بیان أمیر المؤمنین الملاّ أختر محمد منصور- حفظه الله تعالی ورعاه- بمناسبة عید الأضحی المبارك لعام 1436هـ

alemarahFlag

بسم الله الرحمن الرحیم

اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَاَللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ، إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمن سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، فَمَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ إنَّ أصْدَقَ الحَدِيْثِ كِتابُ اللهِ وخَيْرَ الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشَرَّ الأُمورِ مُحْدَثاتُها، وكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَة.
أما بعد: قال الله تبارك وتعالی: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (۱۰۲) وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُم أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِه إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (۱۰۳)) آل عمران.

أهنّئ شعب أفغانستان المسلم، والمجاهدین في خنادق الجهاد وجمیع الأمة الإسلامیة بمناسبة حلول عید الأضحی المبارك، ونسأل الله تعالی أن یتقبل من جمیع المسلمین في هذه الأیام المباركة أضحیاتهم وصدقاتهم وعباداتهم ومناسك حجّهم. وأخص بالدعاء شهداء الحادثة الألیمة لسقوط الرافعة في المسجد الحرام، وأسأل الله تعالی أن یتقبل الشهداء وأن یمنّ بالشفاء العاجل علی الجرحی.

وأقّدم عزائي لجميع المسلمین بمناسبة وفاة مؤسس الإمارة الإسلامیة أمیر المؤمنین الملا محمد عمر المجاهد- رحمه الله تعالی- وأشكر كلّ من واسانا في هذه المصیبة العظیمة وساعدنا في الحفاظ علی وحدة صف الإمارة الإسلامیة، فأسأل الله تعالی أن یعظّم أجر الجمیع، كما أسأله أن یتغمّد أمیر المؤمنین رحمة الله تعالی علیه بالرحمة والمغفرة وأن یتقبل خدماته للإسلام والجهاد وجمیع جهوده في سبیل الله تعالی، وأن یمنّ علیه بالدرجات العالیة، وأن یتفضل علی أسرته الغالیة بالصبر الجمیل وأن یبدلهم خیراً منه. آمین یارب العالمین.

أودّ أن أستغلّ هذه المناسبة المیمونه العظیمة في بیان مواقف الإمارة الإسلامیة حول المستجدات الجهادیة والسیاسیة الأخیرة.

أیها الأخوة المسلمون!

منذ 14 عاما یستمّر جهاد الشعب الأفغاني المسلم ضدّ المحتلّین بقیادة أمریكا تحت القیادة الجهادیة الواحدة، ولاشك في أنّه كان لقیادة أمیر المؤمنین الملا محمد عمر المجاهد رحمه الله تعالی وإخلاصه ولعزمه الراسخ ومكانته المعنویة الخاصة دور في تسییر أمور الإمارة الإسلامیة العسكریة والسیاسیة والإعلامیة والإداریة المتنوعة بشكل جید ومنظّم في تلك الظروف الصعبة.

وقد وقف أعضاء الشوری القیادي والقادة الكبار، والقادة المیدانیون، والمسؤولون، والمجاهدون في خنادق الجهاد، والشعب الأفغاني بكل إخلاص وصدق ووفاء إلی جانب أمیر المؤمنین رحمه الله تعالی حتی أوصلوا بقافلة الجهاد العزیزة بمساعدة المسلمین المادیة والمعنویة إلی مشارف الفتح النهائي بعد المرور بالمراحل الصعبة.

والآن وقد وُضِع حمل المسؤولیة الثقیل علی كاهلي بصفتي زعیماً للإمارة الإسلامیة فإنني أكرّر بأنني لا یمكنني لوحدي القیام بهذه المسؤولیة بغیر نصر الله تعالی ثم بوقوف الإخوة إلی جانبي، وكما أني أهیب بمنسوبي الإمارة الإسلامیة ومسؤولیها وعامة مجاهدیها أن یساعدوني ویدعوا لي بالتوفیق؛ فإنني أطلب من جمیع علماء الدین الشفوقین والخبراء وذوي الرأي أن لا یبخلوا عليّ بمشوراتهم القیّمة وأطروحاتهم البنّاءة ومساعداتهم العملیة في شدّ أزري في قیادة الإمارة الإسلامیة بشكل رشید وفي تقدیم الخدمة الإیجابیة المعیاریة في المجال العسكري والسیاسي والتعلیمي والتربوي والثقافي والإقتصادي والمجالات الاجتماعیة الأخری، وفي وضع الأطروحات والمخططات وتنفیدها علی أرض الواقع.

