حکت لیلی حکایتها

الدكتور بنيامين

——————————-

حکت لیلی حکایتها

وفي أوراقها الألم

وفي أزهارها نار

من الویلات تضطرم

وقد غابت سلالتها

بأشواق تهزها الکلم

رجال حکایتها

ناموا

لهفا

فلا صوت إلا الشیم

حکت لیلی حکایتها

بعبرة تحمل الألم

وقد أهوی بها الهرم

وفي أوراقها لهف

من الأشواق تحتدم

لماذا؟

نحن یا حبّي

لماذا نحن في أوطاننا أغراب؟

لماذا حفنة الأوغاد

سموا نفسهم أرباب

جاؤوا من حیث یغرب النور

لقتلنا

هل نحن نستحق القتل؟

ألیس لنا أخلاء وأحباب؟

لماذا؟

نحن یا أبتِ

نداس في أرضنا کأننا أغراب

لماذا یا أبتِ

يمر العام إثر العام

يمر القصف بکل جدوی

لکي یکبوا بنا

النجوی والسلوی والبشری

و یزرع بعده

الآلام و اللأوی

لکي یکبوا بنا

صوت من الوجدان

یهتف دائماً

أرضی والإیمان

لماذا نحن یا أبتِ

نشاهد حفنة الأوغاد

حاولوا تاریخنا من الاغراب

وأقحموا فینا السقم

وشردونا في الخیم

وعوّدونا

أن نسمع العار واللمم

أما کانت لنا کابول

بها الأمال تخضر

أما کانت لنا القندوز

فیها تهلل البشری

أما کانت لنا الهيرات

یشدوا فوقها النصر

أما کان لنا وطن

یعلو باسمه الزمن

لماذا

نحن یا أبتِ

لماذا نحن أغراب

وبلا أحباب

وماذا یقصدون

هل رغبوا في أرضنا الخضراء

ذات المنهل السلوان

أم قصدوا ماءها العذب

أم قصدوا حلمنا الحلو

الذي أشرق بالحب

للدین و للأرض و للشعب

أجاب الأب في دمع

و بأشواق وفي هلع

نعم یا قمري

إنهم شردونا

لکي لا نزرع

أحراراً و أبطالاً

بأیدینا

لکي لا نأکل أحراراً

في أرضنا

نعطیها وتعطینا

ونسقیها من جهد

ویسقینا

لذاك نحن یا قمري

لذاك نحن أغراب

وفي التشرد جوابین

في الحر وفي البرد

بلا بیت وبلا حقل

بلا مجد

لذاك نحن في الألم

وفي الجوع وفي السقم

وفي البؤس وفي النغم

لذاك نحن یاقمري

لذاك نحن أغراب

سؤالك بالأمس عن أمك

التي زرفت وفي صمت

سؤالك

عن خافقي الذي یشکو

سؤالك عن مقلتي التي تدمع

لذالك یا قمري

لأجل الظلم الذي یسري

وكل العالم في الصمت

لا یحکي ألمي ولا یسمع

ولا ینقذنا صوت

ویمعن تجاهنا الصمت

سألتنی مراراً منذ أیام

سألتنی عن أحمد أخیك

وقد زاح عن عینیك

ذاك الخاطر الأسود

و کدت أقول لك قد مات

یا قمري قد استشهد

ولکني لم أفعل

رحمة بقلبك المدلل

ولا تذکر یا قمري

عن أسماء

أختك الشهباء

کأنی أبصرتها أمس

وهي تصرخ یا الله

تلج شهیدة في الدرب

تحت الرکام وفي الترب

فهذي غیرها لا شك

هذي غیر عائلتي

شعب

له عیون فیضها ألم

وجسم منهك سقم

ولکني حتی الآن

علی رغم البؤس والنغم

أعیش لحلم

أقامني علی قدم

بأنا نأتي إلی کابول

إلی هيرات وقندوز وفراه

فإن خیالها المحبوب

في عیني قد طافا

وندخلها أعزاء

برغم الکفر أشرافا

وندخل أرضنا بحق  الله

ندخلها بأحلام

ونلقاها وتلقانا

تسمع الکفر وقع أقدامي

و أقتلها بهذا العزم

هذا المدنف الظامئ

قمري

لا تنسی

بأن الموطن العالي

لنا ویطلبنا أعزاء

فإننا من الأرض

وتلك الأرض تجذبنا

ولها فینا لهفة رعناء

وإن کانت

وإن کانت ترعش دمعة حری

وتدفق خلفها دمعة

وترعد صرخة الشعب

وتطرق في الدجی السمع

ولکن سوف نرجعها

سنرجع ذلك الوطنا

فلن نرضی له بدلا

و ندفع لأجله الثمنا

وإن جعنا و إن لمنا

فلن یقتلنا جوع

ولن یرهقنا الفقر

ولن یرعبنا القصف

لنا أمل فیدفعنا

لنا حلم الجهاد

و ذلك فینا یلوح الثأر

فصبرا یا قمري صبرا

غداة عد لنا النصر