مقالات الأعداد السابقة

موسم الربيع وتوقعات “النصر” المبين

احمد مختار

مع حلول موسم الربيع في أفغانستان اشتدت سلسلة العمليات العسكرية ضد القوات الأجنبية الغازية وعملائها في كافة الولايات الأفغانية , فهذه مدينة هرات التي كانت تعتبرها إدارة كرزاي العميلة مدينة الأمن تشهد هجمات استشهادية ساخنة على مراكز وقوافل القوات الأجنبية وعملائها, وكذالك مدينتي مزار شريف وقندوز في شمال أفغانستان لا تقل سخونة عن نظيراتها من المحافظات الأفغانية في الجنوب والجنوب الشرقي من البلد.

وهذا ماجعل الأمريكان وعملائهم من إدارة كرزاي العميلة بمراجعة حساباتهم من جديد ’ فمرة يصرحون بأن الصراع في هذا البلد مع المجاهدين لا يمكن أن ينتهي بالأسلوب العسكري وحده، و يجب على قوات الاحتلال وحكومة كرزاي اللجوء إلى أسلوب الحوار للتوصل إلى حل ينهي الأوضاع المتوترة , ومرة أخرى يعلنون إجراء المحادثات مع المجاهدين كذبا وبهتانا.

وفي النهاية وصل الأمر إلى أن الأمريكان الذين كانوا يعلنون مكافئات وجوائز مالية على رؤوس المجاهدين , ينون حاليا حذف أسماء هؤلاء المجاهدين من القوائم السوداء الخاصة بالأشخاص المشتبه بهم من المطلوبين .

إلا أن المجاهدين لم ولن يردوا على إعلاناتهم الخادعة الكذابة ولن يقتنعوا سوى الانسحاب الكامل وغير المشروط لجميع القوات الأجنبية من أفغانستان.

وهذا ما صرح به نائب الإمارة الإسلامية الملابرادر في بيانه الأخير الذي أصدره بمناسبة إعلان عمليات (النصر) ضد القوات الصليبية في أفغانستان.

وبفضل الله وعونه تبارك وتعالى قد تصاعدت حدة العمليات العسكرية ضد القوات الصليبية في جميع المحافظات الأفغانية رغم جميع الجهود التي تبذلها هذه القوات من تعزيزها بالقوات الإضافية والمعدات الحربية المتطورة.

وقد أدى تصعيد عمليات المجاهدين في موسم الربيع الجاري إلى خيبة أمل العسكريين الكبار في القوات الأجنبية من إحراز النصر ضد المجاهدين , والشاهد على ذالك تحذير الجنرال الأمريكي ديفيد ماكيرنان قائد قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان لإدارة اوباما من أن جنوده يواجهون عامًا ملتهبًا مليئًا بالصعوبات على صعيد المواجهة مع المجاهدين..

وفي اعتراف مماثل لتحذير ديفيد ماكيرنان قال رئيس أركان الجيوش الأمريكية الأميرال مولن في حوار مع محطة “اي. بي. سي” إننا نتوقع عامًا بالغ النشاط في التصعيد العسكري ضد قواتنا ، ونتوقع تفاقمًا في مستوى المقاومة بأفغانستان كلما أرسلنا جنودًا إضافيين”.

وقد تسبب تنامي القوة العسكرية للمجاهدين إلى انهيار معنويات الجنود المعتدين في صفوف قوات التحالف الصليبي وأصبحوا متخاذلين بعضهم عن البعض في مواجهة المجاهدين .

وهذا ما أكده قادة الجيش البريطاني بأن بريطانيا لا تنوي إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان بسبب ارتفاع نسبة الجنود المصابين بالأمراض النفسية في قواتها المتواجدة في أفغانستان وكذالك بسبب ضعف الإمكانيات الاقتصادية التي تعاني منها الخزانة البريطانية نتيجة الأزمة المالية العالمية.

وقد ترغب دول أخرى في داخل التحالف الصليبي بعدم إرسال القوات الإضافية إلى أفغانستان , كما أن كثيرا منها تفضل الانسحاب الفوري لقواتها من هناك.

والشاهد على ذالك الاستطلاع الذي أجراه مركز “فورسا” الألماني في مارس/ آذار الماضي والذي شارك فيه آلاف الأشخاص وأشارت نتائج الاستطلاع أن 58 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع أكدوا على ضرورة خروج القوات الألمانية المشاركة في قوات حلف الأطلسي بأفغانستان .