إنّ الإمارة الإسلامیة لیست حركة إسلامیة وجهادیة فحسب، بل هي نظام یعمل بالتزام لتحقیق آمال نشر الوعي الإسلامي والتربیة الإسلامیة والأخذ بالناس إلی الرقي والذي یجب أن یُمّد إلیه ید العون في عملیة قیامه بإسعاد الشعب وتوفیر وسائل الرخاء والتقدم لیتحقق التعاون والتقارب والتنسیق القوي بین جمیع الأقوام وأصحاب الكفاءات الدینیة والعصریة.

إنني أطمئن جمیع مجاهدینا وشعبنا بأنني سأجتهد بتوفیق الله تعالی للعمل بالشریعة الإسلامیة المقدسة قدر المستطاع، وسأمضي علی خطّی أمیر المؤمنین الملا محمد عمر رحمه الله تعالی، وسأحافظ علی وحدة الصف كما كان متحداً فیما مضی، وسأقوم بمزاولة أعمالي في ضوء إرشاد علماء الشرع الكرام إن شاء الله تعالی.

وبما أنّ جهادنا الذي استمرّ ضدّ الاحتلال قد اقترب من الفتح النهائي وعدوّنا قد واجه الهزیمة في جمیع المجالات فإنّه الآن یحاول أن یزرع بذور الفرقة والخلاف وفقدان الثقة بین المجاهدین عن طریق حرب الإشاعة، فینشر الإشاعات الواهیة عن وجود الانشقاقات بین المجاهدین بشكل سافر ومُضمر. فیجب علی جمیع الشعب والمجاهدین أن ینتبهوا بشكل جدّي إلی مؤامرات العدوّ ومخططاته، وأهیب بشكل خاص علی الإخوة الذین لدیهم تحفّظات أن یصدّوا طریق المؤامرات الشیطانیة للأعداء في مجال حرب الإشاعه وغیره، لأنّ الإمارة الإسلامیة هي قافلتنا المشتركة التي تسیر بتضحیاتنا جمیعاً، وإن كرامتكم وكرامتنا وكرامة جمیع الشعب المضطهد هي في الحفاظ علی وحدة بیتنا المشترك، فحافظوا علی وحدة صفّكم في هذه الظروف الحساسة، لأنّ احترام دماء الشهداء الطاهرة وآمالهم هو أولی من كل ما لدینا من الملاحظات والتحفظات.

ویجب علی المجاهدین ألا یُصغوا إلی إشاعات الأعداء، وأن یتجنّبوا إساءة الظنون، لأنّ الله تعالی یقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) الحجرات/12.

ومن واجبنا كمؤمنین وعباد الله تعالی المكلفین أن نكون متحدین متماسكین. وأن نتجنّب جیمع التعصبات القومیة، والإقلیمیة، واللسانیة، وأن نزید من عطفنا علی الشعب وشفقتنا علیه.

إنّ نظام كابل، والمحتلین وبعض العناصر المفسدة الأخری تضطهد مواطنینا المظلومین بهذه التسمیة أو تلك في مختلف مناطق البلد، وینظرون إلی عامة الشعب نظرة العدوّ، ویسلبون منهم حق الحیاة أو یزجّون بهم في السجون بغیر جریمة ارتكبوها، ویعاملونهم معاملة لا إنسانیة أثناء الاعتقال، بل ویقتلون المعتقلین المظلومین من عامة أفراد الشعب بقسوة وبطرق وحشیة، وكذلك یقوم بعض المفسدین والجهات الاستخباراتیة بإیذاء الأبریاء من الناس بقصد إساءة سمعة المجاهدين. إننا لا نكتفي بشجب وإدانة هذه المماراسات الظالمة فقط، بل سنعاقب مرتكبیها وفق الأحكام الإسلامیة إن شاء الله تعالی. وإن ارتكب أحد من المجاهدین تهاوناً أو تعمّد في إلحاق الأضرار بالمدنیین أو تعامل مع الأسری معاملة غیر شرعیة؛ فإننا سنحاسبه بشكل جدّي، وسنعاقبه وفق الشریعة الإسلامیة. إنّنا نعزّز صفنا بالأشخاص النزهاء المخلصین، ولسنا بحاجة إلی من یرتكب الأعمال المخالفة للشریعة الإسلامیة بإسم المجاهدین، وسنوصد الطرق أمامهم إن شاء الله تعالی.

