حوارات وتقارير

أفغانستان في شهر اكتوبر لعام 2012م

لقد لقّن المجاهدون الأشاوس في الشهر الماضي العدّوَ المحتل درسا لن يُنسى، وإن كانت وسائل الإعلام المدّعية حرية الرأي راحت تخفيها عن الناس إلا أن التاريخ سيشهد على ذلك، وليس ببعيد أن يتجلى كل تلك الحقائق للعيان مثل الشمس في يوم من الأيام.
وقد شهد شهر اكتوبر لعام 2012م مثل الشهور الأخرى مصرع عديد من قتلى الاحتلال الصليبي وأعوانه الداخليين، كما أنه كان شاهدا على الخسائر المالية الفادحة في صفوف العدو، وقد حقق المجاهدون فيه إنجازات متعددة، كما التحق فيه عدد من عناصر الشرطة والجيش بالصف الجهادي المبارك، ومن الموضوعات البارزة في هذا الشهر أيضا هو كراهية الشعب الأفغاني الأبي تجاه الاحتلال الصليبي الأجنبي وأذنابه الداخليين.
خسائر الأرواح والأنفس في صفوف الاحتلال:
تظهر حوادث الشهر الماضي أن العدو الصليبي تلقى فيه خسائر فادحة في الأرواح إلا أنه كالمعتاد لم يعترف إلا بمقتل24 جنديا من جنوده، أما الحقيقة فإن أرقام قتلى العدو في هذا الشهر على الأقل ضعف الرقم المعترف به من قبل العدو.

وهذا الرقم وإن كان أقل الأرقام المعترف بها من قبل العدو في شهر اكتوبر بعد عام 2012م إلا أن العدو قبل هذا لم يعترف بقتل أكثر من 19 جنديا في الشهر المذكور من السنوات السابقة.
ويحتل الأمريكان مساحة كبيرة في قائمة القتلى حيث يصل عددهم إلى 18 قتيلا من بين 24 بينما الدول الأخرى تساهمت في العدد المتبقى.
وبإضافة هذا الرقم الجديد إلى مجموع القتلى في صفوف الاحتلال يكون العدد الإجمالي المعترف به رسميا 3220 جنديا صليبيا، ويمثل الأمريكان منهم 2146، ويمثل الإنجليز منهم 437، والعدد المتبقى يتوزع على دول الاحتلال الأخرى. يضاف إلى ما سبق آلاف الجنود الذين أصيبوا بجروح تتراوح بين الجروح البالغة والعادية، والذين فقدوا بعض أعضاء أجسادهم وهم الآن يتسكعون في طرقات أمريكا، وشوارع أروبا.
ومن الجديد بالذكر هنا أن الرقم المذكور لم يُحسب فيه أرقام أولئك الذين رجعوا إلى بلادهم بعد الحرب في أفغانستان وهم الآن يعانون من الأمراض الروحية، ومشكلة الاختلال العقل.
الخسائر المالية في صفوف الاحتلال:
بجانب الخسائر في الأرواح والأنفس تلقى العدو الصليبي خسائر فادحة في الأموال والعتاد الحربي والعسكري.
ومن أوائل هذه الخسائر في الشهر المذكور هو سقوط المروحية التابعة لقوات الاحتلال بتاريخ 2 اكتوبر في ولاية زابل بيد المجاهدين الأبطال. وكالمعتاد اعتبر العدو الوقح هذا السقوط هبوطا اضطراريا، وبالتالي لم يعترف بأي خسائر في هذا الباب. وبعد خمسة عشر يوما من الحادث السابق شهدت مديرية زرمت التابعة لولاية بكتيا هجوما شرسا للمجاهدين المغاوير على القاعدة العسكرية المشتركة للقوات الصليبية والداخلية، وقد أسفر هذا الهجوم عن تحطيم المروحتين على الأقل.
وعقب تلك الخسائر الفادحة قام مجاهدو الإمارة الإسلامية بحملة على مستودع ممتلئ بالمواد الضرورية التابعة للقوات الصليبية وذلك في مديرية بكرام التابعة لولاية بروان، وعلى أثر ذلك نشب الحريق في المستودع الكبير الذي كان يصل مساحته إلى ألف متر مربع، واستمر فيه يوما وليلة كاملين، وقد قُدّر ما أكله هذا الحريق بملايين الدولارات.
