بيان الإمارة الإسلامية تجاه التقرير الغير المحايد لإدارة يوناما حول خسائر المدنيين

الجمعة، ۱۷ ربيع‌الأول ۱٤۳۳

الجمعة, 10 فبراير 2012 07:30

كما في السابق حاول مكتب منظمة الأمم المتحدة في أفغانستان (يوناما) مرة أخرى تعريف القوات الاحتلالية بالمحافظة على الأمن والسلام في أفغانستان! وتعريف المجاهدين بمسببي الحرب وعدم الأمن؛ لكن الحقائق تنعكس للعالم خلاف مساعيه، فقد ذكرت الإدارة المذكورة في تقريرها الأخير بأنه قتل في العالم 2011م الفائت (3021) شخصاٌ من المدنيين الأفغان، حيث ألقي مسؤولية (77%) من الإحصائية المذكورة على

المجاهدين واعتبر سبب ذلك التطور العسكري للمجاهدين في الميدان ضد المحتلين وتغيير تكتيكاتهم الحربية، وفي المقابل ألقي مسؤلية 23% من الخسائر أي (410) قتيل على جنود الاحتلال، والقوات الأفغانية العميلة ولم ينسب مسؤلية مقتل (279) آخرين إلى أي من الطرفين.

 

وأكثر عجابة بأن إدارة يوناما تعتبر عدد القتلى 63 مدنيا فقط خلال المداهمات الليلية من قبل قوات الاحتلال طوال عام 2011م في جميع أفغانستان!!

إن منظمة الأمم المتحدة حاولت طيلة السنوات العشر الماضية المتتالية ولا زالت تسعى أن ترخي الستار على الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الجنود المحتلون المسببون الأصليون للحرب والأزمة الجارتيين في أفغانستان، وأن تصبغ بشكل وآخر جرائمهم صبغة قانونية في حين أن هؤلاء المحتلون رغم الإعتزاز بعضوية هذه المنظمة وتشكلات مماثلة أخرى يدسون أصولها وقرارتها علنا في مرأى من العالمين، لكن هذه المنظمات صامتة أمامها وتقر بالتأيد، ولو نتعمق في تقرير الـ يوناما نرى بأن التقرير بُذل فيه إلى حد كبيرالجهد لبراءة جهة سياسية نسبة إلى التعاطف الإنساني، وأسوأ من ذلك بأنه يقوي عمداً عزائم المحتلين على هتك كرامة وعفة المدنيين الأفغان وهدر أموالهم وأنفسهم.

إن إمارة افغانستان الإسلامية تنادي منظمة الأمم المتحدة بألا تضحي بمكانتها أكثر من هذا للمصالح الأمريكية، وأن تعترف بالحقائق ولتحذر بأن مواقفها في كثير من الأحيان والوقائع يكون لها تباين بسيط جدا مع مواقف البيت الأبيض بل وأحيانا تكرر نفس موافق البيت الأبيض، وطبعا ففي مثل هذه الأحوال يظن الناس بأن منظمة الأمم المتحدة إدارة مؤيدة لموافق سياسة أمريكا والمحتلين! وليست إدارة مستقلة!

والأكثر عجباً بأن عددا كبيرا من الولاة وحكام المديريات، والقادة الأمنيين والعسكرين ومن على شاكلتهم الذين تم استهدافهم وقتلهم من قبل المجاهدين لعضويتهم الفعال في إدارة كابل ودفاعهم الشديد للمحتلين قد عددتهم المنظمة الدولية في قائمة المدنيين في تقريرها؛ لكن في المقابل أغمضت الأعين على قتل أولئك المظلومين الذين يُقتلون ويبادون مع أسرهم خلال المداهمات الليلية والهجمات الوحشية من قبل الأمريكيين.

