بيان الشورى القيادي لإمارة أفغانستان الإسلامية حول مؤتمر لندن

بسم الله الرحمن الرحیم

من الواضح جداً للعالم أجمع بأن قوات الاحتلال بقيادة أمريكا هاجمت على إمارة أفغانستان الإسلامية وشعبنا بعد حادث 11/9/2001م تحت مسمى الحرب على الإرهاب، هجوماً وحشياً وظالماً واحتلت وطننا الغالي.
هذه الجريمة الدولية زادت من مشاكل شعبنا المنكوب والغيور، وصارت سبباً لمزيد من إطالة الليالي السوداء على هذا الشعب المظلوم والمستضعف، وتستمر عليه أمواج الظلم والوحشية، وبدأت سلسلة القتل العام، والنهب، وإهانة القيم الدينية والوطنية والمكاسب التاريخية أو أمثالها من المظالم تحت اسم الديموقراطية، وإعادة الإعمار، وحقوق البشر، وبدأت الوحشية والفوضى تنتشران في البلاد.
المحتلون جلبوا لشعب أفغانستان المنكوب تحت اسم الديموقراطية وإعادة الإعمار فقط الضجيج،  والخوف، النهب والسطو، قلة الحياء، وترويج تجارة المواد المخدرة، الإرتشاء والفساد الأخلاقي في الدوائر الحكومية، وايصال الخونة، ومافيا المخدرات وناقضي الحقوق البشرية وغاصبي الأملاك العامة والخاصة  إلى مناصب حكومية عالية، وإجراء انتخابات نزهية!! حيث صارت مثلاً مضحكاًعلى ألسنة الناس.
الحكومات الراغبة للحرب تحت قيادة أوباما وبراون تريد خدعة شعوبها من خلال مؤتمر لندن بأن العالم إلى جانبها في هذا الحرب.. لكنها ستواجه غضب وإمتعاض شعوب بلادها حتماً.