یجب أن یحتاط المجاهدون في أوقات العملیات العسكریة كثیراً لكي لا تُراق دماء الأبریاء، لأنّ إمارة أفغانستان الإسلامیة لن تسمح بالتهاون في الحفاظ علی أرواح الناس وأموالهم.

لا یُسمح للمجاهدین بتاتاً في أن یقوموا من عند أنفسهم بالإجراءات التي تخالف الشریعة الإسلامیة أو بما یعتبرون فیه المصلحة مما ترضاه نفوسهم ولكنها تسخط الله تعالی سواء كانت بین المجاهدین أنفسهم أو كانت مع عامة الشعب. ولا نسمح لهم أن يتعاملوا مع العدوّ أیضا بما فیه سخط الله تعالی، ویجب أن تكون جمیع أعمالهم في ضوء الشریعة الإسلامیة والأخلاق النبویة علی صاحبها أفضل الصلاة والتسلیم.

إنّ الحرب الجاریة حرب مفروضة علینا، فقد اعتُدي علی حكومتنا الإسلامیة وعلی شعبنا، واحُتلّت أرضنا، ولذلك یحق لنا من جمیع النواحي ووفق جمیع القوانین أن ندافع عن عقیدتنا وأرضنا، وأن نكسب حرّیتنا، ونقیم النظام الشرعي الذي یستوعب الأفغان وتُؤمّنُ في ظله كل الحقوق الحقة لجمیع الشعب، ویعیش فیه أفراد الشعب في جوّ من المحبّة والإخاء، ویمثل إرادتهم، ویدافع عن الإستقلال ووحدة تراب الوطن، ویتمتعون فیه، إلی جانب الحفاظ علی مصالحهم الشرعیة والجهادیة والملّیة، بجدارة التعامل الإیجابي مع المجتع الدولي.

إنّ المحتلّین وعملائهم الداخلیین الذين واجهوا الهزیمة المنكرة في الحرب یسعون الآن أن یقدّموا فتوحاتنا في الشمال لجیراننا الشمالیین في شكل خطر، وبهذه الطریقة یریدون أن یُوقفوهم معهم، إلا أنّ سیاستنا واضحة علی جیراننا، ولا ینبغي أن یعرفونا من أفواه أعدائنا.

إن تعلّم العلوم الدینیة والعصریة هو من الضروریات الماسة للجیل الجدید، وإنني أنادي مجاهدي الإمارة الإسلامیة أن یهیّؤوا الظروف المناسبة في مناطقهم للتعلیم الدیني والعصري، وأن یساعدوا مسؤولي التعلیم.

إنّ الخبراء والجیل المتعلم الصالح، والتجار في البلد، وجمیع الأفراد الحرفیین والمهنیین هم بُناة مستقبل هذا البلد، والمجاهدون سیقدّرون كفاءاتهم وسیحافظون علی ثراوتهم، فلیواصل الجمیع فعالیاتهم وخدماتهم باطمئنان. إنّ الإمارة الإسلامیة تعتبر جمیع الممتلكات العامة والخاصة والأبنیة والخدمات حقاً للشعب، وثروة للوطن، ولا یسمح لأحد بالمساس بها، وإنّ خدمات المؤسسات الخیریة المحایدة وأهل الخیر التي یقدّمونها بهدف مساعدة الناس وتوفیرالرفاهیة لهم تستحق التقدیر وسنساعدها في تسیهل تسییر أمورها.

