الافتتاحية: لن تطيروا في سمائي

نغصت طائرات الاحتلال الأمريكي عيش الأفغان وأقضت مضاجعهم، كيف لا؟ وهي تقصف بلا هوادة، وتقتل بلا مبالاة.

إن طائرات الاحتلال بأنواعها تحوم دائما في سماء أفغانستان؛ تروّع الآمنين، وتستبيح دماءهم، فتقصف أين تشاء ومن تشاء.

إن كل بقعة من بقاع الأفغان تشهد على جرائم طائرات الاحتلال وعدوانها، فهي الآلة الفتاكة التي سفكت دماء آلاف الأبرياء من الشعب الأفغاني أطفالا ونساء وشيوخا، وأقامت المآتم تلو المآتم في منازل المسلمين.

إن هذه الطائرات استنفدت قوتها في محاربة الأفغان، حتى أنها استعملت أكبر قنبلة (أم القنابل) على أرض الأفغان، واستعملت قنابل الفسفور والصواريخ الحارقة.

بلغت صرخات الأفغان مسامع العالم، لكنه لم يستجب لها ولم يأخذ على يد أمريكا المعتدية ولم يمنعها من العدوان.

إن العالم وإن آثر السكوت على الظلم، فإن الأفغان لم يكن لهم ليرضوا على الظلم ولا ينبغي لهم أن يقبلوا الضيم؛ فثاروا متوكلين على الله، مستخدمين كل السبل والوسائل المتاحة لرد عدوهم وردع عدوانه، ففجروا دباباته وعرباته، ورشقوا الصواريخ والقذائف على قواعده ومعسكراته، وأسقطوا طائراته.

ففي أقل من شهر أسقطوا خمسة من طائرات المحتلين وأذنابهم في بكتيا، وبكتيكا، وفراه وهلمند وغزنة، وأدى ذلك إلى مقتل العشرات من ضباط المحتلين والعملاء.

وإن كان المسلمون بالأمس تتقطع قلوبهم لمآسي الشعب الأفغاني وآهاتهم، فصدورهم اليوم تشفيها ألسنة اللهب التي تتصاعد من الطائرات الأمريكية المتجبرة.

إن في إسقاط الطائرات المتوالي بشرى عاجلة بالفرج القريب للمجاهدين وللشعب الأفغاني بأكمله، كما أن فيه رسالة واضحة للمحتلين والعملاء بأن الأفغان يعرفون عدوهم جيداً، ولن يستطيع بدجله وإعلامه أن يحرفهم عن المشكلة الأساسية؛ ألا وهي الاحتلال الأجنبي، وسيسعون بكل ما في وسعهم لطرده وإنهائه.

فمهما ارتكبتم من الجرائم ومهما استفرغتم من الجهد سترحلون يوما عن أرضنا، ولن نترككم تفرحون وتمرحون في أرضنا، ولن تحلق طائراتكم في سمائنا.

اقتلوني مزقوني *** أغرقوني في دمائي

لن تعيشوا فوق أرضي *** لن تطيروا في سمائي

أنتم رجس وفسق *** أنتم سر البلاء

قتلكم فيه شفائي *** لن تعيشوا في صفاء