ووفق التقرير الإحصائي لجمعيتين مدنيتين ((تي، ال))  و ((او، اس، اف)) الذي نشر في عام 2011م حيث جاء فيه إن القوات المحتلة تشن كل يوم من 12 إلى 20 مداهمة وهجوما تلحق خلالها خسائر مادية وبشرية تكون أكثر بأضعاف مما تذكره منظمة الأمم المحتدة إننا نضع أمام قادة إدارة يوناما أرقاماً حقيقية مستندة كنماذج لضحايا المدنيين الذين قتلوا وأصيبوا نتيجة المداهمات الليلية خلال عام 2011م ونذكر بأن هذه الأرقام هي التي تم نشرها او تأيدها من قبل وسائل الإعلام المستقلة وكذلك من قبل الإعلام المرتبط بالغرب والتابع لإدارة كابل، علماً بأن خسائر المدنيين أكثر من ذلك أيضا.

في 20 من شهر فبراير نشرت وسائل إعلام إدارة كابل نقلا عن (فضل الله واحدي) والي ولاية كونر تفيد أحصائية الوفد المرسل إلى مناطق ايجبل سوكي، ادرجل بمديرية غازي أباد بعد قصفها من قبل القوات المحتلة، بأنه قتل نتيجة  القصف الاحتلالي “63” مدنيا منهم عشرون امرأة وتسعة وعشرون طفلا.

وفي اليوم الأول من شهر مارس أفادت وسائل الإعلام من مضيق ننجلام بمديرية مانوجي بولاية كونر عن استشهاد تسعة أطفال نتيجة قصف جوي شنته قوات الإحتلال كما أفادت الأنباد في الثامن من الشهر نفسه عن مقتل “52” مدنيا من قبل العدو منذ بداية الشهر في مناطق مختلفة بمدير سنجين بولاية هلمند وفي 19 من شهر مارس داهم جنود من القوات الأمريكية منازل المدنيين في قرية لاهوري بمنطقة لاحسين بمديرية شيجل بولاية كونر حيث قاموا بتفتيش المنازل وفي النهاية قتلوا عشر مدنيين بمن فيهم النساء والأطفال، وأصابوا خمسة أخرين بجراحات بليغة.

في الثاني عشر من شهر أبريل هاجم الجنود الأمريكيون على منازل المدنيين في منطقة “تزناوه”بمديرية غورماتش بولاية بادغيس مما أسفر عن مقتل 13 مواطنا وإصابة آخرين بجروح، في الثاني عشر من نفس الشهر قامت القوات  الأمريكية بقتل وإصابة 12 مدنيا على الطريق الممتد في قرية جلابخيل بوادي تنجي بمديرية سيدآباد بولاية ميدان وردك في 13 و 14 من ذاك الشهر قتل 16 مدنيا وأصيب 100 آخرين بجراحات من قبل الجيش العميل في جميع أفغانستان خلال المظاهرات التي خرجت تنديدا لإحراق المصحف الشريف من قبل القس الوحشي والمتعصب (تيري جونز) في ولاية فلوريدا بأمريكا. في 20 من شهر ابريل قصف الجنود المحتلون منطقة سابندي بمديرية دانكام بولاية كونر حيث قتل فيها تسعة مدنيين أثنان منهم امرأتان والسبعة الباقون جميعهم أطفال. في 21 من الشهر المذكور استشهد ثمانية مدييين من قبل القوات الأمريكية في منطقة زمان كاريز بمديرية كشك كهنة بولاية هرات.

في الثاني من شهر مايو استشهد زعيم قبلي وأسر اثنان آخران نتجية مداهمة القوات المحتلة في قرية عمرزو بمديرية سنك أتش بولاية بادغيس. في السادس من الشهر نفسه أسر الجنود المحتلون زعيما قبليا (حاجي سخي داد) وقتلوا شخصية روحانية مشهورة في المنطقة سيد حاجي كل جان في الليلة الثامنة عشرة قتلوا خمسة مدنيين بمن فيهم النساء في منطقة أهن دره التي تبعد حوالي ثلاث كيلو مترات من مدينة تالقان مركز ولاية تخار حيث قام المدنيون تنديدا للحادث بتظاهرات واسعة مطالبين محاكمة القتلة وإطلاق سراح السجناء لكن عناصر الشرطة لم يستطيعوا تحمل هتافات (نريد العدل) رغم الديمقراطية المعلنة فأطلقوا النيران الحية على المتظاهرين مما أسفر عن مقتل وإصابة 135 مدينا. في 25 من شهر مايو شنت مقاتلات العدو قصفا عشوائيا على مديرية (دواب) بولاية نورستان وذلك بعدما سيطر المجاهديون على المديرية المذكورة ففي ذلك اليوم ذكرت وسائل الإعلام مقتل وإصابة 30 مدنيا لكن فيما بعد بلغ عدد القتلي والجرحى إلى مئات وذلك حسبما ذكر مندوب ولاية نورستان في مجلس الأعيان بأنه قتل وأصيب 30 شخصاً نتيجة القصف الجوي.