إننا تعتبر كلّ نوع من تواجد المحتلّین في أفغانستان من عوامل الحرب واستمرارها في أفغانستان والمنطقة، وهو تهدید قطعي وخسارة یقینیة للسلام في المنطقة، فكل من یرید الأمن والرخاء في المنطقة علیهم أن یساعدوا الأفغان في إنهاء الاحتلال.

تقوم الإمارة الإسلامیة إلی جانب فعالیاتها الأخری بالفعّآلیات السیاسیة أیضاً، وقد خطت في هذا الطریق خطوات عملیة، والمكتب السیاسي للإمارة الإسلامیة هو المكتب الخاص لهذه الفعّالیات ویقوم بأعماله منذ سنوات، وقد خُوّل بصلاحیة الارتباط وإجراء المحادثات مع الجهات المختلفة. وقد أبلغ المكتب السیاسي رسالة الإمارة الإسلامیة إلی الجمیع بأننا نرید إقامة العلاقات الحسنة والمشروعة مع دول الجوار، والدول في المنطقة والعالم وبالأخصّ مع الدول الإسلامیة، نرید من أصحاب الضمیر الحرّ أن یساعدونا في إنهاء احتلال بلدنا المنكوب بسبب الحروب.

وأما عن المحادثات فإننا مع مراعات الظروف والأوضاع نتخذ السیاسة التي تتفق وأصول الشریعة الإسلامیة وآمالنا الجهادیة ومصالحنا الشعبية.

تعتقد الإمارة الإسلامیة أنه حین لا یكون البلد محتلاً فإنّ المشاكل الداخلیة بین الأفغان قابلة للحل عن طریق التفاهم الداخلي، وأنّ أیة ضغوط خارجیة بقصد حل النزاع الأفغاني لیست لا تحلّ هذه المشكلة فحسب بل تتسبب في وجود مشاكل أخری أیضا.

وإذا أرادت إدارة كابل أن تنتهي الحرب ویحلّ السلام، فإنّ إنهاء الحرب یكمن في إنهاء الاحتلال، وفسخ جمیع المعاهدات والاتفاقيات العسكریة والأمنية معه. وأمّا إذا كانت إدارة كابل ترفع شعارات السلام باللسان، وتُسعّر خنادق القتال عملیاً بنیران الحروب الإقلیمیة، والقومیة، والمذهبیة والحزبیة، وتسلّح المقاتلین الأوباش وأصحاب السمعة السیئة، والملیشیات اللامسؤولة وتمكّنها من الصلاحیات والوسائل، لیُضطَهد الشعب المظلوم بأيديهم، فإنّ كل هذا لا یعني إلا الإهانة للسلام.

إنّ إنشاء الجماعات المختلفة في ظلّ الاحتلال وتسلیحها واستعمالها في الحرب ضدّ المجاهدین هي مؤامرة الأمریكیین الأخیرة لاستمرار الحرب بالوكالة، یطلقونها في أفغانستان بهدف الثأر لهزیمتهم من الأفغان، إلا أنّ الشعب الأفغاني سیقوم بإفشال هذه المؤامرة أیضاً بإحكام وحدته بإذن الله تعالی كما أفشل بقیة مؤامرات المحتلّین.

ویجب أن یتنبّه الأفغان لمؤامرة الحلقات الاستخباراتیة الخفیة للمحتلّین في تعّمدها زرع فتن الخلافات القومیة، والعشائریة، والإقلیمیة بین الشعب الأفغاني والتي بها یمهّدون الطریق لتقسیم أفغانستان. وحتی أنّ تلك الحلقات جعلت الهویة الإسلامیة والأفغانیة لبلدنا التاریخي الإسلامي محلاً للنزاع، وأوضح مثال لهذه الجریمة هو حذف الهویة الإسلامیة والأفغانیة من بطاقات الهویة لسكان البلد.

إنّ المحتلّین علی الرغم من إعلانهم لملیارات الدولارات من المساعدات خلال الـ14 سنة الماضیة لم یطبقوا أي مشروع تعمیري یعود نفعه علی الأفغان لزمن طویل، بل كانت جمیع مشاریعهم للمدی القصیر وذات الكیفیات الردیئة، وكان القصد منها خداع الناس. إلاّ إنّ مشاریعهم التدمیریة في مجالات الغزو الفكري وزرع فتن الاختلافات الداخلیة فقد بثُوا فیها سموماً كثیرة.