وفي اليوم التالي لهذا الحادث سقطت مروحية تابعة للقوات الصليبية في مديرية شيندند من ولاية هرات وذلك إثر حدوث خلل تقني سبب في اشتعال النار فيها ومن ثم سقوطها، ولم يعترف بالخسائر الناشئة من هذه الحادثة. وقبل ذلك سقطت مروحية أخرى بالسبب المذكور نفسه في مديرية صفاي من ولاية زابل، ومرة أخرى لم يعترف العدو بخسائر هذه الحادثة.
خسائر في صفوف العدو الداخلي:
لقد تفاقمت أرقام القتلى في صفوف العدو الداخلي مستمرة بشكل يومي حتى الآن، لدرجة أن إدارة كابل العميلة بقيت عاجزة عن العد الحقيقي لهذه الأرقام، ولأجل ذلك نحن أيضا سنختصر الحديث ونشير إلى أهم ما حدث في الشهر الماضي في الأسطر التالية:
بتاريخ 5 اكتوبر قُتل أحد قادة الشرطة المحلية لمديرية سوزمة قلعه التابعة لولاية سربل بيد المجاهدين الأبطال.
وفي اليوم التالي لهذا الحادث قُتل مدير آب بند لولاية غزنة والذي أصيب بجروح قبل أسبوع وقد هلك تحت وطأة هذه الجروح نفسها.
وبتاريخ 8 اكتوبر قتل أحد أعضاء الشورى المسمى زورا وبهتانا بشورى الصلح في ولاية زابل بيد المجاهدين.
وقبل هذا الحادث بيوم قام المجاهدون الأبطال لإمارة أفغانستان الإسلامية بحملة استشهادية على إحدى القواعد المشتركة بين الشرطة والاستخبارات، وعلى إثرها قتل على الأقل 20 موظفا في من موظفي الاستخبارات، كما أصيب عشرة فيها عشرة آخرون.
وبتاريخ 11 اكتوبر قُتل قائد الأمنية لولاية شورتبه بولاية بلخ إثر انفجار مدوي. وبعد يومين من هذه الحادثة شهدت ولاية قندهار حملة استشهادية أسفرت عن قتل عشرات من قوات الاحتلال إضافة إلى نائب أمن الدولة التابعة للحكومة مع ثمانة من رجاله وقواته.
وبتاريخ 23 اكتوبر تمكن المجاهدون من قتل قائد الأمنية التابعة لمديرية اوبي بولاية هرات.
وفي اليوم التالي قتل قائد مديرية برجمن من ولاية فراه، وذلك إثر انفجار لغم مزورع من قبل المجاهدين. وبتاريخ 26 اكتوبر قام المجاهدون بقتل شخص كان يدّعي أنه أحد قادة المجاهدين وقد استسلم لإدارة كابل العميلة، وذلك في مدينة ميمنة من ولاية فارياب.
قتل الأبرياء والعزل:
إن قتل الأبرياء والناس العزل أحد أهداف القوات الصليبية المحتلة وأذنابها الداخليين، وعلى هذا الأساس قتلت من بداية الاحتلال حتى الآن آلاف الأطفال العزل، والشيوخ الأبرياء، قد شهد شهر اكتوبر الماضي عديدا من هذه الجرائم البشعة:
فبتاريخ 4 اكتوبر قام شرطي محلى لولاية قندوز بضرب امرأة بالسكين وقتلها.
وفي اليوم التالي قامت القوات الصليبية المحتلة برمي احدى البيوت بمديرية تكاب من ولاية كابيسا بالهاون، وقتلت فيه طفلا، كما أصابت سبعة
آخرين.
وبتاريخ 15 اكتوبر قتلت القوات الصليبية الأجنبية إثر حملة جوية ثلاثة أطفال كانوا قد اتهموا بزرح لغم .
وقبل هذه الحادثة بيوم قامت قوات أمن الدولة لإدارة كابل العميلة بقتل أحد الأطباء وذلك أثنا هجوم على على منطقة يكه توت بولاية كابل.
وبتاريخ 21 اكتوبر تلقت منطقة شيخيلو لمديرية بركي برك من ولاية لوكر أربعة ضربات هاون كانت قد جاءت من قاعدة القوات الصليبية، وقد أسفر الحادث عن قتل 6 أطفال، وإصابة اثنين آخرين.
وبعد يومين من هذه الحادثة قامت القوات الصليبية الوحشية أثناء الممداهمات الليلية بالقبض على خياطين وجدت جثتاهما مقطوعتي الرأس في اليوم التالي في الصحراء، وكان الأمر قد سبب في إثارة غضب أهالي تلك الولاية.