في 27- 30 من شهر يونيو نفذ جنود القوات المحتلة قصفا جويا على مناطق تابعة لمديرية وته بور بولاية كونر وذلك حين كان جنود العدو ينسحبون من المنطقة بعد مواجهة عنيفة استمرت لمدة أربعة أيام مما أدى إلى استشهاد 23 مدنيا وإصابة عدد كبير أخر بجانب استشهاد بضعة من المجاهدين. وفي 22 من شهر نفسه ذكرت وسائل الإعلام نقلا من سكان مديرية نوزاد بولاية هلمند بأن القوات المحتلة قامت بقصف المدنيين ما أسفر عن مقتل 26 مدنياً على الأقل وقد اعترف العدو بالحادث لكن أدعى مقتل 6 من مخالفيهم من المجاهدين غير أن المدنيين أصروا ثانيا بأن القتلى جميعهم مدنيين من الاهالي الأبرياء، وقبل مدة قام الجنود المحتلون بقتل 1400 مدنيا في المديرية المذكورة حيث قام رئيس إدارة كابل كرزاي برد فعل تمثيلي وشكلي تجاه ذلك قائلا لو كررت قوات التحالف مثل هذا الحادث مرة أخرى سينظر إليهم الأفغان نظرة المحتلين وبعد التخدير المذكور من قبل كرزاي قام الجنود المحتلون بقتل عشرات المواطنيين من الأهالي في مختلف بقاع البلد ولا زالوا يواصلون جرائمهم.

في السادس من شهر يوليو قصف الجنود المحتلون أحد منازل المدنيين في منطقة سجي في مديرية دومندو بولاية خوست حيث استشهد نتيجة ذلك 13 من الأهالي المواطنيين وقد أيد قائد شرطة المديرية حميد الله الحادث المذكور وأضاف بأن جنودا من قوات حلف الناتو قصفوا المنزل المذكور نتيجة معلومات خاطئة مما أسفر عن مقتل ثمانية أطفال وامرأتان وثلاثة رجال من أسرة واحدة. في الثاني عشر من شهر يوليو استشهد 16 من الأهالي المواطنيين معظمهم أطفال نتيجة غارات للقوات المحتلة في منطقة وادي تنجه بمديرية أزرة بولاية لوجر حيث اعترف الناطق الرسمي للولاية المذكورة دين محمد درويش ورئيس مجلس شورى في الولاية الدكتور عبد الولي وكيل بوقوع خسائر في صفوف المدنيين. في الثالث والعشرين من الشهر نفسه أطلق جنود القوات المحتلة نيران حية على المدنيين الأبرياء بعدما تعرضت آليتهم العسكرية لانفجار لغم مزروع من قبل المجاهدين في منطقة زرنه بوادي شنيز التابعة لمديرية سيدآباد بولاية ميدان وردك ما أدى إلى مقتل الطبيبة عاقلة حكمت وابنها وابن أخ زوجها على الفور، وإصابة اثنين آخرين من أعضاء هذه الأسرة بجروح.

الرابع من شهر اغسطس قام مئات من سكان مديرتي حاجي اريوب وأحمد خيل بولاية بكتيا بتظاهرات واسعة ضد الجنود المحتلين تنديداً لمقتل وإصابة 13 مدنياً نتيجة هجوم صاروخي من قبل المحتلين. في الثامن من هذا الشهر ذكرت وسائل الإعلام نقلا عن سكان مديرية ناد علي بولاية هلمند بأن جنود القوات المحتلة قصفوا منزلا في المنطقة المذكورة ما أسفر عن  مقتل تسعة من أفراد المنزل حيث أكد حاكم المديرية المذكورة (حبيب الله سمالاني) ذلك الحادث أثناء حواره مع إذاعة (آزادي) وفي اليوم نفسه قتل جنود القوات المحتلة خمسة مدنيين بمن فيهم إمرأة في منطقة بليزو بقلعة ساروان بمديرية سنجين بالولاية المذكورة.

في الثالث من شهر سبتمبر هاجم الجنود المحتلون على منزل القائد الجهادي السابق حاجي صبر لعل في منطقة انجور باغ بمديرية جلال آباد ففتشوا المنزل وفي النهاية قتلوا القائد المذكور وشخصين آخرين . وفي الرابع من ذاك الشهر قصفت قوات العدو منطقة (آذان ناوه) بمديرية زميندار بولاية هلمند ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وأسر ثمانية آخرين كما ذكرت وسائل نقلا عن زعماء القبابل والشيوخ في ولايتي كونر ونورستان أن قوات الإحتلال شنوا في 19- 21 من شهر سبتمبر سلسلة عمليات في مديرية وانت وايجل وقتلوا بشمول الزعيم القبلي حاجي جمعه كل 19 مدينا بمن فيهم النساء والأطفال. في 28 من الشهر المذكور استشهد 10 مدنيا نتيجة مداهمات ليلية من قبل القوات المحتلة في منطقة مهمند دره بمديرية سبين غر بولاية ننجرهار كما أسروا ستة آخرين ونقلوهم إلى مراكزهم في 29 من شهر سبتمبر داهم جنود القوات الأمريكية منازل الأهالي في منطقة حيدرآباد بمدير جريشك بولاية هلمند، وبذريعة البحث عن أشخاص مشكوك فيهم فتشوا المنازل وفي النهاية قتلوا أحد الأهالي المواطنيين وأسروا  أباً مع أربعة من أبنائه.

في السادس عشر من شهر اكتوبر هاجم جنود القوات المحتلة خلال مداهمات ليلية على قرية ممدو بمنطقة جردن مسجد بمديرية تشك بولاية ميدان وردك وفي نهاية الهجوم قتلوا معلم نوراغا المدرس بمدرسة القرية المذكورة وشقيقتين له وأسروا مدنييْن آخريْن. في 22 من شهر اكتوبر افادت وسائل الإعلام مقتل 13 مدنيا نتيجة قصف من قبل القوات المحتلة في مديرية غازي آباد بولاية كونر وقد أكد فضل الله واحدي الحادث وأضاف أصيب خلال قصف القوات الدولية 11 من الأطفال والنساء والرجال.

في شهر ديسمبر تم بعث لجنة من قبل إدارة كابل لأجل تحقيق خسائر المدنيين الواقعة من قبل المحتلين في ولايات كابيسا قندهار بكتيا وكان يرأس اللجنة محمد طاهر صافي حيث صرح في 24 من ذاك الشهر لوسائل الإعلام بعد إنتهاء التحقيق بأن جميع القتلى خلال غارات المحتلين في ولايات قندهار كابيسا، بكتيا من الأهالي الأبرياء وحسب تقرير اللجنة المذكورة فقد قتل 7 مدنيين وأصيب اثنان آخران في مديرية زري كما قتل مدنيان في مديرية ميوند بولاية قندهار، وقتل 7 مدنيين وأصيب اثنان آخران في قرية بهادر خيل بمديرية تجاب بولاية كابيسا.

والآن يجب على وسائل الإعلام المستقلة وجمعيات حقوق البشر والحكومات المستقلة والشعوب الراغبة للسلام أن تحكم في الموضوع بأنه هل حقا قتل طوال هذا العام 63 مدنيا خلال المداهمات الليلية من قبل المحتلين وفق تقرير إدارة يوناما أم قتل هذا العدد في ليلة واحدة فقط؟!