ولأجل هذا رفضت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل زيادة عدد قوات بلادها في أفغانستان وقالت: في حديثها في قمة حلف شمال الأطلسي في مدينة ستراسبورج الفرنسية “لا أرى ضرورة في الوقت الحالي لتوسيع أي شيء”.

وكذالك وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير قد طالب مؤخرًا بوضع خطة إستراتيجية واضحة المعالم في أقرب فرصة ممكنة لسحب القوات الدولية المنتشرة في أفغانستان خلال سنوات.

هذا وقد أشارت مصادر صحافية بريطانية لعدم رضوخ القادة الأوروبيون للضغوطات التي تفرضها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بشأن زيادة عدد قواتها العسكرية المشارِكة في احتلال أفغانستان.

وفي المقابل استطاع المجاهدون بعون الله ونصره من تشديد هجماتهم العسكرية واستخدام أساليب وتكتيكات حربية ناجحة ضد القوات الأجنبية وعملائها من جنود إدارة كرزاي العميلة .

و نود أن نشير هنا وباختصار شديد لبعض أهم ما حققه المجاهدون من الانجازات العسكرية في خنادق القتال في أفغانستان.

بتاريخ -6 / 4/ 2009 قام المجاهدون الأبطال بتنفيذ عملية تفجيرية على قافلة للقوات الألمانية في مديرية جاردرة التابعة لولاية قندوز شمال أفغانستان.

وقد أسفر تنفيذ هذه العملية التفجيرية إلى تدمير مدرعتين عسكريتين التابعتين للقوات الألمانية المتمركزة في المنطقة وقتل خمسة جنود من القوات نفسها.

وهذا ما جعلت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل لتوجه إلى أفغانستان في زيارة عاجلة وغير معلنة عنها مسبقا برفقة وزير الدفاع الألماني فرانس جوزيف يونج لتفقد أفراد القوات الألمانية هناك .

وبمجرد وصول المستشارة الألمانية انجيلا ميركل سارع المجاهدون الذين يراقبون تحركات القوات الأجنبية بدقة إلى تنفيذ عملية صاروخية التي أطلقوا فيها أكثر من 15 صاروخا من نوع بي أم 1 على قاعدة القوات الألمانية المتواجدة في مطار محافظة قندوز شمال أفغانستان.

وقد أدى هذا الهجوم الصاروخي بفضل الله ونصرته إلى إلحاق أضرار جسيمة بشرية ومادية في صفوف القوات الأجنبية إلا أنها لم تصلنا معلومات دقيقة عن تنفيذ تلك العملية.

وقد اعترفت وزارة الدفاع الألمانية بتنفيذ الهجوم إلا أنها اقتصرت الخسائر على الأضرار المادية فقط.

وقد أعلن نائب الناطق باسم الحكومة الألمانية توماس شتيغ أن المستشارة انجيلا ميركيل التي كانت في زيارة مفاجئة سرية وسريعة للقوات الألمانية في ولاية قندوز قدتراجعت عما ذهبت لأجلها إلى أفغانستان و قطعت زيارتها في حالة لم تتمكن من زيارة الفرقة العسكرية الألمانية المتواجدة في فيض آباد وبغلان وغيرها من المناطق الشمالية وذلك جراء سوء الأوضاع الأمنية في تلك المناطق حسب قولهم.

هذا وقد حاول المجاهدون كثيرا توديع المستشارة الألمانية بوابل من سيل الصواريخ التي أطلقوها على مطار قندوز الشمالي , إلا أن انجيلا كانت قد استعجلت بالهروب من قاعدة القوات الألمانية في الولاية نفسها.

وقد تابع المجاهدون شن هجماتهم العسكرية على مراكز القوات الألمانية في عاصمة محافظة قندوز والمناطق المجاورة لها كمحافظة بغلان وتخار ومركز مدينة بدخشان مدينة فيض آباد, واعترفت قيادة الجيش الألماني (بوندسفير) في مدينة بوتسدام بازدياد العمليات العسكرية ضد المعسكرات التابعة للقوات الألمانية في (ولاية قندز) شمالي أفغانستان.