سياسة إراقة الدماء البريئة:
منذ القديم تحاول المخابرات الدولية وخاصة الأمريكية منها على وجه الخصوص وأذنابها الداخليون أن تثبت أن المجاهدين من أجل الوصول إلى أهداف المنشودة لا يتورعون عن إراقة الدماء البريئة، ومن ثم فهم متهمون دائما بقتل الأفراد الأبرياء من مواطنيهم الأفغان. وعلى هذا الاساس راحت هذه المؤسسات المخابراتية تتهم الإمارة الإسلامية بنقض ما يسمى بحقوق البشر متغافلة منهج الإمارة والواضح والمستحكم في باب إراقة الدماء وقتل عامة الناس، ومتغمامضة العيون عن موقف الإمارة الجريئ والأكيد كالمعتاد.
لكنهم بأنفسهم لا يرون في قتل الأبرياء وإراقة دماء العزل جريرة ولا عيبا فهاهي المخابرات الأمريكية المستكبرة تقتل مجموعة من مواطنينا الأعزاء يوم العيد المبارك. ففي اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك قامت القوات الصيلبية المتوحشة بزرع قنابل في أحد مساجد مدينة ميمنة من ولاية فارياب، والتي أسفرت بعد انفجارها عن قتل 40 مصليا وإصابة ما يربو على 100 جريح، وفوق ذلك وبكل الوقاحة اتهموا مجاهدي الإمارة الإسلامية بمثل هذا العمل الشنيع. والمجاهدون كالمعتاد راحوا يستقبحون مثل هذه الأعمال الوحشية، وتعتبرها مما يخالف الشرع والمنطق.
ولقد أكد أمير المؤمنين في الرسالة الأخيرة بمناسبة عيد الأضحى المبارك على قضية الأخذ بالاحتياط التام في عمليات المجاهدين، وعلى أن لا يسمح لهم بعمليات تكون سببا في إلحاق الأضرار بالمواطنين والأبرياء العزل.
نفور الشعب وكراهيته تجاه الاحتلال:
لقد علم الشعب الأفغاني بعد مرور عدة أيام على احتلال القوات الصليبية لأفغانستان أن هؤلاء الغزاة الطامعين لم يأتوا إلى هذا البلد إلا لامتصاص دمائهم ودماء إخوانهم المسلمين وأنهم في سبيل الوصول إلى هذه الجناية لا يتورعون عن أية وسيلة، وهكذا بدأت ثورة الكراهية والنفور تزداد كل يوم في نفوس هذا الشعب.
وكان شهر اكتوبر أيضا شاهدا على بعض حوادث هذا النفور وتلك الكراهية تجاه الاحتلال.
وضمن هذه السلسلة المملوءة بالكراهية قام أهالي مديرية شرنه من ولاية بكتيا بإعلان ضيقهم من قوات الاحتلال الأجنبي وأذنابه الداخليين، وأنهم لهم كارهون.
وفي حادثة شبيهة قام أهالي مديرية كوشتي من ولاية ننكرهار بإظهار كراهيتهم تجاه الشرطة المحلية معتبرين إياهم سببا في كل البلاوي والمشاكل الموجودة في المنطقة من مثل قتل الناس وسرقة الأموال ونهب الثروات.
وفي اليوم التالي لحادثة مديرية شرنك قام شخص كان يبلغ من العمر 88 عاما بإطلاق نار على قوات الاحتلال الصليبية في مديرية شاولي كوت من ولاية قندهار، وأسفر هذا الحادث عن قتل 3 وإصابة عدد آخر.
وفي الحادثة المشابهة قام أحد الأفراد المتواجدين في صفوف الشرطة التابعة لإدارة كابل العميلة بتاريخ 30 اكتوبر بإطلاق النار على قوات الاحتلال الإنجليزية، وتمكن على الأقل من قتل اثنين، وذلك في ولاية هلمند.
وقبل ذلك بتاريخ 20 اكتوبر قام أحد أفراد الشرطة في مديرية كرشك من لاية هلمند بقتل 6 من أصحابه المتواجدين معه في النقطة العسكرية، كما أنه تمكن من الفرار سالما.