إمارة أفغانستان الإسلامية

14/3/1433هـ

الموافق 5/2/2012م

الجمعة، ۱۷ ربيع‌الأول ۱٤۳۳

الجمعة, 10 فبراير 2012 07:30

كما في السابق حاول مكتب منظمة الأمم المتحدة في أفغانستان (يوناما) مرة أخرى تعريف القوات الاحتلالية بالمحافظة على الأمن والسلام في أفغانستان! وتعريف المجاهدين بمسببي الحرب وعدم الأمن؛ لكن الحقائق تنعكس للعالم خلاف مساعيه، فقد ذكرت الإدارة المذكورة في تقريرها الأخير بأنه قتل في العالم 2011م الفائت (3021) شخصاٌ من المدنيين الأفغان، حيث ألقي مسؤولية (77%) من الإحصائية المذكورة على

المجاهدين واعتبر سبب ذلك التطور العسكري للمجاهدين في الميدان ضد المحتلين وتغيير تكتيكاتهم الحربية، وفي المقابل ألقي مسؤلية 23% من الخسائر أي (410) قتيل على جنود الاحتلال، والقوات الأفغانية العميلة ولم ينسب مسؤلية مقتل (279) آخرين إلى أي من الطرفين.

 

وأكثر عجابة بأن إدارة يوناما تعتبر عدد القتلى 63 مدنيا فقط خلال المداهمات الليلية من قبل قوات الاحتلال طوال عام 2011م في جميع أفغانستان!!

إن منظمة الأمم المتحدة حاولت طيلة السنوات العشر الماضية المتتالية ولا زالت تسعى أن ترخي الستار على الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الجنود المحتلون المسببون الأصليون للحرب والأزمة الجارتيين في أفغانستان، وأن تصبغ بشكل وآخر جرائمهم صبغة قانونية في حين أن هؤلاء المحتلون رغم الإعتزاز بعضوية هذه المنظمة وتشكلات مماثلة أخرى يدسون أصولها وقرارتها علنا في مرأى من العالمين، لكن هذه المنظمات صامتة أمامها وتقر بالتأيد، ولو نتعمق في تقرير الـ يوناما نرى بأن التقرير بُذل فيه إلى حد كبيرالجهد لبراءة جهة سياسية نسبة إلى التعاطف الإنساني، وأسوأ من ذلك بأنه يقوي عمداً عزائم المحتلين على هتك كرامة وعفة المدنيين الأفغان وهدر أموالهم وأنفسهم.

إن إمارة افغانستان الإسلامية تنادي منظمة الأمم المتحدة بألا تضحي بمكانتها أكثر من هذا للمصالح الأمريكية، وأن تعترف بالحقائق ولتحذر بأن مواقفها في كثير من الأحيان والوقائع يكون لها تباين بسيط جدا مع مواقف البيت الأبيض بل وأحيانا تكرر نفس موافق البيت الأبيض، وطبعا ففي مثل هذه الأحوال يظن الناس بأن منظمة الأمم المتحدة إدارة مؤيدة لموافق سياسة أمريكا والمحتلين! وليست إدارة مستقلة!

والأكثر عجباً بأن عددا كبيرا من الولاة وحكام المديريات، والقادة الأمنيين والعسكرين ومن على شاكلتهم الذين تم استهدافهم وقتلهم من قبل المجاهدين لعضويتهم الفعال في إدارة كابل ودفاعهم الشديد للمحتلين قد عددتهم المنظمة الدولية في قائمة المدنيين في تقريرها؛ لكن في المقابل أغمضت الأعين على قتل أولئك المظلومين الذين يُقتلون ويبادون مع أسرهم خلال المداهمات الليلية والهجمات الوحشية من قبل الأمريكيين.

ووفق التقرير الإحصائي لجمعيتين مدنيتين ((تي، ال))  و ((او، اس، اف)) الذي نشر في عام 2011م حيث جاء فيه إن القوات المحتلة تشن كل يوم من 12 إلى 20 مداهمة وهجوما تلحق خلالها خسائر مادية وبشرية تكون أكثر بأضعاف مما تذكره منظمة الأمم المحتدة إننا نضع أمام قادة إدارة يوناما أرقاماً حقيقية مستندة كنماذج لضحايا المدنيين الذين قتلوا وأصيبوا نتيجة المداهمات الليلية خلال عام 2011م ونذكر بأن هذه الأرقام هي التي تم نشرها او تأيدها من قبل وسائل الإعلام المستقلة وكذلك من قبل الإعلام المرتبط بالغرب والتابع لإدارة كابل، علماً بأن خسائر المدنيين أكثر من ذلك أيضا.