وقال متحدث باسم القيادة في تصريحات أدلى بها للصحافيين في مركز القيادة, إن مواقع الجيش الألماني في المناطق الأفغانية الشمالية قد تعرض خلال الأيام الجارية إلى هجمات متكررة والتي أسفرت عن وقوع إصابات بشرية ومادية في صفوف القوات الألمانية المتواجدة في تلك المواقع العسكرية.

ولم يقتصر هجمات المجاهدين الموفقة على مدينة قندوز والقوات الألمانية المتمركزة فيها بل شملت بقية إنحاء البلد من الشمال على الجنوب , ومن الشرق إلى الغرب.

فعلى سبيل المثال تمكن المجاهدون الأبطال من تنفيذ هجومين استشهاديين في قلب مدينة قندهار ,حيث قام 5 من المجاهدين الاستشهاديين بتنفيذ الهجوم الأول بتاريخ 1-4-2009 على مكتب الولاية ومكتب مجلس الشورى مما أسفر عن مقتل أكثر من25 شخصا من موظفي المجلس وإصابة العشرات منهم بجروح.

والهجوم الثاني كان بتاريخ 24/4/2009 على مكتب والي مدينة قندهار المدعو ويسا حيث تمكن ثلاثة من المجاهدين الاستشهاديين من الدخول إلى داخل قصر منديجك في البداية قام أحد استشهاديين بالهجوم على حاوية ( الغرفة الأمنية ) أمام القصرالذي كان فيه عدد كبير من الجنود ، ونفذ الثاني هجومه الاستشهادي أمام بوابة مقر الوالي، والثالث نفذ الهجوم الاستشهادي داخل مكتب الوالي.

وكان المجاهدون الثلاثة مجهزون بحزامات ناسفة، وأسلحة خفيفة، وقنابل يدوية، وكل واحد منهم بدوره قام أولاً بإطلاق نيران على العدو، ثم فجر حزامه الناسف.

وقد أسفر الهجوم التكتيكي السريع الذي استمر زهاء (14) دقيقة، إلى مقتل ضابطين من القوات الكندية اللذان كانا متواجدين في مكتب الوالي بالإضافة إلى مقتل (14) عسكرياً وموظفاً حكومياً ، وإصابة (17) آخرين منهم بجروح.

وكان من بين المقتولين قائد عام شرطة قصر منديجك.

وقد أدى تنفيذ الهجوم إلى تدمير القصر الذي شُيد في الآونة الأخيرة من قبل الأمريكيون المحتلون.

ولم تتوفر لدينا معلومات حول مصير الوالي الذي كان المستهدف الرئيسي لهذا الهجوم

فقد تمكن المجاهدون الأبطال خلال شهر ربيع الثاني المنصرم من تنفيذ (10) عملية استشهادية وأكثر من

(329 ) عملية تفجيرية وهجومية على مراكز القوات الأجنبية في 26 محافظة أفغانية من أصل 34 محافظة من محافظات أفغانستان.

واستطاع المجاهدون بفضل الله ومنه في هذه العمليات الجهادية المباركة من إسقاط (3) مروحيات أمريكية في ولايات غور ,كونار وخوست وتدمير (338) من آلياتهم العسكرية .

كما أنهم تمكنوا من مقتل ( 533) شخصا من القوات الأجنبية وإصابة (73) منهم بإصابات بالغة , بالإضافة إلى مقتل (952) من جنود إدارة كرزاي العميلة وإصابة (170) منهم بجروح خطيرة.

وكان نصر الله عز وجل وحفظه قرين حال المجاهدين في كل هذه العمليات الناجحة حيث لم يكن نسبة الخسائر البشرية في صفوف المجاهدين سوى نسبة ضئيلة جدا جدا .

ويقدر عدد المجاهدين الذين استشهدوا خلال كل هذه المعارك بـ ( 12) شهيدا كما لا يتجاوز عدد المصابين من

( 58) جريحا.

وما تعلنه القوات الأجنبية وإدارة كرزاي العميلة يوميا من سقوط المئات من قتلى المجاهدين فليس له أي أساس من المصداقية .

وستشتد بإذن الله حدة العمليات العسكرية ضد القوات الغازية بعد بدء تنفيذ العمليات العسكرية باسم ” النصر” من قبل المجاهدين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى