القواعد الأمريكية أم قتل الصلح؟

1 gh

1-ghركزت وسائل الإعلام العالمية في الأسبوع الماضي على قضية وجود أو عدم وجود قواعد عسكرية أمريكية في أفغانستان بعد عام 2014 م، وقد صرح كرزاي في تقريره في الحفل الذي أقيم في جامعة كابل بمناسبة ذكرى مرور ثمانين سنة على تأسيس الجامعة، قال كرزاي: “إن الأمريكيين يطالبون 9 قواعد عسكرية في أفغانستان” ثم اضاف “نحن موافقون بمنحهم هذه القواعد العسكرية، ونوافق على بقائهم بعد عام 2014 في أفغانستان، ونسمح لوجود الأجانب (المحتلين) في أفغانستان ولكن يجب على الأجانب أن يكونوا جادين ويحاولوا بكل ما في وسعهم في تأمين البلاد!!

وفورا رد المتحدث باسم البيت الأبيض والسفارة الأمريكية بكابول تصريحات كرزاي الصريحة بالرفض التام ويئسوا كرزاي، ومن جهة أخرى تحير الشعب الافغاني من هذه اللعبة الجديدة ولايدري كيف ولماذا يتحدث كرزاي عن موضوع القواعد العسكرية الأمريكية في أفغانستان في المؤسسة العلمية بالبلاد داخل حريم جامعة كابول، وهل هناك لعبة أخرى خلف الستار.

موقفا كرزاي وأمريكا المختلفان تماما إن كانا تصادفا أو تدبيرا لهدف ما، أبرزا حقائق مهمة، وهي أن كرزاي يعيش في قلق واضطراب ويعاني من مشاكل عصبية، إلى الحد الذي لا يدرك ولا يشعر عواقب تصريحه: “نحن نوافق بمنحهم هذه القواعد العسكرية” هذا إن كان من جهة أمرا مرفوضا وخلافا لمطالب الشعب وإرادته، من جهة أخرى يعتبر جرس خطر لدول المنطقة أيضا.

الأمريكيون أدركوا هذه الحقيقة بأن المحادثات السرية يجب ألا تكشف، وإن كانت هناك ضرورة لكشفها فيجب تغليفها بغلاف كذب وردي، كما قال الدبلوماسي في سفارة أمريكا بكابل: “هذا غير صحيح، نحن لم نطالب حتى الآن أصلا القواعد العسكرية، لأن جنودنا سيلعبون دور المستشارين للجنود العملاء، وهذا يتطلب الوصول الدائم إلى قواعد الشرطة والجيش العميل.

الحقيقة الثانية التي اتضحت من هذه التصحريات هي بأن دعاوي الصلح للعدو محض جوفاء وكذب، هم يريدون وضع التراب في أعين الشعب الأفغاني وعالم بأسره، لأن الصلح يأتي بخروج جميع القوات المحتلة من البلاد، هذا هو هو طلب الشعب الأفغاني المجاهد، وهذا كان السبب في إعلان العمليات الربيعية باسم خالد بن وليد رضي الله عنه، في الحقيقة وجود المحتلين في أفغانستان بمعنى استمرار المعركة، الكل يدرك بأن الشعب الأفغاني لا يتحمل وجود المحتلين في بلادهم.

موقف الإمارة الإسلامية بشأن القواعد العسكرية الأمريكية وحضورها العسكري معلوم ومعروف للجميع منذ البداية، وهو أننا سنستمر في جهادنا المقدس بفضل ونصر من الله العزيز الحكيم حتى إخراج آخر جندي محتل من بلادنا، وقيام نظام وحكومة إسلامية خالية من الفساد، وهذا أيضا مطلب الشعب الغيور ودماء الشهداء الزكية الطاهرة.