في 20 من شهر فبراير نشرت وسائل إعلام إدارة كابل نقلا عن (فضل الله واحدي) والي ولاية كونر تفيد أحصائية الوفد المرسل إلى مناطق ايجبل سوكي، ادرجل بمديرية غازي أباد بعد قصفها من قبل القوات المحتلة، بأنه قتل نتيجة  القصف الاحتلالي “63” مدنيا منهم عشرون امرأة وتسعة وعشرون طفلا.

وفي اليوم الأول من شهر مارس أفادت وسائل الإعلام من مضيق ننجلام بمديرية مانوجي بولاية كونر عن استشهاد تسعة أطفال نتيجة قصف جوي شنته قوات الإحتلال كما أفادت الأنباد في الثامن من الشهر نفسه عن مقتل “52” مدنيا من قبل العدو منذ بداية الشهر في مناطق مختلفة بمدير سنجين بولاية هلمند وفي 19 من شهر مارس داهم جنود من القوات الأمريكية منازل المدنيين في قرية لاهوري بمنطقة لاحسين بمديرية شيجل بولاية كونر حيث قاموا بتفتيش المنازل وفي النهاية قتلوا عشر مدنيين بمن فيهم النساء والأطفال، وأصابوا خمسة أخرين بجراحات بليغة.

في الثاني عشر من شهر أبريل هاجم الجنود الأمريكيون على منازل المدنيين في منطقة “تزناوه”بمديرية غورماتش بولاية بادغيس مما أسفر عن مقتل 13 مواطنا وإصابة آخرين بجروح، في الثاني عشر من نفس الشهر قامت القوات  الأمريكية بقتل وإصابة 12 مدنيا على الطريق الممتد في قرية جلابخيل بوادي تنجي بمديرية سيدآباد بولاية ميدان وردك في 13 و 14 من ذاك الشهر قتل 16 مدنيا وأصيب 100 آخرين بجراحات من قبل الجيش العميل في جميع أفغانستان خلال المظاهرات التي خرجت تنديدا لإحراق المصحف الشريف من قبل القس الوحشي والمتعصب (تيري جونز) في ولاية فلوريدا بأمريكا. في 20 من شهر ابريل قصف الجنود المحتلون منطقة سابندي بمديرية دانكام بولاية كونر حيث قتل فيها تسعة مدنيين أثنان منهم امرأتان والسبعة الباقون جميعهم أطفال. في 21 من الشهر المذكور استشهد ثمانية مدييين من قبل القوات الأمريكية في منطقة زمان كاريز بمديرية كشك كهنة بولاية هرات.

في الثاني من شهر مايو استشهد زعيم قبلي وأسر اثنان آخران نتجية مداهمة القوات المحتلة في قرية عمرزو بمديرية سنك أتش بولاية بادغيس. في السادس من الشهر نفسه أسر الجنود المحتلون زعيما قبليا (حاجي سخي داد) وقتلوا شخصية روحانية مشهورة في المنطقة سيد حاجي كل جان في الليلة الثامنة عشرة قتلوا خمسة مدنيين بمن فيهم النساء في منطقة أهن دره التي تبعد حوالي ثلاث كيلو مترات من مدينة تالقان مركز ولاية تخار حيث قام المدنيون تنديدا للحادث بتظاهرات واسعة مطالبين محاكمة القتلة وإطلاق سراح السجناء لكن عناصر الشرطة لم يستطيعوا تحمل هتافات (نريد العدل) رغم الديمقراطية المعلنة فأطلقوا النيران الحية على المتظاهرين مما أسفر عن مقتل وإصابة 135 مدينا. في 25 من شهر مايو شنت مقاتلات العدو قصفا عشوائيا على مديرية (دواب) بولاية نورستان وذلك بعدما سيطر المجاهديون على المديرية المذكورة ففي ذلك اليوم ذكرت وسائل الإعلام مقتل وإصابة 30 مدنيا لكن فيما بعد بلغ عدد القتلي والجرحى إلى مئات وذلك حسبما ذكر مندوب ولاية نورستان في مجلس الأعيان بأنه قتل وأصيب 30 شخصاً نتيجة القصف الجوي.

في 27- 30 من شهر يونيو نفذ جنود القوات المحتلة قصفا جويا على مناطق تابعة لمديرية وته بور بولاية كونر وذلك حين كان جنود العدو ينسحبون من المنطقة بعد مواجهة عنيفة استمرت لمدة أربعة أيام مما أدى إلى استشهاد 23 مدنيا وإصابة عدد كبير أخر بجانب استشهاد بضعة من المجاهدين. وفي 22 من شهر نفسه ذكرت وسائل الإعلام نقلا من سكان مديرية نوزاد بولاية هلمند بأن القوات المحتلة قامت بقصف المدنيين ما أسفر عن مقتل 26 مدنياً على الأقل وقد اعترف العدو بالحادث لكن أدعى مقتل 6 من مخالفيهم من المجاهدين غير أن المدنيين أصروا ثانيا بأن القتلى جميعهم مدنيين من الاهالي الأبرياء، وقبل مدة قام الجنود المحتلون بقتل 1400 مدنيا في المديرية المذكورة حيث قام رئيس إدارة كابل كرزاي برد فعل تمثيلي وشكلي تجاه ذلك قائلا لو كررت قوات التحالف مثل هذا الحادث مرة أخرى سينظر إليهم الأفغان نظرة المحتلين وبعد التخدير المذكور من قبل كرزاي قام الجنود المحتلون بقتل عشرات المواطنيين من الأهالي في مختلف بقاع البلد ولا زالوا يواصلون جرائمهم.

في السادس من شهر يوليو قصف الجنود المحتلون أحد منازل المدنيين في منطقة سجي في مديرية دومندو بولاية خوست حيث استشهد نتيجة ذلك 13 من الأهالي المواطنيين وقد أيد قائد شرطة المديرية حميد الله الحادث المذكور وأضاف بأن جنودا من قوات حلف الناتو قصفوا المنزل المذكور نتيجة معلومات خاطئة مما أسفر عن مقتل ثمانية أطفال وامرأتان وثلاثة رجال من أسرة واحدة. في الثاني عشر من شهر يوليو استشهد 16 من الأهالي المواطنيين معظمهم أطفال نتيجة غارات للقوات المحتلة في منطقة وادي تنجه بمديرية أزرة بولاية لوجر حيث اعترف الناطق الرسمي للولاية المذكورة دين محمد درويش ورئيس مجلس شورى في الولاية الدكتور عبد الولي وكيل بوقوع خسائر في صفوف المدنيين. في الثالث والعشرين من الشهر نفسه أطلق جنود القوات المحتلة نيران حية على المدنيين الأبرياء بعدما تعرضت آليتهم العسكرية لانفجار لغم مزروع من قبل المجاهدين في منطقة زرنه بوادي شنيز التابعة لمديرية سيدآباد بولاية ميدان وردك ما أدى إلى مقتل الطبيبة عاقلة حكمت وابنها وابن أخ زوجها على الفور، وإصابة اثنين آخرين من أعضاء هذه الأسرة بجروح.

الرابع من شهر اغسطس قام مئات من سكان مديرتي حاجي اريوب وأحمد خيل بولاية بكتيا بتظاهرات واسعة ضد الجنود المحتلين تنديداً لمقتل وإصابة 13 مدنياً نتيجة هجوم صاروخي من قبل المحتلين. في الثامن من هذا الشهر ذكرت وسائل الإعلام نقلا عن سكان مديرية ناد علي بولاية هلمند بأن جنود القوات المحتلة قصفوا منزلا في المنطقة المذكورة ما أسفر عن  مقتل تسعة من أفراد المنزل حيث أكد حاكم المديرية المذكورة (حبيب الله سمالاني) ذلك الحادث أثناء حواره مع إذاعة (آزادي) وفي اليوم نفسه قتل جنود القوات المحتلة خمسة مدنيين بمن فيهم إمرأة في منطقة بليزو بقلعة ساروان بمديرية سنجين بالولاية المذكورة.

