
حوار مع الناطق الرسمي للإمارة الإسلامية / الحافظ يوسف أحمدي حول العمليات الأمريكية الجديدة في هلمند
متصفحي موقع الإمارة الكرام !
لعلكم عُلمتم من خلال وسائل الإعلام بأن قوات الإحتلال الصليبية أعلنت منذ أيام بأنها تجري استعدادت لبدء عمليات جديدة في مديريتي ناد علي ومارجه بولاية هلمند، وكجزء من المعركة الجارية جعلت من العملية الإعتيادية دعاية إعلامية كبيرة جداً، لكي تضغط على الرأي العام للشعب الأفغاني، وماذا ستحمل في قبالها، وما تكون نتائجها وما أثرها على عموم الأوضاع، من أجل الحصول على هذه وغيرها من الأجوبة على الأسئلة، أجرينا هذا الحوار مع المحترم/ قاري محمد يوسف أحمدي، نعطف عنايتكم إليه.
الإمارة: السيد أحمدي؛ قبل كل شيئ أرجوا التحدث حول تكوين منطقة مارجه بولاية هلمند، ووضعها الحالي، وما حصل من التقدم فيها؟
أحمدي: منطقة مارجه التي تعتبر الآن مرمى العمليات الجديدة لقوات الاحتلال، اعطى الإعلام الغربي دوماً حجماً أكبر من حجمها الحقيقي، وفي الواقع مارجه إحدى مناطق مديرية نادعلي بولاية هلمند، وهي ليست مديرية مستقلة بحد ذاتها، فهي منطقة مزدحمة بالسكان، فيها بساتين جمة، وقرى مسكونة، وبها مزارع قابلة الإهتمام وفي المجموع نستطيع أن نقول بأن هذه المنطقة ليست منطقة فوق المستوى العادي، ولا هي مهمة لهذه الدرجة التي تصورها وسائل إعلام العدو، بل هي مثل بقية المناطق القروية لهلمند التي تحت سيطرة المجاهدين من مدة طويلة، ولم يكن للعدو أي تواجد هنالك حتى الآن.
الإمارة : أنتم تعتبرون منطقة مارجه مثل بقية قرى هلمند، إذاً ما الهدف من الدعاية الواسعة للعدو حولها من الآن والتي يعبرون عن النجاح فيها بأنها مصيرية؟
أحمدي: من الواضح بأن جميع المحتلين بقيادة الجنرال الأمريكي الجديد، فقدوا القدرة الحربية والإرادة القتالية في أفغانستان، وفشلوا أمام المجاهدين بإجراء جميع الإستراتيجيات والمحاولات، لذا يكبرون العمليات والإشتباكات العادية ويسمونها بتسميات كبيرة، وينفخون فيها بقوة الدعاية الإعلامية، كي يسكتوا بها شعوبها المخالفة لهذه الحرب، ويخدعوهم لبعض الوقت.
إذا أمعنتم النظر؛ فترون بأن العدو فقد حسه في السياسة الحربية والتخطيطية بشكل كامل، ويواجه الحيرة الكبرى، لذا يمد يده إلى مثل هذه المساعي الدعائية والدليل على ما نقول وجود التناقض في إستراتيجيات العدو، بحيث أن إستراتيجية اليوم تختلف وتتناقض مع ماقبلها فهذا الجنرال (مكرستال) نفسه صرح للوسائل الإعلام بعد أن تكبد خسائر بشرية ومادية كبيرة في جبال نورستان وكنر قائلاً: إننا تراجعنا من تلك المناطق بأننا نخطط في المستقبل بإرجاع قواتنا إلى المدن والمناطق المركزية، وننفذ في المناطق الريفية البعيدة استراتيجية المداهمات؛ لكنه الآن حين يبدأ عملياته في منطقة محددة مأهولة بالناس في هلمند يدعي بأننا نريد توسعة سيطرة الحكومة على المناطق البعيدة مثل المناطق المركزية.. القولان في تناقض تام مع بعضهما، وإن دلا على شيئ فإنما يدلان على ضعف إرادة العدو واضطرابه.
وبناءً نستطيع أن نقول بأن عملية مارجه لها توجيه دعائي أكثر مما هي ضرورة عسكرية، وسوف يتحدثون لبضعة أيام أمام العالم والأفغان من خلال وسائل الإعلام عن تفوقهم العسكري، ويوفرون الشغل لصحفييهم ومصوريهم المحاربين، وسوف يتحدثون عن انجازاتهم .. لكن لن يكون لهم أثر على الأوضاع وعلى عموم المقاومة الجارية هناك في هلمند.