وبتاريخ 21 اكتوبر قام أحد أفراد الجيش بقتل بإطلاق
النار على أصحابه ورفقاء دربه وقتل على الأقل 4 منهم، ثم استطاع أن يخرج من موطن الحادث سالما، ليلتحق بصفوف المجاهدين بما معه من السلاح والعتاد الذي حمله من الأعداء.
وبتاريخ 25 اكتوبر استطاع أحد الأفراد المتواجدين في صفوف الشرطة أن يقضي على الأقل على اثنين من قوات الاحتلال الإنجليزية، وذلك في مديرية كرشك من ولاية هلمند.
الالتحاق بصف المجاهدين:
مازالت سلسلة الانضمام بصفوف المجاهدين مستمرة وضمن هذه السلسلة التحقت مجموعة متكونة من 11 شخصا من قوات الشرطة والجيش بصفوف المجاهدين وذلك بتاريخ 24 أكتوبر بمديرية سبين غر من ولاية ننكرهار.
إنجازات عمليات الفاروق الربيعية:
عمليات الفاروق أيضا كانت مستمرة في الشهر الماضي وقد حققت مثل الشهور الأخرى إنجازات متعددة نشير إلى بعضيها فيما يلي:
بتاريخ 17 اكتوبر قام مجاهدو الإمارة الإسلامية بعملية استشهادية موفقة على قاعدة عسكرية للأمريكان بمديرية زرمت من ولاية بكتيا وإثرها قتل عشرات من قوات الاحتلال الأمريكية وعملائهم الأفغان، كما تحطمت في الهجوم مروحيتان تابعتان وصارتا لقمة للحريق المشتعل على  النطاق الواسع.
عصيان العبد:
منذ أيام الاحتلال الأولى يحاول حامد كرزاي رئيس إدارة كابل العميلة والرمز العالمي للخيانة والعمالة المطلقة للغرب أن يظهر للشعب الأفغاني أن الأمريكان لم يأتوا إلى هذا البلد إلا لصالح الشعب الأفغاني المحروم، ومن سبل الخداع لديه أنه في بعض الأحيان يظهر أنه ينتقد على أسياده الأمريكان في بعض الأمور الحساسة.
وضمن هذه السلسلة حاول في الأيام أن يجعل بعض أسياده ومالكي لقمته في معرض الانتقاد إلا أنه وجه له انتقاد شديد ورد عنيف من وزير الدفاع الأمريكي بنيتا، حيث أنه عنفه بأن يلتزم حدوده وذكره بأنه ليس إلا عبدا وعميلا لدى السلطات الأمريكية ودمية في أيديها، ومن ثم يجب عليه أن يذكرهم بالخير والإحسان والامتننان طول العمر.
الاعتراف بتفاقم قوة المجاهدين، والاستعداد للفرار:
وإن كانت الثقافة العامة لدى العدو أن يتكتموا على الحقائق الأرضية الواقعية وأن يظهروا للعالم غير ما يجري على أرض الواقع محاولين أن يستبدلوا أمام الناس هزائمهم المتتالية انتصارات إلا أن بعض الكبراء تستنتطقهم الفطرة بالحقيقة المرة فتخرج من أفواههم كلمات بالاعتراف بالهزيمة في حرب أفغانستان، وبالبحث عن طريق الفرار السالم الآمن عن هذا الجحيم الذي حفرها لهم المجاهدون الأشاوس.
وضمن هذه السلسلة من الاعترافات قال قائد قوات الناتو المحتلة بتاريخ 2 اكتوبر إنه يحاول أن يسحب قواته من أفغانستان قبل الموعد المعلن مسبقا وذلك بسبب تقاقم الحملات الشديدة عليهم من قبل المجاهدين.
وفي اعتراف مشابه قال سفير دولة الاحتلال الانجليزية ريجارد ستك: لقد حان الوقت الذي نترك فيه الأفغان على حالهم وأن نترك هذا البلد للأبد. وعلى الصورة نفسها قال قائد القوات الأمريكية العام بتاريخ 11 أكتوبر:
إن السيطرة على الحملات الداخلية أصبحت من باب المستحيلات، ولا نستطيع أن نقف في وجه المقاومة الشرسة.
وبعد يومين من هذا الإعلان ذكرت النشرة “ديلي تيلكراف” أن وزير المالية لبريطانيا انتقد بقاء الجنود البريطانيين في أفغانستان للسنتين القادمتين. وأضافت النشرة أن السلطات البريطانية تبحث هذه الأيام في برنامج الخروج السريع للقوات البريطانية من أفغانستان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى