إدارة كابول على شفا الانهيار!

حذر أشرف غني زعيم إدارة كابول من أن خروجه من القصر الرئاسي لن يكون إلا بموته! وتزامنا مع صريحاته طرد 17 من كبار مستشاريه من مناصبهم، كما قام بنزع سلطة تعيين وعزل القادة الأمنيين وبقية الموظفين من وزارة الداخلية، وتولاها بشكل اضطراري.

وتأتي تصريحات “غني” النارية وتصرفاته التهديدية في الوقت الذي يجلس فيه وفد من كابول على طاولة محادثات السلام مع الإمارة الإسلامية في قطر، ويقوم وفد آخر بزعامة الدكتور عبد الله بزيارة إلى دولة باكستان المجاورة.

ويبدو من ذلك أن عملية السلام قد خرجت من سيطرته، وأن كل شيء يسير خلاف إرادته وإرادة فريق عمله، ولهذا نرى أتباع دائرة غني يدلون في وسائل الإعلام بتصريحات معادية لعملية السلام برمتها.

المجموعة القاطنة في “أرغ” من مسئولي نظام كابول، الذين يعارضون عملياً إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام؛ ابتداءً من غني إلى نوابه، كل واحد منهم مختبئ خلف جدار خرساني، لكنه يدعي بين الفينة والأخرى على شاشات التلفاز بأنهم لن يتفاوضوا على مصير ما يسمى بالقوات الأمنية، ولن يضيعوا إنجازات ومكاسب السنوات التسعة عشر.

لكن يبدو أن الأمر معكوس، فقد شمروا عن سواعدهم لاستئصال القوات الأمنية، كما أن المكاسب تبدوا أنها تتفلت من أيديهم.

فمنذ أن بدأ “أرغ” عملية تشكيل المليشيات، وإعادة الفوضوية وإحياء أمراء الحرب، فهذا في حد ذاته يعني دق المسمار الأخير في نعش القوات الأمنية (الجيش الوطني، الشرطة الوطنية).

إن الدائرة القاطنة في أرغ، تدرك أن مع انسحاب الأمريكيين قد لا يتمكنون من تمويل الجيش، كما قد لا يكون الجيش مستعدا للتضحية بروحه من أجل الحفاظ على السلطة غير الشرعية لأشرف غني ومساعديه وغيرهم؛ لذلك أقدموا من الآن على إنشاء المليشيات المرتزقة، مع أن هذه الفوضوية لا تقدر على الدفاع عنهم، لكن ستكون وصفة لتدمير الوطن والتي يزعمون أنها ستشكل فيما بعد صداعاً للإمارة الإسلامية.

وفيما يتعلق بعملية السلام التي سيطر عليها خصمه عبد الله عبد الله بالكامل، فإن السياسيين والمعارضة وغيرهم داخل النظام، كلهم معارضون لـ “غني” في هذا الصدد، ويظهرون تأييدهم لـ “عبد الله”، وهذا يعني تضييق الحلقة على ساكني أرغ.

من ناحية أخرى، فالشعب ولا سيما سكان كابول لم يعودوا يطيقون اللصوص الحكوميين من المسلحين المسؤولين وغير المسؤولين، فالناس في كابل في وضح النهار يقتلون في لأجل هاتف محمول، وتنتهك أعراض النساء، ويتم السطول على المنازل، وأصبحت عمليات الخطف والاغتصاب والنهب والسلب أمورا عادية في كابول، وكل هذا يحدث تحت ظل قيادة “أرغ”، ويبدو من هذا أن أرغ قد أضاع بنفسه مكاسب السنوات التسعة عشر، وأن هذا النظام قد بات واقفاً على شفا الانهيار.