فهاهي ما يسمى بالملل المتحدة تصدر تقريرا لتتهم فيه المجاهدين بارتكاب ما ترتكبه القوات الصليبية من الجرائم الوحشية البشعة، وأضافت بأن هذه الجرائم في حق الشعب العزل قد ازدادت بنسبة 28 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية. ومن الجدير بالذكر هنا أن الإمارة الإسلامية طالبت دوما بتكوين لجنة مستقلة للتحقيق المنصف في مثل هذه القضايا، ولكن أين هي الآذان الصاغية؟
ویفید التقرير المفصل الذي نشره الإمارة الإسلامية أنه قتل على الأقل 32 من المدنيين من قبل الإدارة المرتزقة وأسيادهم المحتلين خلال الشهر، كما أصيب 18 من المدنيين بينهم النساء والأطفال وسجن على الأقل 69 آخرين.
الانضمام إلي المجاهدين، والضجر من الاحتلال والمحتلين:
لقد أدرك الشعب الأفغاني أخيرا حقيقة ما يجري على أرض الواقع، فقد تضايق من الظلم والعدوان، وضحايا الأبرياء التي تتساقط كل يوم بيد القوات الصليبية المحتلة، معلنا إباءه وجه الغاشم الطاغي، وفيما يلي غيض من فيض هذا الباب:
بتاريخ 18 ديسمبر قام أحد أفراد المجاهدين المندسين في صفوف الشرطة من قتل سبعة عناصر الشرطة المتواجدين معه في النقطة العسكرية الحدودية الواقعة بمديرية سبين بولدك من ولاية قندهار، وذلك بعدما قدّم لهم السُّم القاتل.
وفي نفس اليوم انظم ثلاث قواد المسلحون بصف المجاهدين مع 220 من مقاتلیهم في مديرية تيوري ولاية غور.
بتاريخ 24 ديسمبر أطلقت إحدى الشرطيات نارا على المستشار الأمريكي بالقيادة الأمنية بكابل وأردته قتيلا. وسمت الدولة هذه المرأة بالإيرانية، لكن الحقيقة لم تتجل بعد، فكيف لأجنبية مثلها أن تقضي خمس سنوات في الخدمة، ثم تقوم بمثل هذا العمل الرائع، لينكشف في الأخير بأنها ليست أفغانية؟ وقد أصدرت إحدى الوكالات الإخبارية التابعة للقوات الصليبية الأمريكية تقريرا في اليوم نفسه مؤداه أن ما يزيد على 61 جنديا قُتلوا بيد القوات الأفغانية خلال سنة 2012م.
وفي اليوم نفسه قُتل 5 أفراد الشرطة بيد قائدهم، وذلك بمديرية قوش تبه، وذكر العدو الداخلي أن القائد القاتل لأفراده قد تمكن من الفرار والانضمام بصف المعارضين.
وبالتاريخ نفسه انضم على الأقل 13 شرطيا بصفوف المجاهدين بما معهم من الأسلحة الحكومية، وذلك بمديرية آب كمري من ولاية بادغيس. وقد كذّب هذا الحادث كل ادعاءات الحكومة بأن هذه الولاية هي من أكثر الولايات أمنا، وأن لا تواجد فيها لطالبان.
بتاريخ 31 ديسمبر تمكن اثنان من أفراد المجاهدين الموجودين في صفوف القوات العسكرية الأفغانية من قتل 4 جنود لقوات الاحتلال، وذلك بمديرية كروخ من ولاية هرات، يضيف الخبر بأن دبابتين أيضا تحطمتا بالكامل في هذا الحادث.
ومن ناحیة أخرى وإثر محاولة وجهود لجنة الدعوة والإرشاد في الإمارة الإسلامية انضم على الأقل 711 شخصا من العسكر والشرطة خلال الشهر مع أسلحتهم ومعداتهم بصف المجاهدين.  
عمليات الفاروق:
في سلسلة هذه العمليات شن المجاهدون الأشاوس بتاريخ 2 ديسمبر هجوما قويا على القاعدة العسكرية للقوات الأمريكية الصليبية، بمدينة جلال آباد من ولاية ننكرهار، وقُتل إثر هذا الحادث 18 جنديا صليبيا، وأصيب 40 آخرون. كما تحطمت فيه طائرتان بالكامل، لم يعترف العدو في الوهلة الأولى إلا بإصابة بعض الأفراد إلا أن الناطق الرسمي للقوات الصليبية ذكر في اليوم التالي بأنها ثاني أكبر عملية على قواعدهم العسكرية في أفغانستان.
وبتاريخ 13 ديسمبر قُتل 8 جنود من قوات الاحتلال، وذلك إثر عملية استشهادية بولاية قندهار، كما حُطّمت دبابة للعدو. وتمت هذه العملية في والبوابة الرئيسية للمطار، وكان وزير الدفاع الأمريكي لحظتها موجودا داخل المطار وتحت الحراسة الأمنية المشددة. وأصيب في هذه العملية عدد كبير من قوات الاحتلال الصليبيين وأعوانه.
وبتاريخ 17 ديسمبر قام أحد مجاهدي الإمارة الإسلامية بعملية استشهادية على شركة عسكرية أمريكية مراقبة القوات الخاصة لإدارة كابل وصيانتها والحفاظ عليها، وذلك بمنطقة بلجرخي من ولاية كابل، وقد لقي إثر هذه العملية المباركة رئيس الشركة، وعشرات من القوات الأمريكية مصرعهم. كما تحمل العدو في هذه العمليات مجموعة من الخسائر المالية الباهظة.
وبتاريخ 26 شن المجاهدون المغاوير هجوما قويا على أهم مركز لـ CIA بمطار ولاية خوست، وقد سقط ما يزيد على 100 جندي من قوات الاحتلال بين قتيل وجريح. وهذه القاعدة المسماة بـ كمب جابمن قد تم عليها هجوم مماثل لما سبق قبل سنتين، وكان أسفر عن قتل مجموعة من أعضاء CIA ذوي المراتب العالية.
اعتراف بقوة المجاهدين، وثقة شعبية بهم:
بتاريخ 12 ديسمبر اعترف شورى ولاية غزنة ومجموعة من أساتذة المدارس بالولاية في جلسة إخبارية بإن 70 في المائة من مدارس تديرها الإمارة الإسلامية عبر عناصرها المتواجدة في المنطقة، وفيما مضى أيضا اعترفت بعض الإدارات التعليمية والتربوية بهذه الحقيقة إلا أن العدو الوقح مازال يتهم المجاهدين بأنهم يحرقون المدارس، ويعتبرونهم مناقضين للحقوق البشرية.
وبتاريخ 23 ديسمبر ذكرت وكالات الأنباء الأفغانية بأن عددا كبيرا من أهالي ولاية غزنة يفضلون أن يقدموا دعاويهم للحل فيها إلى قضاة الإمارة الإسلامية بدلا عن المحاكم الحكومية المتورطة في الفساد والرشاوي.
وفي الأسبوع الماضي أعلن مجاهدو الإمارة الإسلامية أنهم استولوا على منطقة دواب من ولاية نورستان وأنها الآن تحت سيطرتهم الكاملة إلا أن العدو الوقح لم يطب له أن يتقبل هذا الخبر في البداية، وأعلن قائد الأمنية لهذه الولاية بأن المناطق التي كانت تحت سيطرة طالبان قد تم استرجاعها منهم.
وما استرجاع شيء إلا بعد فقدانه.
اجتماع الأحزاب وتوضيح الموقف:
بتاريخ 20 ديسمبر اجتمعت الفصائل الأفغانية المختلفة بمدينة باريس في فرنسا في اجتماع عقد من قبل المنظمات المستقلة لإيجاد سبل الحل المناسبة في القضية الأفغانية، وقد اشترك في هذا الميدان التحاوري مندوبو الإمارة الإسلامية أيضا ليوضحوا موقفهم الجلي أمام العالم أجمع بعدما استطاعوا أن يحرزوا النصر المستمر على أعداء الله في الميدان القتالي.
الانتحار و الاستقالة:
بتاريخ 24 ديسمبر انتحر أحد قواد القوات الصليبية الأمريكية بولاية أرزكان، وذلك بعدما رأى سلسلة من الهزائم المتوالية، وفقد كل أعضاء فريقه. وهلك قبل ذلك عدد من قواد الاحتلال بنوبة قلبية في أفغانستان، ومن ثم رأى أحد القواد الكبار للقوات الأمريكية الصليبية في الشهر الماضي أن يقدم استقالته قبل أن يقدم على الانتحار أو تأتيه نوبة قلبية.ك
فقدان التوازن العقلي:
لم يهلك المحتلون الأجانب إثر النوبة القلبية أو الانتحار الذاتي فحسب بل إن بعضهم يصاب بفقدان التوازن العقلي تحت الضغوط المتعددة، فبتاريخ 18 ديسمبر بعدما رأى وزير الدفاع الأمريكي تلك الهزائم التي تواجه قواته الصليبية وأعوانها من القوات الأجنبية أصيب بنوع من فقدان التوازن العقلي وأعلن بعدما عاد إلى بلده: أن القواد الأمريكيين وحلفاءهم في أفغانستان على يقين بأنهم الآن بعد مرور 11 عاما على الاحتلال استطاعوا أن يغيروا وجهة الحرب نحو الانتصارات في هذا  البلد، إلا أنه يبدو  أنه نسي كل تلك الخسائر والأرقام المذهلة في قتلى قواته الصليبية، والتي في تصاعد مستمر بشكل يومي وقد تسببت في أن تلوذ الدول المحتلة بالفرار قبل الموعد المعلن.
هروب من الميدان:
لقد قررت القوات الصليبية المحتلة أخيرا أن تختار طريق الهروب والفرار بعدما رأت الهزيمة الحتمية، ومضيا في برنامج فرار القوات المحتلة من أفغانستان هاهي آخر كتيبة عسكرية فرنسية تخرج من أفغانستان بتاريخ 15 ديسمبر. وعقب ذلك أعلن رئيس الوزراء البريطاني أيضا برنامج الفرار والهروب لقواته الصليبية من أرض أفغانستان، وقد ذكر أن 4500 جنود سيغادرون هذا البلد خلال الشهر الثلاثة القادمة، ولن يبق في أفغانستان بعد عام 2014م إلا 500 جنود من القوات الإنجليزية. وهكذا أعلنت القوات الأسترالية أيضا برنامج خروجهم من هذا البلد الأبي، فقد تحدث قائد هذه القوات إلى وكالات الأنباء بأن دولته تعتزم إخراج كل قواته التي تقدر بـ 1550 جنديا إلى نهاية عام 2013م.
هروب المستعمرين لأفغانستان:
ليست القوات المحتلة وحيدة في برنامج الفرار والهروب، وإنما يشاطرهم عبيدهم أيضا هذا الإحساس ولكن بعدما نهبوا كل ثروات هذا البلد وامتصوا دماء الأبرياء والضعفاء، فبتاريخ 19 ديسمبر أعلن أحد المتخصصين الأفغان الذين استوردتهم مؤسسات الدول المحتلة إلى أفغانستان بنية نهب الدولارات أن بعض المتخصصين قد تضايقوا من التعامل غير اللائق من قبل الحكومة الأفغانية العميلة وأسيادها الأمريكان، ومن ثم فإنهم يعتزمون الفرار والهروب من هذا البلد. أين تلك الادعاءات البراقة بالنصر والأمان في دولة الأفغان من هذه الحقائق المخزية؟!
اعتراف بالتعامل الوحشي:
لقد أعلنت القوات الأمريكية الصليبية بعد سنوات من القتل والتشريد والتعذيب والأسر المخالف للقوانين الإنسانية في أفغانستان أنها أسرت على الأقل ما يزيد على 200 طفل طوال سنوات الحرب الماضية، وهم الآن في سجن بكرام. وذكر رئيس إحدى مؤسسات حقوق البشر في أمريكا بأن هؤلاء الأطفال المسجونين في بكرام تتراوح أعمارهم بين 13 و 14 عاما، وأنهم عُذّبوا بطرق شتى أثناء التحقيقات معهم. وذكر إحدى العاملات (تینافوستر) بمنظمة حقوق البشر أنها رأت في سجن بكرام أطفالا تترواح أعمارهم بين 11 و 12 عاما، وعددهم أيضا يزيد عن 200 طفل إلا أن الأمريكان لم يسمحوا بتسجيل أعمارهم.
نهب الثروات:
نقل المعادن والثروات الأفغانية إلى دول الاحتلال كان أحد أهم أسباب هذا الاحتلال الصليبي لأفغانستان، وهاهي جريدة نيويارك تايمز تذكر بتاريخ 16 ديسمبر أن الذهب الأفغاني يُخرج من هذا البلد بطريقة سرية، وأضافت نقلا عن المنابع الإخبارية بمطار كابل أنه تم خلال شهر أكتوبر فقط لعام 2012م إخراج 560 باوندا من الذهب على الأقل والذي يعادل 14 مليون دولار عن طريق مطار كابل إلى بعض دول الاحتلال.
صيانة الأسياد القضائية:
لم تر قوات الاحتلال الصليبية طوال سنوات الاحتلال ورغم كل ما ترتكبه من الجرائم البشعة أي تعقب قضائي ولا مجازاة عدلية، ولكن مع كل ذلك أعلنت الحكومة الأفغانية العميلة بتاريخ 14 ديسمبر أن رئيسها سيتحدث مع الجهات المعنية في سفره إلى أمريكا بخصوص صيانة الجنود والقوات التي ستبقى في أفغانستان بعد عام 2014م.
بتاريخ 20 ديسمبر طلب أحد قضاة المحكمة العسكرية أن يعدم رابرت بيلز الذي قتل 16 أفغانيا أعزل في شهر مارس الماضي بمديرية بنجوايي من ولاية قندهار. ولكن أين التنفيذ؟ فلقد أثبت تجارب السنوات العشر الماضية أنه لا يمكن أن يحكم على الأمريكان بالإعدام بجريمة قتل الأفغان وحدها.
وبتاريخ 21 ديسمبر حكمت المحكمة الابتدائية على الجندى الأمريكي الذي بال على أجساد الشهداء الأفغان بحبسه في السجن لـ 30 يوما. فهذه هي قيمة الأفغان في نظر القضاة الأمريكيين، ومن هنا يمكن أن يُخمّن ويُقدر ما سيحكم به على رابرت بيلز.
إلى الآن نحن نرى أن القضاة الأمريكيين على الأقل يحكمون على قاتلي الأطفال والنساء بالحبس لمدة قصيرة، ولكن بعد سفر حامد كرزاي رمز الخيانة والعمالة إلى أمريكا يبدو أنه قد يوقّع معهم اتفاقية تنص على كامل صيانة الجنود الأمريكيين من أن مساس قضائي مقابل ما سيرتكبونه في حق الشعب الأعزل والمضطهد.
تنكر نعم الأسياد:
بتاريخ 22 ديسمبر قال حامد كرزاي رئيس الحكومة الأفغانية العميلة مرة أخرى في كابل متنكرا لنعم أسياده إن الفساد المستشري في البلد قد تسبب فيه وجود العناصر الأجنبية في هذا البلد وأضاف قائلا بأه سينتهي هذا الفساد اللامحدود بخروج أسياده الأجانب. ونحن لا نشك في أن العناصر الأجنبية في البلد تسببت في ظهور هذا الفساد المنتشر ولكن لا يعني ذلك أن أذناب هؤلاء الأجانب من العناصر الداخلية لم يكن لهم دور في ترويج هذا الفساد، ولعل تنبأ كرزاي أيضا يكون في محله لأن حكومته أيضا ستزول عن واقع الوجود بخروج الأمريكان والعناصر الأجنبية الأخرى، وبالتالي سينقلع الفساد من جذوره.
المصادر: المواقع الإخبارية، تقرير لجنة الجلب والجذب في الإمارة الإسلامية، التقرير المخصص لضحايا الشعب، والمنشور في موقع الإمارة، وأهم أحداث الأسبوع .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى