الحرب الطائفية مؤامرة الأعداء الخطيرة

في يومي 10 و11 نُفّذ هجومان على زوّار الشيعة في كابل وبلخ وقتل وجرح جراء ذلك عشرات المواطنين، وأي تنظيم أو جماعة بادرت بهذه العمليات فإنها ما أحسنت وهذا يثير أسفنا البالغ؛ لأنّ معظم ضحايا هذه الهجمات قد تكون من الشعب الأفغاني المجاهد.

وإنّ الشعب الأفغاني سواء من أهل السنة أو الشيعة عاشوا قروناً طويلة بجانب بعضهم مع البعض، وكانوا في الرخاء والشدّة معاً، وحتى إبّان الغزو الأمريكي قاتلوا (أي السنة والشيعة) مع المحتلين المعتدين، والآن أيضاً هم يقاتلون في صفوف المجاهدين مع المحتلين وإنْ كان رؤساءهم وزعماءهم ذيول للأمريكان إلا أن أهل باميان ودايكوندي والمواطنون من الهزارة الآخرون يساندون المجاهدين في مهمتهم الجهادية ضد المحتلين والقوات الحكومية.

المحتلون يريدون أن يشعلوا جحيم الفتنة بين الشيعة والسنة ويبغون أن تلتهب نار الفتنة الطائفية في أفغانستان كي يستغلوا هذه الفرصة الذهبية لنيل أهدافهم المشؤومة، وقبل مجيء الاحتلال لم تكن هناك هجمات على مزارات الشيعة ومساجدهم وكلها وجدت بعد الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، فالهجوم على مزار أبوالفضل ( الذي حدث قبل سنوات) والهجمات الجارية على الزوار الشيعة في عاشوراء إنماهي مؤامرات للأعداء لإيجاد الشقاق والخلاف بين الشعب الأفغاني.

فالذين اقترفوا هذه الهجمات يسعون لأرضية الخلاف بين السنة والشيعة في أفغانستان، ألا فليعلموا أنّ منافع هذه الهجمات تعود لأعداء مسلمين الأصليين، والضرر يوجه نحو الشعب الأفغاني.

وهدف المحتلين من زرع الخلاف بين السنة والشيعة إنما هو لأجل أن يقاتل هؤلاء فيما بينهم ويبقى ظل الاحتلال المشؤوم للأبد على أفغانستان، ويوسعوا دائرة تواجدهم في أفغانستان، ويستفيدوا من أفغانستان كخندق لهم فيستفيدوا من ناحية سياساتهم الاستراتيجية في المنطقة ومن ناحية أخرى يستهدفوا منافسيهم.

فأوضاع الشرق الأوسط المأساوية والدموية عبرة للجميع، فنرى بأعيننا كيف أوقع المحتلون السنة والشيعة في حرب طائفية طويلة المدى لاناقة لهم فيها ولاجمل وهم يشاهدونهم كيف أنهم يتقاتلون، فعلى الأفغان أن يمعنوا النظر في هذه المؤامرات ولا يسمحوا للأعداء أن يشعل الأعداء فتيل الحرب في أفغانستان كما فعلوا في العراق وسوريا واليمن من حروب طائفية وعصبية.

إنّ هذه الحروب الطائفية التي تختم باسم الدين والمذهب والعصبية إنما هي من قِبل العدوّ المتعجرف ومؤامراته الحاقدة التي لو أصيبت بها البلاد الإسلامية تستنزف طاقات المسلمين وثرواتهم فيما بينهم دون أن يستهدفوا العدوّ، إذن فلاينبغي أصلاً أن يسمح للأعداء كي يخلقوا هذه النّزاعات في أفغانستان، والأهم من هذا أو ذاك أن تقمع بذور هذه الفتنة التي تنجر إلى هذه الفتن والمخاصمات.