نعم إنهم هاجموا على ترابنا وبيتنا دون مراعات أي قيم حقوقية أو أخلاقية، لذا فإن كل أفغاني ومسلم مكلف بالحفاظ على نفسه وماله وعرضه وقيمه الدينية، وملزم بالدفاع عنها، إن مجاهدي الإمارة الإسلامية هم الأبناء البررة لهذه الديار هم أدرى الناس بشعاب وطنهم ويعرفون ربواتها وتهاماتها، مستعدون دائماً للدفاع عن بلدهم الإسلامي؛ فلابد أن تكون الهزيمة والخذلان من نصيب المحتلين بإذن الله.
إن سماحة أمير المؤمنين الملا محمد عمر (مجاهد) حفظه الله أعلن بشكل واضح وصريح بأننا نسعى لقيام نظام إسلامي في بلادنا، ومثلما لا نقبل ضرر الآخرين على أنفسنا كذلك لا ننوي الضرر للجيران وبقية دول العالم كما لا يمكن أن تُستخدم أراضينا ضد أي دولة.
تريد الإمارة الإسلامية أن تكون لها علاقات طيبة وإيجابية مع جميع دول الجوارعلى أساس الإحترام المتقابل، وتخطو خطوات بناءة مع جميع الدول من أجل التعاون الثنائي، والتقدم الإقتصادي ومستقبل أفضل، ونأمل من الآخرين في هذا الشأن الصدق والإخلاص أيضاً.
كما أن الإمارة الإسلامية عازمة بالنظر إلى الأصول الإسلامية ومتطلبات العصر الحديث وحاجاته ترفع خطوات بناءة في مجال التعليم والتربية لجميع المواطنين، إن الإمارة الإسلامية بطرح جميع مظاهر التفرقة اللسانية والقومية والمنطقوية جانباً، تسعى في توفير جو يمد فيه جميع المواطنين آيادي الأخوة إلى بعضهم البعض ويكونون يداً واحدة، واقفين أشداء وراء حكومة إسلامية خالصة وصافية في بلادهم بحيث تعكس هذه الحكومة مقاصد إنقلابنا الإسلامي وتفيء لآمال الشهداء العالية، وأن تكون محافظة على النفس، والمال والعزة والمكانة والقيم الدينية والوطنية والافتخارات التاريخية لجميع الشعب.
والكلام المؤسف بأن الدول المتجاوزة وعلى رأسها أمريكا لازالت تراهن على الحل العسكري للمشاكل، لكن يجب قوله بشكل علانية وصوت عال، بأن هؤلاء المحتلين إنْ أرادو تجنب الخسائر المادية والروحية فلا تخدع نفسها ولا شعوبها بخطط خيالية وسياسات صورية، ولا تضيع الفرصة، كما لا يواجهوا شعبنا المنكوب أكثر من هذا مع مزيد من الويلات والهلاك، فإن إمارة أفغانستان الإسلامية ترى سبيل حل المشاكل الوحيد الذي هو طريق نجاة وسلامة المحتلين أيضاً هو إخراج قوات الإحتلال من بلادنا فورا وبشكل كامل.
إنْ كان حقاً المحتلون كانوا يرفعون خطوات جادة لحل المشاكل لما أبقوا إخواننا السجناء في سجون غوانتنامو وأفغانستان وباكستان وبقية السجون طوال هذه السنوات خلافاً لجميع الأعراف الدولية. ولأنهوا جميع القوائم السوداء، ولما زادوا القوات الحربية في أفغانستان، ولترجموا أقوالهم إلى الأفعال ، ولفعلوا في الواقع العملي ما يقولونه بألسنتهم.
يجب أن ندرك أن مؤتمرات وجلسات عدة قد أقيمت من ذي قبل مثل جلسة بون، باريس وطوكيو، حيث كان صداها عال، ومصاريفها كبيرة لكن نتائجها لحل مشاكل أفغانستان كانت بلا نتيجة وبلا ثمرة. بدلاً من أن تحل المشاكل زادت الطين بلة؛ لأنها لم تكن برغبة واختيار الأفغانيين. وهذه أيضاً حقيقة ثابتة بأن أي اجتماع ليست لها الإرادة المخلصة والأساسية لحل المشاكل كانت بلا أثر وبلا نتيجة وستظل كذلك.
فإنْ لم يُبحث قضية أفغانستان في مؤتمر لندن بشكل سليم، وحقيقي وواقعي، وأن يتم فيها التركيز على دوام الاحتلال العسكري والاقتصادي والثقافي والسياسي في المنطقة، والمضي قدماً إلى الأمام أكثر من هذا؛ فيكون هذا الاجتماع مثل سابقاته ليس إلا ضياع للوقت خدعة للنفس.
يجب في النهاية ذكره بأن جهاد شعبنا المسلم الغيور في وجه ظلم وتعدي قوات الاحتلال مداوم، وأنه آخذ في الازدياد والتوسع والعمومية من يوم لآخر بكامل الطاقة والقوة، ولا تفلح ألاعيب العدو أن تضعفه أو تصد طريقه – إن شاء الله – وإن كان العدو قد سعى لذلك من حين لآخر، ولازالت هذه المساعي مستمرة بأن تجعل هذا الشعب المسلم الشجاع وخاصة قيادته وزعامته – الإمارة الإسلامية – تحت تأثيرهم بشكل أو آخر، حيث أعلنوا بأن أي مجاهد يضع السلاح ويترك الجهاد والمقاومة فهم يقدمون له مالاً، ويوفرون له عملا ووظيفة ويهيئون له سبيل الحياة الرغدة خارج البلاد!
هؤلاء يعتقدون بأن مجاهدي الإمارة الإسلامية مدوا أيديهم إلى السيف إما من أجل المال، أو الوصول إلى السلطة أو أنهم مجبورون! لكن اعتقادهم هذا خاطئ ومغلوط ولا أساس له من الحقيقة والواقعية؛ لأن مجاهدي الإمارة الإسلامية إن كانوا يجاهدون من أجل المقاصد الدنيوية، والمنافع المادية، لفعلوا ذلك في البداية ولإنحنوا رأس العبودية للمحتلين في أول الأمر ولتعاونوا معهم في الوهلة الأولى، حيث كان كل شئ في أيديهم كالحياة والعيش الآمن، وكذلك المال والكراسي كلها كانت تحت أيديهم وفي سيطرتهم؛ لكن كلا ثم كلا، أن تساوم الإمارة الإسلامية في إيمانها ووجدانها وترابها وبيتها أي أحد ولا تتاجر فيها مقابل المال، كما لا تخاف قوة أحد ولن تتهاون فيها مقابل امتيازات خاصة، لأن مثل هذه اللعبة القذرة ليست لها مكانة في تاريخ الشعب الأفغاني الغيور.
لذا يجب أن تعي العدو المتجاوز والمهزوم الحقيقة جيداً بأنه ليست لحيلهم وألاعيبهم أي أثر ونتائج مرجوة بين الشعب الأفغاني الحر والمستقل، بل على المحتلون والمتجاوزون أن يضعوا نقطة النهاية لاحتلال بلادنا وترابنا، فإن أي سبيل حل غيره يكون بلا أثر وبلا نتيجة.

الشورى القيادي لإمارة أفغانستان الإسلامية