یجب علی الأمریكیین وعلی جمیع حلفائهم أن یتّعظوا من حال آلاف قتلاهم وعشرات الآلاف من جرحاهم وجنودهم المعاقین في هذه الحرب، ولا ینبغي لهم أن یرسلوا مزیداً من جنودهم إلی هذا البلد لیُقتَلوا بأیدي المجاهدین أو یجرحوا أو یصابوا بالعاهات والأمراض النفسیة.

وإننا نخاطب الأمریكیین ونقول لهم بأنكم تذرّعتم لاحتلال أفغانستان بحادثة الحادي عشر من سبتمبر وهاهو قد مرّ علی ذلك الیوم 14 عاماً، وبدل أن تكونوا قد منعتم حدوث الحوادث الدامیة الأخری الشبیهة بحادثة سبتمبر، صارت كل لحظة من حیاتكم في كل بقعة من الأرض حادثة سبتمبر الدامیة، إنكم تُستَهدفون في كل مكان، وحیاتكم معرّضة للخطر، وللحیلولة من وقوع حوادث شبیهة أخری لكم يجب علیكم آن تُعیدوا النظر في سیاساتكم العدوانیة، لا أن تحلموا في خیالكم بتوفیر الأمن لكم في قتل الشعوب الأخری واحتلال بلادها.

إنّ إمارة أفغانستان الإسلامیة ترتبط بالعالم الإسلامي والمسلمین برباط التعاضد الدیني، وتعتبر نفسها شریكة في أفراحهم وأحزانهم، ولذلك ترفع صوتها في كل وقت لتحقیق مطالبات الشعب الفلسطیني والقضایا الحقة للشعوب المسلمة المستضعفة.

إنّ المجاهدین الیوم بنصر الله تعالی قد جعلوا عدوهم یواجه الهزیمة السافرة في جمیع المیادین، وقد أحزروا انتصارات وفتوحات في جمیع ساحات أفغانستان، وأبطلوا جمیع مؤامرات العدوّ، ولكي نستحق مزیداً من نصر الله تعالی یجب علی الإخوة المجاهدین أن یواصلوا جهادهم بهدف إعلاء كلمة الله تعالی وإسعاد مواطنيهم المضطهدین وخدمتهم، وأن یعتبروا الحفاظ علی أرواح الشعب وأمواله وأعراضه من مسؤولیاتهم الشرعیة والأخلاقیة، وأن یتحلّوا معهم في التعامل بالعطف والشفقة والرحمة، وأن یُهیّؤوا لأنفسهم الحاضنة الشعبية في القیام بفعالیاتهم الجهادیة، وأن یقوموا بحل مشاكل عامة الشعب بالتشاور والتفاتهم مع العلماء والوجهاء وأهل الرأي، وأن یعاملوا الناس كمن یخدمهم لا كمن یحكمهم.

وفي النهایة مرّة أخری أهنّئ الشعب الأفغاني المجاهد، والمجاهدین في خنادق الجهاد، والأسری في سجون العدوّ، والأمة الإسلامیة جمعاء بحلول عید الأضحی المبارك، وأسأل الله تعالی أن یتقبل من المجاهدین ومن جمیع المسلمین تضحیاتهم وجهودهم التي یبذلونها ابتغاءً لمرضاة الله تعالی، وأن یحفظ الأمة الإسلامیة كلها من شر جمیع مكائد الأعداء ومؤامراتهم، وأسأل الله تعالی أن یوفّقنا جمیعاً في هذه الأیام المباركة لمساعدة أسر الشهداء، والأسری، والمجاهدین، والمهاجرین وجمیع المحتاجین لنُشركهم معنا في أفراح العید بتوفیر ما یحتاجونه قدر المستطاع.

اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، اللهم انصرنا على أعدائنا، وأصلح أمورنا، واهدنا لما فيه الخير والصلاح في دیننا ودنیانا. آمین

والسلام

خادم الاسلام أمير المؤمنین الملا أختر محمد منصور 

۱۴۳۶/۱۲/۸ هـ ق

۲۰۱۵/۹/۲۲ م