القرآن الكريم كتاب الله تعالى وميزان كرامة الإنسان

يشهد العالم أن سلسلة انتهاكات المقدسات والحرمات الإسلامية والقيم الأفغانية بدأت منذ بداية الاحتلال الأمريكي الغاشم لأفغانستان، ولكن العملية اشتدت أكثر من ذي قبل منذ وضع وزير الخارجية الأمريكية جون كيري حجر أساس الإدارة الفاسدة ذات رأسين في كابول حيث نشهد كل أسبوع تقريباً بشكل من الأشكال حادثة لانتهاك المقدسات الإسلامية والإساءة إلى شعائر الدين. فمرة ترتكب جريمة إساءة الأدب مع ذات الله جل جلاله، وفي بعض الأحيان إلى الجهاد وفي حين آخر يتم الإستهزاء بالحجاب الإسلامي، كما تُعد المدارس الدينية والمساجد مراكز التشدد والتعنت حيناً آخر.
أنزل الله عز وجل كتابه الكريم القرآن المجيد على الرسول الكريم محمد صلى الله  عليه وسلم لهداية البشرية جمعاء ووصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم ميزان الكرامة (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين) رواه مسلم.
فلم يُسلم هذا الكتاب العظيم من أعمال غير الأخلاقية للمحتلين، حيث انتُهكت حرمتُه مرات في معتقلات باغرام وقندهار وغوانتنامو، والتي قبلتْ بردود فعل شديدة من الشعب الأفغاني المسلم.
ما حدث الأسبوع الماضي في منطقة “غني خيل” بولاية ننجرهار بشرق البلاد من تمزيق نسخ المصحف الشريف من قبل أوباش الجيش الأفغاني أثناء العملية العسكرية، عمل خلاف الإنسانية والحضارة ولا مجال له في العقل الإنساني، وهذا الفعل نتيجة طبيعة لتربية المحتلين المنحوسة لعناصر القوات الأمنية التي يفتخر بها المحتلون دائماً ويعتقدون بأن المدَربين من الأوباش لأجل إبادة القيم والثقافة النبية للشعب الأفغاني سيكونون البدائل عنهم وسيحافظون على مصالهم.
ومن المؤسف هنا أن الإهانة إلى القرآن الكريم تأتي من قبل الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم مدافعين عن الشعب وقيمه في حين  أن هؤلاء العملاء باسم قوات الجيش والشرطة أوجدوا أصلاً بهدف تحقيق  أهداف المحتلين.

وجدير بالإشارة هنا أن الآية الـرقم 26 من سورة الأحقاف في الصفحات الممزقة من المصحف الشريف تظهر جلياً وهي: {إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ) وقد ذكر في الفقرة الأولى من الآية نزول العذاب الدنيوي على قوم عاد والذين أنكروا آيات الله وفي الفقرة الثانية منها أشير إلى عدم الاعتناء بعذاب الله ويستهزئون بها وقال ابن كثير أي : فاحذروا أيها المخاطبون أن تكونوا مثلهم فيصيبكم مثل ما أصابهم من العذاب في الدنيا والآخرة.
ومن هنا يجب على هؤلاء المجرمين من عناصر الجيش الأفغاني الذين ارتكبوا جريمة انتهاك حرمة كتاب الله عز وجل وأساؤوا إليه، أن يحذروا من عذاب الله الشديد وليتوبوا إلى الله عز وجل لارتكابهم هذه الجريمة حيث إن باب التوبة لا يزال مفتوحاً وأن الله غفور رحيم ويفرح بتوبة عباده.
وبدل أن يرتكب هذا ما يسمى بالجيش الوطني انتهاك حرمة كتاب الله جل جلاله ويجرح أحاسيس الشعب كان حري به أن يقاتل الكفار؛ لأن كل مسلم مكلف بأن يتعلم القرآن الكريم ويعمل بإرشاداته ويحرِّم ما حرمه ويحلِّل ما أحله ويدافع عن هذا الكتاب العزيز بنفسه وماله؛ لأن هذا الكتاب هو أساس سعادة الدنيا والآخر وهو سبب النجاة في الدارين، والله الموفق.