الافتتاحية: وجاء الربيع (منصورياً)

هاقد جاء الربيع في أفغانستان مزهوّاً بمجاهديه الأفذاذ، ومحمّلاً بنسائم النصر الآتي والفتح القريب، يعبق عزة وفتوّة واستبشاراً. ربيع العام المنصرم كان ربيعاً (عمرياً)، رأى فيه المحتلون وعملاؤهم ما أقضّ مضاجعهم وما ارتعدت لهوله فرائصهم. كان الربيع (العمري) زاخراً بالمفاجآت غير السارة للعدو بنوعيه -المحتل والعميل-، فخلال العمليات (العمرية) التي استمرت عاماً كاملاً؛ تم تدمير مئات الآليات العسكرية والمعدات الحربية والطائرات المقاتلة أو المُسيّرة، هذا كله عدا عن تلك التي اغتنمها المجاهدون، كما قُتل وجُرح في تلك العمليات آلاف من جنود العدو وقادته الميدانيين، ووقع مئات آخرون في قبضة المجاهدين أو انضموا إلى صف الجهاد طواعية ورغبة في تبييض صحائفهم التي سودوها بعمالتهم للمحتلين أمام شعبهم.

أما الربيع في هذه السنة فهو امتداد للرِباع الجهادية التي قبله، حيث جاء (منصورياً)؛ تيمناً بالأمير الشهيد -بإذن الله- الملا اختر محمد منصور -تقبله الله- الذي تحققت خلال فترة قيادته للإمارة الإسلامية فتوحات مبهرة؛ لا سيما فتح ولاية قندوز، أولى ولايات أفغانستان الواقعة تحت سيطرة مجاهدي الإمارة الإسلامية منذ احتلال البلاد عام 2001م.

وقد أعلن الشورى القيادي لإمارة أفغانستان الإسلامية عن انطلاق العمليات المنصورية الربيعية في غرة شهر شعبان من العام الحالي (1438هـ)، راسماً لها الملامح الأساسية التي ستكون عليها، حيث أشار البيان أن العمليات المنصورية ستتضمن شِقّين أساسيين، هما: الشق العسكري، والشق المدني. فالشق العسكري معنيّ باستهداف قوات الاحتلال الأجنبي بشكل أساسي ورئيسي، أي أن محاولات الاحتلال الحثيثة بحرف بوصلة الجهاد في أفغانستان وإشغال المجاهدين عن معركتهم الكبرى والأساسية لطرد المحتل الأجنبي بمعارك جانبية مع العملاء قد آلت كلها -بفضل الله- إلى هباء. أما الشق المدني فمعنيّ بإدارة المناطق المحررة وتوفير الخدمات لها، مع تكثيف جهود لجنة الدعوة والإرشاد لدعوة جنود الحكومة العميلة بترك صفوفها وتبنّي قضية شعبهم المقاوم للاحتلال.

أمضى مجاهدو الإمارة الإسلامية فصل الشتاء في الإعداد والتدريب وتنظيم الصفوف وترتيب الأوراق، وقد بذلوا مافي وسعهم وطاقتهم لزلزلة الأرض من تحت أقدام المحتلين السفّاحين، وثقة بالله نقول: أن هذا العام سيكون عاماً أسوداً كسواد الليل على قوات الاحتلال وعملائهم، فما يزداد الجهاد في أفغانستان، مع طول مدة احتلال البلاد، إلا خبرة وعنفواناً وشكيمة ومضاءً.

فما ظنكم بفريقين أحدهما يقاتل بالتي بين جنبيه، روحه، ورنين صوته الهادر بـ”الله أكبر” يطاول السحاب، وهو موقن في قرارة قلبه أن “الله أكبر” من العدو ومكره، وفريق آخر يُقاتل بأيدٍ مرتعدة وأقدام مضطربة، وأعين على الدولارات التي تُرمى إليه في كل شهر! أتراهما في الصمود، في الشجاعة، في البسالة، سواء؟! كلا والله!

 

إن الاعلان عن إنطلاق العمليات الجهادية الربيعية، لا يعني أن العمليات ضد العدو كانت متوقفة في فصل الشتاء، ولكن زخم الجهاد الأكبر في أفغانستان يكون عادة بعد انقضاء الشتاء بزمهريره ودخول الربيع الباسم.

وما قال زوراً الشيخ عبدالله عزام -رحمه الله-، حين قال ذات يوم: (الجهاد في أفغانستان كالطواف حول الكعبة، لا يتوقف لحظةً واحدة، لا في الصيف ولا في الشتاء، لا في الليل ولا في النهار، لا يتوقف!َ).

نعم؛ هكذا الحال في أفغانستان الإباء، الكفاح فيها دائر كدوران الأفلاك في الفضاء، لا يتوقف ولا يحيد عن مساره، يسبح في شموخ وسمو. وإن هذا الكفاح لمنتصر في نهاية المطاف -بإذن الله- لأنه نابع من وجدان الشعب ومن روحه، فالشعب قلبٌ، والمقاومة جسدٌ لهذا القب الحي النابض.

وختاماً؛ هاقد جاء الربيعُ منصورياً أيها المحتلين، فلترين ما يسوؤكم وتسودّ به وجوهكم إن شاء الله تعالى.