في الثالث من شهر سبتمبر هاجم الجنود المحتلون على منزل القائد الجهادي السابق حاجي صبر لعل في منطقة انجور باغ بمديرية جلال آباد ففتشوا المنزل وفي النهاية قتلوا القائد المذكور وشخصين آخرين . وفي الرابع من ذاك الشهر قصفت قوات العدو منطقة (آذان ناوه) بمديرية زميندار بولاية هلمند ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وأسر ثمانية آخرين كما ذكرت وسائل نقلا عن زعماء القبابل والشيوخ في ولايتي كونر ونورستان أن قوات الإحتلال شنوا في 19- 21 من شهر سبتمبر سلسلة عمليات في مديرية وانت وايجل وقتلوا بشمول الزعيم القبلي حاجي جمعه كل 19 مدينا بمن فيهم النساء والأطفال. في 28 من الشهر المذكور استشهد 10 مدنيا نتيجة مداهمات ليلية من قبل القوات المحتلة في منطقة مهمند دره بمديرية سبين غر بولاية ننجرهار كما أسروا ستة آخرين ونقلوهم إلى مراكزهم في 29 من شهر سبتمبر داهم جنود القوات الأمريكية منازل الأهالي في منطقة حيدرآباد بمدير جريشك بولاية هلمند، وبذريعة البحث عن أشخاص مشكوك فيهم فتشوا المنازل وفي النهاية قتلوا أحد الأهالي المواطنيين وأسروا  أباً مع أربعة من أبنائه.

في السادس عشر من شهر اكتوبر هاجم جنود القوات المحتلة خلال مداهمات ليلية على قرية ممدو بمنطقة جردن مسجد بمديرية تشك بولاية ميدان وردك وفي نهاية الهجوم قتلوا معلم نوراغا المدرس بمدرسة القرية المذكورة وشقيقتين له وأسروا مدنييْن آخريْن. في 22 من شهر اكتوبر افادت وسائل الإعلام مقتل 13 مدنيا نتيجة قصف من قبل القوات المحتلة في مديرية غازي آباد بولاية كونر وقد أكد فضل الله واحدي الحادث وأضاف أصيب خلال قصف القوات الدولية 11 من الأطفال والنساء والرجال.

في شهر ديسمبر تم بعث لجنة من قبل إدارة كابل لأجل تحقيق خسائر المدنيين الواقعة من قبل المحتلين في ولايات كابيسا قندهار بكتيا وكان يرأس اللجنة محمد طاهر صافي حيث صرح في 24 من ذاك الشهر لوسائل الإعلام بعد إنتهاء التحقيق بأن جميع القتلى خلال غارات المحتلين في ولايات قندهار كابيسا، بكتيا من الأهالي الأبرياء وحسب تقرير اللجنة المذكورة فقد قتل 7 مدنيين وأصيب اثنان آخران في مديرية زري كما قتل مدنيان في مديرية ميوند بولاية قندهار، وقتل 7 مدنيين وأصيب اثنان آخران في قرية بهادر خيل بمديرية تجاب بولاية كابيسا.

والآن يجب على وسائل الإعلام المستقلة وجمعيات حقوق البشر والحكومات المستقلة والشعوب الراغبة للسلام أن تحكم في الموضوع بأنه هل حقا قتل طوال هذا العام 63 مدنيا خلال المداهمات الليلية من قبل المحتلين وفق تقرير إدارة يوناما أم قتل هذا العدد في ليلة واحدة فقط؟!

إمارة أفغانستان الإسلامية

14/3/1433هـ

الموافق 5/2/2012م

Read more http://www.shahamat-arabic.com/index.php?option=com_content&view=article&id=17663:2012-02-10-03-00-50&catid=2:officiale-statmenst&Itemid=4