الإمارة: إستعد العدو لهذا الهجوم إستعداداً كاملاً ويريدون إجراء العمليات من عدة جهات، هل يمكن اعطاء معلومات حول ترتيبات المجاهدين هنالك وفي رأيكم ما هي التكتيكات التي قد يستفيد منها المجاهدون؟
أحمدي: بما أننا نراقب الوضع من القريب، وبحسب معلوماتنا الحديثة، هذه العمليات ليست كبيرة بهذا المستوى الذي يدعيها العدو، هم يقولون بأن هذه العمليات هي الأكبر منذ ثماني سنوات؛ لكن محدودية مساحة مارجه وما يطرح لها من التصور القتالي و الظرف المكاني (مساحة أرضية) تكذب دعايتهم. كما أن تحركاتهم العسكرية التي راقبناها هي مثلما تتكرر إجراءها في هلمند وبقية مناطق أفغانستان كل يوم، ولا يشاهد في جانب العدو أي إقدام فوق العادة، كي يقلق المجاهدين.
ونستطيع أن نقول الآن فقط حول خطة المجاهدين بأن ما تعلمه المجاهدون من خلال العمليات في السنوات الماضية وخاصة في السنة الماضية من تكتيكات ناجحة في عمليات “خانشين” و “وناوه” والتي كانت لها نتائج مصيرية فإنهم سوف يستفيدون من تلك التكتيكات إلى حد كبير، بمعنى أن المجاهدين لا يتركون الفرصة للعدو كي يدير المعركة لصالحه، وأن يوقع الخسائر في صفوف المجاهدين والمدنيين من عامة الشعب، ومثلما حدث في بقية مديريات هلمند، إن شاء الله سيأخذ هذه العمليات الشكل نفسه، بحيث يفقد العدو جنوده المشاة ومركباته المدرعة من دون أن تلحق بالمجاهدين أي ضرر، وستغلق الطرق التمويلية في وجهه.
وسيستفاد إلى حد كبير من هجمات الكر والفر، والإنفجارات الأرضية، حيث إكتملت تشكيلات وترتيبات مسبقة لمثل هذه العمليات.
إنني بالتوكل على الله سبحانه والنصر من عنده أطمئن الشعب الأفغاني والأمة المسلمة كافة بأن منطقة مارجه ستكون خلال بضعة أسابيع موطن خسائر كبيرة للعدو وشاهدة على الهزيمة التاريخية للكفار إن شاء الله. لأن النصر الإلهي معنا وأن مجاهدينا مستعدون لتقديم جميع أنواع التضحية والفداء، ولديهم إرادة قوية وعزم راسخ لمحاربة ومواجهة العدو الصليبي.
الإمارة: المحترم أحمدي، نأتي إلى الجانب الآخر لهذا الموضوع، منذ عدة أسابيع يدعو المحتلون الغربيون ومسؤولو إدارة كابل المجاهدين إلى التفاوض، ويكررون هذا الإدعاء بأنهم يبحثون عن طريق سلمي حقيقي للمشاكل الجارية في أفغانستان، ومن أجل ذلك عقدوا مؤتمر لندن أيضاً حيث لازالت التحليلات تتوالى عليه في وسائل الإعلام.. بالنظر إلى مثل هذه المجريات كيف تُقَيمون الإقدام العسكري وخطة العمليات هذه في مارجه؟
أحمدي: حقاً هذا الأمر من الحيرة بالمكان، من جهة يتم الكلام حول الحل السلمي على مستوى عال، ومن جهة أخرى يخططون لعمليات قتالية وحربية كهذه، إن هذه السياسة المتناقضة تصدق كلامنا ذلك الذي أبدينا فيه ريبتنا وظننا حول دعاية العدو السلمية، واعتبرناها عملية مخادعة، حيث يكررها العدو من أجل خدعة المجتمع الدولي، وتبييض وجهه، الحقيقة هي إن كان العدو المتجاوز والغازي يتمنى للأفغانيين الحياة السلمية لَما هاجم على هذا الشعب المظلوم أصلاً، أو أنهى إحتلاله؛ لكن الآلة الحربية الصليبية لا تريد أبداً أن يعيش المسلمون الصادقون في أمن ورخاء، وأن يفكروا في التقدم والإزدهار في جو من الحرية والإستقلال . هؤلاء الصليبيون ليسوا فقط في أفغانسان بل في أرجاء العالم أوقدوا نيران حروب غير مبررة وبلا موجه، ويحرقون المسلمين فيها. لكن نحن على يقين بأن هذه الحرب ستكون مكلفة لهم ـ كما يعلمون هذا الأمر الآن هم أيضاً ـ لذا يجب لهم أن يقدموا على إنهاءها قبل أي أحد غيرهم.
الإمارة: وفي النهاية لا يسعنا إلا أن نشكر المحترم الحافظ محمد يوسف أحمدي الناطق بإسم الإمارة الإسلامية على إعطائنا الفرصة لإجراء هذا الحوار.
أحمدي: أشكركم أيضاً.